بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي البر الكريم
أيام ما كان هذا الدين مغترباً***بل في عرانينه أيام ما كانا
إن لم تكن لرسول الله نسبته***فهبه مخترعاً من آل يونانا
أو الثناية فهي ما تقوله***وفق المشيئة من يدعون برهانا
من بعد موسى فليست من مئالفنا***كلا فإن كتاب الله أغنانا
أثنى صلاة تليق بالجليل على***وجه يليق بقدر نجل عدنانا
عليه أحمد مع الآل وعترته***ما كان للدين هذا الذكر ديوانا
أنوار الشروق 87-88.
قال مؤلفه ـ حفظه الله ـ تعليقاً:
((السر هو بعض الجداول والطلاسم التي يستعملها المشعوذون تارة بحروف مقطعة، لا يعرف معناها، وآونة بطلاسيم وجداويل تتخللها أسماء الجن، وبعض الملائكة، وغير ذلك من الشركيات التي يستعملها هؤلاء.
والشيخ يقول لهم: إن السر الذي تدعون أنه يجر إليكم مكاسب دنيوية، ليس فيه إلاّ إحباط لدينكم.
فإن أردتم معرفة السر الحقيقي فارجعوا إلى الله، وتقوه فسوف يوتكم كل ما تريدون لأن التقوى هي السر بين الله وعباده كما أن السر هو السبب بين الإنسان والجن والشياطين.
يدعي بعض المشعوذين أن السر من العلوم التي خص الله بها رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كبرت كلمة تخرج من أفواههم.
أرى هنا إدحاض حجة الذين يدعون أن لهم علماً ببعض الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمها، ولم يطلع عليها ملكاً مقرباً، أو نبياً مرسلاً.
ثم قال: إذا كان ما تقولون من ادعاء علم الغيب، أو المكالمة حقاً فاتركوا لنا البحر رهواُ، وألقوا عصى ترتد ثعبانا، كما فعله موسى ـ عليه السلام.
وقد شدد علماء المسلمين النكير على من يدعي علم الغيب، أو التصرف في الكون.
ونقل ابن رشد في سماع ابن القاسم من كتاب السلطان : ثلاثة أقوال فيمن يقول إنه يعلم متى يعدم فلان، أو وقت نزول المطر، أو حدوث الفتن، والأهوال، وما يستتر الله به من الأخبار والمغيبات، وشبههما، فقيل: إنه كافر يجب قتله من غير استتابة، وقيل: بعد الاستتابة..)).