عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2010, 09:00 PM   #15


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



أبا عبد الله

أشكرك على مشاركتك لنا في مناقشة على الموضوع
بكل هذه المعلومات المهمة، وقد عدت بنا مشكوراً إلى أساس هذا الموضوع، وإلى المنطلقات التي ينبغي أن يناقش من خلالها.. فكان عرضك رائعاً ومتميزاً وخواطرك البديعة حرية بالتأمل والوقوف عندها.. وهذا ما حاولته معلّقاً بما أسعفتني به بضاعتي المزجاة.. وقد جعلت كلامك باللون الأحمر تمييزاً له عن تعليقاتي باللون الأزرق..


الخاطرة الأولى : لكي نفهم بعض العادات الاجتماعية المتفشية في أمة أو شعب من الشعوب فيجب علينا العودة إلى جذور تلك العادة ما أمكننا ذالك حتى نستبين ما جرى عليها من تغير بسبب التلاقح الحضاري للأمم

هذا صحيح تماماً .. ولكن ليست كل الأمم تعتني بتراثها لدرجة تسعفنا إلى معرفة جذور عاداتها أو الممارسات والقناعات التي انبنت عليها.. والأمة الأزوادية ضمن تلك الأمم التي ضيّعت الكثير من ذلك أو فرّطت حتى اللحظة في تدوينه ونقله.. وقد تكون عوامل كثيرة لها دور في ذلك مما يعذرها نوعا ما.. فلم يبق إلا التكهنات والتحليلات التي تصيب ولا شك كما تخطئ.. ولكن يعز معرفة تلك الإصابة من ذلك الخطأ للسبب ذاته..




فقديما كان الطوارق يورثون أبناء الأخت ويحرمون أبنائهم من الميراث وقد أدا ذالك إلى إختراع (تبوبشا) لكي يسترد الوريث الشرعي بعضا من حقوقه المسلوبة بحكم الأعراف والتقاليدفي المجتمع الطارقي وقد تأثرت ثقافة الطوراق بثقافة الوافدين الجدد من الدعاة ذوي الأصول العربية ومصاهرتهم لهم والعكس أيضا فيما لا يضاد الشرع وقد اختفت ظاهرة التوريث تلك ولله الحمد وبقيت بعض المظاهر المصاحبة لها مثل تبوبشا كتذكير بمكانة أبناء ألأخت وهي حيلة من حيل الموروث الثقافي للشعوب بعد تبنيها عقائد ومفاهيم جديدة

فلسفة معقولة في نظري.. ولكن ربما يشكل عليها ما عهد من (تبوبشا) بين قبيلة وأخرى.. إلا أن تكون جذورها ما ذكرت من المصاهرة.. وإن جهل ذلك مع مرور الأزمان.




الخاطرة الثانية
تبوبشا: هي عبارة عن تصريح أو إذن للفرد الطارقي , بتجاوز الأعراف و التقاليد بحق أفراد محددين, موقع من سلطة العادات والتقاليد,يخول صاحبه بكسر القيود وتجاوز الأعراف الاجتماعية التي لم تترك شيئا إلى وأطبقت عليه, خصوصا فيما يتعلق بعلاقة القربات ,


أعجبتني طريقتك في وصف تبوبشا ففيها شبه كبير بالتعاريف الاصطلاحية لما اشتملت عليه من دقة، مع عدم خلوّه من تكلّف وصعوبة كعادة التعاريف.



مثل أن الأخ الكبير لا ينبغي له أن يزور منزل أخيه الأصغر حتى ولوكان على فراش الموت

بئست العادة هذه.. وأحمد الله تعالى أنني لم أسمع حتى..



وعلاقة الحماة مع زوج ابنتها( تاضقالت)

(تضّولا)هذه من العادات التي انفرد بها مجتمعنا الأزوادي فيما أظن.. وهي جديرة بالطرح والنقاش.. وسندرجها على قائمة ما يطرح لاحقاً.. إن وافقتموني على ذلك.




وبرغم تدخل {تبوبشا }السافر في خصوصيات الفرد إلى أنني لا أرها شر محض بل فيها من الخير الكثير إذا علمنا أن تطبيقها يختلف من طبقة إلى أخرى.

أما كونها ليست شر محض فلا جدال فيه.. إذ ما هذا وصفه نادر الوجود إن وجد أصلاً..
ولكن كما أشرتم يحصل في تطبيقاتها تجاوزات لولا استظلالها بها لما كانت مبررة.. كمزاح الشاب الصغير مع شيخ كبير بطريقة لا تليق حتى مع شاب مثله، لا لشيء إلا لأن بينهما تبوبشا.. وكمزاح الرجل مع امرأة من غير محارمه بتبادل الألفاظ التي قد تكون بذيئة وغير لائقة.. هذا إن اقتصر الأمر على مجرد الكلام!!؟؟
ورغم ذلك نستطيع أن نقول ولكن ما ذنب من جعلها سبيلاً للوداد.. ومدخلاً للسرور والابتهاج بينه وبين أقاربه ومحبيه
.


 

رد مع اقتباس