عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 03:05 AM   #12


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: قراءة قصيدة الإدريسي في الملتقى



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحسني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اليعقوبي: مرورك دائما إثراء وإبداع، وأنتظر قراءتك المتأنية على عجل..



الأخ الفاضل الكريم..
مرادي بالقراءة قراءة عامة (بالإضافة) ..
أما القراءة المنهجية لقراءتكم فأمر لا أحسنه..
بحسبي أن أفهمها..
ولعل هذا الأخير تحقق لي جله..
ودعني أناقشك في رؤيتك حول البيتين التوأمين الذين أعدهما أجمل ما في القصيدة وأجمل ما قرأته في هذا الموضوع..وهما:
فليشهدِ الكـــــــونُ أن الحـــــــق منــهجنا ** وليعـــترف أنــنا من أعــــــظم الأمــم
ولتحترم قســــــوةُ الصحراء همـــــــــــــتَنا ** لتعتذر من تعــــــاليــــــها على الهمم


الذي أفهمه: أنكم انتقدتم على (المفكر الفيلسوف الشاعر) أنه أكثر من الأوامر الأمرية والمضارعية، وبالنسبة لي أعد هذا من جماليات القصيدة، وأعد تتابع هذه الأوامر نوعا من أنواع الترديد، فلتكن القطعة: (الآمرة).. هذا من جهة ومن أخرى فالمقام يقتضي الأمر والأمر والأمر فجاء التكرار من قبيل فبأي آلاء ربكما تكذبان.
وأما ما اقترحتموه من تحويل الصيغ الإنشائية في البيتين إلى خبرية.. فلي عليه ملاحظات:
الأولى: هذه الأوامر (فليشهد، وليعترف، فلتحترم،ولتعتذر) خبر وليست إنشاء، فهو يريد أن يخبرنا عن حالهم، ولكن صاغه أمرا ليكون أجمل وأروع وأبعد عن المباشرة.
الثانية: لو حصلت الحاصل وقلت إنها إنشاء معنى ولفظا، فهو أجمل فإن التعالي على الكون وخطاب المناخ أمر غير مألوف فهو أجمل من مجرد حديث خبري، أول ما يتبادر إلى الذهن يضيع الإنسان بين مطابقته ولا مطابقته للواقع.
الثالثة: أتحفظ على قولك: إنها طلب.. لا أصوب أن يقولها إلا معرب.. أما البلاغي فليقل أمر، فإن كانت أمرا فليس للطلب، وإنما هو للتحدي.. وهو غاية في الجمال.
ومشاركة لك في القراءة: أبدي بعض النظرات العلجلى..
قوله: إنا لمن نـــــــفر أفنـــــــــــى أوائلَــــــــهم ** حبُّ التمســـك بالأخـــــلاق والشـيم

أقول: ارتبك الشاعر في هذا الاقتباس لصدر البيت، وذلك أني ألمح تنافرا بين (أفنى) و(حب .. التمسك.. الأخلاق) فهذا ليس مما يفني الناس.
ولوقال: أحيى أوائلُهم حبَّ... لكان أحسن (عندي ).
وأما قوله:
راجت هنالك سوق الـــعلم وانبــــــــــعثت **أشـعة النور في الصحراء كـــالديــم
13 وحول مكة من إنجــــازنا صـــــــــــــــــــــور **تحـكي انطلاقتَنا من ساحة الحــرم

أقول: هذان البيتان غريبان في خريطة هذه السبيكة الذهبية ولعلهما متجنسان، وهي مما أسميه بالنظم، ولولا أني أتذكر أنه يوم كتب أبو الحسن هذه القصيدة لم أكن معه أنا والتاج وكان التاج معي ــ لولا ذلك لقلت إنها للتاج فهي على نمط شعره هو وأبو ياسر ومن نحوا نحوه ..
فقوله راجت سوق العلم: كلام عادي جدا (من جماعتنا) وأما تشبيهه فصورته غير ملونة، لأنه شبه انبعاث أشعة النور في الصحراء بالديم، وهو أمر إذا فكرت فيه ارتبكت إذا رأيت المياه تسير مسار الضوء..
ولو قال: انبجست أو اندفقت لكان أحسن (عندي).
قوله: وحول مكة.. هذا البيت غير واقعي، لأنها ليس حول مكة أية صورة، نعم إنجازهم حول مكة كما هو حول السند يعني أنه العالم كله، نعم لوكانت حول مكة معالم وأمور معروفة ترمز إلى تلك الانطلاقة التي لم تأت في مكانها..
وأنا أحس أن الشاعر وصل إلى ترقى جبل الإبداع ابتداء من مطلعه الرائع إلى البيتين الذهبين، وهو على وتيرة واحدة، وكانت طبيعته في الشعر العفوية وشعره فكري، وهذا ما يبدع فيه، ثم حاول أن يصنع الشعر فجانس بين الإنجاز والإعجاز ومكة وتادمكة فبدا يهبط من مستواه الطبيعي المبدع، حتى انحدر أخيرا مؤرخا يشرق ويغرب (وأنا معك في نقد ذلك) ثم إنه أحس من نفسه ذلك فسكت ولم يختم قصيدته وكأنه لم يكملها بعد ..
والخلاصة: أن القطعة ذهبية وأن أوسطها قمة القمم ورأسها صدرها المشرق المضيئ المحلى بجمالها وزينتها، وأن آخرها ذيلها الذي لا يكاد يمسك به الكتاب المباشرون..
والله أعلم.


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس