عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2010, 12:02 AM   #20
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: قصاصة التقطتها ـ خذوها عني ـ



كم تقتضي بذاك من إخاء***وبذل كل الخير والسخاء
وتقتضي رضا بغير سخط ***تنئى بنا عن بطر أو غمط
أخوة يكفيك منها أنها *** في الذكر والسنة أقصى منتهى
أخوة أسسها الأسلاف *** وشيدتها السادة الأخلاف
أخوة تجعلنا مثل الجسد***وفي سبيل الله كلنا أسد
أخوة على اشتباك لايفك *** ولاامتضاغ عرض بعضنا بفك

(كم تقتضي)أي تلك الرسالة (بذاك ) أي بما تقدم من موجباتها ومؤكداتها الشرعية والعرفية، واقعية ومئالية (من إخاء) بينكم يامعشر السوقيين (وبذل كل الخير ) بجميع أشكاله وأنواعه فيما بينكم، وأقله وأصعبه :تطهير القلوب،فمن لم تتيسر له التحلية فليركن إلى التخلية، والخير اسم جامع لكل ما تحبه النفس ويدخل فيهاالسرور والسعادة من صنوفات المباحات (والسخاء ) أي بالخير، تأكيد للمعنى المتقدم لا تأسيس
قال الشاعر
أخاك اخاك إن من لا أخا له ***كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وقال آخر
إن اخاك الحق من كان معك *** ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك*** شتت فيك شمله ليجمعك
وقال آخر
أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد*** كسيف لعمرو لم تخنه مضاربه
(وتقتضي ) أي الأخوة في الله (رضا ) ما بقي الاخ المسلم على الجادة الصحيحة من الاتباع، ولايحل هجر المسلم اكثر من ثلاثة أيام كما في الحديث الصحيح ، ولا حمل الغل له، وقد تكلم العلماء عن هجر أصحاب البدع ،كلاما طويلا لا يسعه المقام ، لكن أردنا أن ننبه على أن الأخوة في الله ، قبيح إذا أسست فيه ان تنحل عراها إلا من أجله
(بغير سخط ) يتخللها أثناء قيامها، (تنئى بنا) تبعد بنا( عن بطر) كبر ( أو غمط) تنقيص أقدار الناس،
ولابد هنا من وقفة جادة وهي أن مما ابتليت به المجتمعات القبلية أن كل إنسان يرى نفسه اعظم وازكى من الآخر قدرا، مما تتسرب منه بين الأحباب والإخوة أشياء لا تساعد على بقاء نسق وحدتهم منتظما ، وينبغي لنا نحن السوقيين أن نتذكر دائما أن أمورنا التي نتشرف بها مبنية على الضعة لله والاستكانة له وعدم الاستكبار والاستعلاء، فقد كان سلفنا ـ رحمهم الرحمن ـ يكفيهم من المناقب ما يوصلهم إلى ربهم ، يجدون العزة في السجدة لله آخر الليل عندما يستل البطل المغامر سيفه ، ويجدون المجد في إمعان النظر في افتراع عويصات المسائل ، ونشر الخير ، ذلك مجدهم وعزتهم قديما وحديثا ، وهو تضعف منهم لربهم لاضعف منهم لابن آدم ،وجماع ما يصبون إليه: إيصال رسالة محمد صلى الله عليه وسلم على ما أداهم إليه فهمهم للدين ، وبناء على ما عندهم من الآلات العلمية
(ولهم في نشر دين الله في *** قطرهم دور إذا عد، يطول
(أخوة يكفيك منها) أي من قوة أساسها ومن إلحاح المطالبة بها( أنها في الذكر) اي القرءان الكريم قال تعلى "إنا نحن نزلنا الذكروإنا له لحافظون "(والسنة) النبوية الصحيحة وإطلاق السنة على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم ورد في غير ما مكان من كلامه قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي)
قال لبيد العامري
................... ولكل قوم سنة وإمامها
( أقصى منتهى ) أي أقصى ما دعتنا إليه الشريعة في سياستنا الاجتماعية فيما بيننا عامة وكلما كانت أخص كما بينكم ازدادت تأكدا
(أخوة )قديمة فيما بينكم (أسسها الأسلاف) قديما وحديثا ، ومنذ دخولهم لبلاد التكرور لازالوا يؤكدنها بشتى أنواع التوكيد ونشر الفضيلة فيما بينهم ، ولا تعدم أية قبيلة من قبائلهم على مر العصور من يسعى في زيادة بناء تلك الأخوة والإشادة بها، وقد استفادوا في ذلك محبة عظيمة ،فيما بينهم وتشابكت بينهم أرحام يجب عليكم أن تتعلموها؛لأن ما لايتم الواجب إلا به فهو واجب والوسائل لها أحكام الغايات؛لتصلوهاو لتعلموا أنكم شيء واحد قال عمر بن الخطاب (تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم )وقد ورد في بعض الطرق مرفوعا ،
لم يؤسسها الأسلاف إلا لأغراض صحيحة لا لأغراض سيئة ، فمن قرأ التاريخ السوقي بجد، واهتم بشأن القوم سيدرك أنهم مثل عال في حياتهم الاجتماعية والسياسية فيما بينهم ،
ولابد أن تعلموا أنه لا ينبغي لنا وقد خلفونا على البناء أن نسعى في هدم شرفاته ، ولا أن نلهث وراء الطائفية سواء كانت عصبية أو كلكلية (كل كذا ) بل ولادينية، ينبغي أن نعلم أن صلاح ذات بيننا من آكد الواجبات التي أمر الله بها (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ) وفساد ذات البين هي الحالقة ،
إن الهدم اسهل من البناء ، فلا بد أن نستشعر المسئولية العظيمة ونحترم أنفسنا وواقعنا وتاريخنا ومستقبلنا ومكانتنا الوسطى بين الجيران الأحباب الأوفياء الحفظة للعهود و...و... وان نعلم أننا نحتاج إلى رجال فاعلين اكثر من حاجتنا إلى رجال قائلين ـ وإن كان القول أيضا ما شبعنا منه ـ ولابد أن يكونا معا "القول والفعل بالحسنى" ولا تنسوا يا أحبابي قرب الأجل ، وأن ما يتنازع عليه الناس من الدنيا فان تالف هالك ، والبقاء للعمل الصالح (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا) (وشيدتها) من الشيد، وهو ما يطلى به البناء ( السادة الأخلاف) ممن بعد الأجداد الاولين ، والكلام عن ذلك طويل ، ولكن أقف وقفة إكبار وإعجاب ببعض ما قام به الأخلاف من التجاوب والتناسق والتعاون والتكافل والتكالُف(من الكلفة المادية والمعنوية ) في ملتقى (تين اهم ) وغير ذلك كثير، استطيع ان اعطي امثلة ،
(أخوة تجعلنا مثل الجسد) الواحد كما ورد في الحديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، جسد واحد ينتصر للحق ولا ينتصر للباطل ومن الباطل: أن تنتصر لخطإ فلان ؛ لانه ابن عمك أو قبيليك أو إقليميك أو مذهبيك ، الحق أحق أن يتبع (وفي سبيل الله كلنا أسد) اي لابد لنا من الشجاعة في إيصال رسالة محمد صلى الله عليه وسلم شجاعة الأسد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بعيدا عن جهل الجاهلين وغلو الغالين وتطرف المتطرفين ، من أراد أن يدين الله بما شرع، فليجرد نفسه من ذاتياته الشخصية ، وليعلم أن الله يرى قلبه ويعلم ما فيه ـ وإن سحر أبصار الناس بما تيسر له من حبائل ـ، وأذكر بأن الرياء والسمعة ونحوها من أمراض القلب ، فلنتق الله ، وليكن عملنا له ، فإن فاتتنا الدنيا رزقنا الآخرة
(أخوة على اشتباك)كاشتباك الأصابع ( لايفك)بالأراجيف ولا إساءة الظنون ولا بالفهوم السلبية فلابد أن تلتمس لأخيك أحسن المخارج فإن الامور العظيمة جديرة أن لا تنحل عراها بأشياء بسيطة ، ولابد من مزيد الرزانة والعقل ، وسمي العقل بذلك ؛لأنه يعقل صاحبه عن السفه كما يعقل الجمل بالعقال ،
وما سمي السفه سفها إلا أخذا من (ثوب سفيه) وهو الشفاف ، فلننتبه لعقولنا ، فإننا ورثة رجال جبال (ولاامتضاغ عرض بعضنا) ولا عرض غيرنا من المسلمين بالجرح( بفك )"أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا " اتقوا الغيبة فإنها أم البلايا، واتقوا النميمة فإنه لايدخل الجنة قتات ، اتقوا الكلام فيما لا يعني ؛فإنه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .اللهم اجعلني وإخواني ممن وفقتهم لما تحب وترضى


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 05-26-2010 الساعة 10:55 AM

رد مع اقتباس