عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2013, 11:40 AM   #29
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الجوهر الفاخر في ترجمة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر



النقطة الثالثة والثلاثون : لمحة موجزة عن كشف النقاب عن ذكر أهم ماووجهت تلك المستجدات الخطيرة في جانب الانشقاقات بين علماء الملتقى ـ خاتمة الأيامالعصيبة من بين أيام الملتقى في كيدال العلمي الأول ـ تحت إشراف صاحب الترجمة الشيخانتالا ـ حفظه الله تعالى.
إنه جاءتني رسائل على وجه النصائح من قبل بعض النصحاء ـ جزاهم الله عني خير ما جزى كل ناصح أمين.
والنصائح تركزت على ترك ما تدعو إليه الأمانة العلمية والدينية...
وذلك على ترك البت في بعض تلك المسائل الشائكة من جهة ذكر بيانها في خطاب البيان كما هو الواقع، من المطلوب الديني شرعا...
فطلب بعض النصحاء أن يترك ذلك إلى لقاء آخر، فيكون ذلك من باب مصلحة: تقريب وجهة النظر بين الطرفين...
إذ البت الآن فيه مصادمة قوية لجانب أنصار الدين...
هذا ولقد علمت حسن ما قاله النصحاء عقلا، إلا أن: الدين النصيحة...
التي هي لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فلا يجوز تركها لمصلحة طرف دون آخر، فهي حق لله تعالى...
فلا بد لكل مسلم بالغ عاقل من قول ما يعلمه من حق، على ضوء حديث: قل الحق ولو كان مرا.
كما يجب على كل مسلم بالغ عاقل قبول الحق متى ما تبين له الحق بعلم.
العلم قال الله قال رســـوله***قال الصحـــــابة هم أولو العــــــرفان
فعلى ما توصلت إليه نتائج الملتقى من نصوص الكتاب والسنة وما عليه الرعيل الأول من سلف الصالح من الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين، ومن بعدهم في مثل مسائل هذا الملتقى قال به جميع من شارك من أهل العلم ـ بدئ ذي بدء.
وعلى ذلك أصبحت أمام بلاء عظيم، إما المداهنة في الحق، أو القول به تحقيقا للحق وإبطالا للباطل.
هذا ولا يلزم من تراجع بعض المشاركين من أهل العلم أنه داهن...
بل من بلغ به علمه المعتبر الاجتهاد في المسألة الواحدة بقولين مختلفين جوازا ومنعا، كان له ذلك إذا كان اجتهاده اجتهادا معتبرا إذا ترجح لديه أحد القولين...
وهو الذي يجيز للعالم المجتهد تعدد الأقوال من منع وجواز وكراهية، وهكذا...
وعلى سبيل المثال لا الحصر من ذلك، ما اشتهر به الإمام الشافعي من مذهبين شهرين ـ مذهبه القديم ومذهبه الجيد...
فمن كان كذلك فله سلف من السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم...
لكن من لم يصل به اجتهاده إلا إلى القول بقول واحد فذلك القول هو الذي يجب عليه القول به والعمل به، كما هو مذهب عامة العلماء ما عدا من ذكر هديه في ذلك كالإمام الشافعي وغيره ممن وقع له مثل ذلك من تعدد الأقوال في مسألة واحدة ـ رحمهم الله رحمة واسعة.
فلذلك وقفت حسب ما بلغت به نتائج اتفاق المشاركين من العلماء قبل تراجع واحد منهم من موقفه الآنف الذكر...
وعلى أصل ذلك الاتفاق المذكور الإشارة إليه سابقا قمت بوضع خطاب البيان الختامي به...
على ضوء تعاليم هذا الأثر:عن عبيدة، عن علي رضي الله عنه قال: اجتمع رأيي ورأي عمر رضي الله عنه على عتق أُمهات الأَولاد فأَعتقهن، ثم رأَيت أَن أَرقهُن. فقلت له: رأي اجتمعتَ عليه أَنت وعمر رضي اللّه عنه أَحب إِليَ من رأي من الفرقة تراه وحدك.
شرح العقيدة الطحاوية ـ الإمام أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي
والمسمى بـ ((إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل))
شرحها الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
النقطة الرابعة والثلاثون : لمحة موجزة عن كشف النقاب عن ذكر أهم ما عقب خاتمة الأيام العصيبة من بين أيام الملتقى في كيدال العلمي الأول ـ تحت إشرافصاحب الترجمة الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
إنه بعد نهاية الملتقى ختمت أعماله الدينية بخطاب البيان المذكور آنفا...
فقمنا بزيارة جانب المشرف على الملتقى الشيخ السيد انتالا ـ حفظه الله ـ للسلام عليه مع نجله السيد محمد، ثم نضع بين يديه خطاب البيان النهائي للملتقى...
فقمنا بذلك في أرض الواقع ـ ولله الحمد ـ فوجدنا السيد محمد أق انتالا ينتظر البيان الختامي ليحيط به علما ثم ليعمل بمقتضى إرشادات البيان هذا جانب.
والجانب الآخر: جانب الدور السياسي الذي توبع به الملتقى في الداخل والخارج...
إذ لما جئناه قال لنا إنه من اليوم عليه اتصالات من قبل بعض الصحافات الغربية في تزويدهم بموضوع نهاية الملتقى، ما جعله يغلق جواله أمام الصحافة الغربية قبل أن نأتيه بالبيان الختامي، مكتوب بالعربية، بعد ذلك أذيع في بعض الصحافات الغربية...
ووزعت نسخ من ذلك البيان بين الخاصة والعامة...
النقطة الخامسة والثلاثون : لمحة موجزة عن كشف النقاب عن شدة أثر البيان الختامي في أرض الواقع عقب ـ خاتمة الأيام العصيبة من بين أيام الملتقى في كيدال العلمي الأول ـ تحت إشرافصاحب الترجمة الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
ذلك أن الخطاب البياني لذلك الملتقى تناقلته الألسن بين المجتمع الكيدالي بصفة خاصة ـ موقع حدث الملتقى ـ في الوقت نفسه، كما تناقلته بعض وسائل الإعلام الغربية، فأثر ذلك البيان وإذاعته في جانب جماعة أنصار الدين، ما جعل السيد النبيل عبد الكريم الطارقي الشهير بذلك الاسم في قائمة قاداة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، فيلقي كلمة في خصوص البيان في معرض ملاحظاته عليه، كما بلغني ذلك من قبل من صلى صلاة الجمعة في ذلك المسجد...
فبدأت أمواج أثر شد الخطاب البياني تتلاطم ساعة ساعة حتى: بلغ السيل الزبى.
وكان ذلك ساعة ما زارنا السيد الشريف الطيب أق انتالا في ساعة من الساعات المقول في عظم حقها: {وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ}
فشرف المجلس وتشرف به، فرأيت من علامة ساعة: الصفر ـ إحدى الكبر.
لكن اليوم إما يوم يسر، أو يوم عسر، وهو الواقع....
وذلك حين عرض علينا التوجه نحو ساحات قاعة الملتقى الظليلة بظل المساء...
فإذا هي أصبحت ظل من ظلال عرين الأسود الضارية المفترسة.
· الضرغام الشرس إياد أق أغالي...
· الليث الضاري عبد الكريم الطارقي..
· سباع مفترسة أخرى لا أعلم وصفها بالأسماء، ولا من غابات الإفريقية هي...
· قسورة المشايخ بين رجال الدين الكبار لجماعة أنصار الدين الشيخ الفاضل الطيب الشيخ المذكور فيما مضى في ما مرة...
وأنا في الحقيقة بخطواتي إليهم ممن يتصورون في آية: {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ}.
ومهما يكن من أمر فإني جئت إلى ذلك العرين مع من كان في رفقتي...
فسلمت عليهم سلاما، هل واحد أم أكثر على نحو قول من قال في معرض الذهول:
فوالله مـــا أدري وإني لحـــاسب***بسبــــــعٍ رَمَــيْتُ الجـــــمرَ أم بثمان
فتكلم الشيخ الطيب ـ شيخ جماعة أنصار الدين ـ كلاما دينيا نقديا، لكنه كلام شيخ فاضل نبيل، فيه إشارات إلى ملاحظات دينية حول البيان الختامي...
ثم تكلم الليث الضاري، فسبحان الله الذي أنطق كل شيء، منه الوحوش...
ففهمت من غمغمته: أننا لا ننكر أن الضيف بحر من العلم...
لكن ما تناوله في البيان الختامي، لا نسلمه كله....
فأيد ما تناولته إشارة الشيخ الطيب ـ حفظهما الله تعالى.
ثم تكلم الضرغام الشرس، فغمغم بمثل غمغمة الليث الضاري...
ثم تكلمت بعض السباع المفترسة بلون من غمغمة السباع من وحوش الغابة....
اللهم احفظهم جميعا في غاباتهم وحين يختلطون ببشر محيطهم في صحة وعافية...
ثم سكت الجميع بعد ذلك، ونظرت بطرف خفي هل هناك وحش آخر يكشر عن أنيابه في سبيل الغمغمة...
فإذا جميع السباع في هدوء تام عجيب السكون بالوحوش، ونظرت نظرة أخرى من قبل السيد الطيب أق انتالا، فإذا في يده قلم، ودفتر صغير...
ففهمت من ذلك كله ما يعبر به عني لسان الحال بمعاني آية: إن هذا لهو البلاء المبين...
فكان الأستاذ عبد السلام صاحب التعليقات النفسية على: الكواكب العلية...
أيام الملتقى وقد ظهر بمستوى طالب علم متميز في العلم والفهم ـ زاده الله علما وفهما ونفع به أمته ـ يستأذن في الكلام بعد انتهت الوحوش المفترسة من غمغماتها...
فأشرت إليه إشارة خفية توحي بترك المداخلة من قبله ـ حفظه الله تعالى...
لأدلي بدلو صنعته ساعتئذ، على نهج الصناعات الاضطرارية من أهل فن أصول الجدل الحكيم المحكم...
فحمدت الله تعالى حمد ثناء وشكر، ونوهت بفضل مثل هؤلاء الوحوش في القديم والحديث...
إذهم من الوحوش التي إذا روّضت بحكمة بالغة نقلا وعقلا سيحمي الله ـ إن شاء الله تعالى ـ بها العباد والبلاد...
ثم علقت على ما فهمت من غمغماتهم المخيفة المرعبة...
فقلت: إنني في هذه الكلمات لن أتناول الرد على كل مسألة ذكرت الآن، وقد تم مناقشتها أيام الملتقى...
لقوله من لا ينطق عن الهوى: وكره لكم قيل وقال...
وإنما أرد على المستجد منها فقط دينيا، فيسر الله ذلك نقلا وعقلا...
{الْحَمْدُ لِلهِ الذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ}
وكان بذلك إتماما لبيان تمام بيان الختام النهائي على ما أدين الله به، كما قرر سابقا ـ ولله الحمد...
اللهم علمنا علما يسخر في سبيل مرضاتك...
فإن العلم حقا، كما قيل: العلم نعم المقتنى والمقتفى.
هو الغضب المهند ليـس ينـبو***تصـــيب به مقاتــل من ضــربتا
النقطة السادسة والثلاثون: لمحة موجزة عن كشف النقاب بذكر ما تتمتع به الحركات الجهادية المتصلة بحركة أنصار الدين، من فضل التمسك بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح ـ لله ثم للتاريخ.
إن تنظيم القاعدة اشتهرت بحب التمسك بالكتاب والسنة، والأمر كذلك في كثير من المسائل الدينية ـ نحسبهم كذلك والله حسيب الجميع ـ كما اشتهروا بإحياء كثير من السنن، وإماتة كثير من البدع، مع محاربتها خاصة البدع الشركية اعتقادية كانت أو فعلية أو قولية...
فيشكرون على ذلك ويدعى لهم بالثبات على ذلك...
ومن حسن الظن بهم في ذلك أنهم بلغوا من الاجتهاد في ذلك ما وقع لهم فيه الخطأ في مسائل أخرى دينية كبرى...
ومما أخطئوا فيه وجانبوا فيه الصواب أشياء دينية كبرى عديدة، من ذلك هذه المسائل الآتية ـ بإذن الله تعالى:
· مسألة تكفير حكام المسلمين...
· الخروج عليهم في القديم والحديث...
· جوب الجهاد من غير التقيد بضوابطه الشرعية عند السلف الصالح...
· تحويل جهادهم ذلك إلى داخل المجتمع الإسلامي المعصوم الدم والمال والعرض...
· انتهاكهم حرمة المعاهد والذمي والمستأمن من الكفار في بلاد المسلمين...
وغير هذا مما أخطئوا فيه الصواب، ولو رجعوا إلى ما عليه السلف الصالح حول نصوص تلك المسائل في الكتاب والسنة في القديم والحديث فتمسكوا به، لسلموا ـ بإذن الله تعالى ـ من الوقوع في تلك الأخطاء العظيمة بالكتاب والسنة...
فجامعة: القاعدة زلت بها قدمهم في المسائل السابقة، الناشئة عن خطأ في فهم الجهاد المشوع...
فترتب على ذلك الفهم ما سبق من المسائل التي وقع لهم فيها الخطأ، مما ذكر سابقا في سبيل المثال، لا الحصر...
كما أخطأت الصوفية في فهم الزهد المشروع، فقعوا في أخطاء اعتقادية وقولية وفعلية، مبناه في الأصل الزهد، فترتب على ذلك الفهم الخاطئ عظائم المنكرات نقلا وعقلا...
كما وقعت جماعة التبيلغ في خطأ كبير لفهم الخروج في سبيل الله المشروع، فوقعوا في أخطاء اعتقادية، وقولية، وفعلية خاطئة...
وهكذا القول في كل أحد، أو جماعة إسلامية وقعت في خطأ، فهو بسبب فهم خاطئ في دينه، وهكذا...
لذا فكل من لم يرجع إلى ما عليه السلف الصالح في أمور دينه ـ اعتقادا وقولا وفعلا ـ لا بد له من أن يقع في مثل تلك الأخطاء العظيمة في الشريعة الإسلامية...
هذا ونسأل الله لنا ولهم أن يهدينا وإياهم إلى سواء السبيل، وأن يرينا وإياهم الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرنا وإياهم الباطل باطلا ويرزقنا وإياهم اجتنابه...
النقطة السابعة والثلاثون: لمحة موجزة عن كشف النقاب بذكر أهم أسماء الحركات الجهادية المتصلة بجماعة أنصار الدين في أفقنا ـ صحراء أزواد.
ففي الختام المتعلق بهذا الملتقى، الذي من أسبابه ما دخلت به هذه الجماعات الإسلامية بلادنا...
وتلك الجماعات الإسلامية المعنية بهذه النقطة، هي جملة لا تفصيلا:
· جماعة: أنصار الدين بزعامة زعيمها إياد أق أغالي...
· جماعة: التوحيد والجهاد ـ مِجاوْ ـ باللغة المحلية هناك.
· جماعة: بُوكُو حرامْ، المنسوبة إلى دولة نيجريا.
· جماعة: أنصار الشريعة التي نشأت حديث بزعامة صاحب: اللحية الحمراء.
كل هذه الحركات الجهادية مع أنصار الدين كلها ضمن جبهات وسرايا: ((تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي ـ آكْمي ـ باللغة الفرنسية، والتي يتزعمها سابقا أميرها المدعو محمد المختار بالاعور...)).
وبأحداثها وقع ما وقع من حدث الملتقى الديني الأول في كيدال الآنف الذكر...
تحت إشراف صاحب الترجمة الشيخ انتالا أق الطاهر ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف...
وإن باقي تفاصل أهم مسائل التي أثارتها تلك الجماعات الإسلامية تناولتها في موضوع خاص بها، تحت عنوان: الكواكب العليّة فيما للسلطان من الحقوق وعليه للرعيّة.
وما لم يكن من مسائل: الكواكب العلية... مما يتعلق بأحداث الملتقى ـ الدينية والتاريخية ـ داخله وخارجه تذكر ـ إن شاء الله تعالى ـ في موضوعات: إيقاظ همم ذوي الألباب بتعاليم آية: وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب.
وإنما أوردت ما أوردت هنا لأجل ذكر ما لابد منه مما له صلة بهذا الملتقى العلمي الذي حظي بإشراف صاحب الترجمة الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
ولقد تمتع هذا الملتقى ـ ملتقى كيدال العلمي الأول بإشراف سياسي مثمر كبير من قبل السيد انتالا ـ حفظه الله تعالى...
ولقد كان هو من السابقين دائما إلى قاعة: الملتقى مع ما يثقله من ظروف صحية ـ جمع الله له بين الأجر والشفاء...
فيشرف جلسة كل فترة صباحية بوجود منه له أثر كبير ـ بعد مشيئة الله تعالى النافذة ـ ما بلغ بأرباب مجلس اللقاء اتزانا رفيع المستوى في التنظيم المتميز، والآداب الجميلة من الجميع...
أدب الوقار وعز سلطان التقي***فهو الأمير وليس ذا سلطان
بل السيد انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ ذو سلطان، لأنه ممن تربع على عرش سيادة محيطه فنال مقام السمع والطاعة في ذلك المحيط على درجة مقامات السلاطين، إذ قد دانت له قادة مجتمعات محيطه بالسيادة السلاطانية ـ حفظه الله ورعاه كابرا عن كابر...
ومهما يكن من أمر، فإن صاحب الترجمة الشيخ انتالا بلغ في الصمت الجليل الحسن ـ داخل مجلس اللقاء ـ أن صار الصمت الجليل الجميل أخا نظيرا له فلازمه ملازمة تلازم الفرقدين المنوه بهما، في قول من قال:
وكل أخ مفارقه أخــــــــوه***لعـــــمر أبيك إلا الفرقـــــــدان
ولقد ضرب أروع الأمثلة في صمت السادة النبهاء النبلاء، بعد تشرفه الحضور في قاعة اللقاء العلمي الديني ما لم أجد له صورة حية إلا في هذا الأثر:
عن الأوزاعي قال كان السلف: إذا صدع الفجر...
كأنما على رؤوسهم الطير مقبلين على انفسهم تاريخ دمشق ـ ابن عساكر.
قلت: وذلك لشدة إصغائه لما يقرأ من مسائل العلم المنعقد عنها ذلك اللقاء...
فأقبل على نفسه بها...
وهو هو ممن من الله عليه بحظ من العلم في دينه بوأه مقعدا جليلا من مقاعد العلم الشرعي، ما لو شرف الملتقى العلمي بجانب شخصيته العلمية لكان محل إفادة نقلا وعقلا، كما تقدم شيئ من براهين ذلك في محور شخصيته الدينية ـ حفظه الله تعالى.
ومع ذلك كله فقد ارتدى وتأزر بالأدب الإسلامي الجم، ما بلغ به جانب الصمت أنه ما تكلم بحرف واحد في تلك المسائل العلمية التي نوقشت بحضرته، ما ذاك ـ بإذن الله تعالى ـ إلا ليحيي للتاريخ تطبيقا كريما دقيقا لحديث: ( وأن لا ننازع الأمر أهله) رواه مسلم.
فبهذا الإشراف السياسي المتميز مما تمتعت به شخصية السيد انتالا من الجانب السياسي الجليل نصل إلى نهاية الموضوعات المتعلقة بشخصية الشيخ انتالا الشخصية السياسية، وهي شخصية سياسية بارزة لا يمكن تناولها كما ينبغي في موضوعات هذا: الجوهر...
وذلك لأن الجانب السياسي هو الجزء الكبير في حياة صاحب الترجمة الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ فما ذكرناه في الجوهر الفاخر، هو من باب قول من قال: يكفي من العقد ما قد حف بالعنق
وإن كان التقاط ما تناثر من درر ذلك سيكون ـ محل اهتماماتي التاريخية ـ بإذن الله تعالى ـ ضمن تاريخ أفقنا الغالي بمآثر أهله العظماء...
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.




 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 05-09-2013 الساعة 11:38 AM

رد مع اقتباس