عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2009, 07:11 PM   #15
عضو مؤسس


الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي طالب علم



الأخ اليعقوبي ،
الإخوة الكرام ،
منكم جميعا أرجو الإفادة ، وإن خص السياقي باقلاني مكة ، ونقاش تادمكة –اليعقوبي –
الأخ اليعقوبي قرأت مقالك الأخير ، ورجعت إلى الأول وأعطيتهما وغيرهما من القراءة ماأسأل الله أن ينفعني به
وأرجو أن تصبروا على جهلي مركبه وبسيطه إلى أن تنتقشوا إشكالي بمنقاشكم المبارك ، ولعله يكتب لنا الأجر في المعاناة في محاولة فهم شيء من دين الله
الأخ اليعقوبي : قرأت مقالك ، ولعلي استوعبته ولم أر فيه شيئا يحتاج إلى إعادة النظر فيه مرة ثانية إلا قولكم: ( دعنا نختلف بالتي هي أحسن ) فإن هذه العبارة كأنها أخت التي تقول (دعنا نتفق فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه )، وسواء كانت أختها أو ضرتها ،فقد أشكل علي معنى الاختلاف بالتي هي أحسن
أنا أعرف أن ثمت جدالا بالتي هي أحسن ، وهو مطلوب لا لذاته ، بل لرفع الاختلاف والوصول إلى الوفاق ،
أضف إلى ذلك أن الجدال بالتي هي احسن ليس أصلا في المسلمين ،إنما هو أصل فيما بينهم وبين غيرهم من أهل الكتاب (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن )
ومن الطبعي أن أسلم مبدئيا أن مجادلة المسلم بالتي هي أحسن من باب أولى وأحرى وأخواتهما ولكن ليس ذلك مناط البحث هنا
عرفتم مذهبي مسبقا ، وأزيد أن الأصل عدم الخلاف إطلاقا وهذا ما يستلزمه استقامة الصراط وعدم تجزئ الحق
نعم ، كما صرحت الآية السابقة بمصرف الجدال أشارت إليه الأخرى آية الدعوة ( وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله )
-استذكرت شريطي الذهني أفكرفي القرآن فلم أجد جدالا في القرآن إلا في سياق الصراع بين الحق والباطل من ذلك :(وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم )(يجادلون في آيات الله بغير سلطان )(يجادلون في آيات الله أنى يصرفون )وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا ) إلى غيرذلك
وأما الاختلاف فكذلك (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات )وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه )إلى غير ذلك من هذا السياق ( ولاتنازعوا فتفشلوا )
إن الإختلاف في الإسلام لم أجدله أصلا في أدلة الشريعة يسوغه ، ولا مبررا يشيعه وعدم وجودي ليس دليلا على عدم الوجود
نعود فنقول من الطبيعي أن الفهوم ستختلف بناء على متلقيات أصحابها سماعا وأخذا ، ولاختلاف قوة إشعاعاتها النورانية العقلية ،
هذان طبيعيان جدا ، ولم أجد للاختلاف سندا غيرهما وأستسمحكم لأعيد إليهما سائر الاختلافات الإسلامية أعني المخلصة من... إلى ...
أنا أعرف أن الصحابة اختلفوا لا في الإلهيات وفي السطر قبله تبرير خلافهم ،وأذكر بأنهم لم يرضوا الاختلاف كنتيجة للاختلاف
مما أتذكر غضب عمر من اختلاف أبي بن كعب وابن مسعود في الصلاة في الثوب الواحد ، أو باثنين ، فخرج مغضبا ثم بعد أن اصطلحا قال ما معناه ( لا أسمع أحدا يختلف فيه بعد مقامي هذا إلا فعلت به كذا وكذا ،)
فالسؤال : ما هو القدر الذي نجد له أصل إمضاء في الشريعة من الاختلاف عندما نرجع إلى الأسس الشرعية فنريد تكييف الاختلاف معها شرعا ؟
ولمزيد من توضيحه
هل يجوز شرعا إنشاء الاختلاف في المسائل الشرعية لغير إنكار ما يراهما أحدهما منكرا على مذهبه؟
وهل إذا أنشئ وأمكن رفعه يجوزالاستمرار عليه وهل يستحب رفعه أم يجب ؟
نعم ورد من عدة طرق ( ستفترق أمتي ...) الحديث إذ اقتنعتم بجوابي السابق عن الآية (ولايزالون مختلفين )فاقتنعوا به في الحديث ،
وإلا رفعت إشكالا آخر
ما معنى إضافة كل الأمة المفترقة إليه - صلى الله عليه وسلم -، هل كل من بعث إليه أمته ؟
إن قيل نعم ، فلا إشكال عندي لا في الحديث ولا في الآية قبل ،
وإن قيل لا فما معنى الإضافة ؟
علما بأن مذهبي في الآية عدم تفسيرها بأي شيء يبرر الخلاف بين المسلمين كيف وقد فسرها غير واحد من أيمة التابعين بأن الاختلاف هنا بين الأديان
وألفت الانتباه إلى أن ذلك التفسير غير المسلم كأنه هو المبين بالحديث الذي لا أصل له ( اختلاف أمتي رحمة )
وخلاصة القول أن المحاجة والجدال ونحوها ممدوحة كوسيلة للأخذ باليد إلى الحق ، ولا معنى لها عقلا إلا بعد حدوث الاختلاف، فمن هذه الحيثية يمدح أثر أثر الاختلاف - إن كان أهلا لذلك -
وانظر إلى التالي : الاختلاف، ناتجه: الجدال ، ناتجه : 1- الوصول إلى الحق ،ناتجه : 2-ارتفاع الاختلاف
وبهذا أكون قد وجدت لحفيدي الاختلاف معنى ممدوحا( الوصول إلى الحق ، ارتفاع الاختلاف )
ولم أجد له كأم أي معنى لا إنشاء ولا إمضاء إلا من الناحية المتقدمة ،
ومن هذه الحيثية فلا فرق بين الاجتهاد والاختلاف إلا أن الأول منصوص الأجر والثاني مظنونه
هذا ما أردت به استدارار علمكم أيها الإخوة الفضلاء فتقيدوني ، ولست في هذه المسألة مناظرا إنما أنا طالب علم وفهم فقط ودمتم تفيدون
وتحياتي


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة الشريف الأدرعي ; 05-21-2009 الساعة 08:07 PM

رد مع اقتباس