عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-21-2010, 06:46 PM
أبو حفص السوقي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 103
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5447 يوم
 أخر زيارة : 07-23-2017 (09:56 PM)
 العمر : 36
 المشاركات : 622 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبو حفص السوقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
حال السلف في رمضان



بسم الله الرحمنالرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





موضوع شامل ومميز يشحذ الهمم ويملأ القلب سعادة وشوقاً للإرتقاء للمراتب العليا التي بلغها سلفنا الصالحون

أسأل الله عز وجل أن يوفقنا للسير على دربهم وأن يزهدنا في الدنيا إنه ولي ذلك والقادرعليه
وأن يجزي كاتبه خير الجزاء على ما خطته يده





الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن ولاه أما بعد.

رمضان فرصة الزمان .


هكذا ينبغي أن يعتقدالمسلم، وهكذا كان يعتقد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، فلم يكن رمضان بالنسبة لهم مجرد شهر من الشهور، بل كان له في قلوبهم مكانة خاصة ظهرت واضحة من خلال استعدادهم له واحتفائهم به ودعائهم وتضرعهم إلى الله تعالى أن يبلغهم إياه لما يعلمون من فضيلته وعظم منزلته عند الله عز وجل .

هتفت القلوب وتاقت الانفس
ان نسير على دربهم ولكن ما الحيلة؟
الحيلة ... يسيرة نتعلم من سيرهم وعلى دربهم نمضي
هكذا كانوا وعلى نهجهم فلنكن



حال الصالحين في رمضان



كان منهم القائم القانتفي محرابه

{يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَرَبِّهِ}
[ الزمر: 9]
ويخشى عذابه





ومنهم من قد حبس نفسه على طاعة الله تعالى وذكره, وتجرد من الدنيا, وقطع عن نفسه كل العلائق, وعكف بقلبه وقالبه على ربّه وما يقرب منه, فما بقي في قلبه غير الله تعالى, وليس له هم إلّا مرضاته, يتمثل قول داوود الطائي رحمه الله حينما كان يناجي ربّه في ليله فيقول :

" همك عطل علي الهموم, وخالف بيني وبين السهاد, وشوقي إليك أوبق مني اللذات, وحال بيني وبين الشهوات ".
لطائف المعارف 348





هذا حال الصائمين القائمين, عرفتهم المساجد والخلوات, يطيلون القيام, ويتلون القرآن ويلحون في الدعاء, ويعلنون الإنابة, ويناجون الرحمن, بينما كان غيرهم في مجالس الزور مجتمعين على عرض الشيطان, وبرامج الفساق .

لماذا يعملون ؟
ماذا دها الصالحين ؟
وما الذي دعاهم إلى طول التهجد, ومكابدة السهر والنصب؟
إنّهم يلتمسون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
فلو نطقت المساجد لقالت : " يا ليلة القدر للعابدين اشهدي , يا أقدام القانتين اركعي لربك واسجدي , يا ألسنة السائلين جدي في المسألة واجتهدي ".
اللطائف 349





ها هو ذا رمضان يمضي, وقد شهدت لياليه أنين المذنبين, وقصص التائبين, وعبرات الخاشعين وأخبار المنقطعين. وشهدت أسحاره استغفار المستغفرين, وشهد نهاره صوم الصائمين وتلاوة القارئين, وكرم المنفقين



إنّهم يرجون عفو الله, علموا أنّه عفو كريم يحب العفو فسألوه أن يعفو عنهم



لما عرف العارفون جلاله خضعوا, ولمّا سمع المذنبون بعفوه طعموا, ما ثم إلّا عفو الله أو



لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة, ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى بردعفو



كان أحد الصالحين يدعوقائلاً :

" جرمي عظيم, وعفوك كبير, فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم ".
اللطائف 370
هذا دعاء الصالحين, وهكذا قضوا رمضان, فلهم الحق أن يبكوا في ختامه, لما له من لذة في قلوبهم, ومع ذلك فهم وجلون من ربهم, خائفون من الرد وعدم القبول, يعلمون أنّ المعول عليه القبول لا الإجتهاد, وأن الإعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان .




كم من قائم محروم " ومن نائم مرحوم "
هذا نام وقلبه ذاكر, وذاك قام وقلبه فاجر
لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات, والإجتهاد في الصالحات, مع سؤال الله القبول, والإشتغال بما يصلح القلوب, وهذا دأب الصالحين.
كانوا يقولون....
قال يحيى بن أبي كثير:" كان من دعائهم :
اللهم سلمني إلى رمضان, وسلم لي رمضان, وتسلمه منّي متقبلاً
حلية الأولياء 3 / 69
وقال ابن دينار:
" الخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل ".
( الحلية 2 / 387 ).
وعنهم قالوا
وقال عبد العزيز بن أبي رواد :
" أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه, وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا ".
( اللطائف 375 ).
ففى ثنايا قصص الصالحين مع رمضان ما يشحذ الهمم لنصل إلى أعلى القمم
معا لنروي .. قصص سلفنا مع رمضان الحبيب
والقلب يهتف
اللهم بلغنا رمضان

اللهم أجعلنا فيه وما بعده وإلى أن نلقاك كما تحب وترضى
يتبع .....
منقول




 توقيع : أبو حفص السوقي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس