عرض مشاركة واحدة
قديم 09-22-2010, 06:49 PM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إحياء مآثر الكرام الحُسبا



المدخل:
إن مما ينبغي الإشارة به ـ بادئ ذي بدء ـ ما تتمتع به البلدان الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، من دور تاريخي شامخ، سواء في ماضيها الزاهر أو في حاضرها المتين الباذخ.
وما إن تطلع في ديوان تاريخ جهة من الأمم الإسلامية عربها وعجمها بيضها وسودها، إلاّ ويملكك العجب قائلا عمن تقرأ تاريخهم المجيد: هؤلاء هم من سادات الأمة الإسلامية بل وأسودها، خاصة ما تفتخر به الأمة الإسلامية على باقي الأمم من كثرة العلماء الربانيين الكبار، الذين هم شموس الآفاق النيرة الأقمار، الذين يتوارثون تعلم العلوم الإسلامية، والتبحر فيها لنشر تعاليم هذا الدين الحنيف، من تعليم أبناء المسلمين أمور دينهم، وما يتطلبه مقام العالم الرباني الجليل من القضاء، والافتاء، والإرشاد إلى الهدي القويم، والنهج المستقيم، وغير ذلك من آثار أهل العلم الفضلاء من تآليف حسان متنوعة، نثراً ونظماً تذخر بها مكتباتهم، المعمورة بآثار أهلها، المقول عن مثلها:
تلك آثارنا تدل علينا***فانظروا بعدنا إلى الآثار
هذا وإن الأمم الإسلامية الإفريقية من الأمم التي لعبت دوراً كبيراً في تلقي رسالة الإسلام بالاعتناق الكبير كدين سماوي ناسخ لجميع الأديان السماوية إنها نعمة كبرى وما أجلها من نعمة ـ نعمة شرف الله أمتها بقوله جل في علاه: ((ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)).
وقوله تعالى في آية أخرى عظيمة: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)).
ولقد ضربت المجتمعات الإفريقية أروع الأمثلة في اعتناق هذا الدين الحنيف، والدفاع عنه، ورفع رايته العالية، وحبه لأنه دين حق، والتمسك به فوق كل اعتبار يبتغون بذلك ـ إن شاء الله ـ وجه الله والدار الآخرة ـ نسأل الله أن يحقق لهم ذلك، هم وغيرهم من المجتمعات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ـ اللهم آمين.
هذا وليس الصدد في هذا اللفت الانتباهي الاستطراد فيما لا يمكن حصره، وإن كان من المواضع الجديرة بدراسات الباحثين الإسلاميين، خاصة أبناء الأفق الأفريقي، إلاّ أننا كفانا في هذا المضمار أن نتقي الأجيال ببعض الدراسات القيمة حول قطرنا الإفريقي بما تناوله أبروفسور الدكتور مهدي رزق الله أحمد في كتابه: ((حركة التجارة والإسلام والتعليم الإسلامي في غربي إفريقيا قبل الاستعمار وآثارها الحضارية. طبعة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية)).
قائلاً في مقدمة كتابه النفيس، ما ملخصه: إن مما حفزني إلى اختيار هذين الموضوعين عدة اعتبارات، أولها: أن بعض المثقفين في المشرق الإسلامي يجهلون تاريخ حضارة الإسلام في إفريقية بصفة عامة، وغربي إفريقية بصفة خاصة، فكان لا بد من إلقاء الضوء على تاريخ الإسلام في غربي إفريقية..
ويتمثل الاعتبار الثاني في أنني وجدت في جامعة الأزهر عزوفاً من طلاب الدراسات العليا عن دراسة التاريخ الإسلامي الإفريقي، وخاصة جنوب الصحراء..
أما الاعتبار الثالث فهو أردت أن يعرف المسلمون العرب في المشرق الإسلامي أن العرب المسلمين إبان ازدهار حضارتهم، كانوا أكثر من جابوا القارة الإفريقية، وكتبوا عنها، وأسهموا مساهمة في استجلاء تاريخها..
والاعتبار الخامس هو أن الدوائر الاستعمارية اهتمت بإفريقية اهتماما بالغاً منذ مطلع العصر الحديث..
وازداد الاهتمام بهذه القارة في عالم اليوم .. وتتعاون الصليبية الدولية، والدوائر الاستعمارية والصهيونية العالمية في محاولة لفك الارتباط بين إفريقية والعالم الإسلامي بشتى الوسائل والأساليب، وكان لا بد من الباحثين المسلمين العرب أن يبرزوا لأمتهم الإسلامية علاقة إفريقية بالعروبة والإسلام..ص1-3.
قلت هذا كلام نفيس تناولته دراسة الدكتور مهدي رزق الله أحمد وهو من شيوخي خاصة في فن التاريخ، وكان يحبني منذ عرفني كابن له، يحمله رسالة التاريخ خاصة تاريخ أفقي، وهذا الكتاب النفيس هو الذي أهداه إليّ ضمن مؤلفات له في فن التاريخ من عشر سنوات تقريباً، وجاء دور بث شيء من حسناته على قطرنا الإفريقي ـ فجزاه الله عني، وعن قطرنا خير ثواب الدنيا والآخرة.
فإذا تقرر أهمية هذا الجانب كان من الواجب عليّ وعليك أخي القارئ الكريم خاصة إن كنت من أفق إفريقية أن تساهم في كشف اللثام عن محاسن أممها خاصة أممها الإسلامية ذات المجد الزاهر، والفضل الظاهر، وأن تكون رسالتنا عامة لا يشوبها حب الذات، والغلو في تقديسها، والتمجد بمجدها، دون جر ذيل الحقائق إلى من له الفضل في أفقك لبيان فضله، والتنويه إلى محاسنه فذلك من حسنات الدنيا والآخرة، لمن طلب بذلك وجه الله والدار الآخرة.
ولا يمكن أن يحصر كل معاني الفضل في شعب من الشعوب فضلاً عن قبيلة، أو بيوتات، وما في معنى ذلك دون بقية الشعوب.
فالأفق الإفريقي معمور بالأمم فضلاً عن الشعوب، والقبائل، وإن كلاً قد رزقه الله من الفضل ما لا يضره جهل جاهله، أو تجاهل متجاهله.
فكان من العدل والإنصاف أن من علم خصلة حميدة لجيرانه، ووجد سبيلاً لذكرها العطر فليذكرها لهم وليكل له من الفضل ما يريد أن يكال له إن كان من أهل الفضل، وأحسن بقول الشاعر:
وقدماً كنت جاري نصف يوم**فأبشر إن سهمك في اليمين
وصدق الله إذ يقول: ((أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم)).
فمن علم خيراً من أمم أفقه فليقله، ومن لم يعلمه فليصمت، وذلك هو الواجب العيني على كل مكلف عاقل.
هذا ولقد آن لنا الشروع في ترجمة الشيخ العلامة هسبا ـ رحمه الله تعالى ـ بعد هذا الترصيع، راجياً من الله البر الكريم السميع، قبول القول والعمل، وأن يجنبنا الخطأ والزلل، إن ربي مجيب الدعاء.
اسم صاحب الترجمة ـ رحمه الله تعالى:
قلت: بادئ ذي بدء إن هذا العلم، كأن شهرته في أفقه هي المعنية بقول الشاعر:
فلا يخفى على أحد بصير***وهل بالشمس ضاحية خفاء
لذا فإن من باب ذكر المعرفة، فإن صاحب الترجمة، اسمه العلم، هو: محمد بن السِِدّيك ـ الصديق ـ رحمه الله رحمة واسعة.
وقد صرح هو ـ رحمه الله ـ بذكره في مقدمة نظمه لكتاب الفيروز آبادي القاموس المحيط، قائلاً المترجم له ـ رحمه الله:
قال محمد الأمير القوقوي***هسبا بن سديك الزندوي


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس