عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2011, 10:22 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



المعلقة السابعة والعشرون:
المعنونة بعنوان:
خطفة البرق الخاطف ما لا ينبغي نقله من القول المخالف


المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بعمته تتم الصالحات، من يدعو إلى دار السلام بفعل الخيرات وترك المنكرات.
من له الأسماء الحسنى، وصفات العز والكمال العلا.
الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى.
والصلاة والسلام، على صفوة الأنام، محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه مصابيح الدجى، ومن تبعهم على النهج السوي الصراط المستقيم الهدى.
أما بعد:
أيها الأستاذ الفاضل، نجل الشيوخ الفضلاء الأفاضل، السوقي الخرجي، نعم الأخ والصديق الزميل النجي.
المردود النجوى، إلى حديث: كل امرئ بما نوى.
فأن كل اتفاق معينا بشروطه إن خالف الهدي فهو اتفاق باطل، وإن كان مائة شرط، فإن كان غير مبين بيان الشروط كان من الأول أحط.
فلما كانت نصائح النجوى مست معنى من معاني ذكر الخلاف، فمعناه ما يجوز من نوعه السائغ عند الأسلاف.
هذا ولما خرج العرض مخرج ذكر الضعيف، لزم لزوم حد ما يلزم مثل المخاطب الضعيف، القوي بربه الكريم البر، وأستمد اللطف منه وحده، وأرجو العون على الطاعات وإليه ألوذ في دفع الضر.

التمهيد:

بادئ ذي بدء نستهل عن بعض ما أثر عن أحد أعلام السلف الصلح الإمام الأعمش ـ رحمه الله:
فمن جملة معاني ما أثر عنه أن كان له ـ رحمه الله ـ حلقتان:
إحداهما: للكبار.
وثانيهما: للصغار.
فلحظ الكبار منه اهتمامه بالصغار، أكبر من اهتمامه بهم، فقالوا في ذلك ما أجابهم بقوله: هؤلاء هم رجال الغد الذين يكون الإسلام على أكتافهم، فينبغي الاعتناء بهم، وأما أنتم فقد بلغتم ما بلغتم..
لذا فنحن إن لم نكن من بلغ مبلغ أعمار بعضهم، فإلى من بلغ أعمار من دونهم.
فمما لا شك فيه، أن الجميع يجب عليه حراسة الدين الإسلامي، والذود عن حياضه، حسب ما أوتي من علم.
و لا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح، الذي مما عليه الحذر من الخلاف كل الحذر خاصة الضعيف، والتحذير منه، وعدم روايته، إلاّ اقتض الأمر ذلك مع بيان ضعفه وعدم الاعتماد عليه، وإن لم يكن هناك مسوغ شرعي لذكره، أثر تركه، لعدة أمور:
* ما في ترك ذكره من إماتته...
* ما في ذكره من معرفة من لم يعلم به من مرضى القلوب، فيعمل به كضالة نفيسة وجدها، خاصة إذا كان القائل به من أعلام المسلمين المجتهدين البررة.
فكان تركه هو الأولى في حق الجميع، وله أدلة كثيرة، من أوانسها:
لما أتى عمر بأوراق من التوراة ليتذكر بما فيها غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: أمتهوك أنت يا عمر؟ ! لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي !!

فإذا كان هذا الموقف مع عمر الذي يسلك الشيطان فجا غير فجه، فبالنا بغيره...
يقول العيني ـ رحمه الله: إن الاختلاف يورث اختلال.
ففي هذا الصدد نترك مجال الإشارات لأقوال بعض العلماء المحققين من أئمة المسلمين، مبينة خطورة الخلاف على العموم، وبالخصوص الخلاف الضعيف.

التوطئة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)).
قال مجاهد ـ رحمه الله: ((إلا من رحم ربك)) قال: أهل الحق.
وقال ابن المبارك ـ رحمه الله: ((إلاّ من رحم ربك)). قال: أهل الحق ليس فيهم اختلاف.
وقال الحسن البصري ـ رحمه الله:
الناس مختلفون على أديان شتى ((إلا من رحم ربك)) فمن رحم غير مختلفين.
نعم إن أهل الحق غير مختلفين حقاً، على ما يأتي بيانه على وجه التلميح المغني من التفصيل الصريح.
حسب ما لخصناه من كتاب: الخلاف ـ أنواعه، وضوابطه، وكيفية التعامل به.
تأليف حسن بن حمد العصيمي ـ رسائل جماعية ـ دار ابن الجوزي.
فمنه نقول التوطئة، وما يأتي مما لم يذكر له المصدر، فإن ذكر له مصدر، فذلك مصدر آخر، وذلك من فضل الله ذو الفضل العظيم.
قال تاج الدين السبكي ـ رحمه الله: قال والدي ـ أيده الله:
القرآن دال على أن الرحمة تقتضي عدم الاختلاف، قال تعالى:
((ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك))...
والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة، والاختلاف على ثلاثة أقسام:
أحدها: في الأصول ـ وهو المشار إليه في القرآن ـ لا شك أنه بدعة وضلالة.
والثاني: في الآراء والحروب، وهو حرام أيضاً، لما فيه من تضييع المصالح.
الثالث: في الفروع، كالاختلاف في الحل والحرمة، ونحوهما.
قال والدي ـ أيده الله: والذي يظهر لنا، ويكاد أن يقطع به، أن الاتفاق فيه، خير من الاختلاف فيه.
المدخل:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
((فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه)).
كان أبو العالية ـ رحمه الله ـ يقول في هذه الآية:
المخرج من الشبهات والضلالات والفتن.
قال الشاطبي ـ رحمه الله:
وإذا دخل الهوى أدى إلى اتباع المتشابه حرصاً على الغلبة والظهور، بإقامة العذر في الخلاف...
وإنما جاء الشرع بحسم مادة الهوى بإطلاق.
وإذا صار الهوى بعض مقدمات الدليل لم ينتج إلاّ ما فيه الهوى.
وذلك مخالفة الشرع، ومخالفة الشرع ليست من الشرع في شيء.
فاتباع الهوى من حيث يظن أنه اتباع للشرع ضلال في الشرع.
ولذلك سميت البدع ضلالات.
وجاء: أن كل بدعة ضلالة.
لأن صاحبها مخطئ من حيث توهم أنه مصيب....
فأقوال أهل الأهواء غير معتد بها في الخلاف المقرر شرعا.
الموضوع:
قلت: هذا ولقد قسمت مادة الموضوع إلى أقسام:
الأول: ذم الخلاف جملة:
** قال ابن حزم ـ رحمه الله: وقد ذم الله الاختلاف في غير ما موضع من كتابه.
وقال في موضع آخر: وقد نص تعالى على أن الاختلاف ليس من عنده، ومعنى ذلك أنه تعالى لم يرض به، وإنما أراده إرادة كون، كما أراد كون الكفر، وسائر المعاصي.
** قال المزني ـ رحمه الله: ذم الله الاختلاف، وأمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة، فلو كان الاختلاف من دينه ما ذمه، ولو كان التنازع من حكمه ما أمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة.
** قال ابن حزم ـ رحمه الله: وإنما الذم المذكور والوعيد الموصوف، لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى، الذي هو القرآن، وكلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد بلوغ النص عليه، وقيام الحجة به عليه.
وتعلق بكلام فلان، وقلد فلانا عامدا الاختلاف، داعيا إلى عصبية وحمية جاهلية...
متحريا في دعواه برد القرآن والسنة إليها، فإن وافقها النص أخذ به، وإن خالفها تعلق بجاهليته، وترك القرآن وكلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون.
وطائفة أخرى وهو قوم بلغت بهم الرقة في الدين، وقلة التقوى، إلى طلب ما وافق أهوائهم، في كل قول قائل، فهم يأخذون ما كان رخصة من كل قول عالم، مقلدين له، غير طالبين ما أوجبه النص عن الله تعالى، وعن رسوله ـ صلى الله عليه وسلم.
الثاني: منشأ الخلاف:
ولقد كانت النقول الآنفة الذكر، واضحة الدلالة، أن الخلاف ليس من الدين في شيء، وإن الدين واضح كل الموضوع.
فالخلاف نشأ كما يزيده وضوحاً قول: محمد بن المنكدر ـ رحمه الله:
إنا يأتي الخلاف من قلوب العباد، فأما من جاء من عند الله فليس فيه خلاف.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وءاتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا فيه إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم.
قال ابن تيمية ـ رحمه الله: والمقصود هنا أن الله تعالى ذكر أن المختلفين جاءتهم البينة، وجاءهم العلم، وإنما اختلفوا بغيا، ولهذا ذمهم الله، وعاقبهم، فإنهم لم يكونوا مجتهدين مخطئين، بل كانوا قاصدين البغي، عالمين بالحق، معرضين عن القول، وعن العمل به.
الثالث: تعريف الخلاف السائغ:
التعريف الاصطلاحي للخلاف السائغ:
قال السمعاني ـ رحمه الله: هو الاختلاف الواقع في النوازل التي عدمت فيها النصوص في الفروع، وغمضت فيها الأدلة.
وقال الشاطبي ـ رحمه الله: الأقوال الصادرة عن أدلة معتبرة في الشريعة، كانت مما يقوي، أو يضعف.
قلت: وبهذا يعلم أن ما ورد من التسامح في التنويه بذكر الخلاف بين السلف الصالح، إنما هو من هذا القبيل، وإن اختلفت عباراتهم في ذلك.
قال الدكتور أحمد البراء الأميري.
قال أبو حنيفة ـ رحمه الله: قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن وجد أحسن من قولنا، فهو أولى بالصواب منا.
وقول الإمام أحمد بن حنبل في الإمام إسحاق بن راهويه ـ رحمهما الله ـ: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.
المصدر: أيها الأصدقاء تعالوا نختلف!
نظرات إسلامية في فقه الائتلاف.
الرابع: حكم الاجتهاد المأخوذ منه الخلاف غير المعتبر:
** وقال محمد بن سلمة ـ رحمه الله: وليس يجوز لمن لا يعلم الكتاب والسنة، ولا ما مضى عليه أولو الأمر أن يجتهد، لأنه لا يجوز أن يجتهد رأيه، فيكون اجتهادا مخالفاً للقرآن والسنة، أو الأمر المجمع عليه.
** يقول الشافعي ـ رحمه الله: من تكلف ما جهل، وما لم تثبته معرفته، كانت موافقته للصواب ـ إن وافقه من حيث لا يعرفه ـ غير محمودة، وكان بخطئه غير معذور.
إذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه.
** وقال الشاطبي ـ رحمه الله: المخالف على ضربين:
أحدهما: أن يكون من أهل الاجتهاد، فلا يخلو أن يبلغ في اجتهاده غاية الوسع، فإن كان كذلك، فلا حرج عليه، وهو مأجور على كل حال.
وإن لم يعط الاجتهاد حقه، وقصر فيه، فهو آثم، حسبما بينه أهل الأصول.
وقال ـ رحمه الله ـ أيضا: فاجتهاد من اجتهد منهي عنه، إذا لم يستكمل شروط الاجتهاد، فهو على أصل العمومية.
ولما كان العاميُّ حراما عليه النظر في الأدلة والاستنباط، كان المخضرم الذي بقي عليه كثير من الجهالات مثله في تحريم الاستنباط، والنظر المعمول به، فإذا أقدم على محرم عليه كان آثما عليه بإطلاق.
الخامس: مستند الخلاف المعتبر:
** حديث: عمرو بن العاصي ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إذا حكم الحاكم فاجتهد، ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم الحاكم فاجتهد، ثم أخطأ فله أجر.
قال النووي ـ رحمه الله: قال العلماء:
أجمع المسلمون على أن هذا الحديث في حاكم عالم أهل للحكم....
السادس: مرد الخلاف:
** قال ابن تيمية ـ رحمه الله: أنزل الله الكتاب حكما بين الناس، فيما اختلفوا فيه، إذ لا يمكن الحكم بين الناس في موارد النزاع والاختلاف على الإطلاق إلا بكتاب منزل من السماء.
السابع: ما يترب على الخلاف خاصة الضعيف:
ومن مفاسد اتباع الهوى، أنه يفضي إلى اختيار أحد الأقوال في المسألة المختلف فيها بالهوى والتشهي.
وهو مضاد للرجوع إلى الكتاب والسنة، ويفضي إلى أيضاً تتبع رخص المذاهب من غير استناد إلى دليل شرعي، وقد حكى ابن عبد البر، وابن حزم، وغيرهما، الإجماع على أن ذلك فسق لا يحل...
الثامن: مستند الخلاف الضعيف:
** قال المرداوي ـ رحمه الله: ولقد رأيت رجلا يناظر في مجلس حفل، وقد (أورد)عليه الخصم بدلالة صحيحة، فكان جوابه أن قال: إن هذه دلالة فاسدة، ووجه فسادها أن شيخي لم يذكرها، وما لم يذكره الشيخ لا خير فيه.
** قال ابن المبارك ـ رحمه الله ـ ولقد أخبرني المعتمر بن سليمان، قال: رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال لي: يا بني لا تنشد الشعر، فقلت له: يا أبتي كان الحسن ينشد، وابن سيرين ينشد، فقال لي: أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن، وبشر ما في ابن سيرين، اجتمع فيك الشر كله.

التاسع: خطر مستند الخلاف الضعيف ـ زلة العلماء:
** عن زياد بن حيدر قال، قال لي عمر ـ رضي الله عنه:
هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال قلت:لا، قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين.
صححه الألباني.
** وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ويل للأتباع من عثرات العلماء، قيل: كيف ذلك؟ قال: يقول العالم شيئا برأيه، ثم يجد من هو أعلم برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ منه فيترك قوله ذلك، ثم يمضي الأتباع. صحح إسناده محقق: الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي.
العاشر: شر وسوء حال: من يأخذ بالخلاف الضعيف:
** وقال سليمان التيمي ـ رحمه الله: لو أخذتَ برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
** وقال الأوزاعي ـ رحمه الله: من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام.
** قال إسماعيل بن إسحاق القاضي: دخلت على المعتضد فدفع إلي كتابا نظرت فيه، وكان قد جمع له الرخص، من زلل العلماء، وما احتج به كل منهم لنفسه.
فقلت له: يا أمير المؤمنين! مصنف هذا الكتاب زنديق، فقال: لم تصح هذه الأحاديث؟ قلت: الأحاديث على ما رويت، لكن من أباح المتعة، لم يبح الغناء والمسكر.
وما من عالم إلاّ وله زلة، ومن جمع زلل العلماء، ثم أخذ بها ذهب دينه.
فأمر المعتضد فأحرق ذلك الكتاب.
الحادي عشر: أهمية اتعاظ طالب العلم خاصة بهذا النقل:
يقول الغزالي: فهذه ذنوب يتبع العالم عليها، فيموت ويبقى شره مستطيرا في العالَم
آمادا متطاولة، فطوبى لمن إذا مات ماتت ذنوبه معه.
الثاني عشر: حكم ذكر الخلاف الضعيف ـ زلة العلماء:
قال إبراهيم النخعي ـ رحمه الله: لا حدثوا الناس بزلة العالم فإن العالم يزل الزلة، ثم يتركها.
واجتنب المشكل في الصفات**ورخصا مع المشاجرات
قال صالح بن علي بن أحمد الشمراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
الطلب الخامس:
حكم حكاية القول الشاذ:
الأصل أن حكاية الأقوال الشاذة، التي ليس عليها أثارة من علم، والاشتغال بها، وبردها مضيعة للوقت والاجتهاد، وهو من التكلف والخوض فيما لا طائل تحته، وإسقاطها أولى من الدعاية لها.
إلاّ أنه متى اشتهر هذا القول الشاذ وسرت إليه الركبان، وتعلق به أهل الأهواء، أو خشي من فإن في بيانه وفي بيان ضعف مأخذه من الكتاب والسنة، ومن أقوال الأئمة إسقاطا له، وإعذاراً إلى الله تعلى.
بل إن في هذا المسلك حراسة للدين، ودفاعا عن حياض الشريعة، وسيرا على نهج أوائل أهل السنة والجماعة في ردهم على المخالف، بمخالفته الذميمة، فلا يزهق الباطل إلاّ إذا قذف بالحق، كما قال تعالى: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)..
المصدر: الأقوال الشاذة في بداية المجتهد لابن رشد.
جمعا ودراسة ـ مكتبة دار المنهاج.
الخاتمة:
قال ابن القيم ـ رحمه الله: وكلما أظهر الشيطان بدعة من هذه البدع، وغيرها، أقام الله من حزبه وجنده من يردها، ويحذر المسلمين منها، نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولأهل الإسلام، وجعله ميراثا يعرف به حزب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووليّ سنته، من حزب البدعة وناصرها.
قال ابن رجب ـ رحمه الله: ومما يختص به العلماء رد الأهواء المضلة بالكتاب والسنة، على موردها، وبيان دلالتهما على ما يخالف الأهواء كلها، وكذلك رد الأقوال الضعيفة من زلات العلماء، وبيان دلالة الكتاب والسنة على ردها.





الخلاصة:
  • .يقول العيني ـ رحمه الله: إن الاختلاف يورث اختلال.
  • وقال ابن المبارك ـ رحمه الله: ((إلاّ من رحم ربك)). قال: أهل الحق ليس فيهم اختلاف.
  • ومخالفة الشرع ليست من الشرع في شيء.
  • أهل الأهواء غير معتد بها في الخلاف المقرر شرعا.
قلت: كثير من الناس إلا من رحم الله، يذكر أقوال أهل البدع، في مصادمة أقوال السلف في الأصول والفروع، ظناً منه أن ذلك خلاف معتبر، ثم يظل عليه عاكفا ـ نعوذ بالله من عمىالبصر و البصيرة، ومن مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
  • إنا يأتي الخلاف من قلوب العباد، فأما من جاء من عند الله فليس فيه خلاف.
  • قال إبراهيم النخعي ـ رحمه الله: لا حدثوا الناس بزلة العالم فإن العالم يزل الزلة، ثم يتركها.
  • يقول الغزالي: فهذه ذنوب يتبع العالم عليها، فيموت ويبقى شره مستطيرا في العالَم
آمادا متطاولة، فطوبى لمن إذا مات ماتت ذنوبه معه.
  • قال ابن القيم ـ رحمه الله:وكلما أظهر الشيطان بدعة من هذه البدع، وغيرها،أقام الله من حزبه وجنده من يردها، ويحذر المسلمين منها، نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولأهل الإسلام، وجعله ميراثا يعرف به حزب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووليّ سنته، من حزب البدعة وناصرها.
فليتق الله الجميع، خاصة من أقام الله عليه الحجة بالعلم، وليعلم أن الله سائله عن هذه الأمانة العظيمة، في نفع نفسه به أولا بهدايته إلى صراطه المستقيم، ثم دور واجبه من الدعوة الله، على نهج السلف الصالح، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم ـ جعلنا الله وإياكم ممن هدي صراطه المستقيم، ليكون من المفلحين الفائزين بالنعيم المقيم، يوم وأن ليس الإنسان إلا ما سعى.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 12-28-2011 الساعة 01:52 PM

رد مع اقتباس