عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2012, 09:18 AM   #18
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



المقدمة الممهدة العاشرة:


جرم المآثم في غلول الفيء، من: الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)).


قومٌ هم الأنْفُ والأَذْنابُ غيرُهم ... ومَنْ يُسَوّى بأنف النّاقةِ الذنبا
قلت: ومما لا شك فيه أن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، أن أي ذنب خير منهم في كل صغيرة فضلا عن كبيرة خالفوا فيها الدين، ما لم يرجعوا إلى المحجة البيضاء.
الذين عليها هم أهل الحق والفضل والشرف المنيف في الدارين.
هذا وكان كثير من الناس يجهل أو يتجاهل، أن الدين عند الله الإسلام.
أي: هذا الدين شرع من عند الله نزلت تشريعاته كاملة في رسالة خاتم الأنبياء والرسل.
لذا إن كل ما لم يأت الوحي بتعاليمه، لا يتم له بصلة.
كما أثر عن قتادة ـ رحمه الله تعالى: حبل الله المتين.
هذا القرآن، وسننه، وعهده إلى عباده، الذي أمر أن يعتصم بما فيه من الخير، والثقة أن يتمسكوا به، ويعتصموا بحبله.
فلذلك شدد السلف الصالح بتمييز تعاليمه الوحيية، عما نتج منها من فهم غير معتد به، إذا لم يكن على ضوء فهم السلف الصالح من الصاحبة، ومن نهج منهجهم، المستمد من الوحيين.
كما روي عن عبد الله بن حميد عن عبد الله: حبل الله: الجماعة.
قلت: والجماعة، هم: أهل السنة والجماعة ـ السلف الصالح.
وهو الدين هو الذي جاءت رسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ببيانه أتم بيان، حتى ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلاّ هالك..
عن الحسن ـ رحمه الله تعالى: إنما هلك من كان قبلكم حين تشعبت بهم السبل، وحادوا عن الطريق، فتركوا الآثار، وقالوا في الدين برأيهم، فضلوا وأضلوا.
هذا ولقد كان الرأي بلغ بأهله أن تجاوزوا الإحداث في الدين، إلى إحداث الطعن في رجال الدين ـ السلف الصالح ـ قديما وحديثا، مع تفننهم في عبارات الطعنات، منها ما هو صريح، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، هذه المقتطفات من بساتين الاعتصام اليانعة.
تحت الآية المستمسك بها هذا المقال، فقال الشاطبي: وما أشبه ذلك من الآيات في هذا المعنى...
وجميع هذه الشواهد تدل على وقوع الافتراق والعداوة، عند الوقوع في الابتداع.
وأول شاهد عليه في الواقع قصة الخوارج، إذ عادوا أهل الإسلام ، حتى صاروا يقتلونهم...
ثم يليهم كل من كان له صولة منهم بقرب الملوك، فإنهم تناولوا أهل السنة بنكال، وعذاب، وقتل، وحسبما بينه جميع أهل الأخبار.
ثم يليهم كل من ابتدع بدعة، فإن من شأنهم أن يثبطوا الناس عن اتباع الشريعة، ويذمونهم، ويزعمون أنهم الأراجس الأنجاس المكبين على الدنيا، ويضعون شواهد الآيات، في ذم الدنيا، وذم المكبين عليها: كما يروى عن عمرو بن عبيد، أنه قال: لو شهد عندي علي وعثمان وطلحة والزبير على شراك نعل ما أجزت شهادتهم...
وقيل له: كيف حدث الحسن عن سمرة في السكتتين؟ فقال: ما تصنع بسمرة؟! قبح الله سمرة.
بل قبح الله عمرو بن عبيد.
وسئل ـ أي: عمرو بن عبيد ـ عن شيء؟ فأجاب، قال الراوي: ليس هكذا يقول أصحابنا.
قال من أصحابك لا أبا لك؟.
قلت: أيوب، ويونس، وابن عون، والتيمي، قال: أولئك أنجاس أرجاس أموات غير أحياء.
هكذا أهل الضلال يسبون السلف الصالح...
ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره.
قلت: ما أشبه الليلة بالبارحة، فإنك إن تأملت ما تبديه البغضاء من أفواه خلفهم لو جدته: كأنه هو.
إذ منهم: يطعن فيحق من نهج منهج السالف في عصره، فيما معناه: أنهم لو لا ما ينفق عليهم من المال، لما دعوا إلى الله تعالى، وإن دعوتهم دعوة تكسبية!!!
قلت: انظر في نهج المبتدعة القديم مع من كان في عصرهم من السلف الصالح، وبين نهج المتأخرين منهم مع من كان على نهج السلف الصالح في عصرهم، تجد التوافق بينهم بوضوح.
حتى يتناول المثل المأثور حقيقة توافق المتقدم منهم بالمتأخر منهم يحذو حذو سلفه: حذو القذة بالقذة ـ والعياذ بالله تعالى.
هذا أمر، وأمر ثان:
وهو من يقول منهم ما معناه: وإن أدبيات فلان من سلفه، لأحب لديه، وأشد اعتزازا بها، من جهد دعاة عصره؟؟؟
قلت: انظر هنا أيضا، فهل يستوي أثر من قال الله ـ عز اسمه ـ في حق سعيه: ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله...
وبين من قال في حقهم: والشعراء يتبعهم الغاوون...
فكيف بشعر بدايت حسناته التغزلات، الحقيقة أو المجازية...
أو شعر ديني محشو بتوسلات ممنوعة...
لا شك أنه لا يستوي الفريقان عند مسلم سليم الطبع، يستمع القول فيتبع أحسنه بالسمع.
من يدعوا إلى الله تعالى، ومن هو غيره في ضلال مبين.
اللهم إلا على نهج من ذكر في اقتضاء الصراط المستقيم فيما معناه:
أن أحدا المبتدعة الصوفيين سمع مؤذنا يؤذن، فبالغ في ذمه!!!
ثم سمع كلبا ينبح فبالغ في مدحه!!!
فسئل عن معنى ذلك، فقال: أما المؤذن أذن من غير إخلاص لله تعالى!!!
وإما الكلب: فإن نبح الكلب، منه تسبيح، لقوله تعالى: وإن من شيئ إلا يسبح بحمده!!!
وأمر ثالث من يقول منهم: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ليس من كبار العالم، أو قال: ليس بعالم!!!!
وكنا في جماعة أيضا، وكان أهل المجلس على غفلة من بعد خطر قوله، فقلت له: ما معنى قولك، فقالت، بصراحة: إنه ما ألف إلا في التوحيد، وما ألف في الأصول....
فقلت له: هل وقفت له على خطأ علمي في مؤلفاته التوحيدية، فلوى، قبل ما طلبت منه إقامة البرهان، بعدها رجع إلى التمسك بدعواه في أنه ما ألف في غير التوحيد، خاصة فن الأصول!!!
فقلت: هل كل من لم يؤلف في الأصول، لا يعد من العلماء الكبار؟؟؟
فذكرت له بعض العلماء ممن لم يؤلف في الأصول، وألف في الفقه، والعكس، ومن لم يؤلف في الأصول فألف في التفسير، والعكس، وغير ذلك من الفنون.
فمن هؤلاء من ألف في التوحيد كالشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله تعالى ـ ولم يؤلف في غيره، وليس معنى ذلك أن كل من لم يؤلف في فن من الفنون، ليس من كبار العلماء.
والعجيب أن أصحاب هذه الدعاوى اللمزية، من المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة، بل بعضهم ممن خدم بعض آثارها نظما!!!
فلو كان من غيرهم لهان علي نوعا ما، ما يتسللون إليه لوازا.
لكن يبقى القول أن أثر البدع في خلف المبتدعة، لا يخفى على من رزق طبعا سليما، وهدي صراطا مستقيما.
ولم يدر هؤلاء ومن على شاكلتهم، حقيقة ما أثر عن بعض السلف فيما معناه: لفساق أهل الحديث خير من أهل الأهواء من العلماء.
وصدق العنبري ـ رحمه الله تعالى ـ في قوله: لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أكون رأسا في الباطل.
أو ليس صاحب الحق هو أولى أن ينتصر لحقه، خاصة في جانب الدين ورجالاته، مهما زخرف الغير القول في الباطل.
خاصة ما يتعلق بالكتاب والسنة والمتمسكين بهما، وأن لا يكون يؤتون من قبله من مكان بعيد فضلا عن قريب ـ والعياذ بالله تعالى.
كما أنه ما الداعي إلى التحدث بمثل ذلك، لو كان ممن يؤلف بين أهل المدرستين دراسة المقارنة، ما ينبغي له أن ينسب إلى السلف الصالح ما ليسوا أهلا له من النقائص، وإن وجدها من غيره ينبغي أن يفندها بالبينات.
لولا أن الأمر كما أثر عن علي ـ رضي الله عنه ـ لما دخل العراق، قال ما معناه لبعض أهل الأهواء فيها: عرفت أصحابكم من بين أصحابي، قالوا وكيف ذلك، وليس لك إلاّ ثلاثة أيام؟؟؟
قال عرفت ذلك عن طريق من انضم من أصحابي إليكم.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-31-2012 الساعة 11:25 AM

رد مع اقتباس