الموضوع: ردود الافعال
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-16-2009, 12:11 PM
مراقب عام القسم الأدبي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5574 يوم
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الخرجي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ردود الافعال



مصطلح ردات الفعل.عدم الاستجابة لردود الأفعال إن غالب حالات الخلل الذي ينشأ في رعاية هذا الجانب إنما هي ردة فعل واستجابة لأفعال تولد الانحراف. ففي المعتقد: المرجئة الذين قالوا لا يضر مع الإيمان ذنب , إنما قالوا قولهم هذا ردة فعل لأولئك الخوارج الذين غلوا فكفّروا مرتكب الكبيرة، فجاء أولئك وغلوا في هذا الجانب، وأولئك النواصب الذين ناصبوا آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم العداء إنما جاء موقفهم ردة فعل لانحراف الرافضة الذين يسبون أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذين شبهوا الله - سبحانه وتعالى - بخلقه، إنما انطلقوا من ردة فعل لأولئك الذين نفوا صفات الله - عز وجل -. وقل مثل ذلك في المدارس الفقهية والتربوية. وحينما يكتشف الإنسان في تربيته لنفسه أنه قد وقع في خطأ فركّز في جانب على حساب آخر، فإنه غالباً ما يجنح إلى ردة الفعل فيغلو الطرف المقابل؛ إنه قد يرى غيره ممن يعتني بالعبادة على حساب طلب العلم الشرعي وعلى حساب الدعوة، فيرى أن هذا خطأ، فيعالج هذا الخطأ بخطأٍ آخر؛ فيهمل جانب العبادة ويهمل التقرب إلى الله تعالى، ويعيش قاسي القلب ليس له حظ من عبادة الله - سبحانه وتعالى -. وقل مثل ذلك في سائر الجوانب، فينبغي أن نحذر ونحن نعالج أخطاءنا من ردود الأفعال، وأن نحذر أيضا ونحن نعالج أخطاء الآخرين من ردود الأفعال، وأن تكون مواقفنا متزنة.
الانطلاق من ردود الفعل :
تترك الأحداث آثارها وتهز النفوس هزًّا قد يفقدها بعض التوازن ، فتتجه إلى
طرف آخر ، ومن هنا : تساهم ردود الفعل في صرف بعض الناس عن موقف
الاعتدال :
أ- فقد تكون ردة الفعل تجاه موقف أخطأ فيه شخص فعالجه آخر بتطرف
مقابل ، ولعل إهمال شأن الحكم بغير ما أنزل الله وتهميش قضية الحاكمية ردة فعل تجاه طائفة اختزلت مشكلات المسلمين كلها في هذه المشكلة .
ب- وقد تكون ردة الفعل مدرسة في مقابل مدرسة أخرى ، فمدرسة أهل
الظاهر ما هي إلا ردة فعل لمدرسة أهل الرأي التي تطرفت في الأخذ بالقياس
وإهمال النص .
ج- وقد تكون من الإنسان نفسه تجاه خطأ اكتشفه في نفسه ، أو تقصير في
جانب من الجوانب ، فيتحول إلى الطرف المقابل ، ويعالج الأمر بالتطرف بعيداً
عن الاعتدال والموضوعية .
د- وقد تكون تجاه حدث أو أزمة مرت بالأمة وتركت آثارها وخلّفت ظلالها
الثقيلة على النفوس ، (إن الناموس العام لردود الأفعال هو عدم الاتزان وعدم
الموضوعية ، وإن الكسالى والعاجزين والفوضويين سيظلون باستمرار على هامش
الفعل ، وفي بؤرة ردود الأفعال تتقاذفهم الأمواج العاتية) [5] .





آخر تعديل الشريف الأدرعي يوم 08-07-2010 في 08:25 AM.
رد مع اقتباس