عرض مشاركة واحدة
قديم 03-12-2010, 10:37 PM   #2


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فارس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



العادات الأزوادية كثيرة كغيرها.. وربما شاركهم فيها غيرهم ممن خالطهم.. أو وافقهم فيها البعض ممن نأى عنهم.. المهم هنا أن نسلّط الضوء على بعضها مع التعريف الملخّص بها وبأهم خصائصها وفوائدها.. مع إشارة نقديّة لما يحتاج منها إلى ذلك .. كل ذلك بالتقريب أو المثال.. أو بحسب ما يقتضيه الحال..


وأذكركم بأن وجود بعض هذه العادات حتى اللحظة.. يجعل الهدف من طرحها يتجاوز مجرّد المعرفة أو التسلية بها.. بل لا بد من إبداء وجهتيها الحسنة والأخرى إن وجدت..حتى نخرج بالمفيد وندرك المقصود..

وكلّي أمل أن يحظى منكم هذا الطرح بالقبول.. وتحياتي للجميع.

وحتى يتّضح ما أريد ويقرب من الأذهان..أمثّل هنا ببعض العادات التي يمكن تناولها مع محاولة التعريف بها حسب معرفتي وباختصار شديد، وليعذرني من هم أعرف مني، وأرجو أن يتمثل إعذارهم لي في تصحيحهم للمعلومة وتصويبهم لطريقة صياغتها:


· (تبُّوبشا) وهي اتخاذ شخص معيّن أو قرابة معيّنة وقفاً للمزاح لدرجة المبالغة أحياناً وبدون إذنه!؟ بسبب قرابة تربطك به أو عرف سائد.. وسواء في ذلك المعقودة بين أفراد الأسرة الواحدة لقرابة ما.كالتي بين أبناء الأخوال..أو بين ابن العمة والخال. أو المعهودة بين قبيلة وأخرى.. كالتي بين قبيلة (الأنصار) وبين قبيلة (إمغاد) مثلاً.


· (تيبودار) وهي عادة تجعل التصرف العادي من قبلك غير مقبول تجاه شخص ما لمجرد ارتفاعه عنك نسباً قرب أو بعد.. وإن كانت ألصق عند الإطلاق بصدوره تجاه الأخ الأكبر أو من هو فوقه كالأب والعم..الخ


· (آشيُّوف) وهي عادة طريفة جميلة يقوم بها الأطفال بمساعدة وتنسيق من بعض النساء في يوم سابع كل مولود.. والمقصود منها إظهار البهجة بالمولود إضافة إلى جمع أولئك الأطفال للهدايا من أقارب المولود.. وجيرانهم.. ولها ترتيبات خاصة.. لعل من هم أعرف مني يضيفونها.


· (أكارّاد) صدقة عن الميت وغالباً ما تكون بقرة تذبح صدقة عن الميّت بعد الوفاة.. وتحتاج إلى مزيد تفصيل من أهل الخبرة.

فنطرح في كل مرة، واحدة من هذه العادات المذكورة أو غيرها( من عندكم).. ثم نعلّق عليها بما لدينا من معلومات وتنبيهات واستفسارات حولها.

وهكذا.. حتى نقف ونسلط الضوء ـ تعريفاً ونقداً وتصحيحاً وتعليقاً ـ على أكثر ما يمكن من العادات التي لها العديد من الخلفيات المختلفة عقدياً واجتماعياً وتاريخياً.

وسأترك اختيار االعادة التي سنبدأ بها لأول متفاعل يرغب في ذلك..




الأخ الكريم الفارس: أبا فارس.. حياك الله ضيفا عزيزا كريما..
أهلا وسهلا ببراعة استهلالك التي تنبئ عن فصول وأبواب من الإفادة والاستفادة ..
وأنعم وأكرم بإبداعك في طرحك وفكرتك .. وبراعتك في لغتك وأسلوبك ومفرداتك..
ومشاركة لك في موضوعك القيم أقدّم بعض الخطوط العريضة لرؤيتي في موضوع العادات، ثم أدخل معك في العادات التي ذكرتها:
وعليه يمكن تقسيم عاداتنا كغيرنا إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: عادات حرمتها الشريعة، أو تؤدي إلى ما هو محظور فيها: كالاختلاط، وما قد يجره..
القسم الثاني: عادات أمرت بها الشريعة أو هي مطية إلى تحقيق بعض مصالحها: كاحترام الكبير والأب، وما يؤدي إليه.
وبقي قسم ثالث: لم يوقف على نص يحرمه، نعم ليس من المطلوب شرعا: كاللثام، وعدم مؤاكلة الصهر..
فأما القسمان الأول والثاني: فلا غبار عليهما، بقي القسم الثالث، وهو الذي ينبعي أن يكون محل دراسة من ناحية شرعية واجتماعية، فإن لكل قوم عادات مزعجة ثقيلة مبرمة .. تعدّ عندهم آكد من ركعتي الفجر .. والوتر عند الأحناف... ولو أن الأمر كان فيها على ما يريد الإنسان اختياره منها لكان أمره هينا .. لكن المشكلة أنها مسار إجباري بالنسبة لأهلها، بل هي مناط المروءة والشرف والشهامة والرجولية وتقدير الآخرين في كثير من الأحيان .. وإن كانت تافهة المظهر..
قد أزعجتني بعض هذه العادات فكنت أتأهب للخوض ضد تيارها، ومنّ الله علي بسؤال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال لي: بالحرف : احذر من المساس أو التدخل في العادات التي لا تخالف الشريعة الإسلامية...
صدق شيخنا:
ينبغي أن نظر إلى القسم الممنوع فنركز الجهود على محاربته، وعلى المشروع فنركز رايات الهمم لتثبيته.. ونقدم القسم الثالث عربونا للمجمتع كي يقبل منا تغيير السيئ..
فنحسن اللثام ونتقنه أمام الناس كي يقبلوا منا أن يرخوه في الصلاة (كما بوّب مالك في الموطأ بمنع ذلك)...
أما ما ذكرت من العادات فهذا تصوري لكل واحدة منها: في أصلها، وواقعها والمأمول منها.
أما تبوبشا: ففهمي لها أنها في الأصل رمز للتواصل والمحبة والخصوصية، ثم هي في الواقع كغيرها من (الأشياء) مطية يركبها الأتقياء إلى صلاة الفجر في الظلم، وينيخها الآخرون أمام الحانات: بمعنى الواصل يجعلها أداة لزياة صلة الرحم، والبر كذلك في البر، وسيئ الطباع والمتربص والحاقد يتنفس من خلال بوقها بما لا يقوله إلا في كسر بيتها. والمأمول أن تستغل هذه الخصوصيات العامة والخاصة القريبة والبعيدة لإشاعة الألفة والتحاب والحفاوة والابتسامة والكلمة الطيبة الحسنة والخدمة المادية والمعنوية...
(أما تبدوار) فهي في الأصل مرادفة للعقوق وهو من المنهيات، وأما ما ذكرت من الأخ الأكبر والعم وإن كان بعيدا فله أصل شرعي فقد جاءت الشريعة باحترام الأكبر وتقديمه، انظر إلى حديث حويصة ومحيصة .. فهي من النوع الأول من جهة ومن الثاني من جهة أخرى.. والواقع الذي عشته في محيطي ومن جاورت أو زرت أن هذه العادة جبل من أواخي البر، وسلطان وازع يكف عن كثير مما نفرت عنه الشريعة، والمأمول أن يشد ويشاد بها، ويحافظ ويحث عليها.
(أما اكارّاد) فالذي أعرف (تار أكارّد) أي فاكة القيد، وهي كما وصفت، أصل الصدقة على الميت لا يخفى لكن في تخصيصها بذبيحة وتسميتها بهذا الاسم الذي يدل على أن هناك قيدا معتقدا أن الميت مسلسل فيه حتى تذبح الذبيحة، وفيما يكون مع ذلك من ختم القرآن واجتماع الناس ... في كل ذلك التفاف أوراق إشكالات لها ظلال كثيرة تحجب الرؤية (بالنسبة لي) دون إباحتها أصلا.. مما يجعلها محل بحث ودراسة..
أما أشيّوف: فشيئ جميل جدا واضح أمره، لكن ينبه إلى أنه إن كان من أحد الأبوين، فيجب على الراجح من أقوال أهل العلم العدل بين المولود وبقية إخوانه وإن كانوا والدين ...
هذا ما سمح به الوقت والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
تذييل: أنبه في موضوع تهذيب العادات على أساسيات لا بد من الإشارة إلى أصولها:
أولا: حاجّهم بما يعرفون، ولا تحدثهم بمقدار علمك، ولا بحجم قناعتك، فأنت قد تغيرت وتطورت ورأيت وسمعت وقرأت وكتبت، أما هم فأصولهم هذه العادات، فهب أنك تخطب من سيبويه أن يكسر الفاعل. فابذل مهرا عاليا.. فالإقناع لا يتم إلا بعربون.. "ولن تسعوا الناس بأموالكم" وفي وسائل التعبير حتى تجاعيد الوجه صعيد طيب يتيمم به من لا ماء معه أوالهمزة لام.
ثانيا: تحدث عن العادات في إطار عام، ولا تجعلها عنوانا، مثلا: لا تتحدث عن هضم حق الصغير كأنك تريد أن تناقش أبا حنيفة في حجية قياس (تبودار) لكن علق بها في موضوع الإحسان والعدل وحسن الخلق والرفق وانح هذا النحو .. انحت لكل عادة إطارا مقبولا ما...
ثالثا: من المستحسن أن تقدم بالإشادة بالعادة وأن لها أصلا وفوائد، ثم تتخلص إلى مواضع سوء استعمالها ... ولا يكن كأنك تتحدث عن رفع واقع ذهني ..
رابعا: إياي أن أصدّر إلى قومي عادات الآخرين وتقاليدهم..فالناس إنما يحتاجون إلى الدين والعلم والمال.. أما العادات والأعراف فهي هي، فمن المضحك أن أسخر بــتدّبارات، وأنا ألبس العقال، أو أن أسخر بإنفد، وأنا ألبس كرافيت.. لا فرق...
أخي أبا فارس: أعتذر عن التطويل في هذا الهامش فإن الموضوع مهم جدا وأنت جزاك الله خيرا صغته بأسلوب وطيقة ومفردات هزت أعماقي .. لك تقديري وشكري


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس