عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2010, 02:43 PM   #10


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



أخي الكريم أبا الفارس:
أشكرك أولا على طرحك لهذا الموضوع .. ولموضوعيتك في طرحك ونقاشك..
وإن أطراف الحديث لرقيقة الحواشي .. معشوشبة الأرجاء .. مورقة مونقة ــ بأسلوبكم وموضوعكم وموضوعيتكم..
ولا بد من منادمتك ومنازعتك هذا الموضوع ما دام كما كان .. وكنت كما أنت..
فأما قولكم:
لماذا تقف المجتمعات مستسلمة أمام عاداتها وأعرافها وعاجزة عن تغيير شيء منها؟ حتى وإن كان الواقع لا يتجاوب معه أو لا يناسبه!! أو حتى يرفضه برمته؟؟ ورغم كل ذلك يتحمله كل فرد من المجتمع تحت أنين كل تلك المفارقات والتناقضات.. وعزاؤه أنه لا يستطيع خلاف ما عليه الناس، وأعرافهم وإن كانت ظروفه لا تتحمل عبء ما توجبه تلك الأعراف والمفتشين عن المخالفين لها..
وأغرب من ذلك كله..أن هذه الطاعة وهذا الانقياد ليس لشيء غير هذه الموروثات العرفية والمخترعات الاجتماعية.. مهما كانت قداسته وتمجيده أصالة أو منطقياً أو بأي اعتبارات أخرى!؟!؟.
والأدهى أننا نظل نرقب المزايدة في العادات إضافة إلى ما كنا نشتكي منه ففي المناسبات مثلاً:نرى مبالغات بل ومبتدعات تتزايد يوماً بعد يوم..استسلمت لها فئات المجتمع عامتهم وخاصتهم علماء القوم فمن دونهم!؟
فأولا: أنا معكم في التعجيب والتعجيب فيما ذكرتم، وهذا توقيع تأثري !!!!؟؟؟؟!!!!!
ثانيا: ليست المجتمعات وحدها هي المصابة بمرض (الإلف) فإن أوساط طلاب العلم من الفقهاء والنحاة والمحدثين كذلك..
والقضية في نظري مشكلة (أحادية الثقافة) ولنرجع للعلم مثلا:
فالفقيه غير المحدث تراه صلبا في مواقفه شديد التشبث بمذهبه (عادات قبيلته الفقهية).
والمحدث غير الفقيه متطرف في الحكم على بعض القضايا أحادي الفكر فيها لا تقبل النقاش بحال من الأحوال..
والفقيه المحدث كالبيهقي وابن عبد البر تجد عنده من الاعتدال، وتقبل نقد ذاته والتنازل عن عادات قبيلته الفقهية ما لا تجد عند الأوليْن، ولا أريد أن أمثّل...
وكذلك المجتمعات: تجد الفرد الذي عايش مجتمعا آخر قد يتفهم نقد عادة ما أو عدم الانصياع والاتباع لها..
فمثلا: الذين يعيشون في العواصم من قبائلنا يتفهمون أن تسلّم عليهم بيد واحدة، خلافا لأحد الأشقاء الذي أو غر صدره أنه مدت إليه خمسة أصابيع..
ثالثا: مجتمعنا ليس بشاذ في هذا الباب ولا منفرد، بل المجتمعات الأخرى كذلك، وسأمثب بمثالين:
أحدهما المجتمع السعودي: لديه عادات من النوع الذي ليس بمحرم ولا مأمور به شرعا، وتجد أن الدعاة لم يستطيعوا إلى الآن معالجتها بالحديث عنها، ولكن من احتك منهم بثقافات أخرى استطاع أن يتفهم على الأقل ممارسة الآخرين لها: خذ ذكر اسم الزوجة، أو الأم مثالا على ذلك...
الثاني: المجتمع الموريتاني: من الفاشي فيه (كما هو موجود عندنا) تسمين النساء وتيليحهن، وهي عادة يعض عليها المجتمع بالنواجذ.. وقد شاركت وسائل الإعلام مع الدعاة في الحديث عن الوضوع منذ سنوات ... إلا أني أعتقد أن الاحتكاك بالآخرين في الداخل والخارج أكثر مردودا من ذلك..
رابعا: جوابا لسؤالك وسؤالي (التساؤلي) : المجتمع أقوى من الفرد، ولهذا يفرض عليك ما تقتنع بأنه ليس من مصلحتك الخاصة ولا العامة.. كإفراد نون الإناث مثلا: واجب فرض لازم لدى بعض قبائلنا .. ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفكر في المساس به ...
وأما قولكم:
كما أوافقك في كونها مزعجة في بعض جوانبها وأظن الكثير منا منزعج منها.. أظنك توافقني الرأي في ضرورة عدم استسلامنا أمام ما له مثالب أخلاقية أو اجتماعية وإن لم يصل إلى درجة الحرمة.. وأظن الفرصة سانحة لتغيرها إلى الأفضل، خاصة في ظل ما تتمتع به هذه الأجيال من وعي وثقافة وتطلع للتغيير، ثم هي لم تعد تعطي تلك العادات كبير وزن.
فأتفق معك في ضرورة عدم الاستسلام .. على أن لا يدخل في عموم العدم المواجهة فإنها لا جدوى لها خصوصا إذا كان الأمر مستقبحا عقلا لا شرعا.. كما قيدتم..
ثم أخي أتمنى أن نتفق معا على أن التغيير في العادات يجب أن يسبقه التغيير في العبادات .. والتغيير في طريقة المعيشة (الاقتصاد الفردي) والتغيير في طريقة النظرة إلى التعلم .. فإذا ركزنا على هذه الثلاث أعتقد أن ما ننزعج منه سيخف إلى حد ما..
وأما قولكم:
وقد كنت أتمنى منكم ترشيح موضوع واحد مما مثّلت به أو من غيره.. للحديث عنه حتى نأتي على ما يمكن من جوانبه: معلومات.. وتعقيبات.. وملاحظات.. وتساؤلات.
فيبدأ كل مشارك بإبداء رأيه في المعلومة المعروضة عن العادة مضيفاً ما ينقصها إن وجد أو مستثنياً منها ما ليس منها.. ثم رأيه حول ما تيسر من جوانبها، مع ملاحظاته، أو تساؤلاته إن وجدت.. وهكذا.. لنجمع بين متعة عرض العادة المختارة، وتصحيح ما يعتريها، أو الإشادة بها وبيان ما يميزها.

فأنا معك.. زقد بدأت (بفتح التاء) فواصل ونحن معك بإذن الله تعالى
وأتمنى من بقية الإخوة الاهتمام بهذا الموضوع وإثراؤه، فإنه من أهم المهمات..


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس