المرصع:
إنه بالفعل لما حظيت بعمدة النقل، حظيت بضيف عزيز يتمثل له بمعنى بيت:
ورجل من الكرام عندنا.
إذ كان ممن يتمتع بالخلق الكريمة والأدب المرضي، عذب المنطق جميل العشرة سمح في الحديث ذي الشجون الرضي.
وإن كان لما حس بمطلب خاص بالحديث في جانب تاريخ أفقه، واجهه بسهام من أعذار أخطأت المقاتل، إذ اتقيتها بترس العزم الشديد المنيع، على معاني بيت: فيا ابن أم يا ابن عم لا مفر.
عند ذلك تحقق في كل واحد منا الاستناد إلى آية: فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين.
هذا ومن هبات الله تعالى، ما من به على بعض المكفوفين من الذكاء المفرط، والحفظ العجيب، والدهاء وحلاوة المنطق في فصاحة القول لا سيما في معرض فن محادثة السائل والمجيب.
فصاحبنا ـ عمدة النقل ـ ممن نال شيئا من تلك الخصائص، وسيأتي شيئ من شواهد ذلك ـ بإذن الله تعالى ـ في مادة هذا الكتاب مما يطرب ذواق التاريخ ـ تاريخ بعض قبائل أفقنا ـ فيحجل حجل الصوفي المتواجد الراقص.
خاصة فيما أتحفني به من نفائس المعلومات التاريخية ـ الدرر النضار ـ عن قبيلة تنغاكلي، ما أحيا معنى قول القائل: ويأتيك بالأخبار من لم زود.