عرض مشاركة واحدة
قديم 11-19-2011, 12:44 PM   #15
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-20-2024 (10:00 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خطبة الديموستينيس



(خطبة الديموستينيس )
322 ق.م) خطيب أثينا بل زعيم خطبائها. وكان قبل أن – كان ديموستينيس ( 382
عرفه جمهور أثينا رجلا خاملا ضعيف البنية خائر الصوت ليست لحركته لباقة ولا
أخذ يقوي رئتيه وصوته بالصياح » في لسانه طلاقة الخطيب. فلما اعتزم الخطابة
وهو يصعد في الجبال الوعرة أو كان يقف على شاطئ البحر فيرفع صوته فوق
صخب الأمواج. وتغلب على عاهة النطق بأن كان يمارس الكلام وفي فيه حصى.
.« وتعلم أصول اللباقة ورشاقة الحركة بأن كان يقف أمام مرآة وهو يخطب
إننا لا نفكر في كلماته بل نفكر في الأشياء التي يقولها. » : قال عنه فنيلون
فهو يبرق وهو يرعد بل هو سيل يجرف كل ما أمامه. فلا نستطيع أن ننتقده أو
.« نعجب به لأننا قد فقدنا حكمنا على مشاعرنا
وقد كانت مهمة ديموستينيس التي عاش من أجلها ومات في سبيلها إيقاظ
ضمير الأمة الإغريقية وتنبيهها إلى الخطر الذي يحيق بها من فيلبس والد الإسكندر
المقدوني الذي كان ينوي ضم بلاد الإغريق إلى مملكته. وكان قد رشا خطباء أثينا
لكي لا ينددوا بأغراضه فسكتوا وأبى ديموستينيس أن يرتشي ويخون وطنه. وقضى
حياته وهو يحرض الأثينيين على مقاتلة فيلبس حتى دس له هذا الملك من يطارده.
ففر إلى احد المعابد وهناك تناول السم بيده ومات.
قال يحرض الأثينيين على قتال فيلبس:
إن بينكم أيها الأثينيون من يعتقد انه يمكنه أن يربك الخطيب بقوله:
لا تفعلوا شيئًا مما تفعلونه » : وعلى هذا السؤال أجيب «؟ فماذا نفعل إذن »
وأنه لجواب حق وصدق. ولكني سأزيدكم « الآن وافعلوا كل شيء لم تفعلوه
إيضاحا ولعل أولئك الذين يسارعون إلى السؤال يسارعون أيضًا إلى العمل.
فاذكروا أيها الأثينيون أولا أنه من الحقائق التي لا مراء فيها أن فيلبس
قد نكث عهودكم وأعلن الحرب عليكم. فدعونا إذن من التثالب عن هذا
الموضوع. ثم اذكروا أنه عدو أثينا الألد — عدوها الذي يكره أرضها
وأسوارها بل يكره أولئك الذين يغتبطون منكم بأنهم قد نالوا حظوة
عنده.
فإن أخشى ما يخشاه فيلبس وأمقت ما يمقته هو حريتنا. هو نظامنا
الديمقراطي. فلكي يقضي على هذه الحرية وهذا النظام يهيئ فيلبس جميع
شراكه ويدبر جميع تدابيره. أو ليس يجري على مبدأ واحد في كل أعماله
هذه؟ إنه يعرف تمام المعرفة أنه لو أخضع بلاد الإغريق كافة وعمها
بفتوحاته فإنه يظل غير آمن عليها ما دامت ديمقراطيتكم صحيحة لم
تمس. وهو يعرف أنه لو أصابته هزيمة من تلك الهزائم التي تقدرها
الأقدار لبني الإنسان فإن جميع هذه الأمم التي قرنها عنوة إلى نيره
تسارع إلى الانضواء إليكم. أفي العالم ظالم يجب رده؟ هاكم أثينا. أفي
العالم أمة مقهورة تحتاج إلى رد حريتها إليها؟ هاكم أثينا ما أسرعها إلى
الإسعاف. ففيم نعجب من فيلبس إذا كان لا يطيق صبرًا على هذه الحرية
الأثينية التي تقف موقف الجاسوس ينظر إلى شروره وآثامه؟ فأيقنوا أيها
المواطنون أنه عدوكم الذي لا هوادة عنده. وأنه إنما يعبي جيوشه ويهيئ
عدده وينصب أشراكه لكي يقاتل أثينا.
فماذا عليكم أن تفعلوا باعتباركم رجالا عقلاء قد اقتنعتم بصحة هذه
الحقائق؟ يجب عليكم أن تنفضوا عنكم هذا السبات القاتل وأن يتبرع
كل منكم بنسبة ما يملك وان تطلبوا من حلفائكم أن يتبرعوا ثم تستعدوا
للاحتفاظ بالجنود المسلحين حتى إذا كان فيلبس قد تهيأ لغزو الإغريق
وإخضاعهم يكون لديكم جيش تمدونهم به وتخلصونهم منه. ولا تخبروني
عن المتاعب والنفقات التي يحتاجها هذا العمل. فإني لست أنكرها. ولكن
اعتبروا الخطر الذي يتهددكم واعتبروا مبلغ ربحكم في ما إذا انضممتم
للدفاع عن قضية الوطن إلى سائر الإغريق منذ الآن. والحق أنه لو أكد
لكم أحد الآلهة أن فيلبس لن ينالكم بأذى إذا بقيتم وادعين في مقامكم لا
تحفلون بما يعمل فإني أقول لكم والسماء تشهد علي أنه من الهوان ومن
الصغار ومما هو دون كرامة دولتكم ومجد آبائكم أن تضحوا مصالح
وطن الإغريق بأجمعه لكي تنالوا أنتم الراحة لأنفسكم.
أجل. إنه لخير لي أن أهلك من أن أشير عليكم بهذا. فليفعل ذلك
من يشأ غيري. واستمعوا لأقواله إذا أردتم. أما إذا كنتم تحسون مثل ما
أحس وترون كما أرى أنه كلما امتدت فتوحات فيلبس كان في ذلك تقوية
لعدونا وشدًا لأزره علينا حين نضطر عاجلا أو آجلا إلى مكافحته فلم
تترددون وأي اضطرار تنتظرون؟ فهل هناك ما يخشاه الأحرار قدر ما
يخشون سقوط الشرف؟ فهل أنتم في انتظار هذا؟ ألا إنه قد وقع بنا الآن
ولكن الحقيقة أنه « الآن » ما تنتظرونه وأن عبئه ليكدنا ويبهظنا. لقد قلت
قد وقع منذ زمان ولا زمنا وجهًا لوجه. ألا إن هناك اضطرارًا آخر قد
احتفظ به لنا للمستقبل: هو اضطرار الرق والجلد والصفع. فهل تنتظرون
هذه الأشياء. ألا لا قدرت الآلهة. إن النطق بهذه الكلمات مهانة وذل.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس