بسم الله الرحمن لرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
إن مما قصر فيه مؤرخي ومثقفي المنطقة وأعني بها أزواد ,عدم تدوين تاريخها وتاريخ أعلامه أعلامها وعلمائها , وبالأخص أولئك الذين تركو بصماتهم في الصحراء وكان لهم دور فاعل وأعني بهم الطوارق ودولهم وسلاطينهم عبر التاريخ فمعظم مؤرخي المنطقة اللذين أرخوا لها لم يتناولوا دول الطوارق بقدر تناولهم لممالك مالي والسونغاي والممالك الفلانية والبمبرا نية التي قامت بالمنطقة , وسوف أتجاوز تلك الممالك لكثرة من تناولها وأرخ لملوكها ودولها وسأخص بحثي لممالك وسلاطين تنبكتو وما جاورها لقلة من ذكرهم في مألفاتهم , وليعذرني الإخوة مؤرخي المنتدبات عن التقصير ,وتجاوزي لبعض النقول عن علماء الصحراء وأعني بهم السوقين وذالك لعلمي بالدراسات القائمة الآن حول تاريخ المنطقة بأقلام السوقيين , وأدعوهم بتصحيح بعض المعلومات الواردة في هذا البحث شاكرا لكم صبركم على طوله وهو في حقيقة الأمر نقول من كتاب تفتيش الوثائق جزى الله مؤلفه خير الجزاء على ما بذله من جهد جبار لكي يخرج لنا هذا السفر العظيم وقد أشار شيخنا إلى بعض دول الطوارق قبل وبعد تأسيس تنبكتو وتجاوزت تلك الدول لكي لا يطول البحث وتملونه وأكتفيت بما نسميه إموشاغ أي الطوارق
دولة الطوارق المراد: هذه الترجمة دولة الطوارق المعروفة بتنبكتو .إذ نحن مازلنا نواصل ذكر تاريخ تنبكتو ولولا ذلك فإن الطوارق دولا .وممالك عظمى أكبر من هذه الدولة بمراتب ضخمة .منها المملكة الصحراوية التي تكلمنا على ملوكها تيولوتان .وورتكانو .وأوراكن .وتينرو. ومن سواهم من ملوكها .ومنها دولة الملثمين المرابطين العظمى التى تكلمنا عنها ومنها دولة الملثمين لبني زيري بن مناد . وهي دولة كبيرة ة جدا ولم يسبق لنا النقاش عنها.لكن أشرنا إليها في التعريف بالطوارق كما أن للطوارق أيضا مراكز غير مركز إمقشرن .في عصرهم لكل مركز سلطان هو نظير الآخر لكن لا نتكلم على هذه المراكز هنا وإنما نتكلم على دولة الطوارق التي أنشاها سلطان مقشر آكل بن أكملول في تنبكتو في العقد الرابع من القرن التاسع الهجري وسبق أن مقشرن اللذين هم من أسرة ابن أكملول وينسبون إلى أمير المسلمين يوسف بن ناشفين بن إبراهيم بن توريقت ابن أوراكن اللمتوني نسبة إلى لمتون كما مر وأن لمتون هو أخو مسطوف جد مسوفة وهم بطن من بطون طوارق بلاد تنبكتو ليست من مسوفة أو لمتونه اللتين انحدرتا من بلاد شنقيط أيام المرابطين إلى تنبكتو وكان أكلو بن أكملول في أيام سلطنته ثابتا على عاداتهم القديمة من الارتحال في الصحاري حسب متابعة المرعى وفوض تنسيق أمور تنبكتو إلى حاكمها محمدنا الله الصنهاجي من قبيلة آجر . جائت قبيلته من شنقيط إلى بلاد تنبكتو وكان محمدنا الله على قدم راسخة في إمارة البلد ,وكانت مرتبة الفقهاء في هذه الدولة هي أعلى المراتب ومنصب القضاء فوق جميع المناصب ومن مشاهير علماء هذه الدولة الفقيه القاضي كاتب موسى وهو من علماء السودان اللذين رحلوا إلى فأس للتعلم . وهو من أئمة الجامع الكبير الذي بناه الحاج كنكن موسى وقال عبدالرحمن السعيدي: في تاريخ السودان أول من تولى فيه الإمامة الفقهاء السودانيون في دولة أهل مالي وفي طائفة من دولة الطوارق وآخر الأئمة منهم الفقيه القاضي موسى انتهى ..ومن مشاهير علماء هذه الدولة أيضا الفقيه الخير العابد عبدالله البلبالي قال السعيدي: وهو والله اعلم أول البيضان صلى بالناس في ذاك المسجد في أواخر دولة الطوارق وفي أوائل دولة سن على قال وقد أحترمه الخارجي سن على كثيرا جدا كان من عباد الله الصالحين انتهى . ومنهم الفقيه القاضي الحاج جد القضاء عبدا لرحمن بن أبي بكر بن الحاج قال السعيدي: تولى القضاء يعني الفقيه الحاج في أواخر دولة أهل مالي جاء هو وأخوه السيد الفقيه إبراهيم من بيرو.فسكن في تنبكتو .قال : ومنه تناسل الفقيه إبراهيم ابن الفقيه القاضي عمر الساكن في يندغو إذ ولاه إسكيا الحاج محمد القضاء هناك انتهى. ومنهم العالم الكبير الشريف الشهير يحي التادلسي الأندلسي دفين تنبكتو الشهير مسجده فيها بمسجد سيدي يحي وقد سرد كل من صاحب تاريخ الفتاش وتاريخ السودان وفتح الشكور نسبه وهو السيد يحي بن عبدا لرجمن بن ...... إلى محمد بن الحسن بن على كرم الله وجهوه رضي عنهم وقد غلط صاحب تاريخ الفتاش في أبي الحسن علي بن عبدا لله وهو الشاذلي فكتب هاشم وغلط أيضاً حيث ذكر السيد يحيى هذا من أهل دولة الخارجي سن عال وهو بعيد والحق ما قاله صاحب تاريخ 0السودان وهذه عبارته :قدماي السيد يحي ـ والله اعلم ـ في اول دولة الطوارق فتلقاه تنبكت كي محمد نض فأحبه وأكرمه غاية الإكرام فابتنى مسجده وجعله إماماً فيه فبلغ الغاية القصوى في العلم والصلاح والولاية انتهى م.ه وكذا قال البر تلي في فتح الشكور:قدم في أول دولة الطوارق انتهى قلت وتاريخ موته يكفي فإنه رحمه الله توفى عام ستة وستين بعد ثمانمائة.
وهو عام وفاة حاكم تنبكتو محمد نالله أيضا وهنا ملاحظة مهمة وهي أن صاحب تاريخ السودان وصاحب تاريخ الفتاش وصاحب فتح الشكور ,كلهم يكتبون محمد نالله هكذا:
محمد نض وكذا تكد نالله وعمرنالله يكتبه عمر نض وهو دليل على أنهم ينطقون الضاد لاما مفخمة ولولا ذلك لما صحفوا كتابة اللام لاسيما اسم ألجلاله بالضاد ,لان النون في التارقية بمنزلة لام اليلي أي لام الجر في العربية ومعنى محمد نالله وعمر نالله إضافته إلى ملك الله تعالى فتدبرتفهم وحقق تعلم ومن افاضل دولة الطوارق الفقيه اندغ محمد الكبير وكان قضايا على أهل تنبكتو وعلى أهل ولاتن ومنهم العلامة الفقيه المختار بن الفقيه إندغ محمد الكبير وجل علماء التوارق من مسوفة وغيرهم الذين في تنبكتو أحفاد الفقيه اندغ محمد هذا اما جهة الأب أو من جهة الأم ,فمن حفدته الفقيه اندغ محمد بن الفقيه محمود بن الفقيه اندغ محمد الكبير والفقيه أحمد بن الفقيه اندغ محمد بن محمد بن اندغ محمد الكبير وكان مفتيا في زمانه نحويا لغويا مشهور بعلم القران والفقيه أحمد بن السيد بريو بن الفقيه اندغ محمد الكبير والفقيه القاضي محمد قرينك واخوه الفقيه القضي سيد احمد بن الفقيه اندغمحمد بن الفقيه اندغمحمد بالتكرار وهو بن احمد دبريو بن احمد بن الفقيه اندغ محمد ومن افاضل هذه الدولة ايضا الفقيه عمر بن محمد اقيت بن عمر بن علي بن يحيى بن كدالة بنابي بكر دبكي بن نيف اوينق بن لف اولوى بن يحيى بن تشيت بن تنفرين جبر اني بن اكنجر بن انص أو نضر بن ابي بكر بن عمر الصنهاجي وهو جد الفقيه سيدي احمد بابا الشهير .ورأيت بخط العلامة المؤرخ المدقق القاضي محمد محمود بن الشيخ الارواني ان سيدي احمد بابا ينتهي نسبه الى الامير ابي بكر بن عمر الطارقي وعلى ذالك فابوبكر بن عمر المذكور هو ابن عمر بن ابراهيم بن تورقيت الصنهاجي اللمتوني لكن اللذي يكتيه احمد بابا لأبائه دائما المسوفي إلا اننا نجد في جميع كتب المؤرخين إطلاق مسوفة أهل اللثام على توراق مقشرن الذين يذكر انهم ينتمون الى يوسف بن تاشقين بن ابراهيم بن توريقت اللمتوني واللذي يبدو من هذا ان لمتونة ومسوفو عرقان من عضو واحد ولهذا امثال كثيرة قال السعيدي في تاريخ السودان محمد اقيت من اهل ماسنة يعني التي في بلاد موريتانيا حالا لا ماسنة التي قي بلاد برجز قال وسمعت الفقيه العلامة احمد بابا رحمه الله انه ما رحل منها الى بيرو الا بعض الفولانيين وهم متجاورون في سكناها وقال عنه : إنه على يقين من عدم مناكحته لهم ولكن يخاف ذالك على اولاده لكيلا يتناسلو معهم انتهى كلامه 000 قلت: وأستطرد شيخنا في ذكر أعلام هذه العائلة العلمية وتحدث عن قرابتهم لأكل سلطان إمقشرن المنحدرين من يوف إبن تاشفين وقد قضت أسرة آل محمد أوقيت زهاء مائتي سنة وقد إ تنهت إليها الغاية القصوة في الدين والعلم وكثرة المال
وسيأتي تفصيل سلاطين إموشاغ وغيرهم من زعماء المنطقة وأعلامها 00