الموضوع: الرومانسيه‎
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2009, 02:33 PM   #2
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رومانسية أم عشرة ؟!



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
الأخ ال شريف نشكرك على مشاركاتك القيمة ونلفت النظر إلى أن الترف التعبيري يجب أن يكون محكومابالشرع كغيره فإذا تعلق الموضوع بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإن صفاته ليست توقيفية مثل صفات الله - تعالى- ولكن لا بد أن تكون صافية من جميع شوائب النقص فإنه المصطفى المختار .
من هنا فإن مصطلح :( الرومانسيّة، أو الرومانتيَّة، Romantisme ) نسبةٌ إلى كلمة "رومان" Roman التي كانت تعني في العصر الوسيط حكاية المغامرات شعراً ونثراً. وتشير إلى المشاهد الريفيّة بما فيها من الروعة والوحشة، التي تذكرنا العالم الأسطوريّ والخرافيّ والمواقف الشاعرية؛ فيوصف النص أو الكاتب الذي ينحو هذا المنحى بأنه "رومانتيك".
وأنا متأكد أنك لا تقصد أن بإمكاننا أن نتعلمها من النبي -صلى الله عليه وسلم -بهذا المعنى .
وأول ما ظهر الاصطلاح في ألمانيا في القرن الثاني عشر، ولم يكن ذ1 مفهومٍ واضح الحدود: فأحياناً كان يعني القصص الخيالي، وأحياناً التصوير المثير للانفعال؛ وتارة ما يتّصل بالفروسية والمغامرة والحبّ وتارةً أخرى المنحى العفويّ أو الشعبيّ أو الخروج عن القواعد والمعايير المتعارف عليها، أو الأدب المكتوب بلغاتٍ محليّة غير اللغات القديمة، كالفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية...
وكل هذه الإطلاقات السابقة لا يصح وصف النبي -صلى الله عليه وسلم بها , وأقربها وأخفها ( الحب ) وهو القريب من موضوعك , لكن الحب فقط ليس هو الرومانسية وإنما حب وزيادة .
وإجمالاً صارت كلمة "رومانتيك" تعني كل ما هو مقابل لكلمة "كلاسيك". ولذلك نعت بالرومانسية شعراء وروائيون ومسرحيّون عاشوا قبل عصر الرومانسية مثل شكسبير وكالديرون وموليير ودانتي وسرفانتس، لأنهم أتوا بأشياء جديدة، ولم يكونوا يحفلون بالحفاظ على الأشكال القديمة.
وما هو بشاعر ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ).

وكان هذا اللفظ يطلق في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر مراداً به الإشعار بالذم أو النقص لكلّ بادرة جديدة تتحدّى السائد من القواعد الأدبية المترسخة، أو تحتوي على خلل وتهاون في القافية أو اللغة. ولهذا يقول الشاعر غوته: "الكلاسيكية صحّة، والرومانسية مرض"
وما دامت مرضا _ ولو على قول واحد فلا نقبل وصف نبينا بها . فهو طبيب أمراض القلوب .
ولا عجب، فلكلّ جديد غريب خصومٌ وأنصار. ولم يجرؤ أحدٌ من الشعراء الفرنسيين أن يطلق على نفسه نعت رومانسيّ حتى عام 1818 حين أعلن ستندال: "أنا رومانسيّ؛ إنني مع شكسبير ضد راسين، ومع بايرون ضد بوالو"!
وكيف يطلق على النبي -صلى الله عليه وسلم - ما يستحي شعراء فرنسا أيمة الوقاحة , أن يطلقوه على أنفسهم .
وتطلق الآن كلمة الرومانسية على مذهبٍ أدبيٍّ بعينه ذي خصائص معروفة، استخلصت على المستوى النقدي من مجموع ملامح الحركة الأدبية التي انتشرت في أوربا في أعقاب المذهب الكلاسيكي، وكذلك على هذه الفترة وما أعطته من إنتاج على المستوى الإبداعي.
ويعرّف غايتان بيكون (أحد مؤرخي الأدب الفرنسي) الرومانسية بقوله: "إنها مجموعة أذواق متزامنة، وحرّيات خالقة؛ ولا يهمّ أيُّ شيءٍ تخلق، لكنه شخصيّ وأصيل وغير تقليدي يشعرون به في الوقت نفسه. إنَّ الرومانسية فنٌّ شعاره: كل شيءٍ مسموح به". فالرومانسيّ يرفض التقليد واحتذاء نماذج الأقدمين اليونان والرومان ويريد أن يتحرر منهم. وهو عدو التقاليد والعرف، يريد أن يكون مخلصاً لنفسه، وأصيلاً في التعبير عن مشاعره وقناعاته، قلباً وقالباً، ومن ثمّ فهو يقدّم كيفيةً جديدة في الإحساس والتصور والتفكير والانفعال والتعبير، أي مفهوماً جديداً للواقع وموقفاً جديداً من العالم واعتقاداً بالحركة والحرية والتقدم، وأولويّة للقلب على العقل.
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق ولم يشرع إلا ما شرع الأنبياء من قبله وما كان بدعا من الرسل .
فأي رومانسية نتعلمها منه ؟!
التعبير الصحيح في نظري عن مضمون مقالك يا أخي ال شريف :
كيف نتعلم العشرة والمحبة من نبينا -صلى الله عليه وسلم- ومعذرة على التضخيم والتهويل فإنه مطلوب في بعض المواضع .







 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس