عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2013, 02:16 PM   #25
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الجوهر الفاخر في ترجمة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر



النقطة العشرون: لمحة موجزة عن كشف النقاب ـ عن تصور شيء من معاني شدة ليلة صباح: ملتقى كيدال العلمي الأول ـ فيما يتعلق بي.
إنه لما أوصلنا ذلك الرجل الديني الفاضل مقر الضيافة لدى إدارة الملتقى، مضى هو في سبيل العودة إلى جهته...
فصعدنا نحن إلى الدور العلوي الذي اختير لنا في مبنى مقر الضيافة...
والدور الأرضي معزز برجال الأمن، من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بعضهم في لباسه العسكري، والبعض في اللباس المدني، فبعد تناول أنواع المأكولات والمشروبات مما لذ وطاب، بعد أن أعتمنا بصلاة العشاء، متبوعة بسنة الشفع والوتر.
عند ذلك استأذنت من كان معي لأخذ الراحة بالنوم، فتحولت من عندهم، إلى مكان فارتحت فيه وحدي، على أني نائم، لكن حقيقة أمري، هي كما قال القائل:
والله ما ليلي بنام صـــاحبه***ولا مــخالط اللــــيان جانـــبه
وذلك أن افتتاح الملتقى يكون غدا ـ بإذن الله تعالى ـ وكنت أخبرت بوفود من أهل العلم يرتقب وصولهم، في الليلة نفسها.
كل منهم آت من جهات عديدة، فانشغلت بخواطر شاغلة، منها: ما يستفهم عن موقعي من الأعراب غداة افتتاح الملتقى، وما بعده من أيامه الساخنة المقدمات...
ولا ينجـــي من الغمــرات إلا***براكــاء القــتال أو الفــرار
اللهم إلا أن ليس في هذه الأمة العزيزة مثل سوء، وإن كانت خواطر أخرى تتوارد عليّ منها تتحدث بحديث النفس عن أمور منها:
· ما هي حقيقة توجهات من سيحضر من أهل العلم؟
· وما هي مستوياتهم العلمية؟
· وما هي منهجية الحوار بين الفريقين:
فريق أهل العلم الذي سيناظر جدلا لنصرة ما عليه تنظيم القاعدة من المعتقدات التي تتبناها: جماعة أنصار الدين...
والفريق الثاني الذي سيناظر جدلا علميا محكما لبيان الحق في تلك المسائل على نهج السلف الصالح في القديم والحديث نقلا وعقلا؟.
واشتدت علي الخواطر، فطردتها عني بحديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
إذ الذي يعنيني حقا هو التوكل على الله تعالى ـ نعم المولى ونعم الوكيل، ثم بذل الأسباب المعينة في مواجهة مسائل اللقاء غدا...
إذ من تلك الأسباب جانب استحضار ما مر علي من نصوص تلك المسائل، واستحضار شيئ مما مر عليّ من كتب الأوائل والأواخر في معرض المناظرات، وآدابها.
وما يستعمل فيها من دقائق فن الجدل، مما لا يستعمل إذا علم عدم الاحتياج بها.
وذلك كله من خصائص معارف فن الجدل لدى المناظر الماهر بها نقلا وعقلا ـ من يصوره القائل في قوله:
إذا ارتجل الكلام بـــدا خليج***بفـــيه يمده بحـــــر الكـلام
النقطة الحادية والعشرون: لمحة موجزة عن كشف النقاب ـ عن تصور شيء من معاني ساعات صباح: ملتقى كيدال العلمي الأول ـ بيسرها وعسرها.
فلما ولج في ليلنا نهاره، فتقربنا إلى الله ـ عز اسمه ـ بفريضة الفجر ـ صلاة الصبح ـ بعد سنتها...
فاشتدت عليّ توارد الخواطر لقرب موعد افتتاح الملتقى، الذي سيفتتح بعد ساعات من نهار ـ بإذن الله تعلالى ـ بعد أن قامت إدارة ضيافة الملتقى بواجب كرم الضيافة خير قيام، المطعمة بطبخة من الشاي الأخضر، على أصول الطوارق، معمولا بكل مهارة، الجميل بإتقان تعاليم آدابه...
شرب إذا ما صب في كاســاته***يكــسى احمرارا كالخضاب بأصبع
وعلى احمرار الكـأس تعلو رغوة***وتخـــالها شيبا بهــامة أصـلع
فتــنازعته حلاوة ومــرارة***كلــتاهما عـن شــأنها لم تـنزع
كلــتاهما لم تـذر بالأخرى وما***شــرب الأماجد دون تين بمقـنع
قرب بعد ذلك الموعد جدا، فانشغلت وقتئذ عن جماعة عزيزة كنت معهم، فغيبت القلب عنهم، والجسم بينهم، لمواجهة غيبيات ساحة المعركة العلمية، بقول القائل:
ودعـــوا نزال فكنت أول نازل***وعـــلام أركــبه إذا لم أنزل
فقمت فتوضأت وصليت ركعتين لله ـ جل في علاه ـ مما أثر عن بعض السلف الصالح استعمالها بين يدي مناظرات دينية فاصلة بين الحق والباطل...
وتان الركعتان لهما أصل في الكتاب والسنة، ومنها آية:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ }.
ولقد جمعت من قبل رسالة بعنوان:
أسرع القرب عند الفزع الصبر والصلاة لتفريج الكرب
وهي رسالة تناولت نصوص هذا الموضوع بصفة عامة بما تيسر الوقوف عليه من نصوص الكتاب والسنة، وما أثر عن السلف الصالح.
وليس هذا موضع الاستطراد في ذلك، وإنما أوردت هذه الإشارة ليعلم القارئ بعض سنن أرباب المناظرات من السلف الصالح، بين يدي مناظرة أهل الأهواء والبدع الذين هم في الحقيقة بضاعتهم مزجاة مستقاة من زخرف القول غرورا ـ نعوذ بالله من الضلال وما يقرب إليه.
النقطة الثانية والعشرون: لمحة موجزة عن كشف النقاب ـ عن تصور شيء من معاني ساعات الصفر ـ يوم: ملتقى كيدال العلمي الأول ـ يوم عصيب.
إنه بعد القيام ببعض سنن السلف الصالح الجدلية فعلية وقولية واعتقادية مما يتقرب بها إلى الله تعالى من الكتاب والسنة في سبيل التضرع إلى الله بما شرع بين يدي مثل موقف ملتقى كيدال المعني...
عند ذلك توجهت إلى القاعة، فإذا هي قاعة مليئة بالحضور، وقد اصطفت فيها الكراسي الحسان اصطفافا جميلا فإذا الأمير السيد الشيخ إنتالا ونجله الأمير السيد محمد في مقدمة الحضور لأهمية وشدة تلك الساعة دينيا وسياسيا واجتماعيا.
فتشرفت بالسلام عليهما، وأكرمت بكرسي بجوار المترجم له الشيخ السيد انتالا...
ثم بعد لقاء لطيف أكرمت من قبل إدارة الملتقى إلى التوجه نحو الكراسي الخاصة بأهل العلم، لبدء برامج الإذاعة، التي تناولت في بيان برامجها أن اليوم يوم الافتتاح فقط.
وإن مهام رسالة الملتقى ستكون غدا وما بعده ـ بإذن الله تعالى ـ لانتظار قدوم بعض العلماء مساء يومنا ـ ليلة يوم غد ـ بإذن الله تعالى.
فكان الاافتتاح عظم بآي من الذكر الحكيم، ثم شرف بكلمة السيد الشريف الشيخ إنتالا، ثم نجله السيد الشريف محمد ـ حفظهما الله ذخرا للإسلام والمسلمين.
ثم بعد كلمتهما كلمة صاحب هذه الأحرف ـ ثالث الثلاثة ـ عفا الله عنه.
فألقى والدنا الشيخ إنتالا كلمة، حرية بقول من قال:
لك في المحافل منطق يشفي الجوى***ويسوغ في أذن الأديب سلافه
وكأنما لفظك لؤلؤ متــــنخّل***وكــــأنما آذننا أصدافه
وألقى نجله السيد محمد كلمته الحرية بقول الآخر:
كلام بل مدام بل نظام***من الياقوت بل حب الغمام
المعززة بقوله: نحن في انتظار ما يبينه العلماء في هذه الملتقى، فالذي يخرجون به من الحق هو الذي نأخذ به، لا غير.
ثم أسند إليّ جانب ريادة الملتقى علميا اليوم: وبَعْدَ غَد بما لا تَعْلَمِينَا.
فلما تحقق لي ذلك الواقع بين من حضر من أهل العلم، وبين من حضر من
أهل السيادة الكبراء، والقادة النبلاء، وجمع من أفواج الحضور، تشجعت بقول القائل:
إذا اجتمعـــوا عليّ فخل عنهم***وعــن أسد مخــالبه دوام
النقطة الثالثة والعشرون: لمحة موجزة عن كشف النقاب ـ عن تصور شيء من معاني برامج ـ يوم: ملتقى كيدال العلمي الأول ـ تحت إشراف السيد الشريف الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
هذا ولما نزلت تلك المنزلة الآنفة الذكر ـ والله وحده هو حسبي، وكفى : إليه أدعو وإليه مآب.
افتتحت كلمتي بالحمد لله والثناء عليه، هو أهل أثناء والمجد، وشفعتها بالمسنون قوله من الصلوات على النبي المجتبى، والرسول المصطفى محمد ـ عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...
ثم نوهت بسمو مقامات السادة الأكابر في الإسلام، وجلالة درجات العلماء العظام، متخلصا إلى التحايا السنية للأعيان الحضور، وبقية من أتى ممن لا يحصيهم إلا عالم غيب السماوات وما تخفي الصدور.
ثم تعرجت إلى مقدمات لطيفة تتعلق بما لأجله عقد الملتقى، فتناولت خطر الغلو في الأمة الإسلامية قديما وحديثا.
وعززت ذلك ببعض النصوص، من الكتاب والسنة، منها: قول من لا ينطق عن الهوى: إياكم والغلو في الدين، فإن الغلو أهلك من كان قبلكم.
ثم بينت بعض من رواه، ومن نص على صحته كالشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى.
ثم عززت ذلك بطرف ذات الصلة بالغلو، منها:
أن رجلين من الخوارج، قال أحدهما للآخر، أتعلم أننا في هذا الزمان لا يدخل الجنة إلا أنا وأنت فقط.
فقال له صاحبه: جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، لا يدخلها إلا أنا وأنت فقط؟
فقال له الآخر: نعم، مقرا له، على وجه البشرى بذلك كما مر آنفا.
فقال له صاحبه: فلتعلم إذن أني تركت لك مكاني في الجنة، التي لا يدخلها من هذه الأمة في هذا العصر إلا أنا وأنت.
ونحن في هذه الطائف الظراف، إذ بالسيد النبيل أياد أق أغالي زعيم جماعة أنصار الدين، ومؤسسها...
قد دخل دخول من يتمثل له بقول من قال:
فإني في الحرب الضروس مـــوكل***بإقدام نفس ما أريد بقـــاءها
النقطة الرابعة والعشرون: لمحة موجزة عن كشف النقاب ـ عن تصور شيء من المعاني الجليلة في سبيل طلب معرفة الحق ـ يوم: ملتقى كيدال العلمي الأول ـ تحت إشراف السيد الشريف الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى.
إنه لما دخل السيد زعيم جماعة أنصار الدين المناضل الشهير ـ حفظه الله تعالى ـ سلم تسليم القادة النبهاء، والساسة الأدباء، ثم اختار مكانا متواضعا ليجلس فيه كأحد من الحضور العاديين، فمن لم يعرفه من قبل، لا يلقي له بالا، فضلا أن يقول أنه: هو، أو كأنه: هو ـ حفظه الله بحفظه أينما كان.
فوالذي قال: وإنه لقسم لو تعلمون عظيم.
أن أحد العلماء كبيرا في السن كنتُ بجواره، حين تكلم السيد أياد في معرض معتقداته باستدلالاته... سألني ذلك العالم من هذا؟ فقلت له هذا هو السيد أياد أق أغلي، فما كان من أمر ذلك الشيخ إلا أنه تحين فرصة السلام عليه وقت نهاية الفترة الصباحية...
وعلى كل حال لما أبرز السيد إياد أهم مسائل معتقداتهم الدائرة حول التكفير...
وحينما انتهى من سردها، وذكر مستندهم فيها، انتهى بانتهائها وقت الفترة الصباحية في ذلك اليوم.
فطلبت مداخلة لطيفة ساعتئذ منتهزا فرصة القول فيها، بقولي: كل المسائل التي ذكرها السيد أياد، غدا سيرد بيان ما عليه السلف الصالح فيها قديما وحديثا ـ بإذن الله.
وجرت هذه المداخلة جرى التنبيه على خطر تلك المعتقدات على الخاصة فضلا العامة، فخشيت أن يتساهل بعض الحضور في عدم الحضور غدا، كما خشيت أن يذهب من يذهب باعتناقها على أنها الحق فلا يرجع غدا.
إذ لم يبق من فترة برامج تلك الفترة ما يسع بيان ملاحظات ما سرده زعيم أنصار السيد إياد في نوبته، لكثرة مسائل ما سرد ذكره، وتشعبها مع دورانها حول التكفير، كما ستأتي تفصيلاتها حسب مذهب السلف الصالح فيها ـ بإذن الله تعالى ـ مما هو موضوع ذكره: الكواكب العلية...كما سبقت الإشارة إلى ذلك...
قلت: ومن مواقف السادة النبلاء الموقف النبيل من السيد محمد أق انتالا، حين وجد فرصة عند الخروج من القاعة جمعتني به والسيد الفاضل الشهير إياد أق أغالي، فقال السيد محمد له ولي نحن غدا نريد نقاشا دينيا محضا...
وأراد بذلك أن يتمتع اللقاء بأدب النقاش الكريم ـ فالحمد لله جرى كما وصى ـ ولله الحمد.
هذا وإن تعجب فعجب ما يتمتع به السيد إياد ـ حفظه الله ورعاه ـ من الفضل الكبير الذي من معانيه السامية حسن الأدب، الذي يعظم قدره ـ بين الله والناس ـ متى ما وقع من قبل الساسة السادة الفضلاء الأكابر...
إلا أنه ـ مع ما قدر للقاء غد تم ـ بفضل الله المحض ـ تماما بلغ معاني الآداب الكريمة الجمة في معرض الجدل الديني ـ ازداد ذلك لقاء غدا أهمية كبرى لدى الجميع على نحو قول من قال:
إذا لهب من جـــانب بــاخ شره***ذكـا لهب من جـــانب فتضرما




 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 05-06-2013 الساعة 08:51 PM

رد مع اقتباس