عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2014, 07:53 AM   #2
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله



نماذج تعبر عن شخصيته الأدبية:
قد تحدثنا عن دراسته لعلوم الآلة وتضلعه في اللغة والنحو والصرف والأدب فيحسن هنا أن نعطي نماذج تعبر عن شخصيته الأدبية

ومن الطبعي: أن من انشغل بفن، وتغلغلت فيه ملكته، انعكست آثاره على خطابه ، ومن المعروف أن الخطاب إما نثر وإما شعر:
وعليهما سيدور الحديث ، وسأعطي نماذج تدل على ثروته الأدبية في كليهما .

أ: شاعرا
لما كان شعره واحة تجد فيها من كل بستان زهرة، فسنعطي لكل غرض ما تيسر من نماذج :
أولا : الإخوانيات:
يعتبر هذا الغرض باكورة شعره ـ كدأب كثير من شعراء الصحراء ـ إذ من الغالب أنه حين تبدأ ملامح النبوغ على الشاعر الصحراوي يبادرـ هوـ أو يبادر من طرف أحد الأصفياء له ـ من ذوي الموهبة الشعرية إلى مقاولته شعريا ـ فيجد الشاعر النابغة في ذلك المجرى تلمسا صدقا لمبلغ قدرته الإبداعية،ويكتنه أين وصل نبوغه ؟
على هذا المنوال جرت مداولات بين المترجم في فجر شبابه وبين عدة من الشعراء،ووجهتنا شطر إعطاء صور عن المخاطبات التي جرت بينه وبينهم
مع الشاعر الشيخ: محمد بن يوسف الحسني التبورقي رحمه الله ـ
يقول متحدثا عنه وممن برز في قرض الشعر ونبغ فيه في ذلك الزمن أخي وقريني ونابغة أواني، محمد بن يوسف الإدريسي المتوفى عام (1403)هـ فقد تجاذبنا أطراف الشعر معه في مدة مديدة، فأول ما جرى بيني وبينه أن أرسل إلي قصيدة لامية الروي تتضمن الشوق إلي، ومطلعها :
أبى مربع أقوى ظللت أسائله *** برد الجواب أن تفوه منازله
ألحت عليه بعد ما بان أهله *** سوار سواجم، فسالت مسائله
وبفور وصولها إلي أنشأت قصيدة على بحرها ومطلع القصيدة :
على طلل الأحباب عجت أسائله*** وكم سائل لم تجد نفعا مسائله
لأية ساعة، أو أية نية*** تحول ظبي كنت فيك أماقله
فأصبحت دارس الرسوم وأقفرت*** مثاوٍ، بها كم من أنيس أغازله
الأنس المصفى ص( 13) خ
وذيلها بأخرى مطلعها:
لمعناك في فكري ومغناك في صدري *** وسر هواك في الجوانح كالجمر
قضى لي قاضي الوجد أني متيم*** فللغرب إرسال الغروب إلى النحر
إلى أن قال :
لقد فقت في فن البلاغة أهله*** ولكن "لا" على لسانك لاتجري
وقد ملكت فكاك توشية اللغى*** كما سلكت كفاك في مسلك وعر
فإن كنت قد أهديت لي بحترية*** فهاءك هذه كميتية النجر
فدونكها نفلا،وتلك فريضة *** ولا بدع إن سح السحاب على البحر
وأجابه محمد بقصيدة أخرى منها :
قرم على صهوات العز متكئا*** رقم،وغرته بالمجد مرقومه
له مبان بناها عن ذرى شرف*** من كل مكرمة، بالحلم مدعومه
إلى أن قال سصف قدرة عارضته على الإنشاء:
يزبرج الوشي إنشاء بعارضة***في النسج ماهرة، ليست بمسئومه
ما اسودكاغده إلا استضاء بما*** عنه انطوى شذرا بالمسك مرسومه
إلى أن قال يصف عبادته:
وكم ترست إلى أن أدهشت، وغدت*** رجلاه في أخريات الليل موصومه
وكم أكب لحر الوجه، مبتهلا*** لله مستعبرا عيناه، كالديمه
يدعو ويامل عفو الله منتصبا*** في كل داجية دجياء مظلومه
إلى ان قال :
أناله ربه ذكرا مداركه*** تعيي ذوي همم بالحزم محزومه

مع الشاعر الشيخ معاذ بن الشيخ عيسى القاضي الحسني التبورقي رحمه الله
المشاعرة الودية بينهما: فضمنية فرعية عن السابقة ـ وإن كانت الدواعي في قوة أن تسمها بالاستقلال ـ يقول الوالد - رحمه الله- متحدثا عن الرائية التي تقدم بعض منها في جواب الشاعر محمد- رحمه الله-
فلما أنهيتها ترصيعا، وقطعتها تقطيعا، أرسلتها والتي قبلها للبارع الأديب، الشاعر المفلق الأريب، فتى الفتيان وفارس الفرسان الأخ معاذبن عيسى القاضي الإدريسي - رحمه الله- وكتبت على ظهر أول ورقة ممازحا له
معاذ هاءك هذي*** فاستفهمن غير هاذي
تقل فناك ملاذي *** وأنت أنت معاذي
إلى قدوم فتاها*** وإن أتاها فتاها
وهش قل منتهاها*** في سيرها أنت، هاها
فلما اطلع الأخ المذكور على القصيدتين تحرك منه كل ساكن، وسار منه كل كامن؛ غيرة منه على ما جرى، من أن الشعر إلى باب غيره سرى، فلم ألبث إلا قدرا يسيرا من الزمن، إذ فاجأتني منه قصيدة طنانة لامية الروي .
ومن المؤسف أنه لم يبق في ذاكرتي منها ـ ولو بيتا واحدا ـ فأجبته بأخرى رائية لا أحفظ منها غير يتين من أولها وهما:
قلم الصبابة يمطر الأشعارا*** وجمال من اهواه يوري النارا
أوكلما أشفيت فاستشفيت يا*** لهفي يؤنبني العذول مرارا
انظر :الأنس المصفى ص(14)
مع الشيخ العلامة محمد (إغلس) بن محمدبن اليماني الحسني المرسي رحمه الله
قال -رحمه الله- [ هذا وممن شرفني بإهداء الشعر النابع من أعماق قلب شديد المودة من أقراني وأشياخي :شيخنا وصديقنا الأوفى، وحبيبنا الأصفى، أخونا العلامة، وخنذيذنا الفهامة، أبو المكارم محمد إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي، فإنه كان من المشايخ الذين صحبتهم وممن كانت مودتهم لي صافية، وكثيرا ما يتحفني بفوائد وفرائد رائقة، وكان لي موسم أفد عليه فيه، فأتنعم وأتعزز وأستفيد من الجواهر التي يلقيها من فيه، فاستبطأ زيارتي له سنة من السنين؛ لأنه تأخرت عما يعتاده،فكثر منه الحنين ،وإنما تأخرت؛لأعذار منها :أن بيني وبينه شقة بعيدة تشق على المسافرين،فأنشد أبياتا أبدع فيها نفس المصدر ص (15)
ومطلعها:
أفيك حقوقا كنت أرقب إلها*** مخافة أن تحجى العهود أفيكا
فتيك قديما سنة قرشية*** تقام لدي أو أداس فتيكا
وقد أجابه على هذه بقصيدة أخرى طائية الروي على منوالها وليست عندي وقت الكتابة.

مع الشيخ الشاعر حمدي بن إبراهيم الحسني الجلالي حفظه الله
قال في الحديث عمن تجاذب معهم أطراف الشعر ومنهم السيد البجال، البارع المتصف بكريم الخصال، ذاك ابن عمي حمد بن إبراهيم بن أحمد البكاي الحسني الأدرعي، فإنه أهدى إلي من إنشاداته: قصيدة من غرر القصائد، ومن الدرر الفوائد، ولا أذكر منها إلا أنها لامية الروي ،كما أني أرسلت إليه أبياتا، تتضمن شوقي إليه ورويها:"حرف النون" التزمت منها ما لايلزم من إتمام كل بيت منها بلفظة: (عين) حتى جمعت منها كثيرا من معاني لفظة (عين ) في العربية، فأهدى إلي أبياتا أخرى ورويها: حرف الجيم المفتوحة بعدها ألف المد انظر: الأنس المصفى ص (15)
قلت : وإليك القطعة التي أجابه بها الشيخ حمدي قال -حفظه الله-:
سلام ذكي من (الحاج) هاجا*** هياما أطال بقلبي المعاجا
هياما يقيم مقام الكرى *** بجفني السهاد، إذا الليل فاجا
فعيناي عينان نضاختا*** ن، فعذبا فراتا، فملحا أجاجا
فردي إليه أريح الصبا*** سلامي، ولا تستثيري العجاجا
مع الشيخ محمد يحيى "آمدي" بن حمدا الحسني الجلالي رحمه الله
وعنه يقول: [....ومنهم: الأخ الصديق الألمعي، الحاذق اللبيب اللوذعي، محمد يحيى بن الشيخ حمدا، فإنه أهدى إلي من أشعاره الرائقة،ومن شذراته الفائقة: قافية ضمنها بلسان صادق، وقلب وامق، ولفظ رائق، شدة اشتياقه إلي، ونبذة من الثناء علي، الأنس المصفى ص (15)
قلت: ومما خاطبه به الشيخ محمد يحيى - تغمده الله بسابغ رحمته - قصيدة ميمية وجدتها بخطه معنونا إياها بما يلي: قصيدة من الإخوانيات أنشأها : أمد بن حمدا عــــام:( 1994) في الاشتياق إلى أخيه الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي قال متخلصا بعد أبيات تعبر عن شدة لوعته وصبابته إلى أخيه:
إذا استلأم الامر الذي ساء وقعه *** أناسي، واستنت إلي فئامه
فلي منه مأوى"الحاج" من ينح بابه *** قضاها، أيهمي فوق ربع غمامه!؟
فتى لم أشعاث الديانة بالنهى*** وقوم منها ماتداعى انهدامه
منيب ينادم التقى طول ليله*** وعن قدم الذكرى يقوم مقامه
يساعف أسحارا بتذكار ذاكر*** ويغمر أطراف النهار صيامه
إلى أن قال يصف كرمه:
وما البحر إلا من ينابيع خمسة *** وما شطحات الوكف إلا جمامه
فمن شام برق الجود منه وأرعدت*** رواعده سحت عليه سجامه
إلى أن قال :
وتعنو وجوه المفردات له، ففي*** جمان الفصاح والشذور اعتيامه
شهاب مدارس، همام سمادع*** قصي المدى، أعلى السماك مقامه
لو استيم يوما في البلاغة واللغى*** مسائل سال نثره ونظامه ثم استمر يذكر شوقه إليه وختم بالتسليمات الزكية.

مع الشاعر الشيأحمد المصلي بن أحمد الحسني الجلالي حفظه الله
قال عنه :ومنهم الخنذيذ البارع المصلي،في محراب البلاغة وفي سباقها هو المجلي، ذاك أحمد بن أحمد الكرماني الإدريسي النسب ،الرفيع الحسب، فإنه قد أهدى إلي من شعره الرائق، وكثيرا ما يهدي إلي من نثره الفائق،وأنا أيضا ربما نظمت شعرا يتضمن الشوق إليه، والتسليم عليه والكثير من تلك الشذرات ، ضاع الأنس المصفى ص (15)
مع الشاعر الشيخ المرتضى(أمو) بن محمد الحسني التبورقي ـ رحمه الله ـ
قال عنه : ومنهم مالك زمام البراعة، وفارس فرسان اليراعة الأخ المرتضى بن محمد الإدريسي ثم الحسني ومن أحبائي وأقراني، وإخواني من أبناء أخوالي، لكن شعره لم يصل إلي ولم تره عيني، ولذلك لم أتعرض لجوابه حتى عريت أفراس الصبا والشوق، وكبر عمرو عن الطوق الأنس المصفى ص(15)


ثانيا:المعارضات :
إنما نعني بالمعارضات هنا: الأشعار التي تناول فيها مع بعض الشعراء قضية شبه جدلية بين الطرفين، ولكن ماوراء ذلك إلا إسراف في الألفاظ العذبة، والمعاني اللطيفة. وسأضع بين يديك - بإذن الله- ثلاثة نماذج من هذا النوع :
مع الشيخ محمد الصالح "زيد" بن العربي الحسني الجلالي رحمه الله
وفي ذلك يقول- رحمه الله – [ ومنهم : محمد الصالح بن العربي - وهو من بني عمي- ولكنه من طبقة أشياخي جرت في حينا ممارات هزلية في شأن المفاضلة بين الإبل والبقر على عادة أهل البوادي وسكان الصحراء من أن بعضهم يميل إلى تفضيل جنس من أجناس الحيوانات للقنية على الآخر، وأنا ممن مال إلى تفضيل الإبل على البقر على عكس ماهو معروف عند أهل بيتي من تفضيلهم للبقر لمن أراد اقتناء الحيوانات وتنميتها, فانجر ذلك إلى أن وصل إلى مقاولات شعرية، كما هو سنة الأدباء من إظهار بلاغتهم وقدرتهم على الإنشاء في المفاضلة بين شيئين كالليل والنهار والسماء والأرض والعقل والعلم وفصول السنة وكذلك الشمس وغيره مما تجد كثيرا منه في كتب الأدب فنظمت في ذلك أبياتا لا تحضرني الآن فرد علي الشيخ محمد بن الصالح العربي بقصيدة سينية ورددت عليه بأخرى سينية هي
ألاقف بتيلك الربوع الدوارس***وسائل بهاعن الظباءالكوانس
.وثم مجرالرامسات ذيولها***فعادمجرالرامسات الكوانس
.كذلك دءب الدهرمازال قاضيا***برفع النعال وانخفاض القلانس
.كمانمنم الإنشادقوم ورفعوا***به عن نجارالعيس نجرالجوامس.
فمرتكب تلك الوعوركمن غدا***يجرعلي الإكليل ذيل الحنادس
.ومثبت ماقدصادم النص خابط***تتيه به العشواءتحت الدواعس
.ألم تك في عصرالنبوة مركبا***للب بني عدنان لب الأحامس
ألم تك أوداج الذبيح بهااحتمت***ففادى بهافيالهامن نفائس
ألم يك ليث الله فوق بروقة***غداةسقته الحتف هندالأحامس
ألم تك للدما رقوءافتنثني***ولماتناج الهام بيض الفوارس
ألم يك مماقدرواه أيمة***ثقاةعن الثقاةلاعن موالس
؟.عن المنحمناأنه قال:أكرموا***وهل قال ذاكم في مجال التنافس
وهل قال ماقدقال إلالعزها***وعزذويهادون تلك الخنافس
ومن عزهاماقدأبى الشرع غيرها***تزكى نصاباخمسةدون سادس
.ومن عزهاإضافةشرفت بها***علي رغم شان شاتم أومدالس.
وتحمل أثقالاإلى بلدأتت***وغير من آيها فهل من ممارس
.ولولاشذورنظمت ضاع عرفها***جلالةشاديهاعلي النفس حابسي
.أهاب وأستحيي يقال جراءة***من الإبن لاحوار حب موانس.
لمزقت عن ذات الخوارجلاببا***كساهابنان الشعرتحت البرانس
.بقافيةطنانةتذرالورى***سكارى وتطوي الشعرطي الوساوس
.ولكنني ألجمت مهري هنيهة***فحيعل لي داع ألاقل وجانس.
فنهنهته ياليت أني مناضل***من القوم ترباغاشماأي فارس
.أجاوله في معرك اللفظ صائلا***عليه بقرضاب من القول رائس.
وأستغفرالمولى وإني وإن جنت***يداي فلست من إلاه بآنس
.وصلى علي مختاره متبوءا***مقاعدصدق في علالي الفرادس
وسلم تسليماعليه وآله...وأصحابه الشم الهداةالمداحس

مع الشيخ عمه المرتضى بن البكاي الحسني
كان هذا الشيخ ضمن أولئك الذين لم يرق لهم تفضيل الإبل على البقر من الأدباء الجلاليين قال الوالد:[ فرد علي بأرجوزة لعلها لا تقل عن ألف بيت ] الأنس المصفى ص (16)
قلت :ولم يرد عليه الوالد لمقامه منه عمومة وسنا وشيخوخة علم، وستأتي أبيات لطيفة خاطبه بها أوردناها في غرض الاعتذار

مع الشيخ العلامة المحمود بن يحيى الأنصاري -رحمه الله-
قال : [ ومنهم المحمود بن يحيى الأنصاري - وهو من طبقة أشياخي- وسيأتيك اسمه من قائمة المقلين من أشياخي وهو - أيضا - من قرابتي الذين يكرمونني غاية الإكرام، ويبجلونني مع مزيد الاحترام، وكان من تلامذة والدي - رحمه الله- وكان يعاتبني على عدم كثرة زيارته حرصا على صحبتي ومجالستي ويعاتبني على ذلك فاتفق أن أصيب يوما بحمى مكثت أياما ولا تقلع، فقدرعلي أني لم أزره في أوائل الأيام التي أصابته فيها، وأنا - إذ ذاك- قريب العهد بالنبوغ في الشعر، وهو على ماكان قديما من الشغف بالشعر واستحسانه،أعرف أن عنده للشعر قيمة، وأن من نبغ من قرابته يقربه على غيره منهم،فكتبت إليه ممازحا؛ لأني على صغرسني يمازحني، ولم يمنعني ماكنت أعرفه قبل ذلك من أنه ممن بز أقرانه في مجالات منها: قرض الشعر، فكتبت إليه أبياتامنها :
إليك – محمود- من أغلى الهديات*** أبهى السلام وأبهر التحيات
إلى أن قال :
لابأس إذ لم يكن بغضا ولا مللا*** هيهات -كلا- ورافع السماوات
فأجابني بأبيات تتضمن التهديد بالشعر منها قوله:
لولا مخافة أن تؤوب القهقرى*** خوف القريض، رددت ردا أبهرا
فعليك ، أياما، السلام ولايكن*** مما انتظرت قبول مثلي ماجرى
مع أنني متحمل من إخوتي*** كل الإذاية ما خلا أن أهجرا
فمكثنا يكتب وأجيب، وأكتب ويجيب، كل هذا في أسرع وقت ممكن إلى أن كان ختام ذلك اليوم الذي اختلسناه من يد الدهر، وجعلناه كله الأنس أن كتبت إليه ماهو هكذا:
إيه، فإن عنان الشعر طوع يدي*** إن فهتَ فهتُ، أو استزدتني أزد
لسوف أرسله ولا أثبطه*** حتى تناديني صه أو تقول قدي
الأنس المصفى ص(16-
17)

ثالثا :الاعتذار:
سبق - وقبل قليل- أن أوردنا قطعته التائية التي اعتذر فيها للشيخ المحمود الأنصاري عن تأخر الزيارة عن موعدها المألوف، وذكرنا لم أوردناها في المعارضات، وهذه قطعة أخرى خاطب بها عمه العلامة المرتضى بن أحمد البكاي الحسني الجلالي -ولم أجد ما لعمه - قدم لها بالتالي :
( لكني بعد أن ذكرت من أقراني جملة ممن جرى بيني وبينهم من المساجلة الشعرية ما يستأنس به الجليس، أزيدك بثلاثة من فحول العلماء من طبقة أشياخي منهم: عمي الشاعر الخنذيذ الفقيه العلامة المرتضى بن أحمد البكاي، فإنه أنكر علي شيئا بلغه أني فعلته، وذلك في عنفوان شبابي، حيث لا أستعد لمناظرة مثله من فحول العلماء، لكني لا أتلكأ في تلك الأيام عن المجاراة في الشعر من أحد كائنا من كان، فأرسل إلي أبياتا تتضمن مطالبته لي بالدليل الشرعي على جواز ما بلغه أنني فعلته، فلم أتمالك نفسي - مع مابي من توقيره وتقديره - أن أنشأت أبياتا تتضمن أني أجله؛ لأنه مني بمنزلة الوالد سنا وعلما وقرابة، ولأنه ابن عم والدي يلتقي معه في الجد الثالث، والأبيات التي أرسلتها إليه هي :
خبر الشيخ خافضا للجَناح*** أيها الرق ، رافعا للجُناح
أنني لا أجيبه لا وكلا*** ما انقضى الليل بابتسام الصباح
ذكرتني أبياته قول شاد***( طرق الجد غير طرق المزاح )
فكبحت طرفي وقلبت طرفي*** فرأيت الصموت أطيب راح
الأنس المصفى ص( 16-17)

رابعا: الفخر:
لم أجد له في هذا الغرض نفَسا طويلا؛ لأن الغالب فيه عند الشعراء، إما أن يكون لاستثارة تقتضي من الشاعر بث أمجاده، وإما أن تحمل عليه نزعة من كبرياء الذات، وما هو بسبيل كل ذلك، إذ ليس متشبعا بما لم يعط ، ولا بمستنزر ما أعطي، يكفيه ما يكفيه، فإن في بيته من الشرف والعز ما فيه .
لاأحاشي مما يمكن تصنيفه تحت هذا العنوان إلا أبياتا عنونها بأنها :" تعريف بقومه من قريش والأنصار" أنشأها تذييلا لكتابه إتحاف المودود، لكنها لو عثر عليها أديب يصنف أغراض شعره ولم يقابله وجه المناسبة ما اطمأنت نفسه إلا بأن يدرجها تحت الفخر من أجل ذلك :كتبناها هنا، لا تجافيا لمقصده الذي هو البعد عن الفخر-كما أشار إليه آخرها- ولكن:
والقوافي شاهدات أننا*** عرب ننحتها، كيف نجول
ما اشتكى اللكنة منا مشتك*** لا ولا عيا به حين يقول
إن تكن في ريبة، فاستفت من*** ساجلونا في مجالات العقول
واسأل اللسن من ارباب اللغى*** هل رأوا من حدنا أدنى فلول
أو رأوا من شمسنا إذ أشرقت*** فوق جواللفظ والمعنى أفول
قد ورثناها وغذينا بها*** وارتضعناها، وكالأصل الفصول
إلى آخرها.

خامسا : المدح :
إن المدح في الشعر- غالبا - إما أن يجعله الشاعر وسيلة تستدنيه من فريسة مادية ينقض عليها بكلكله ، وإما أن يكون مكافأة على إفضال ناله، أو لصفات أعجبته في ممدوحه.
أما الأول :فلم أجد له مثالا في مدونته الشعرية، فإن تعففه حال دون التكفف.
وأما الثاني: فكقصيدته في حجته الأخيرة، شكرا لمن أحسنوا إليه ممن لقي من العلماء وطلبة العلم، وتأتي عند ذكر رحله في رحلته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله وأدام عزها ـ .
أما الثالث: فلعل مثاله قصيدة أهداها إلى بعض علماء نجد نورد منها :
فثم أهلة، وثم أجلة*** وثم أدلة، دعاة إلى الرشد
حماة لشرع الله من إفك آفك*** وزيغة من بالنقص زاغ أو الزيد
كماة توارثوا البسالة، مثلما*** توارثها الآباء جدا إلى جد
بنوا بالتقى والجود مجدهم كما*** شروا بالسخا والبشر حمدا على حمد
سماحتهم أكرم بها طار صيتها*** ومدت رواقها على الجمع والفرد
أشعتها أضاءت الأفق فاهتدى*** إلى منتداهم رائد البذل والرفد
إلى أن قال :
فمن لي بطيار، فأسعد مرة*** بزورتهم ويسمحوا لي بالعود
أباحثهم في كل فن وأجتني*** ثمار حوار الشيب مثلي والمرد
إلى أن قال :
وآخر ما أهدي سلام مرونق *** يحاكي مذاقة لذيذا من الشهد
يشيعه مني أتم تحية*** إلى من بنجد أو بقرب ربى نجد


سادسا: التهنئة:
يتمثل هذا الغرض في شعره، إما في تهنئة أحد إخوانه بمناسبة مولود تجدد إليه، أو بناء دار، وكل ذلك تعبير عن معاني البهجة لخير حم لأخ، أو صديق، أو لأخ صديق .
ومن نماذجه: ما هنأ به ابن خاله وتلميذه: الشهيد السيد أحمد بن الشيخ البشيربن الشيخ حماد الحسني التبورقيلما ابتنى دارا في حاضرة "وادي الشرف" فالتمس منه الدعاء والتهنئة قال فيها :
لا زلتم في الأمن في صحة*** في نعم صافية ضافية
لازلتم في شامخ العز، بل*** دامت لكم أيامكم صافية

سابعا: المراثي :
اقتصرت مراثيه فيما اطلعت عليه على البكاء على العلماء والتعزية فيهم
من مراثيه : مرثيته للشيخ العلامة ذي الكفل بن مفلح الحسني التبورقي ومطلعها :
تراءت الحور في أعلى علاليها*** مستبشرات بقادم يوافيها
ومن مراثيه: مرثيته للشيخ العلامة الفقيه: سيدي محمد بن بادي الكنتي المعروف بلقب: ( سيدي حم )
صدع جرى قلم القضا، فقضى به*** باري البرى، هدا لبعض هضابه
إلى أن قال معزيا للكنتيين :
أترون أنكم يساء حليفكم*** يوما بسوء ما، ولا نوسى به
هيهات ما عضتكم من أزمة *** إلا تحض الجفن عن تسكابه
ومن مراثيه: مرثية الشيخ العلامة المحدث إسماعيل الأنصاري
ما بال فكرك برهة يستعجم*** وهتون دمعك كالغمام مترجم
إن قيل: هذا مفحم من حزنه*** فلرب دمع من حزين يرحم
إلى أن قال :
يا بقعة بأبي الوفاء الشيخ" إسـ*** ماعيل " قدشرفت - سقاك المنعم-
حياك صوب هاطل من رحمة*** محفوفة برضاه،وهو الأعظم
أحرزت من شرف على شرف بما*** ضمنته، وهو الهمام العيلم
ألف العلوم، دقيقها وجليلها*** قد راضها بقريحة لا تسأم
في عنفوان شبابه شهدت له*** أهل الفنون، ولم يزل يتقدم
شهدت له أشياخه بالسبق في*** ذاك المجال، وكلهم متقدم
أفنى الشبيبة والكهولة، ناصرا*** للسنة الغرا، يبث ويخدم
إلى أن قال :
ما جاءه شاك شكى من فاقة*** إلا استوت آلافه والدرهم
أدنى القريب مع البعيد، مواصلا*** صلة القريب، فكل ذينك مكرم
إلى أن قال :
ورث المكارم كابرا عن كابر*** إن الخيار جدوده وهم هم

ثامنا : مناسبات أخرى:
هذا ومما لايصنف تحت الأغراض الأصلية ولكن تناوله شعره
أولا : الترحيب والاستقبال:
إذا استنطقنا هذا الغرض في شعره، نطق بأنه أثر من آثار ما عند المترجم من صدق الحفاوة وما عنده من كرم الضيافة، يعرف ذلك من يعرفه، وسأورد له من ذلك أنموذجين فقط:
أ-الترحيب برئيس مالي السابق موسى تراوري عند زيارة قام بها لجماعة المترجم عام 1403هـ تقريبا، فقال حفاوةبمقدمه ومنها:
وأسرعنا إلى الأمداح نبني ***لسؤدده بها ظلا ظليلا
وننشر فوق رايته برودا*** من الترحيب، تهديه السبيلا
فأهلا، ثم أهلا، ثم أهلا*** به من قادم وبه نزيلا
وشكرا ثم شكرا ثم شكرا*** له، ولمن يكون له دليلا
إلى أن قال :
وعنك يكف كف البغي كفا*** وباغيه، عزيزا أو ذليلا
وساق إلى مناطق أرض مالي *** من الثروات ما يروي الغليلا
فيصدر أهلها البترول طورا *** وطورا يلقحون بها النخيلا
ب : الترحيب بالشيخ محمد بن عبد الله السبيل إمام الحرم المكي في زيارة قام بها إلى حاضرة المترجم " وادي الشرف " مع وزير داخلية مالي – آنذاك - عام(1406)هـ

أرقت صبابة أنى يلام***أخو وجد يؤرقه الغرام
أرقت -ولا عليك- فكم مذيع*** بما يمليه للدهر ابتسام
بلى قد زارنا من أم رحم*** وزمزم والصفا وفد كرام
كرام من كرام من كرام*** بزورتهم قد انكشف الظلام
لقد فازت قداحك أرض مالي*** بما أسدى لك البلد الحرام
وقد أسدى لنا مننا فماذا*** يكافئها ؟ سوى شكر يدام
وتيهي وافخري بالعز ياتي*** فإن الوفد يقدمه الإمام
إمام المسجد المكي طابت*** خطاه وطاب للوفد المقام
فزاد الله تربتها سموا*** يطوف حولها وبها يصام

عاشرا : الشعر العلمي:
إن هذا النوع من الشعر يخص شاعرا دون شاعر، فالشاعر الذي يخصه من جمع بين العالمية والشاعرية، فما كل عالم يجيد الشعر،ولاكل شاعرعالم، ولاكل شاعرعالم مجيد .
من ثم، فما أسميته بشعره العلمي:عبارة عن بحوث علمية عميقة يجيد ترتيب مادتها، ثم يصوغها في الوزن والقافية، أو تحسينات لبحوث عرضت عليه؛ لنقدها، أو إمضاء ما فيها، فيذكر من خلال تقريظها رأيه في المسألة ،وسأقسمه على اعتبار كل ذلك إلى نوعين: شعر النقاشات العلمية ، وشعر التقريظات
أولا : شعرالنقاشات العلمية:
أهم ما رأيته له في هذا الغرض قصيدته التي ناقش فيها العلماء في مسألة "تزكية الأوراق النقدية" وقال في مناسبتها :[... لما تباينت أنظار العلماء وتضاربت آراء الفقهاء في مسألة هذه الأوراق النقدية من جهة إثبات الزكاة فيها قياسا على النقدين، ومن جهة نفيها قياسا على العروض، أو نظرا إلى شبهها بالفلوس عند من ذهب إلى إلحاقها بالفلوس؛ لعدم ورود نص فيها، واختلف أيضا في ربويتها، فنظرت في علاقة المسألة بأبحاث فقهية تزيد على بابي الزكاة والربا كما يعرفه من مارس كتب الفقه ، لكن كثيرا من الناس لا ينتبه لذلك، فلذلك أردت إلفات نظري ونظر غيري إلى ما في المسألة من بحوث فقهية .... وهذا نص السؤال، وقد كان إيراد الأسئلة وإلقائها على العلماء عام (1380) هـ تقريبا وكتب مقدمة لها :
سؤال منظوم من الفقير إلى رحمة ربه محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني وجهه إلى كل من وصل إليه من أهل العلم عملا بقوله تعلى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ الأنس المصفى ص (17)
وتأتي في قسم فقهه :وقد سبق نشرها في هذا الموقع تحت هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=288196
وهذه القصائد من أكبر الدلائل على النبوغ المبكر المفرط لصاحب هذه الترجمة حيث إنه نظمها وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، فهو من مواليد عام (1359هـ) وقد نظم الأسئلة عام (1380)هـ وما فيها من نضج لغوي وفقهي نادر جدا أن يحصل لابن خمسين فكيف بابن عشرين،
وسأوردها هنا كاملة لكثرة فوائدها في الكلام على فقهه رحمه الله.
ثانيا : تقاريظ الكتب:
كثيرا مايطالبه بعض علماء قطره عند الفراغ من إنتاج علمي بأن يقرظه له ويزكي عمله.
وربما يحصل منه ذلك بدون طلب من المؤلف كغيره من العلماء الذين قد يرى أحدهم عملا علميا يشجعه ، وربما كان لخطة مرتسمة في ذهنه يتمنى أن لو أنجزت، فإذا رءى الكاتب قد أجاد، حمله الإعجاب بمكتوبه على تقريظه
ومن تقاريظه :
أ ـ تقريظه للعلامة الشنقيطي محمد بن أبي مدين في كتاب الصوارم والأسنة،في الذب عن السنة ،قال:
بارز، فحسبك ما سللت صوارم ا*** فاجمع جموع معانديك وصارما
وادفع عن البيضآ، وذد عن حوضها*** من خاض يحسب خوضه لك هازما
واصدم، فإنك إذ هززت أسنة*** من سنة صحت، هزمت مصادما
واربع عليك، فما لهم من حجة*** إلا دعاوى يحسبون دعائما
أو هيتها وقلعتها مستأصلا*** ياصولها، لاهائما بل هادما
ونصبتها لأسنة مسنونة *** فحذفنها، وكفى بهن جوازما
ورفعت بالضم الدلائل، جامعا*** ما صح بالإسناد جمعا سالما
وفصلت موصولاتهم بأكفهم *** وكففتهم وقصمتهم بقواصما
ما ذاعليك وأنت قد جددت من*** سنن الثقات المهتدين معالما
فاجهد وجاهد واجتهد، لاتخش في*** دين الإله مؤنبا لك لائما
لك أسوة فيمن مضى من أهله*** إذ كافحوا بأسنة وصوارما
ب : تقريظه للشيخ: المهتدي بن إبراهيم الكريم الحسني وفيها يقول :
هذي دلائل بينت للمهتدي*** ماسنه خير الورى، فبه اقتد
هذي معالم لم تدع من شبهة*** للمستريب ولا لغير المعتدي

هذي نقول لم تذر لمناظر*** نظرا، ولاقولا لغير مؤيد
جادت بها كف امرئ ما ضل في *** ما نمقته يداه بل هو (مهتدي)
إلى أن قال :
بعض بقال وقيل عارض سنة*** صحت ولم يعبأ بقول مفند
والبعض الآخر مدع تقليده*** للأصبحي إمامنا ذي السؤدد
أو ماروى هذا وذاك كلاهما*** ما في الموطإ من حديث مسند
يرويه عدل ضابط عن مثله*** عدل عن المختار أفضل مرشد
وهو الرسول ومالك قد قال ما*** تقريبه للباحث المتردد
إن الكلام بأسره ما بين مقـ***بول ومردود لدى من يهتدي
إلا كلام المصطفى ، أفديه بي*** فهو الهدى وإمام كل موحد
هذا وإن القبض مما سنه المخـ*** تار والصحب الكرام ومن هدي
فضع اليمين على الشمال وضعهما*** من فوق صدرك وقفة المتعبد
ودع الخلاف، فما الخلاف بمثمر*** حاشا ولا هو حيث كان بمنجد
وإمامنا المشهور مالك الرضى*** ما زال يفعل ذاك دون تردد
مازال يفعله استنانا - عمره-*** حتى مضى متواريا بالمرقد
لم يرو عنه سوى الذي أدنيته*** للقطف حيث ينال أخذا باليد
ورواية الإرسال إن ثبتت فلن*** تقوى على دفع الصحيح الجيد
وعلى الثبوت يقال مما ناله*** في محنة لا لابتغاء تعبد
فاربع عليك ، فما لخصمك حجة*** يدلي بها للمدعي ،وليجهد
وكفى بما أمليته من سنة *** مرفوعة صححتها، وبها قدي
الله يجزيكم بمايجزي به*** من ذب عن دين الأمين محمد
ج: تقريظه للشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي
قرظه في رسالة له أنكر فيها بعض مخالفات عقدية في الصحراء سادت عند عوام الناس والمتعالمين الذين لايعرفون في العلم إلا اسمه، سماها :"كشف الريب، عن تخطئة المتطلع إلى الغيب ".
قال الشيخ الوالد رحمه الله :وفي طليعة تلك الأجوبة:جوابه في مسألة كثر التعامي من علماء البلد عنها، وطال ذلك حتى ادعى بعض القاصرين في العلوم الشرعية من ذلك ماهو محظور، وكاد بعض الفضلاء يصرح أنه لاشيء هنالك محذور،كما هو عادة المنكر إذا ترك إنكاره أول نشأته أن يدعي من ينشأ من الطبقات بعد أول نشأته أنه غير منكر، ويقلد أولئك من بعدهم، ألا وهي مسألة: حساب المرضى وما يشاكلها من التكهنات والتنبؤات للغيب الذي نص القرآن العزيز أنه لايعلمه إلاالله تعلى، وأجمعت الأمة قديمها وحديثها سلفها وخلفها على حرمة التطلع له، فلا جرم أن ما كتبه في تلك المسألة وما معه من أجوبته الفقهية التي اختلست النظرفيها من العوائق والعلائق والمشوشات جارعلى المنهج القويم،والصراط المستقيم، قال فيها :
برئت إلى الإله من الكهانة وفاعلها ولا أرضى دهانه
وأبرء من حساب طول عمري*** لغير دراهم أو كالجمانه
ومن طرق الحصاة وكل شيء***يؤدي للضلالة والمجانه
برئت من الجميع وزجر طير*** وتنجيم يروج لذي الخيانه
فقد لاحت لنا سنن وصاحت*** بأن الكل ليس من الديانه



ب : ناثرا:
إن ما تقدم من شعره لكفيل بأن يدل على نثره، فإن النثر والشعر من مشكاة واحدة، وما من شك أن نثره ليس بأقل من شعره باعتبار الأهمية الأدبية ،كلاهما روضة غناء فواحة الأزهار، وتقدمت شذرات من نثره الأدبي تتخلل كلامه في حكاية شيء مما وقع بينه وبين إخوانه الأدباء وهناك نماذج أخرى(يتبع)


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 06-09-2014 الساعة 08:28 AM

رد مع اقتباس