والحب كل الحب، بث الوحده ***وفقا لمنهاج النبي وحده
(والحب كل الحب)أي ومن رسالتي أيضا: التنبيه على أننا لابد لنا من التحابب في الله ، وذلك
ـ بوصل ما أمرالله بوصله من الأرحام، فإنها لأهميتها اشتق الله اسمها من اسمه الرحمن كما في الحديث (الرحم شجنة من الرحمن ) وأكد عليها في قوله (فاتقوا الله الدى تساءلون به والارحام........)
وهي بركة في العمر قال صلى الله عليه وسلم(من سره ان يمد له فى عمره ويوسع له فى رزقه ويرفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه)
وإياك أن تنظر إلى رحمك نظر الشاعر القائل
أقاربك العقارب فاجتنبهم *** ولا تأمن لعم أو لخال
فكم عم أتاك الغم منه *** وكم خال من الوجدان خال
ـ وبحفظ العهود قال تعلى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)
وبالتحاب يسعد حالنا ومستقبلنا العاجل والآجل ، فلابد من الحب كله خاليا من وضر الأحقاد ومن روغان النفاق ،
فإن الحب المشوب بهما لا يستمر طويلا ، ولا يغني فتيلا
(بث الوحدة) أي بإسقاط حرف العطف كالشائع ،أي لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، ولا تتنازعوا أمركم بينكم (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
تابى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت آحادا
(وفقا لمنهاج)أي طريق (النبي ) من النبوة وهي المكان المرتفع لارتفاع مقامه صلى الله عليه وسلم أو من النبإ لأنه نبئ وأخبربخبر السماء والأرض وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي نسخت شريعته كل الشرائع فداه أبي وأمي (وحده)فلا تبنوا أموركم على منهاج غيره ، فإن من أحدث في أمرناهذا ماليس منه فهو رد)(وما كان لمؤمن ولامؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) ، وقد تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك
فالزموا منهجه وابنوا عليه وحدتكم لا على القومية اناكذا... وقومي... كذا وقبيلتي كذا... ولا على الأنانيات ولا على الطينيات ولا على كل ما سواها ،
فإن الوحدة المبنية على القومية أو نحوها لا تدوم ، فالمحبة في غير الله لاتدوم ، فانية زائلة، فابنوا أموركم على الباقي، واتبعوا ولا تبتدعوا
ولتكن أخوتكم (أخوة) مبنية على ( أخوة الإسلام) التي نص عليها في غير موضع في الكتاب والسنة ( إنما المؤمنون إخوة )(فأصلحوا بين أخويكم )(وكونوا عباد الله إخوانا) (المسلم أخو المسلم)
ولا تنسوا يا أبناء المهاجرين والأنصارـ من السوقيين ـ أن أخوتكم أخص وأخص ، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينكم قديما،فاحفظوا عهده في ميثاقه الأخوي، ثم تشابكت أرحامكم بعد ، فلا زالت الأخوة تتأطد وتتأكد، (بكل ما تعنيه من سلام)من سلامة في الأبدان والأنفس والأعراض ،
فالمسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره ، حسب امرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ،اتقوا الله ، وليسلم بعضكم من بعض، ونزهوا ألسنتكم في مجالسكم وفي بيوتكم من وراء الغيب ،فإن لم يكن أحد يسمع الآخر ويسمع ما يقول فإن الله سميع بصير ، اتقوا الله (وقولوا قولا سديدايصلح لكم أعمالكم ) (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)