عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2009, 02:09 PM   #18
مراقب القسم الإسلامي


الصورة الرمزية أداس السوقي
أداس السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 84
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 01-15-2022 (01:06 AM)
 المشاركات : 1,240 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ثم جاءني بعد ذلك تأليف متضمن لتقرير تلك الأدلة التي أجاب أهل القصائد ، وربما زاد ، ينقل فيها صاحبه من كل المذاهب ، ويجتهد بقدر طاقته فيما فهم من تلك النقول ، وهو للعالم محمد العتيق بن سعد الدين السوقي ، ومعه قصيدتان أيضا إحداهما له ، والثانية لصاحبه عبد القادر بن محمد الصالح الملقب بمتال السوقي أيضا من أول ذلك التأليف ما نصه :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فقد ألقي إلينا منظوم كريم من بعض العلماء النحارير والسادة المشاهير المعروف بين الحاضر والبادي ذاك سيدي محمد بن باد يتضمن السؤال عن الحج في هذه السنين ، وفي هذه السفن ، وكان في توجيهه السؤال إلينا كما قال شيخنا المحمود بن الشيخ حماد مخاطبا له :
سألت عن غير جهل كي يشرفنا.....منك الخطاب بذاك اللؤلؤ الأدبي
، وكما قال محمد بن حدي :
بث الرسائل في الآفاق ينشرها.....تثبتا وارتياء شرعة الأرب
، وذلك المنظوم يشتمل على أسئلة كثيرة ، منها ما كان للناظم نفسه ، ومنها ما كان لبعض المعترضين على من حج من أهل هذه البلدان .
فأما ما كان للناظم منها فثلاثة : هل ما حدث من التساريح ونحوها أمور زائدة على الأمور الشرعية فيعذر بها كسائر الأعذار ، أو داخلة تحت عموم الاستطاعة فيعد محصلها مأمورا لاستطاعته ؟ .
وثانيها : هل الحج على قادر الطيارة واجب أو ممنوع أو جائز ؟
وثالثها : هل النهي الوارد في قوله تعالى : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) يعم الحج في هذه المراكب الجديدة أم لا ؟ .
وأما أدلة المعترض على الحجاج وأدلة المجيز للحج فجاء بها معا من غير ترجيح لأحد الجانبين ، ثم قال :
وقد كفيت مجيبي البحث أكثـره .....عن أصلي الخلف والترجيح لم أجب
ثم قـال :
هذا سؤالي وآل السوق أول من.....فالعرب والعجم من ندب ومنتـدب
يرجو جوابا على طبق السؤال له.....حز على مفصل المقصود بالأرب
وليأت نظما صريح النص يعضده.....أو سالم القيس من قدح به رسب
وإن يواف ونار الصـوغ باردة.....فربما راج نثـر التبـر من ذهب
فأجابه علماؤنا بما يشفي ، ونظموا في ذلك ما يكفي ، وأجمعوا على إبطال أدلة المنع وترجيح أدلة الطلب ، وكفوا من سواهم مؤونة الترجيح كما كفاه السائل مؤونة البحث والتعب ، ولم يتركوا له سؤالا إلا أجابوه ، وطلبوا له المحز فأصابوه ، ولا دليلا للمانع إلا طعنوا فيه وقدحوا ، ولا للمجيز إلا صححوا ورجحوا ، وبذلوا الوسع في ذلك أحسن بذل ، حتى لم يتركوا لقائل سبيلا للقول ، ثم أطال في الجواب عن تلك المسائل إلى أن قال في تفسير أهل المذاهب للاستطاعة : وهذه النقول كلها تدل على عدم تحديد الاستطاعة ، وأما تفسيرها بالزاد والراحلة ، فروي عن كثير من الصحابة والتابعين ، لكن طعن في سنده جل الحفاظ كالإمام مالك ؛ فإنه أجاب من سأله عن الاستطاعة أهي الزاد والراحلة ، بقوله : لا والله ، إلى أن قال : والاستطاعة بعمومها تتناول كل ما أمكن إيصاله إلى البيت من مركب وغيره ، والأصل البقاء على العموم ما لم يثبت له مخصص ، ولا مخصص هنا إلى أن قال : قلت ما ذكرته من عدم التعيين لمركب بخصوصه إنما يكون إذا كانت المراكب البرية والبحرية والجوية متيسرة فإن عرض في غير الطيارة عارض كعدم أمن الطريق إلا فيها وجبت تعيينا ، وذلك كأن يكون من في طريق مكة لا يراعي ذمة أهل دولة مثلا لكنهم إذا وصلوا دولة السعودية أمنوهم وأكرموهم ، فتجب الطيارة في حقهم لعدم تمام الواجب إلا بها ولا يكون عدم أمن الطريق البري والبحري عذرا مسقطا للوجوب إذا كان الطريق الجوي مأمونا ؛ لأن المعتبر أمن الطريق المسلوك لا غيره ، فإذا كان الجو آمنا من الرصاص الحادث الذي يسقط الطائرات فهو مما يتناوله عموم أمن الطريق ، لا يجوز لأحد يقدر عليه أن يترخص في ترك الحج لعدم أمن البر والبحر. انتهى فقه هذا المؤلف مما فهمه ، ثم أطال إلى أن قال أثناء الكلام على ركوب البحر بعد نقول كثيرة على ما فهم منها ما نصــــه : قلـت : هذه النقول كلها متفقة على جواز ركوب البحر في الأسفار المباحة ، ووجوبه في الواجبات كالحج والجهاد ، وإن أدى إلى تعطيل بعض الفرائض . انتهى .
وهــذا خلاف ما عليه علماؤنا من أنه لا يجوز حج يؤدي إلى تضييع صلاة واحدة ، إلى أن قال : الطائرة ليست من الخارق في شيء إذ لا عادة في مثلها فتخرق بها بل هي مخترع مستقل لا عادة فيه سوى الطيران كما يقف عليه من قرأ تاريخ اختراعها في كتاب الجواهر لطنطاوي ، وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي ما يدل على أنها قديمة ، ونصــه : وفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ماتت أخت معز الدولة فنزل المطيع في طيارة إلى دار معز الدولة يعزيه ، فخرج إليه معز الدولة ، ولم يكلفه الصعود من الطيارة .انتهى .
ومـمـا يدل على أنها ليست بخارق أن الخارق لا تستوي فيه الأمة كاستوائها في ركوب الطيارة ، بل يختص بآحاد الناس معجزة أو كرامة أو سحرا ، انتهى هذا الفقه ..وسيأتي أن الخارق طيران بني التراب عن التراب وما اتصل بها بأدلته ، ولو كان بما تركب من خواص بعض الأشياء بقدرة الله كهذه الطيارات ، وسيأتي أنها من مراد العلماء بخروجها عن السير المعتاد الواجب في الحج بأدلته إن شاء الله ، ثم أطال صاحب التأليف إلى أن قال في مبحث الصلاة في الطيارة : الصلاة فيها صحيحة قياسا على سفينة البحر ، أو على السرير المعلق ، وقد كتب بعض علماء زماننا رسالة في صحة الصلاة بها ، وحاول بعضهم مناقضته فلم يأت بنصوص تبطل قياسه ، ولا دليل يرجح على أدلته ، والمناقض محمد السالك بن خي التنبكتي ، ومما كتبه مجيز الصلاة بها وهو محمد الأمين بن محمد المختار المعروف في بلاده بآبّ بن أخطور الجكني المدرس بالحرم النبوي ، ورياض نجد ، ما نصـــه :
وإذا دل الكتاب والسنة والإجماع على صحة الصلاة في سفينة البحر فاعلــم أنه لا يوجد بينها وبين الطيارة فرق له أثر في الحكم ؛ لأن كلا منهما سفينة محركة ماشية يصح عليها الإتيان بجميع أركان الصلاة من قيام وركوع وسجود واعتدال ، بل هو بالطائرة أسهل ؛ لأنها أخف حركة من السفينة ، وكل منهما تمشي على جرم ؛ لأن الهواء جرم بإجماع المحققين من نظار المحققين والفلاسفة ، وتتحقق صحة ذلك إذا نفخت قربة مثلا ؛ فإن الرائي يظنها مملوءة ، ولو كان غير جرم لما شغل الفراغ بملء الأوعية المنفوخة ، وبين الهواء والماء مناسبة كثيرة ، حتى إن أحدهما لينتقل من عنصره إلى عنصر الآخر ، ألا ترى أن الماء إذا بلغ مائة درجة من درجات الحرارة تبخر فصار هواء ، فانتقل من عنصر الماء إلى عنصر الهواء ، وإذا لم يكن بينهما فارق له أثر في الحكم فاعلم أن عامة العلماء ما عدا قوما من أتباع داود الظاهري على أن المسألة المنطوق بها والمسألة المسكوت عنها إن لم يكن بينهما فارق له أثر في الحكم فإن المسكوت عنها تدخل في حكم المنطوق بها ، وهو الدليل المعروف عند الأصوليين بالإلحاق بنفي الفارق ، وهو نوع من تنقيح المناط ، وسماه الشافعي : القياس في معنى الأصل ، قال في مراقي السعود :
قياس معنى الأصل عنهم حقق.....لما دعي الجمع بنفي الفارق
وقال أيضا في مسالك العلة في الكلام على تنقيح المناط :
فمنه ما كان بنفي الفارق.....وما بغير من دليل رائق
إلى أن قال : وأما ما وعدنا به من كلام العلماء على طريق المناظرة الشرعية ، فإنا نقول أولا : من ادعى بطلان الصلاة في الطائرة فهو الذي عليه دليل البطلان ، ومدعي الصحة معه الأصل ؛لأنها صلاة لم يختل منها ركن ولا شرط ، وأركان الصلاة وشروطها معروفة لا يختل منها شيء ولا دليل على بطلانها من كتاب من كتاب ولا سنة ولا إجماع ، ولا كلام أحد من أصحاب المذاهب ، ونقول ثانيا : إذا أردنا تحقيق هذه المسألة المنطبق على جزئياتها فرغناها في قالب الدليل المعروف عند الأصوليين بالسبر والتقسيم ، وعند المنطقيين بالنظر المنفصل ، وعند الجدليين بالترديد والتقسيم ، فنقـــول : أوصاف الراكب في الطائرة التي يتوهم أنها سبب لبطلان صلاته فيها يحصرها التقسيم الصحيح في هذه الأقسام الخمسة .
الأول : أنها غير متصلة بالأرض
والثاني : أنها غير ساكنة
والثالث : أنها ترفعه عن مسامتة القبلة فيكون غير مستقبل ، والقبلة شرط في الصلاة .
الرابع : عدم القدرة على إكمال الأركان لحركتها واضطرابها .
الخامس : عدم معرفة جهة القبلة .
ولا وصف غير هذه الأوصاف الخمسة إلا الأوصاف الطردية التي لا أثر لها في الأحكام .
فإذا تحققت هذا التقسيم الصحيح فاعلم أن السبر الصحيح يدل على أن هذه الأقسام ليس فيها واحد تبطل الصلاة به ، أما كونها غير متصلة بالأرض فلا يبطل الصلاة لأن أرض المصلي موضع صلاته ، إذا كان يمكنه الركوع والسجود وسائر الأركان ، وقد أجمع العلماء على صحة الصلاة فوق السقف مع أن موضع صلاة المصلي المماس لأعضائه منه غير متصل بالأرض ، وفي الدسوقي عند قول خليل : ورفع مؤم ما يسجد عليه ما نصه : والسجود على غير المتصل بالأرض كسرير معلق فلا خلاف في عدم صحته كما مر أي والحال أنه واقف في ذلك السرير وإلا صحت كالصلاة في المحمل ، انتهى منه بلفظه .فـتـرى هذا العالم المحقق صرح بأنه لو قام في سرير معلق بين السماء والأرض وصلى فيه أن صلاته صحيحة ، وأن المحظور هو ما لو صلى في الأرض وسجد على السرير المعلق ؛ لأنه يكون إيماء في الصلاة بلا عذر وهو مبطل لعدم السجود وهو ركن .
وأمـا كـونـهـا غير ساكنة فلا يبطل لإجماع العلماء على صحة الصلاة في سفينة الماء ، وهي تضطرب فوق جبال الموج ، فلو كانت الحركة مبطلة لأبطلت في السفينة .
وأما كونهـا ترفعه عن مسامتة القبلة فلا يبطلها لإجماع العلماء على صحة الصلاة على أبي قبيس ، وهو مرتفع عن مسامتة القبلة ارتفاعا كثيرا بينا ، فصلاته صحيحة مع أن جماهير العلماء على أن الغائب عن مكة يجعل وجهه إلى جهة الكعبة ، ولا يلزمه الاجتهاد في مسامتتها كما دل عليه قوله تعالى : (( ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام ، وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شكره )) والمراد بالشطر الجهة ، ومنه قول الشاعر :
أقول لأم زنباع أقيمي....صدور العيس شطر بني تميم
أي جهتهم .، قال في المختصر : وإلا فالأظهر جهتها وإذا كانت الجهة كافية ، فمن في الطائرة مستقبل الجهة بلا شك ، هذا كلامه . قلـت: وأقرب من هذا أن هواء الكعبة قبلة تبعا لها ، قال مفتي المالكية علي بن حصين : وأما الأهوية فقد اتفقوا فيها على قاعدة أن حكمها تابع لحكم الأبنية ، فهواء الوقف وقف ، وهواء الطلق طلق ، وهواء الموات موات ، وهواء المملوك مملوك وهواء المسجد له حكم المسجد فلا يقربه الجنب والحائض ، انتهى من تهذيب الفروق . ثم قال محمد الأمين : وأما عدم القدرة على الإتيان بالأركان فهو منتف ؛ بل أهلها قادرون على جميع أركان الصلاة ، وقد صلينا فيها مرارا نركع ونسجد ونجلس ونقوم ، ونطمئن من غير تعسر شيء من ذلك .
وأما معرفة جهة القبلة ، فهي متيسرة فيها لشدة علم أهلها بالخطوط الجوية ، فخرج بالتقسيم الصحيح والسبر الصحيح عدم بطلان الصلاة . انتهى المراد من كلامه ، وإنما أتيت به مع طوله لكثرة فوائده وحسنه وتحقيقه .
وأما مناقضة محمد السالك إياه فما نقلت منها شيئا ؛ لأن حقها النقض انتهى كلام هذا المؤلف هنا، قلــت: ما أنصف إذ لم يبين وجه نقض كلام محمد السالك ، ولم يذكر أدلته ولا ما نقضها به ، وما أغفله من ذلك ترويجا لحجته غير مجهول عند العلماء ، ومنه اشتراطهم في صحة السجود كونه على الأرض أو ما اتصل بها أو بما علق بما اتصل بها لا بالهواء ولا بما علق بالسماء فلينظر في محله ، والله أعلم . ثم أطال المؤلف إلى أن قال : إن من آيات الكتاب ما يشير إلى مركوب غير معلوم للأوائل كقوله تعالى بعد ذكر الإبل: (( ويريكم آياته )) ففهم من دلالة الاقتران أن تلك الآيات من جنس ما يركب ويحمل عليه ، وقوله : (( سنريهم آياتنا في الآفاق )) وقوله بعد ذكرالمراكب : (( ويخلق ما لا تعلمون )) وجميع هذه الآيات تدل على مركوب مغيب مجهول للمخاطبين بالآيات إلى أن قال : وأحسن ما سيقت له الآية ما استدل به مصري على كتابي ، وهو أول من استدل بها فيما أعلم ، ومحصله : أن رجلا من أهل الكتاب سأل بعض علماء مصر فقال : أين ذكر هذه المراكب الجديدة من كتابكم فقد ذكر فيه قوله تعالى : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء )) فإن لم تذكر هذه المراكب في كتابكم وجب أن يقع فيه الكذب ؛ لأنها شيء ، فإن ذكرت فأين هي ؟ فأجابه المصري بأن الله تعالى ذكر في كتابه المراكب القديمة ثم قال بعدها : (( ويخلق ما لا تعلمون )) فهذه المراكب من المخلوقات التي لا يعلمها المتقدمون المخاطبون بالآية ، فبهت الذي كفر . انتهى .
وأما ذكر الآية في مقام الاحتجاج لركوب الطيارة للحج فلا حاجة إليه ؛ لأن الله الذي أمرنا بالإتيان إلى بيته مطلقا وعموما لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ، وإن خفي على غيره ، فما من مخلوق ينتفع به عباده إلا وهو منة له عليهم وإن لم ينص عليه في الذكر ، قال تعالى : (( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه )) فكل ما سخره لنا يجوز الانتفاع به في الجائزات ويجب في الواجبات ، كان معلوما للمتقدمين أولا ، فما من أهل قطر ولا زمن إلا وسخر لهم ما لم يسخر لآخرين ، وسهل عليهم ما صعب عليهم ، وعلموا ما جهلوا وكلهم إنما خوطبوا بطاقتهم لا بطاقة غيرهم .انتهى المراد من كلام هذا المؤلف ، وهذا البحث من أحسن هذه الأبحاث كلها وأقربها ما أوروده إلى ترجيح ما أوردوه ، وإليه أشرت بقولي في السؤال :
وأنه سخر الذي في الأرض لنــا.....كلا وعلمنا صنائع الطلب
من ذاك جوية قد ركبت فـغلـت.....فأرعدت فعلت بالله باللهب
انتهى . ثم أطال المؤلف إلى أن قال : خاتـمـة : من تأمل بعين الإنصاف ما كتبته ظهر له ببادئ الرأي أنه يجب الحج على الموسر من هذه البلاد في هذا الزمان ، وعلم الآتي عند الله تعالى ، انتهى المراد منه إلى أن قال : هذا آخر ما من الله به علي من هذا الجواب ثم ذيلته ، بقصيدة من بحر قصيدة الناظم ، وعلى رويها يتضمن جوابا مختصرا على أهم ما سأل عنه وتقريظ ما جئت به من النثر والتسليم على الناظم وأهل بيته وهي هــذه :
هـذا الجـواب بنثـر يا أخا العـرب.....فـلـقـه مـني إقـبـال الفـتى الأرب
فالحـق فيـه لذي الإنصـاف متضـح....فليـس إلا عـن الأعمـى بمحـتجـب
لـما دعـوت القـدى من كـل ناحيـة.....للنـظـم كالدر أو للنـثـر كـالذهـب
مستعـفـيا هـازلا في النظم أو شغبـا.....بالنثـر أو جاهـلا حكـما لمجـتـلـب
قامـت بشرطـك في المنظـوم طائفة.....ومـلت للنـثـر منـزاحا عن الشغـب
لما رأيـت مـشايـخي الألى نظمـوا.....قـد فاتهم أكثر المنصـوص في الكتب
لا للذهـول ولـكـن القـريـض بـه.....ضيـق يعـوق عـن الإتـيـان بالأرب
فـهاك ما سمحـت به القريحـة مـن.....نثـر له فضل منظـوم من السخب
فأمعـن الفكـر فيـه كـي ترجـح ما.....كـنا نرجـحـه مـن كـفـة الطلـب
فكـم دليـل من النصيـن يـعـضـده.....ولا دليـل يقـوي المنـع فاجـتـنـب
بـذا أجبـت وأفـتي كـل مسـتمـع.....للحـق مـجـتـنـب للهـو واللـعـب
مـوافــقا للثـقـاة مـن أيـمـتـنا.....كشيخـنا الخضـر الراقي على الرتـب
والشيخ عيـسى وحمـدا وغيرهـم.....مـن آخـذ للهـدى للغـي مجـتـنـب
يا سيدي انهض ورغب من سواك تفـز.....بالأجر والأجر واركب كل مرتكب
لا تصغـيـن إلى مثـبـطيـك فــلا.....يأتـوك إلا بمحـض البطـل والكـذب
فالاستطاعـة في ذا الوقـت حاصلـة.....ولااعـتبـار بمـاض أو بمـرتـقـب
فسـر إلى الكعبـة البيـت الحرام على.....بر وبحر وفي جـويـة السحـب
لكنـه مـن يـطـق فليعـل طائـرة.....يصل إلى المقصد الأسنى بلا تعـب
فـما بـها غــرر كـلا ولا ضـرر.....جـرب تصـدق وخـل الغمر يستـرب
وإن تشـأ فاستتـر في بطـن باخـرة.....تنجي من أهوال ذاك المزبد اللجب
فالمانعـون ركـوب البحـر من سلف.....ما شاهدوا حال ذاك الحادث العجب
والمـسـتـدل بآيــة الرجـال لـه.....كـم من مضعفـه من القـدى الشهـب
أما الأمـور التي فيـها النزاع أمــن...عـذر فتسقـط فرضا أم من السبـب
كـكـرتـدنـد ودقـات الدكـاتـر أو............بصبـور مـما أتى للأمـن من رعـب
فلـم تكـن سبـبا كـلا ولا هـي من.....عـذر بلى هـي شـرط للأداء حـبـي
ولا كـذا سبب مثل استـطاعتـنا.....فالسعي في سبب المفروض لم يجب
ومـن رأى نهـي لا تلقوا يرخص في.....ترخص المستطيـع فهـو لم يصـب
إذ التـخـلـف إلقـاء لـتـهـلـكـة................كما رواه القـدى عـن نخبـة النخـب
لا يمنعـنـك فعـل جاهـليـن ومـن............باءوا بفـخـر مـن الإتيـان بالقـرب
وأخلـص القصـد للمـولى وذر فئـة........مبادريـن إلى اسم الحج لا تـعـب
فالله مـطـلـع عـلى سـرائـرهـم.....إن أحسنوا أو أسـاءوا وهو ذو القلـب
وليـسـأل الجاهـلـون العالميـن إذا.....قامـوا لحـج ومـن سالوه فليجــب
هـذا هـو الحـق لا ما كـان ينقلـه مـن لا يرى حج بيـت الله ذي الطنـب
وما تـخـلـفـه عـنـه بضـائـره...............قـد طاف بالبيـت كل مرسـل ونبـي
ولا يـزال يـطاف مـن مـلائـكـة...............ومـن بـني آدم مــا دام لـم يـغـب
والله جـل غـني عـن عـبـادة مـن.............يـسطيـع إتيـان بـيتـه ولـم يـثـب
على بـني شيخـنا الكنـتي قاطـبـة.....أعلى وأغـلى سلام موجب الطرب
يخـص منـه ابـن بادي ما يناسـبـه.....أنيبـه عـن خـطى الأقـدام والنجـب
من العتيـق بن سعد الدين من صدقـت.....لـهــم مـودتـــه بالله والنـسـب
يا سادتـي يـا بني الأعمام لا برحـت.....رسائل منكم تسمـو عـلى الكتـب
تـؤمـنا وتـؤم كــل مـنـتـسـب..........إلى الدغـوغـي يحيى أصلـنا العربـي
وكـل نـدب ذكـي مـن خـؤولتـنا............الخـزرجييـن أهـل العـلــم والأدب
ومـن بـني عمنا بني الثمانيـة الــ ..ألى لهم رتبـة في الفضـل والحسب
أولاك أجـدادنا حـقا فـنـسـبـتـنا.....للسوق من جـهـة الأرحام لا العصـب
لا زال منكـم ولا مـن جيلـنا فـئـة.....تبيـن الحـق بالأشـعـار والخـطـب
يا سادتـي ليـس بـدعا استفادتـكم.....مـنا ولا عكسها من سالف الحقب
كانـت عليـكـم لنا حقـوق مشيخـة.....كـما عـليـنا لـكـم وليـس بالعجـب
فـقد روى السيـد المخـتار جـدكـم.....عـن جدنا أحمد بن الشيخ جـد أبـي
أما شيوخـتـكـم لـنا فـيعـرفـهـا.....مـن كان يعـرفـنا في البعد والقـرب
يا حسن ما أسست أسلافنا وبنت.....أخلافهـم بعدهم من ذلك السبب
صـداقـة رسـخـت محبـة صدقت.....رعايـة الحـق من ذي شيبـة وصبـي
الله مـتعنا بـكـم ومـتـعـكـــم .............بنا ويجـمـعـنا في المقـعـد الرحـب
ثـم الدعا لي وللأصـليـن أجـرة ما..........قدمـت فيـه بمنظـوم ومـكـتـتـب
أزكـى الصـلاة أتـمـها وأشـرفـها.......على نبـي الهـدى والآل والصحـب
ما سار قاصد حج البيت في لجج.....أو طـار في الجو أو علا على قتـب
انتهى ، ثم قال : وقع الفراغ منه يوم السبت لست بقين من ربيع الآخر عام (1380) ثمانين وثلاثمائة وألف .


 
 توقيع : أداس السوقي



لاإله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم

عليها نحيا وعليها نموت وعليها نبعث إن شاءالله


l

التعديل الأخير تم بواسطة أداس السوقي ; 09-09-2009 الساعة 11:36 PM

رد مع اقتباس