عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2012, 02:24 AM   #6


محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تعاليق على مقال محمد أغ محمد : فرق بين الفرار والجهالة



كل الشكر لشيخنا المحترم أداس السوقي
لقد أعجبني ـ كما قال الخرجي ـ أسلوبه الجميل، وحواره الشيق ....وكثر الله أمثاله.
وبعد فلي وقفات معه، وأرجو أن يكون حوارنا هادفا يوصل إلى نقط اتفاق، ونقط اتفاق أخرى على الاختلاف أيضا في نفس الوقت، وأتأسف على كوني في خضم المشاغل، التي من أهما أنني في أوحال الامتحانات، والبحث:
الوقفة الأولى: قوله حفظه الله : {أليست المملكة السعودية أمثل وأقرب إلى كونها وريثة الهدى ...}.
أردت في تعليقي السابق أن أبين أن "التحولات الكبيرة" التي حصلت في السعودية قديما، وحديثا، كاستبدال المذهب المالكي، ورواية ورش، والمذهب الأشعري، وما جرى فيها من تغييرات اجتماعية، وسياسية، كطرد العلويين "قرابة نبي الإسلام"، وتفضيل عبد العزيز جانب أمريكا، وبريطانيا على مصر، وتركيا ..... إلخ كل هذه التحولات تفيد للقارئ الحصيف أن السعودية ورثت الهدى، والضلال معا، أي: اعتنقت الضلال حتى في نظرها، يوما من الأيام، ذلك في الفترة التي يترأس فيها الجويني عرش العلم، وكانت يوما على مذهب مرجوح "المالكي" يوم كان فيها إمام دار الهجرة .... وكانت يوما معقل الزبيريين المعارضين لمعاوية، وأرض الشيعة، ومن أرض الطائف جاء السفاح التاريخي الحجاج .... وفيها اغتيل الخلفاء الراشدون ... وفيها كان عمرو بن أبي ربيعة يغني بمجونه .... وفيها ... اغتيل الملك المسلم العربي الغيور على العرب، والإسلام معا الذي أسس لكل الأطر، ودشن كل اللبنات التي بنيت عليها المملكة الحديثة، ألا وهو الرجل الإنسان فيصل...... وفيها ...إلخ ... وعندي فيلم وثائقي شارك في إخراجه الأمير بندر، وحفيد فيصل ... يوضح الفيلم كيف قبلت المملكة إيواء الكفار في أرض الحرمين ليدافعوا عن الأسرة المالكة ضد صدام، مع أن "أسامة بن لادن" عرض عليها مساعدة بالجنود تغني عن الأجانب، وبدون مقابل ... وكذلك يمكن الاستعانة بالأشقاء العرب جميعا، يكفي فقط أن يقال: "إن الكعبة مهددة ... نود مساعدة من المسملين جميعا .. إلخ ... دون أن تنفق المملكة كل خزينتها "بسخاء" كما قال سفير أمريكا حينها على تقوية جانب الكفر الأمريكي الغاشم... إلخ
كل تلك الأمور القديمة، والحديثة تدل دلالة واضحة على أن السعودية لم تنج من الفساد كما أعتقد في السابق، وليست اسثتناء، وبالتالي ليست معيارا للحق، ولا وريثة الهدى المطلق، وأن الزمن لم يعمل عمله عليها.. هذا كل ما أردت قوله إجمالا.
الثالثة: قلتم: {ما الدليل على أن المذهب المالكي غير معتبر في السعودية؟}.
لا أظن أحدا يسأل هذا السؤال اليوم، فهو كمن يطلب الدليل على وضح النهار، فأنا شخصيا لم أعد مالكيا بفضل السعودية، ووجود ممثل له في اللجنة ليس سوى وجود رمزي، . الاعتبار يعني التنمية المستدامة، والتطوير، والتوسيع، مثلما نراه في المغرب من تأسيس مراكز للدكتوراه، والماجستر في المذهب المالكي فقط، وفي فروعه، وأصوله، وكذلك توظيفه في القانون المدني، وكيفية استغلاله كمدونة قانونية تعود عليها الفرد المغربي ... إنه يدرس في كليات الحقوق، والقانون بالمغرب من وجهة نظر علمية محضة... إلخ هذا هو الاعتبار. الاعتبار هو ما تقوم به السعودية في سبيل نشر "مذهب محمد بن عبد الوهاب" رحمه الله.
أما ما علقتم عليه مشكورين من ذكر الخلاف حول "عمل أهل المدينة" فقد خرجتم من السياق، فلم تفهموا ما ذا أستهدف من ذكر ذلك، فمن الواضح أنني هنا لا أريد إثبات هذا الأصل، وترجيحه، فالهدف منه ابتسمولوجي بحت، أي: التدليل على أن "هذا الدليل" المرجوح باعترافكم قد كان يوما من أدلة "السعودية القديمة"، وها نحن نراه يستبدل، إذن فوجود شيء فيها لا يدل على الصحة المطلقة.
الرابعة: قولكم: {ورش مصري، تونسي الأصل، وليس مدنيا ، والمدني نافع شيخه ، والأمر في هذا سهل}.
أتاسف على صدور مثل هذا التعليق منكم، فأنا مهما بلغت من الجهل بعلم القراءات لن أدعي أن ورش مدني، فأعد قراءة ما كتبت بالحرف: "وأن رواية ورش التي استبدلت برواية حفص هي عن سعودي مدني،"
هل أنا أتحدث عن الرواية هنا، أم عن ورش؟؟؟، ولا ننسى أن تخفيف الهمزة لغة قريش.
ثم إنني دائما في سياق واحد، هو عرض "الوقائع، والأحداث"، التي لا أريد منها سوى التذكير بأن السعودية لم تنج من الفساد، بعيدا عن تقييم تلك الأمور من طرفي.
الخامسة المهمة: ما يتعلق بالمذهب الأشعري:
أعلق عليه أجمالا بالآتي:
أولا: اقرأ معي قراءة موضوعية دلالات السؤال عن حكم من مات على مذهب الأشعري.
من الواضح أن توجيه السؤال إلى لجنة الإفتاء في كل عصر، يعني توفر الدواعي الملحة جدا من جهة، وكون الأمر يتعلق ب"نازلة" من جهة أخرى، لا شك أن الدواعي هنا هي كون السائل قرأ مدى انحراف من تأول عن صريح النص وصحيحه من الكتاب، والسنة، بشكل مهول، فخشي على أولئك المعتنقين لتلك العقيدة المنحرفة، ألا يدل طرح السؤال نفسه على مدى ضلالة هذه الأشعرية؟
ثم تصوير اعتناق الأشعرية كأنها نازلة ، ألا يوحي للقارئ في السعودية، خاصة الذي لم يدرس تاريخ الفرق جيدا بأن هذا المذهب وافد، غريب عن هذه التربة ؟؟، والحال أنه منها نبع، وفيها كان يوما من الأيام عقيدة إمام الحرمين ... هذا كله أقوله في سياق واحد، هو التدليل على وجود .. . كما كنت أكرر دائما، وليس دليلا على كوني أشعريا، بل أنا مجرد قارئ حر للتاريخ فقط.
ثم أعد قراءة الفتوى تدرك مدى خطورة اعتناق الأشعرية لدى السائل، الذي لا شك قرأ العقيدة المعاكسة، إذ بدأ يعتذر لهذا الضال، وسأل عن الأشعري الذي لم يبلغه ما عليه السلف الصالح، مما يدل على أن من بلغه، وفهمه، واستمر على الأشعرية كان لا شك جاحدا، ومثل هذا المعاند لم يسأل عنه صاحب المسألة، ولم تستطرد بحكمه أيضا لجنة الإفتاء.
ثانيا: أنت لخصت لنا الطريق، فالفتوى الثانية نفسها تخرج الأشاعرة من ضمن "أهل السنة والجماعة"، على عكس ما تعارف عليه تاريخ الإسلام من كون الأشاعرة ممثلي المذهب السني مقابل معسكر المعتزلة، والفلاسفة ..ونحوهم، فما ذا يفيد أن تبقي اسم "الأشاعرة" في "أهل السنة والجماعة"، وتنفي عقائد الأشاعرة كلها عن "أهل السنة والجماعة"، ك"تأويل الصفات، والكسب، وصفات الأفعال .... وأمور تتبين لمن قرأ "الإبانة"، إي اعتراف بالآخر هذا؟؟ هل المهم المواقف، أم الاسم؟
مع أن الفتوى أصلا تصرح في النهاية بأنهم ليسوا من أهل السنة، بل هم فقط "أقرب إلى طريقة أهل السنة والجماعة من سائر الطوائف".
ثالثا: أود أن أشير إلى أمر مهم، هو أن الإمام أحمد بن حنبل مثل "السلف" كان موضع تنازع بين الجميع، فإذا كان شيخ الإسلام بن تيمية، وابن القيم، وغيرهما يثبتون أنه على مذهبهم فإن حجة الإسلام الغزالي، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام، والمحدث الحافظ ابن الجوزي، وصاحب المغني المقدسي يثبتون عكس ذلك، فمن ذا نصدق يا ترى؟
على أن لي سؤالا أرقني كثيرا، هو أنه شاع أن المحدثين على مذهب شيخ الإسلام بن تيمية ـ لنترك ابن حنبل للخلاف حوله ـ ولاحظت أن كبار الحفاظ الذي نعرفهم كانوا أشاعرة، كالحافظ ابن حجر، والنووي، وابن الجوزي، وغيرهم، ورأيت واحدا ينفي أن يكون الذهبي مؤلف كتاب "العلو"، لتكتمل السلسلة، لكن لم يلفت انتباهي أحد مثل ابن الجوزي، ذلك أنني قرأت كتابه "دفع شبه التشبيه"، فرأيته ينكر بعنف على أولئك الذين ينسبون إلى إمامه أحمد بن حنبل مذهب "التجسيم" حسب تعبيره، وقرض في آخر الكتاب قصيدة حارة جدا، يبرئ فيها إمامه، ومذهبه الحنبلي من هذا الوبال على حد تعبيره، فمن ذا نصدق: حافظ عصره ابن الجوزي أم ابن تيمية هكذا سيقول الخصم، فما الجواب؟

رابعا: أعترف مع هذا بمكانة هذه الفتوى الموضوعية المتوسطة الجميلة، التي لا ينقلها الدعاة، وإنما يحتفظون بها سرا لمناقشة النخبة فقط، وإلا فإنها لا وجود لها على المستوى العملي لدى الكثير من دعاة السلفية، وربما يجهلها بعضهم أصلا، فلو كانوا يستضيئون بها لما اصطدموا كثيرا بالناس، لأن فيها الاعتراف بالآخر مع أمر طبيعي هو ترجيح ما أنت عليه، وهذا فقط هو أتمناه، وهو مذهبي.
الوقفة السادسة: أود إفادتكم بأن مذهب الاعتزال لم ينقرض كما قلتم، بل عاد بالقوة من جديد، ممثلا في أغلب المفكرين من هذا العصر، الذين أصبح كل واحد منهم يمثل مدرسة كبيرة، ونشر فكره في جميع الوسائل الإعلامية، مثل محمد الغزالي، ومحمد عابد الجابري، وقاسم أمين، ومحمد أركون، وحسن حنفي ... ومن على شاكلتهم، فكل هؤلاء يقول بجل عقائد الاعتزال، في" القرآن، وأفعال العباد، وعذاب القبر ... ولا سيما تحكيم العقل... ونحوه".
فضلا عن المفكرين الماركسيين كمحمود أمين العالم، ومحمد إسماعيل، وطيب تزيني، ونحوهم، وهناك من السلفية من ألف كتابا كاملا بعنوان "المعتزلة الجدد".
الوقفة السابعة: أود التصريح مرة أخرى بأني لست ضد التوهب، بل ضد التطرف من أي كان، ولذا فنطقي بكلمة "الوهابية"، ليس لمزا كما قال الشيخ، بل وصف موضوعي بحت، حتى السلفية يعترفون به، كما قرر أحدهم في مجلتهم المعروفة بالكويت "مجلة الفرقان"، وأنا أطلقه انطلاقا من موقفي الذي يرى أن أغلب الفرق الإسلامية تثبت أحقيتها، وانتماءها إلى السلف، وبالتالي لن أميزها إلا بأسمائها أوان المناقشة، مع العلم بأن الفرقة الوهابية هي أقرب الفرق إلى وجداني، كما أن السعودية التي أنقدها هي أقرب الدول إلى ضميري، وربما من شدة حبي لها كنت أنتقدها، والديل على أني لست ضد علمائها، ولا مثقفيها أنه لا يوجد في صفحتي على الفيس بوك عالم غير سلمان العودة، والدكتور الغذامي أحب النقاد العرب إلي على الإطلاق، وقد لاحظ المغاربة علي ذلك، بحيث لا يغيب ذكره عن أي بحث قمت به.


 
 توقيع : محمد أغ محمد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس