عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2010, 09:51 AM   #22
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نثرة الورود الثالثة:



طلابه ـ رحمه الله:

أيها القارئ الكريم، إنه لحري بمن جمع بين معين العلم الغزير أيام التحصيل، وبين ما أضاف إليه من النخب ونفائس العلوم الإسلامية الملتقاة من العلماء الأفذاذ أولي المقام الجليل.
الذي ما منهم إلاّ كأنه المشار إليه في قول الشاعر:

ولو نثر البحر المذخر دره***لما كان إلاّ في ذراك انتثاره

وصفة ذلك العلم الشامخ، هي المتصورة في قول صاحب هذه الترجمة عن نفسه، متحدثاً عن نعم الله عليه ـ رحمه الله ـ هاكموا الدر المنظوم:

همته فض خواتم النخب***كم فض عن مختومها ختماً وصب


وقطف اليانع غضاً والرطب***وهصر الأملود منها واقتضب


وغربل المنقول ملقي الريب***مستصفياً ناصعه إبان شب

يا له من تصوير عالم أديب دقيق، وعلامة متفنن في العلوم على درجة أولي التحقيق.
فإذا تقرر ذلك، فليعلم أن مثل هذا العلم السوقي في ذلك الزمن السوقي المزدهر بالمحاضر العلمية السوقية المتميزة، وجامعات فرائد العلوم المتينة وشوارد الفنون الجميلة المحكمة، التي لما كان موطن كل جامعة، وكلياتها، ونشاطاتها المحضرية المؤصلة المعينة لا يتحمل ذلك الموطن ثقل استقرارها على ظهره رواكد أصبح الحال بها متنقلة، من مكان نقي تربته العلمية، إلى آخر، وهكذا في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً..
فوالله أيها القارئ الكريم، أن ما صورته آنفاً ليس ادعاء ولا فرضاً، حول تلك القبائل العلمية السوقية قرناً قرناً إلى زمن أعلام ذلك الزمن ـ عصر المترجم له ـ الذي نبكيه: كما بكى ابن خزام.
إنه لقد مضى دهره الكريم بهم، وقد بقيت ناشئة مباركة الآن ـ اللهم احفظهم بحفظك ناقلة ذلك المجد العلمي إلى من بعدهم، ومن بعدهم إلى من.. ـ آمين.
قلت ليس الخبر كالمعاينة، إذ لو أردت أنت ـ أيها القارئ الكريم ـ خبرهم، فتحقق لك ذلك، لقلت ـ بإذن الله ـ حقاً: القول ما قالت حزام.
لذا فإن صاحب الترجمة ـ رحمه الله ـ ممن بلغ به حبه للعلم وطلابه، الشيء العجيب، كيف لا، وهو من ورثة الأواه المنيب.
قفا نبك.. إنه وقفت موقفاً جميلاً من مواقف التلميذ، المكتوف الأيدي بدرر من التاريخ النفيس الذي يسقيه إليّ شيخي ـ ربيعة الرأي الحافظ الضابط الجهبيذ ـ الشيخ عبد الله المؤرخ ـ حفظه الله:

والله يقضي بهبات جمة***لي وله ولجميع الأمة

فما بإمكاني في لحظتنا تلك إلاّ ذكر هذا الحديث الشريف، الذي نقله نحرير عن نحرير عن النحارير، وحي ـ القارئ الكريم ـ يوحى: رفقاً بالقوارير.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 02-20-2010 الساعة 10:01 AM

رد مع اقتباس