الموضوع: فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2012, 11:15 AM   #34
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



علاقتهم ب(كل تبورق).
شهدت علاقة الحي بقبيلة (كل تبورق) نقلة نوعية وازدهارا ملحوظا في زمن الشيخ حماد بن محمد, وتطورت بشكل أكبر في زمن الشيخ المحمود والشيخ المنير ابني حماد, ويعد الحي من السابقين الأوائل إلى بيعة الشيخ حماد والتفاني في حبه وتقديم مافي وسعهم من انواع المساندة والمؤازرة له حتى شمل ذلك كل من يمت إلى قبيلته بصلة واتخذ هذا النوع من العلاقة ضروبا وأشكالا تختلف عن العلاقات السابقة حيث أن علاقة الحيين يغذيها هذه المرة تيار من التعاليم الصوفية, وتقود بوصلتها توجيهات وآداب الشيخ حماد.
وكانت العلاقة بين الحيين سايرت وواكبت جميع مراحل الحركة الحمادية والحركة المحمودية ولم يتخلف الحي عن الركب الذي وقف إلى جانب كل تبورق في تلك الفترة ولم يكن الحي لينتظر حتى يعرف هل ينجح حماد أويفشل في حركته الاصلاحية بل لبوا نداءه منذ الوهلة الأولى غير حيارى ولا مشدوهين ونال بعضهم ماناله من الأذى بسبب ذلك ليس هذا موضع ذكره.
الاتصال الأول.
لم تتوفر لدي معطيات كافية حاليا عن بداية الاتصال الأول بين القبيلتين إلا ما يخص المرحلة التي قادها الشيخ حماد بن محمد وأبناؤه من بعده.
وفي أولى مراحل فترة ظهور الشيخ حماد وأيام تصاعد انتقادات المناوئين له وفي أثناء هذه الفترة قادالشيخ محمدُ بن ابي بكر مفاوضات نشطة بين الشيخ حماد وشيخ من شيوخ قبيلة (كل أغشر) الشيخ أحمدُ بن سعدُ بن المكودي وكانت نتيجة هذه المفاوضات مثمرة بدرجة كبيرة وتم تكليف الشيخ أحمد بعد ذلك بالتنسيق بين الشيخ حماد وبين زعماء الطوارق في (بنكلاري)والذين كانوا بعد ذلك من خلص أتباع الشيخ حماد وأهم أعوانه في دعوته من زعماء الطوارق .
المرحلة الثانية.
وفي ثاني مراحل هذه الفترة قام الجد الشيخ عبدُ بن محمداكنن بالدعوة إلى الشيخ من خلال قبائل (دواسحاق) و(اشضنهارن)والذي كان في وسطهم ومجاورا لهم ولم تصل إلينا تفاصيل كيفية الوسائل التي استخدمها الشيخان في تحقيق الوصول إلى غايتهما تلك ولكننا نعتقد جازمين أن جهودهما نجحت وكلها صبت في صالح الدعوة إلى اتباع حماد رحمه الله(1).
وشهدت علاقة ما بين الحيين نموا مطردا وتطورا كبيرا في زمن الشيخ حماد وابنائه من بعده وكان حي (كل فمبلقو)من السابقين إلي بيعة الشيخ حماد والتفاني في حبه وتقديم أنواع الدعم المادي والمعنوي له وكل من يمت إليه بصلة واتخذ هذا النوع من العلاقة بين الحيين طريقة تختلف في رمزيتها عن العلاقات التي تحدثنا عنها سابقا بحكم أنها هذه المرة تتغذى بالقيم الصوفية وتيار متدفق من توجيهات الشيخ حماد.
شواهد ناطقة.
وكانت بيوتات حي(فمبلقو)بدون استثناء قامت بمواقف مشهودة في التنافس إلى حلبة رضا الشيخ حماد وتقديمه على أنفسهم ونسيان ذاتهم لتذوب في ذاته فصار الانتماء إليه فوق الانتماء إلى القبيلة وصارأهله وعشيرته في مقام أهل وعشيرة هذه البيوتات.
ومن مظاهر هذا التقديم أن القبيلة كانت معروفة بإقامة وإحياء ليلة الختم من رمضان ويفد إليهم فيها بعض القبائل المجاورة لهم فكان غالب أعيان الحي وعلمائه يذهبون إلى إقامتها بدلا من ذلك في(كل تبورق) إضافة إلى أن كل (فمبلقو) كانوا في اتباعهم لحمادي ناطقين بل كانوا داعين إلى تقديم كل تبورق على أنفسهم بين مناطق نفوذهم الديني ولم تكتف القبيلة بالبيعة فقط أوتسجيل مواقف , بل لعبت دورا هاما في أهم مراحل هذه الحركة.
وتجدر الإشارة إلى جانب لايقل أهمية مما سبق وهو جانب التطبيق الحرفي لطلبات الشيخ وأبنائه فقد كان شيوخ )فامبلقو( مضرب المثل في هذا الجانب فالشيخ مدا بن حماي والشيخ المنير بن مدا آيتان من آيات الانقياد والطاعة لهذه الأسرة, وأذكر أن الوالد أحمدا بن عبد أمره الشيخ المحمود بن حماد بأن يحضر له مأئة من الضأن ليهديها إلى واحد من قبائل(إمغاد) وهو (اندران) فماكان من الوالد إلا أن ذهب إلى معارفه في منكا واستمر مدة ستة شهور, يجمع ويختار حتى أكمل العدد وجاء به إلى الشيخ وقدمه الشيخ (لإندران) وكان ذلك سبب غنائه فقد ذهب فقره بهذا المال .
وحدثني الشيخ زين الدين بن الشيخ المنير أن جدنا عبدُ لاهم له غير اختيار الجمل الأصيل والأجمل للشيخ حماد فاتفق أن أهدى إليه جملا من خيار إبل (الشريفن) الاسحاقيين فذهب تفنت بن فهرون إلى الشيخ حماد وطلبه منه وأهداه إليه وهذا غيض من فيض ومالم نذكر منه أكثر.
ومما يذكر من مظاهر هذا التقديم لأهل حماد على أهلهم ماجرى ببين الشيخ ذوالكفل بن مفلح من كل تبورق وبين الشيخ الياض بن إحيا بن فذامن (كل فمبلقو) حيث أن زعيم قبيلة (تهبنات) الأمازيغي امدغ ابن مالدنيا تدخل لصالح ذوالكفل في خلاف دار بينه وبين الياض فنهاه الشيخ ملو بن محمدُ عن التدخل بين السوقيين فرد عليه الزعيم أمدغ قائلا له :أنت من أمرتني بالعناية والاهتمام بذي الكفل ولم تأمرني بمثل ذلك لألياض فرد عليه الشيخ صحيح أنني أمرتك بذلك وأحلتك إلى معرفتك بأن الياض لايحتاج إلى ذلك لأنه مني وأنا منه.
وإنما أفضت في إبراز هذا الجانب من العلاقة بين الحيين لأن الكثير من الكتابات السابقة لم تتحدث بتفاصيل هذه العلاقة وغضت الطرف عن خفايا في زوايا من التعاون الذي قام على أشده بين القبيلتين .
_______________________
(1)- انظر الجوهر الثمين ص 200


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 07-09-2012 الساعة 08:44 PM

رد مع اقتباس