عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2012, 12:17 PM   #19
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



الترصيع:
عن أبي العالية ـ رحمه الله تعالى: تعلموا الإسلام، فإذا تعلموه، فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإنه الإسلام.
ولا تحرفوا يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم، وما كان عليه أصحابه...
وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء.
فحدث الحسن بذلك، فقال: رحمه الله صدق ونصح.
قلت: ومن نظر في هذه الجمل المتينة في النصح، يجد أن السلف الصالح حريص على عدم رضا على ما عليه أهل الأهواء في زمانهم، ما يجعلهم يعادونه ويبغضونهم في الله ـ عز اسمه ـ بعد ما يتبين زيغهم، وفساد ما ظهر منهم في الفهم البدعي المحدث، المتنوع المتجدد.
مرة في الدين، وأخرى في رجال الدين ـ السلف الصالح.
قلت: وهذه البدعة وهي الطعنة في رجال الدين، من أوائل بدع أهل الأهواء التي ورد الوحي في ذكرها لخطورتها، وذمها غية الذم، كما في قوله ـ عز اسمه: قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون...
إلى قوله حكاية عن أهلها جرم اعتزاراتهم الضالة المضلة: إنا كنا نخوض ونلعب.
فلذلك تجد طعنات المبتدعة في كل عصر في رجال الدين كلها مردودة إلى ما أصله سلفهم من الخوض واللعب.
وذلك لو تأملت نهجهم تجده من النهج المضل، وعلى سبيل المثال، لا الحصر، لما: سئل ـ أي: عمرو بن عبيد ـ عن شيء؟ فأجاب، قال الراوي: ليس هكذا يقول أصحابنا.
قال من أصحابك لا أبا لك؟.
قلت: أيوب، ويونس، وابن عون، والتيمي، قال: أولئك أنجاس أرجاس أموات غير أحياء.
هل تناول بطلان ما بلغه عن أيوب ويونس...
نقلا وعقلا، أنى له ذلك، وهو الضال المضل، لذلك خاض في مجلسه، وبالغ في اللعب بسبهم واللمز فيهم من مكان قريب.
عكس رجال الدين ـ السلف الصالح ـ فإنهم يتناولون ما وقع في أزمنتهم من الأخطاء في الفروع فضلا في أصول الدين بالبينات، ذات البراهين الساطعات.
في غاية التثبت والتوازن المشروع، بخلاف من يسمهم في كل زمان ومكان بالحشوية، وما في معناها من المعاني القدحية ـ والعياذ بالله ـ وليكن رجال الدين ـ السلف الصالح ـ في كل عصر من أشد الناس تهمة لأهل الأهواء في دينهم ورجالاتهم.
وليعلموا أن أهل الأهواء من أشد الناس استعمالا للتدليس، بل والكذب المحض في إلحق أي نقص برجال الدين، فعلى سبيل المثال، لا الحصر، معاني الطعن الشديد في قول عمرو بن عبيد: لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير على شراك نعل ما أجزت شهادتهم...
فما بالكم من غير ابن عبيد في حق أهل عصره من الفضلاء الأبرياء، فهم أشد تحررا من ابن عبيد الذي بلغت جرأته المجرمة الطعن في عظماء رجال الدين، الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، بل بلغوا من الدرجات الكبرى في الرضا أن بشروا بالجنة.
فكل ما لعله أن ستروه ولو بعد حين: من قراطيس يخفونها...
لعل يؤثر فيها الشيء المنكر من الزور والبهتان في حق أبرياء عصورهم من رجال الدين ـ عصرا عصرا ـ ولو أسندوا ذلك بأسانيد صحاح في ظاهر الأمر، فهم من أشد الناس تركيبا كذبيا في السند، ليضعوا أعز المتون الطعنية في حق رجال الدين، عن طريق أي إسناد، أو القائل هو الكذب أو التدليس، فتنبهوا لذلك متى ما ظهر في أي زمان ومكان...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-04-2012 الساعة 06:16 PM

رد مع اقتباس