عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2011, 10:01 PM   #34


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية و في الإسلام



أخي أبا العباس ووفقك الله ورعاك.. وأعانك وسددك..
وهذا هامش في حقيقة الجلباب اللغوية، فإنها يتبعها فقه مهم خصوصا لمجتمعنا..
ومن المعلوم أن القرآن نزل بلغة العرب، وخاطبهم بمفردات يعرفونها، الأصل فيها أن تكون على وفق الحقائق اللغوية، وقد تكون مجازا كالصلاة، فإنها حقيقتها اللغوية الدعاء، وحقيقتها الشرعية الهيئات والأدعية والتلاوات المعهودة، فهي في العصر والفجر والوتر.. حقيقة شرعية، مجاز مقارنة بالمعنى اللغوي الذي هو الدعاء.
وعلى هذه المقدمة فإنه يجب علينا معرفة حقيقة الجلباب لغة، أو حقيقته الشرعية، والذي يظهر لي أنهما أمر واحد؛ لأنه ليس للشرع مصطلح (جلباب) أعم أو أخص من معناه اللغوي.
وقبل بيان حقيقة الجلباب اللغوية المطابقة لمعناه الشرعي أذكره بما ذكره أخونا الأسدي من وجوب ارتداء الجلباب على المرأة إذا خرجت من بيتها، كما دلت عليه الآية والحديث الذي ذكرهما، وليس هذا مما شأنه أن يختلف فيه في الجملة.
فإذا تبين أن ارتداء الجلباب واجب على المرأة المسلمة الحرة إذا خرجت من بيتها، فإن حقيقة الجلباب لغة وشرعا: هو ما نسميه اليوم بالعباءة، أو الشرشف.
قال ابن مسعود ومجاهد وغيروهما: هو الرداء، قال ابن رجب: ومعنى ذلك: أنه للمرآة كالرداء للرجل، يستر أعلاها، إلا أنه يقنعها فوق رأسها، كما يضع الرجل رداءه على منكبيه.
وقال ابن الأعرابي: هو الإزار، قال أبو عبيد قلت: ومعنى قول ابن الأعرابي: الجلباب الإزار، ولم يرد به إزار الحقو، ولكنه أراد به الإزار الذي يشتمل به فيجلل جميع الجسد، وكذلك إزار الليل هو الثوب السابغ الذي يشتمل به النائم فيغطي جسده كله، وذكر الأزهري مثل ذلك.
وقال النووي: هُوَ الملاءة الَّتِي تلتحف بهَا الْمَرْأَة فَوق ثِيَابهَا هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي مَعْنَاهُ.
ينظر: فتح الباري لابن رجب 2/ 346، تهذيب اللغة 11/ 64، مقاييس اللغة 1/ 470، المخصص 1/ 366، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم ص: 505، الفائق في غريب الحديث 2/ 430، غريب الحديث لابن الجوزي 1/ 163، تحرير ألفاظ التنبيه ص: 57، لسان العرب 1/ 273
فتبين من هذا أن حقيقة الجلباب الذي أمر الله المؤمنات بالإدناء منه إذا خرجن، وهو أمر زائد عن ارتدائه، ودلت السنة على أن المرأة لا تخرج بدونه، هو ما ذكره من سبق من الصحابة والتابعين، وأئمة اللغة، وشراح الحديث..
والذي يجمع كلامهم ما ذكره الشيخ الألبناني كما نقله الأخ الأسدي، فظهر أنه لا بد للمرأة من ثوب تلبسه فوق ثياب الزينة إذا خرجت، وأنها لا تخرج بثياب زينتها، ودل هذا على أن المستثنى من الآية ليس ظاهر الزينة، كما ذهب إليه بعض العلماء، وأنه الوجه والكفان كما عليه الأكثر.
وفي هذا وقفة مع بعض من ينظر إلى العباءة على أنها عادة خليجية، أو عربية أو على أنها مذهب الإمام أحمد، فهذا يبعده تفسير معنى الجلباب والأمر به عند خروج المرأة.
نعم لا يتعين أن يكون تفصيل الثوب ولونه كما هو في الخليج العربي فلو خرجت المرأة بشرشف لكانت مردتية للجلباب، وإذا كان أسود فهو السنة التي طبقتها الصحابيات نساء الأنصار التي أثنت عليهن عئشة رضوان الله عليهم جميعا، ووصفتهن بأنهن خرجن كالغرابين، وذلك لأن السواد ليس من ثياب الزينة.
والوقفة الثانية: مع واقع مجتمعنا الذي أدركنا متحشمات النساء فيه يلبسن على القمص المزركشة رداء ساترا لجميع جسدها.. ثم ما زال يتقاصر إلى أن حلت محله الملاحف المزركشة المزينة الملونة الشفافة..
فالواجب على الدعاة إلى الله تعالى توعية النساء في هذا الجانب وان يعلمن أن الله أوجب عليهن الخروج بثوب آخر يرتدى فوق ثياب الزينة..
والله أسأل أن يحفظ الجميع بالدين.. ويحفظ لنا ديننا.. وأن يوفقنا للهدى والتقى.. وأن يثبتنا عليه حتى نلقاه.


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس