عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-27-2013, 06:29 PM
مشرف منتدى الحوار الهادف
أبوعبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5630 يوم
 أخر زيارة : 04-28-2024 (10:40 AM)
 المشاركات : 1,671 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبوعبدالله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الشريف حاتم بن عارف العوني : المتحف الحي



الشريف حاتم بن عارف العوني
المتحف الحي :
المتحف الحي هو تعبير عن الشخص الذي هرب من الواقع وعاش في القرون الغابرة ، فهو متحجر الأفكار والمشاعر والاهتمامات والمعارك العلمية ! ويقاوم الانقراض ( ليس كالديناصورات ) بإحياء الماضي ، والعيش فيه !! ولذلك عندما تراه أو تقرأ له ، تشعر وكأنه أحفورة عادت إليها الحياة أو مومياء دبت في أوصالها الروح ، فتراه وكأنه قد جاء من تلك القرون الغابرة ليعيش اليوم بيننا !
ولربما لا يزال يظن مشكلة الأمة هي في سقيفة بني ساعدة ، وفي عتب علي رضي الله عنه أن بُت في أمر الخلافة بغير حضوره ، أو هي هي موقعة صفين ، وفي تبين الحق مع من ، أو هي ثارات للحسين رضي الله عنه ، أو هل نلعن يزيد بن معاوية أم لا نلعنه ، وهل بيعته شرعية أم غير شرعية ؟
وربما انشغل هذا الأحفورة بعلم الحديث فظن نفسه شعبة بن الحجاج أو يحيى بن سعيد القطان أو عبدالرحمن بن مهدي ، فتراه يجرح ويعدل : فلان هالك زائغ عن الحق ، وفلان إمام ضلالة ، وفلان دجال الدجاجلة ، وفلان أمير المؤمنين في الحديث ، وفلان إمام الجرح والتعديل !
وقد يرتقي قليلا في الزمن فيظن نفسه الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن ، فإذا أراد الذم قال : فلان جهمي جلد ( وهو لا يعلم ما جهمي ، وما جلد ) ، وإذا توقف فقيه عن قول ، قال : فلان من الواقفة ، والواقفة شر من الجهمية ! ولا يزال يستعذب الحديث عن خلق القرآن ، ويستشعر البطولة والثبات رغم الإرهاب الذي انقرض منذ عهد المتوكل العباسي ، فهو لا يزال يكرر يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ! ومن قال مخلوق فهو كافر !!
وينزل قليلا في التاريخ ، ليعيش فتنة الحنابلة والأشعرية ، فيتبرأ من الأشعرية ، أو يتهم الحنابلة بأنهم كرامية مجسمة .
ثم ينزل بضعة قرون ، فإذا به بين العز ابن عبد السلام والحنابلة ، فيسعى كما سعى الحنابلة لمنع العز من الإفتاء والتدريس ، فيسعى هو لمنع الأشعرية من التدريس والإفتاء ، واتهامهم بالضلال والنفاق .
ثم ينزل قليلا فإذا به يدخل سجن القلعة مع شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويحسب نفسه ابن قيم الجوزية ، ليؤلف (الصواعق المرسلة) ، و(اجتماع الجيوش الإسلامية) ، ولا يرد على مسألة ، ولو كانت ظنية ؛ إلا ويقول : هي باطلة من سبعين وجها ، وهي الطاغوت السادس ، بعد طواغيت (الصواعق المرسلة) .
ثم يتأخر قليلا ليظن نفسه في زمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، وأن القباب والأضرحة والطواف حول القبور والتمسح بها مازال شائعا في نجد والحجاز ، فلا يفتأ ينتهي من قراءة كتاب التوحيد ، حتى يعيد قراءته ! وكأن المسلمين مشركون كفار ، وكأن دعوة الشيخ لم تنجح رغم هذه القرون من انتشارها ، فمشروع الشيخ هو مشروع الأحفورة نفسه ، بلا أدنى تغيير ، رغم التغير الكبير في الواقع .
فإذا تجدد جدا ، ودبت فيه روح التحديث ، عاش في أول زمن الصحوة ، قبل نحو ثلاثين سنة . فمشكلته هي اللحية وإسبال الثوب ، فمن أطلق اللحية وقصر الثوب فهو ( الملتزم ) ، وما يزال يتكلم عن هاتين السنتين ، وكأنها مفتاح النصر والتمكين !
إن المتحف الحي ، سيبقى متحفا ، ولن يؤثر في الواقع إلا كما يؤثر فيه التاريخ الماضي : بأخذ العبر ، والاتعاظ بمواعظ التاريخ .



 توقيع : أبوعبدالله

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس