ترجمة تلميذ محمد إغلس بن اليمان : حمزة بن الحسن الحسني السوقي الجدشي رحمه الله .
بسم الله وكفى وصلى الله على المصطفى
أما بعد :
زيادة على الفوائد التي أتحفنا بها الباحث النحرير جامع الذهب والفضة والماس ، واللؤلؤ واليقوتة والنحاس ، المنفرد على بني جلدته بطرد النوم من العيون بالسهرات ، ومقصر المسافات الطوال بالرحلات بين الخواضر والبوادي والفلوات ، همه جمع تراث منطقتنا المخفي عن الأنظار ، متونا وشروحا والطرر والأشعار ، نهايك عن تراجم أعلامها بلا تمييز قبائلها ، فكشف اللثام عن أحوالهم ، وأزال الظلام عن وجه بلادهم ، بتقيد كل قضية شاردة ووارده ، وبين موجبها والسالبه ، كليّها وجزئيها والمهمله ، فقيد ونشر ، وأفاد بما نشر . ذاك الشيخ / السوقي الأسدي جزاه الله كل خير وتلك الزيادة التي سبق ذكرها ذكر أحد التلاميذ الذين استفادوا من علم هذا الجبل الشامخ شاعر العلماء ، وعالم العلماء العلامة الشيخ / محمد إغلس بن اليمان بن محمد الإدريسي السوقي رحم الله الجميع وهذا التلميذ هو : أبو أواب حمزة بن الحسن الحسني السوقي الجدشي .
ترجمة مختصرة له :
هو حمزة بن الحسن ـ المعروف بحمود ـ ابن محمود بن عيسى بن نوح الحسني السوقي الجدشي :
ولد رحمه الله تعالى عام 1359ه بقرية من قرى ( منكا ) .
كان رحمه الله عالما فقيها نحويا لغويا بيانيا أصوليا سريع الحفظ وله قدرة في استحضار المسائل في شروخ مختصر خليل ، صموتا مهابا لا تأخذه في الله لومة لائم وجل أوقاته صرفها في تلاوة القرآن الكريم وإن وجد فراغا طالع كتب الفقه وأصوله كجمع الجوامع ، والموافقات وشرع في نظمها قبل مرضه الذي توفي فيه ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن شدة مطالعته لكتبهما قيل أنه يحفظهما .
أخذ في بداية طلبه حروف الهجاء عن الشيخ حماد بن محمد الأنصاري السوقي الجدشي المدني . وأخذ ألفية ابن مالك والبلاغة عن والده الحسن المعروف بحَمُودِ وعن عمه عمران بن محمود ، وابن عمه حدى بن محمد ألاغ بن مُحمد . وأخذ : جمع الجوامع ، وألفية السيوطي ، وألفية العراقي ، ومقامات الحريري ، والأشعار : عن الشيخ محمد إغلس بن اليمان بن محمد وجلس عنده عشرين سنة واستفاد منه حتى قيل أنه يحفظ كل أشعاره ومسائله كلها ، وأخذ الفقه : عن عمه محمد البشير المعروف بملُّولْ بن محمود .
وأخذ عنه : الشيخ أحمد بن عبد الله بن صالح الأنصاري السوقي الجدشي ، والغزالي بن عمران بن محمود الحسني السوقي الجدشي وبعض الإسحاقيين ، وخلق كثير في مالي وفي ليبيا .
توفي رحمه الله تعالى في دولة ليبيا عام 1422هـ ودفن في مقبرة صلاح الدين في طرابلس .
رحم الله السلف وبارك في الخلف .