الورقة السادسة :رسالة إلى الشيخ العتيق حول كارثة قرية وادي الشرف بمالي بتاريخ 8-8-1415هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بتاريخ 8-8-1415هـ
سماحة الوالد الشيخ "محمد العتيق بن سعد الدين الإدريسي" والشيخ "زين الدين بن الشيخ المنير" وكافة عشاير وادي الشرف أدرسةً وأنصاراً حفظهم الله جميعاً ...
سلام مكلوم مهموم بالآلام وسقام مختمر يكابد قلبه الأم وتوجع فؤاد متصدع بما حلّ بالأهل من مصاب أقضّ مضاجعنا حتى عفنا مشاربنا وأهلينا وأولادنا ، وصارت حياتنا بلا نعيم مستطاب بل عذاب أليم وضاقت بنا الحياة وبلغت القلوب الحناجر وذرفت العيون والمحاجر وصرنا كما قال الشاعر
"إن القتيل مضرجاً بدموعه – مثل القتيل مضرجاً بدمائه" وبعد...
فإن القلوب الكليمة والحرقة التي نعاني منها أشد العناء ولسان حالي يقول كما قال الشاعر
"لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ – إن كان في القلب إسلام وإيمان"
وبعد فمهما تحدثنا عن هذه الفاجعة والمصاب الجلل تلك الجراح والمآسي الأليمة ومهما قلنا فليس الخبر كالعيان فأنتم قد أصطليتم بتلك الكارثة ونستخلص منها عدة عبر ألا وهي:
1- قوة الإيمان لدى المؤمنين أمثالكم .
2- الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره .
3- ومنها الصبر على المصاب فهو طريق النجاح والفلاح لكل مسلم وفي واقع الأمة الإسلامية من كوارث ومصائب من طارف وتليد شواهد حلت بالعلماء قديماً وحديثاً فيها من الدروس والعبر مأنتم أعلم به مني ...
وبعد فمهما كتبت وتحدثت عن الضحايا والأبرياء والشهداء الذين قتلوا ظلماً وعدواناً ، ولكن يشفي نفوسنا وقلوبنا ويثلجها قول الله تعالى (( ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً )). الآية
فوعد الله حق لكل مظلوم وأن النصر حليف المظلوم وحتماً سيتحقق فالله آدعوا أن ينصركم ويثبت أقدامكم وأن لايذهب دم الأبرياء هدراً بل نرجوا من الله العلي القدير أن ينصركم على كل ظالم ويقبل دعائكم ، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب كما قال ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد هذه العجالة التي فاض بها الفؤاد فأقول بادئ ذي بدئ لنا في كل مصيبة حلت بنا أن نتذكر وفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعند تذكرها تهون كل مصيبة وبعد فلسان حالنا كما يقول الشاعر :
هذا الزمان الذي كنا نحاذره
في قول كعب وقول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غير
لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
والدي الشيخ العتيق وكافة الإخوة والأعمام أتقدم إليكم جميعاً بعزاء نابع من القلب في كل الضحايا والأبرياء الذين ماتوا وعلى رأسهم الشهيد العلامة رمز الإسلام "أنارا" وأبنائه وكل الشهداء وأقول لكم جميعاً كما قال الشاعر:
فجائع الدهر أنواع منوعةٌ – وللزمان مسرات وأحزان
دهى الشرف(1) أمر لاعزاء له – هوا له احد وانهد ثهلان
أصابها العين في الإسلام فامتحنت – حتى خلت منه أقطار وبلدان
قواعد كن أركان البلاد فما - عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف – كما بكى لفراق الألف هيمان
على ديار من الإسلام خالية – قد أقفرت ولها بالكفر عمران
وبعد مهما قلنا عن ماحل بكم جميعاً ومهما تلوع القلب وتجرع من أحزان وجراح ولكن إلى الله المشتكى ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وإلى الله نشكي كل أحوالنا وأحوالكم وقبل الختام لكم عزاء أهل مكة المكرمة بالعزاء وخاصة قبيلتنا "كل تموكسين" أهل مرسي وأعني أعمامي "عبدالله محمد أحمد ومحمد أحمد ومحمد نوح وعبدالملك والزبير وكذلك والدتي وكل أفراد قبيلتنا رجالاً ونساء وبعد أرجوا تبليغ سلامي لكل الجماعة وخاصة الشيخ زين الدين وآميدي والمحمود محمد أولاغ وعلى محمد أناره المعروف بالشاهي والشيخ بحدوا أولاُ وآخيراً وكافة الأدارسة والأنصار وفي الختام لكم مني أزكى تحية مضمخة بعبير ونسمات مكة المكرمة .
(1)في القصيدة لها الجزيرة وفضلت كلمت الشرف أعني وادي الشرف
حرر ليلة الخميس 8-8-1415هـ
المرسل أبوعاصم محمد محمد أحمد الإدريسي