المعلقة الثانية
رد الأنفاس بأزكى التحيات وأسناها لشيخنا السوقي الأنصاري أداس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من أكرم بالنبوة والإرسال، صلاة متصلة بذريته الطيبين الآل، وعلى صحبه الكرام.
وبعد:
فإننا نحمد من لا يستحق الحمد غيره، على ما حفظ لهذه الأمة مجدها بالعلماء الأعلام، ممن جمع بين علمي الرواية والدراية والفقه في الدين، الواضحة معالم آثارهم على النهج السديد باتباع سنة سيد الأنام.
يأيها البــحـــر إلاّ أن لجـــته تــرمي الفــوائد والأحكام لا الزبــــدا
الفاضل ابن الفـــاضل ابن الفاضـل الحبر المفسر ذي العلوم وذي الصـــفا
السوقي محمد أداس بن أحمد السوقي ثم الأنصاري الخزرجي
المقول له:
ولو نثـــر البحر المــذخـر دره لمــا كــان إلاّ في ذراك انتـــثـاره
أخانا الفاضل نجل الشيوخ والكرماء الأفاضل أجزل الله الأجر لكم عنا جميعاً خاصة ما أفدتمونا به من قولكم: هنا فائدتان :
أولاهما: رسوخ السنة والعقيدة السلفية عند شيوخنا...
فيا أخانا الفاضل نجل الشيوخ والكرماء الأفاضل، لن يخيب الظن ـ إن شاء الله في فتية مثلكم همزة وصلة بينهم وبين مجد أسلافهم الأثيل. مقولاً لكم مقالة الشاعر:
طـــوبى لمن عــاش بالتقوى مآثره * تــزهو وكــان على الرحمن معتـمدا
ويقــصد الخــير في أبناء جلـدتــــه * قصداً حميــداً يرى منه الذي قـصـدا
أيــن الكرام الألى إن جئت تقصدهم * رأيتــهـم في ميــادين الندى أســــدا
فــدُم سعيداً لقوم أنت ذخــرهم * واسلـــم وفـز بالأمـاني دائـماً أبدا
عنوان في صفحات حقائق التاريخ:
قولكم ـ حفظكم الله ـ: ((الثانية: خروج هذه الدرة إلى النور وعليها اسم مؤلفها ونسبة السوقي ، لأن هذه النسبة - وإلى عهد قريب - لم تك مستساغة أو - على الأقل - لم تكن مشهورة ، وغالب ما طبع من تراثنا إن وجدت عليه النسبة تجد الهاشمي أو الأنصاري أو ما أشبههما ، وهما نسبتان مشرفتان أيما تشريف ، لكن الاشتراك الواسع فيهما سلب التعريف بهما)).
أقول من باب التطريز لتنويهكم ذلك الحقيق الحري بالاهتمام والتصديق، قال الفيلالي: ((إن الأمة التي لا تعرف ماضيها تتمزق في حاضرها، وتعرف الذل والتحقير والبخس والإهانة في مستقبلها)). التاريخ السياسي للمغرب العربي الكبير طبعة شركة ناس للطباعة.
فالحقيقة أن هذا العنوان الجميل (السوقي) وما في معناه، وإن هجره البعض إلاّ أن الأمر للجميع هو كما يقوله الحال: لا بدّ من صنعا وإن طال السفر.
يا شيخنا الفاضل أجبر معتذراً عن ضعفي علماً وسناً بما أورد القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ: أن ابن المبارك حضر عند ((حماد بن زيد)) مسلماً عليه فقال أصحاب الحديث لحماد ين زيد: يا أبا إسماعيل تسأل أبا عبد الرحمن يحدثنا؟ فقال لي أبا عبد الرحمن: حدثهم، فقلت: سبحان الله يا أبا إسماعيل، أحدث وأنت حاضر، قال: أقسمت لتفعلنّ أو نحوه، فقال ابن المبارك: خذوا: أخبرنا أبو إسماعيل حماد بن زيد. فما حدث بحرف إلاّ عن ((حماد)) يعني في ذلك المجلس ـ أدبا)). الإلماع إلى أصول الرواية وتقييد السماع 230. ـ تأليف القاضي عياض طبعة دار التراث القاهرة.
إذاً لا يسعني في هذا المقام الكريم إلاّ أن أستن بسنة أولئك، إذ نحن أمة اتباع لا ابتداع، قائلاً مقالة الشعر:
وشمــــائل لـــك لم تكــن أيامها * ظنـــاً يريــب ولا حديثاُ يفـترى
***
قال شيخنا:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين.
أما بعد: فهذا ما جرى بين سيدي محمد بن باد وآل السوق في الحج في الطائرة...انتهى المجموع الذي حوى مباحثات الشيخ سيدي محمد بن باد الكنتي الوافي مع السوقيين، وكتب محمد أداس بن أحمد السوقي على نسختين للشيخ ابن سيدي محمد بن باد إحداهما من كتابته على الراقنة، والثاني مخطوطة، وهي أصل الأولى في آخرها خاتمة كتبها الشيخ محمد بن باد نفسه ـ رحمه الله ورضي عنه ورضي عن جميع علمائنا الذين أثروا هذه المسألة بقصائدهم ونثرهم فرحمهم الله أجمعين ولم يبق منهم أحد حي سوى العتيق بن سعد الدين صاحب النثر أوان كتب هذه المحاروة على الحسوب وقابلها معي زميلي المحمود بن حما السوقي .....ـ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قلت: إن مثل هذا المجهود الجليل والاعتناء الكبير منكم بتراث سلفنا لحري بنا أن نترك المجال لكم إذ الأمر بالنسبة لي تجاهكم، هو كما قال الشاعر: كمستبضع تمراً إلى أرض هجرا
وأنا وبضاعتي المزجاة، كما قال صاحب الخلاصة: نحو سعيد مستقر في هجر.
خاتماً لشيخنا بقول الشاعر في المشعور له، وأنا أسوقه هو وقوله والمقول فيه إلى ساحتكم الكريمة، قائلاً لكم وعنكم:
وشمــــائل عبقـــت بها سبل الهدى * ذرفـــت على الآفـاق مسكاً أزفرا
وقبل الختام والشكر والتقدير بين يديكم ـ بعد شكر الله تعالى ـ
والشكر والتقدير يجر ذيله إلى الأخوين الفاضلين الأستاذ الأديب الشريف الجلالي الأدرعي، على تعليقته التي هي من أجمل التعليقات تعليق منظوم بالدعاء لأخيه فلأخي أيضاً ما سأل لي ـ بارك الله فيه.
ثم مدّ الشكر طرفي الذيل إلى الأخ اللغوي الأديب أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن عبدُ السوقي على ما تفضل عليّ من النيابة عني بالشكر الجليل لشيخنا السوقي الخزرجي أداس الأنصاري، فلن أنسى ذلك في حياتي أبداً ـ بإذن الله ـ.
وشكراً لجميع المعلقين على الموضوع.
والشكر مد كفه للمغترب * محمد الفاروق إدريس النسب
والعذر لي إذ كنت في حال السفر * كحال من ألف نخبة الفكر
إذ قد رأيت بعد ما نشر لي * كلام در أنتم اللؤلؤ لي
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محبكم
أبو العباس الإدريسي