جهاد القبيلة للنصارى
هذا وإن هذه القبيلة خاضت معركتين جهاديتين مع النصارى الغزاة.
المعركة الأولى: وقعت في موطنهم: برم.
قلت: إن هذه القبيلة كانت في موطنها: برم، حيث فوجئت بدخول النصارى في صحرائهم خاصة محيطهم.
وكان ذلك في زمن سيدهم السيد الأمير المنقودِ ـ رحمه الله تعالى.
وكانت قوة النصارى الغزاة قوة حديثة الأسلحة الفتاكة من الراجمات والرشاشات...
بخلاف قوة الطوارق السلاحية فسلاحها سلاح تقليدي أعظمها شئنا وخطرا السيف ثم الأمثل فالأمثل إلى العصي...
ومع ذلك لم يثن عزم هذه القبيلة عن الجهاد كغيرها من قبائل الطوارق ومجتمعاتهم ممن جاهد النصارى شرقا وغربا شمالا وجنوبا...
وعلى كل حال فإنه اجتمع أمر هذه القبيلة على الجهاد لما توفرت عامة أسبابه لديهم من دخول الكفار أرضهم لغزوهم، والدفاع عن دينهم المستهدف أولا وآخرا، فوقعت المعركة الأولى بينهم وبين النصارى في وطنهم: برم.
وأسفرت المعركة عن استبسال كبير في سبيل مقاومة أعداء الدين ما جعل الكثير من رجالات هذه القبيلة يستشهد فيها ـ رحمهم الله رحمة واسعة.
ثم انتقل ما تبقى من القبيلة بعد معركتهم الجهادية الآنفة الذكر، فنزلوا غرب النهر، وكانوا شرقه، فنزلوا في منطقة: إلْوى، الشهيرة بها إحدى قبائل: إموشاغ أيضا المعروفين، بـ: كَلْ إلوى...
هذا وإن قبيلة: كل إلوى من قبائل: إموشاغ الشهيرات، فمن حقها علينا وعلى كتاب صحراء أزواد، أن ينشروا دورها البارز في المنطقة قديما وحديثا، كما هو الواجب العرفي لمجتمعات أفقنا الغالي عموما.
لذا فإني أتحين فرصة تجمعني مع أحد أعيان: كل إلوى، ممن له علم بتاريخ هذه القبيلة السيادية الشهيرة، لأبرز دورها كأحد أبنائها في معرض نشر محاسنها.
هذا فحينما أجد من يتحفني منهم بتاريخهم مما يليق أن أضيف إليه ما لدي من أخبارهم، عند ذلك سأنشره ـ بإذن الله تعالى ـ تحت عنوان: إعمار المروى بآثار كَلِ إلْوى