عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2011, 08:15 AM   #8
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



الترصيع:
وآل السوق وإن عدت قبائلهم**فإنها دون شك يثربيات
إن لكل بيت محكم بحقائق معانيه معنى يشعر القارئ ببواعث شاعرية الشاعر به، فتتقاذفه أمواج من الشعور البليغ ببيان معاني مراد الشاعر الحكيم، وإن هذا البيت لهو بيت القصيد في إشارات من معاني جلالة السوقيين خاصة في مثل هذه المشاعر، الذي تناول هذا البيت حقيقة من حقائق مجد تاريخ هذه القبيلة ـ قبيلة كل جنششي.
وهذا البيت الذي حفظه لنا التاريخ، كبرهان من براهين حقيقة تاريخ مجد السوقيين المجد الباهر العتيق الباذخ.
وليس يصح في الأذهان شيء**إذا احتاج النهار إلى دليل
لأن ذلك المجد التاريخي الشامخ، ما زال ـ ولله الحمد ـ إلى وقت كتابة هذه الأسطر، على نحو ما تتمتع به قبائل السوقيين منذ القدم، إلى عصر من عصور ازدهاره عصر ذلك الشاعر العلم، الجبل الشامخ الشيخ العلامة الداعية الرباني السلفي الشيخ إغلس بن محمد بن اليمان السوقي الإدريسي المرسي ـ رحمه الله.
ولقد يعزز هذا البيت التاريخي بشواهد عزيزة كثيرة يطول ذكرها، منها قول العالم العلم الشيخ الكنتي:
إذا قيل أي الناس خير قبيلة**فأنتم خيار الناس ما ارتفعوا قدرا
هذا المجد المنطوق به، هو واقع الحال، حتى بلغ بهم حب التربع على عرش معالي الفضائل ـ العلم ومقاماته ـ أن صار دندنة أفراد هذه القبائل كأنه صاحب هذا المقال:
بلوت الطيبات فلم أجدها**تفي بالعشر من طيب العلوم
فتفانوا في طلبه، وتفننوا فيه بعد إحكام قواعد أصوله، ثم تجاوزا إلى مقامات ارتقاء درجاته، رتبة سنية بعد رتبة سامية إلى رتبة عالية، حتى القائل الصادق فيهم:
لكل أناس حرفة عرفوا بها**وحرفتكم نشر العلوم كما يدرى.
وهذا البيت الكنتي من الأبيات التاريخية المجدية الشاهدة لجلالة قدر آل سوق العلم الكبير، القدر الكبير، إذ حقيقة نشر العلوم، مرحلة متقدمة في التبحر فيه، كما أنه مرحلة عظيمة من مراحل العمل به، كما أنه شاهد من شواهد الكافية على رغبة السوقيين عن أي حرفة دنيوية عزيزة مفيدة من الحرف غير حرفة العلم صاغرا عن كابر...
من ذا الذي لمس المجرة باليد
أورد صاحب فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، ما نصه: محمد أحمد بن أحمد بن الشيخ السوقي، كان ـ رحمه الله تعالى ـ عالماً محققاً متفنناً موصوفاً بجودة القريحة والنجابة.
وقال محمد لال الكلادي..: سألنا عنه شيخنا محمد أحمد بن أبي بكر، وكنا نتعجب من نجابته وجودة قريحته، فقلنا له: أين أنت منه؟ فأقر له بالفضل.
وحكى لنا حكاية، قال: التقيت معه في سفر فوقت نازلة فأفتيت فيها، والشيخ محمد أحمد السوقي ليس حاضراً، فلما حضر قال لي مباسطاً: ما الذي أجرأك على أن تحكم في موضع نحن فيه، فضحك شيخنا وسلم له انتهى. ص139
قلت: وهذا الشيخ السوقي المتوفى حدود 1107هـ..
لقد أشاد بشيء من تقدم آل السوق في العلوم الشرعية وجلالة قدرهم فيها كعالم بار بنشر نفح الطيب عن سلفه آل سوق العلم القديم العتيق، متحدثاً بتلك النعم في معرض التحقيق.
فأروني من أطفل طفلي غبي في العلوم؟؟ يقر له مجانين المغفلين من غير جنسه بالنقيصة في رمي من أقر له القاصي والداني بالشرف الباذخ خاصة في العلوم الإسلامية قديماً وحديثا، وسلمت لهم الرياسة العلمية منذ القدم، من في أفقهم كالشيخ العلامة محمد بن أبي بكر العلم المتقدم.
فمن يصدق شبع: المتشبع بما لم يعط ـ الجائع المغرور.
ومن ذا الذي ينوه بزينة العاري العري: لابس ثوبي زور.
إذا وصف الطائي بالبـــخل مـار**وعيّـــر قُساً بالفــــهاهــــة باقـــل
وقال السُّهى للشمس أنت خفية**وقال الدجى يا صبح لونك حــــائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة**وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمــــة**ويا نفس جدِّي إن درك هـــــــــازل
وإن تعجب فعجب خساسة ودناءة كل باغ:
بغيت فلم تقع إلاّ صريعاً**كذاك البغي مصرعه وخيم
وما ذاك إلاّ ليساوي الباغي الضعيف العدة، البعيد عن سواء عدل المحجة: بأنف الناقة الذنبا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هيهات، ثم هيهات بل وألوف من هيهات:
ألم تر أن البغي يصرع أهله**وأن على الباغي تدور الدوائر
أخي القارئ الكريم إن ما يتمتع به آل سوق العلم والفضل الكبير، هو الذي جعل من يصفهم بالفضل والثناء العاطر، يقول ما مستنده، قول من قال:
الناس أكيس من أن يمدحوا رجلا**ما لم يروا عنده آثار إحسان
فآل سوق العلوم وثقافاتها ليس عليهم ـ بإذن الله ـ تتمكن من النيل فيهم الذئاب الجهلة كيف تؤكل أكتاف الميتات، فضلاً عن أنت تقرب عرائن أسود غابة معلمة زئيرة عن أنياب علم جارحة ضارية.
فإن كان من رام ذلك حرم التوفيق حين استرشد بمعنى قول من قال:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له...
أو لم يتعظ بما عقلته ذئاب الحيوانات فاتقته كما في الشاعر الحكيم نفسه:
وتتقي صولة المستأسد الضاري
مخادَعاً من ابتلي ب:جدع مارن أنفه بكفه. في انشغال آل سوق العلم بمجوهراته عن الاشتغال بأمر العامة.
على هدي من قال:
أو كلما طن الذباب طردته**إن الذباب إذاً عليّ كريم
قلت: إن آل السوق لما قاموا بإدارة متاجر المجوهرات العلمية في سوقهم العلمي الكبير، حتى أصبح بهم في الازدهار والتقدم في العلوم الموطن الشهير، لذا فإن آثار العلم والفضل في السوقيين شاهدة لهم على حقيقة ما قيل عنهم من قرون وإلى الآن ـ ولله الحمد.
فما أجدر خلفهم بنشر نفح طيب مآثرهم بين الملأ، بجمع ما تشتت من آثارهم في القديم والحديث...
فمن هذا الوجه المشرق المعاني اللامعة، خطف بصري نحوه على بصيرة بمواطنه، فصرت في تتبع قطرات ماء جهة برقه، حتى وردت ماء مدين هذه القبيلة العلمية السوقية ـ قبيلة كل جنششي.
بحثاً عن مواطن مساقط لآليها المنثورة، إذ فاتني ما فاتني من نظم جواهرها المرصعة بذهاب عهد صناعها وصواغها: بثمين الدر والذهب.
فنزلت فيها على معنى قول القائل: أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
تارة، على أمل شم مسك أهل الديار، أو أن ألتقط في ممرات أثريائها ذرات تربة رمل من مواطن تبرها الخالص، فضلاً ما يمكن لقطه من درر ساقطة في مداخل المجالس: إذ لكل ساقطة لا قطة.
هذا ولقد استبشرت بها بعد ما نقلتني خطى البحث عنها إلى دار الشيخ الكريم، رتبة بن الشيخ الشهير المعمر الأنصاري السوقي الجنششي ـ حفظه الله وشكر له ـ ما أغناني به من المجوهرات الثمينة العتيقة حتى كأنها وديعة دهر أمين حفيظ.
وكأني بشيخي المؤرخ رتبة عمدة الترجمة، في الحفاوة بنا حين بلغنا منزله وسلمنا عليه ـ بعد علمه بقصد السبيل ـ هو المقول عنه:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه**برقت كبارق العارض المتهلل


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس