عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2012, 09:44 AM   #20
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



من الترصيع:
قال ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى:
أما المعاصي: فمثل ما روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا كان يدعى حمارا، وكان يشرب الخمر، وكان يضاحك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان كلما أتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلده الحد، فلعنه رجل مرة...
فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ((لا تلعنه فإنه يحب الله ورسله)).
فهذا رجل كثير الشرب للخمر، ومع هذا لما كان صحيح الاعتقاد، يحب الله ورسوله، شهد له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك، ونهى عن لعنه.
وأما المبتدع: فمثل ما أخرجاه في الصحيحين...:
أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقسم فجاءه رجل ناتئ الجبين، كث اللحية، محلوق الرأس، بين عينيه أثر السجود، وقال ما قال، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يخرج من ضئضئ هذا قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام، كما يمرق السهم من الرمية، لئن أدركتهم لقتلتهم قتل عاد...)
فهؤلاء مع كثرة صلاتهم، وصيامهم، وقراءتهم، وما هم عليه من العبادة والزهادة، أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقتلهم...
وذلك لخروجهم عن سنة النبي وشريعته. أهـ.
قلت ـ والقائل يحيى السوقي: إذا تأملنا حديث من: لا يجاوز ـ القرآن ـ حناجرهم...
تجد أن المبتدع في جانب العبادات وجانب العلم الذي أصل أصوله القرآن قد يرزق في ذلك ما هو عظيم عند عوام الناس...
لكن عند الراسخين من أهل العلم بالكتاب والسنة ـ كما سيأتي مزيد بيان له نقلا ـ بإذن الله تعالى ـ ومن أوتي فيهما فهما صحيحا يدرك أن كل ذلك كهشيم النباتات، الذي أتته ريح عاصفة، لا تبقي ولا تذر، وهي المحدثات البدائع الكبرى والصغرى البنيات.
هذا أمر، وأمر آخر: خطر سلف المبتدعة على تطاولهم على رجال الدين، الذين أولهم في هذه الأمة سيد الأولين والآخرين، نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالطعن فيهم، بصريح العبارات، ولحن الكنايات.
هذا إذا كان في أول القرون المفضلة فالذي يليه من باب أولى نقلا وعقلا.
ومع ذلك كله فإنه كثر ما يغتر العوام، ومن في معناهم في كل زمان ومكان ببعض علامات الفضل من الصلاح المزيف، والعلم المحرف، بمخالفات شرعية من معاص بعضها محضية.
منها تعود بعضهم فوات إحدى الصلوات المفروضة، بل في بعض الأوقات صلوات مفروضات بحجة النوم، فحينما يقوم يقضي الليليات في النهار، ويولج النهاريات في الليل، حتى كاد عندهم ـ والعياذ بالله ـ أن يكون شعار علم وفقه في الدين لكثرة لزوم بعض الخلف لسلف مبتدع...
بل بلغت مبلغ النحل، ما جعل اليقظان منهم يهاب أن يوقظ سيدا من ساداة هذه النحلة إذا نام، حتى يقوم هو حين يحشر الناس ضحى...
وهذا مما يرشد بأنهم أفقه الناس في النصوص التي يشبثون بها، وأعلم الناس برأفة الله ورحمته ومغفرته، حين بلغ بهم الأمر في معرض التهاون في أمر الصلاة ما يتوارثه من يفعله من نشأتهم!!!!
وكأنهم لم يقف غيرهم على أحاديث الصلوات المقضيات في صدر الإسلام، وأسبابها!!!!
وحديث رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ!!!!
وشبه ذلك من الأشباه والنظائر!!!!!
كما أن أصحاب هذه النحلة كأنهم من أجهل الناس للنصوص الوعيدية فيمن فاتته صلاة مفروضة ليلة كانت أونهارية!!!!
ورحم الله الشيخ العلامة زين الدين التنغاكلي، حين بلغت في دراسة ما من الله علي من المتون في يده عن ظهر قلب ـ ولله الحمد ـ من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، كما هو عادة متوارثة بين السوقيين جيلا جيلا إلى جيلنا في سبيل الاجتهاد في التحصيل.
وعلى كل حال كنت في إحدى الليالي مرهقا جدا، فغلبتني عيناني عند السحر، فلما دخل وقت الفجر قام شيخي ـ رحمه الله ـ فإذا أنا نائم فناداني وكنت مستغرقا في المنام غاية الاستغراق، لكن من حسن عظم مدرسة الهدى، أن بلغت نداءات شيخي حد تنبيهي من النوم، فقمت مجيبا له، فقال لي كلمة ما زال جرس معاني نصيحتها في نفسي إلى وقت كتابتي لها هنا ـ أعلى الله درجته في عليين كلما علت درجات المهديين الهداة ـ كما في قوله لي ما ملخص معانيه: اعلم أن الصلاة في وقتها فوق كل شيء مهما اعتبرت له اعتبارات جلالات قدره في الإسلام، فكل ما يكون سببا لفواتها عن وقتها يجب تركته، لمن لم يستطع أن يجمع بينهما.
جزاه الله عني كل خير، خاصة هذه المسألة التي تظاهرت نصوص الكتاب والسنة في عظم أمر أدائها في وقتها، والوعيد الشديد لمن تساهل في أدائها خارج وقتها.
فبعد تلك الليلة ـ وفقني الله تعالى ـ أن فارقت شيخي ـ رحمه الله تعالى ـ في ليالي وأياما آمنين عن تلك الليلة اليتيمة.
فالحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وأن تعجب فعجب أمر المبتدعة في التفنن في الإحداث، منهم من يحدث مبالغة في أداء العبادات المشروعة بكل عناية، كما مر في أصل من أصولهم، التي منها: يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم...
وذلك هو من الفقه الأكبر عند هؤلاء...
وتارة يكون الإحداث عكس ظاهر النص ـ والعياذ بالله.
وذلك هو من الفقه الأكبر أيضا عندهم ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-04-2012 الساعة 06:00 PM

رد مع اقتباس