عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2012, 09:26 AM   #17
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



الترصيع:
قلت: ولما كان موضوع التقليد موضوعا قديم الإضلال لأهله، ممن قلد غيره في الضلال المحض، أو ضلال الشبهات.
كان ضلال الذراري وقع في أيديهم، كوقوع موروث تركات آبائهم في أيديهم.
فتقبلوه قبولا مفرطا فيه حين قالوا للرسل: إنا بما أرسلتم به كافرون.
بعد قول من أتاهم بالهدى المبين لهم: أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم.
كما تقدم في الآية المفسرة بقولهم: إنا ثابتون على دين آبائنا لا ننفك عنه، وإن جئتنا بما هو أهدى.
وهنا وقفة:
وهي أن خلف سلف أصول الكفر، لما بلغ بهم طغيان التقليد، ما هم فيه من ضلال الكفر، واجهوا بالرفض من جاءهم بالبينات والآيات والزبر، وهم الأنبياء ـ عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فما بالكم خلف سلف أصول البدع المحدثة في الإسلام، فإنه مما لا شك فيه، ولا مرية أن من لم يهده الله منهم ـ وقليل ما هم ـ يكون أشد رفضاً لأي داع إلى الهدى، خاصة في دعوته لهم إلى ترك موروث سلفهم البدعي.
مستمسكين بعصا البدع بكل ما يمكن أن يستدل به من تحت حصانة كلمة الإخلاص ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع وقلب لا يخشع.
وكل يتوارث عصا البدع، بأشد من سلفه، ويتلو لسان حاله، آية: ولي فيها مآرب أخرى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى.
قلت إن هذا الجمع من جمع الجوامع هو مما يجعلهم يقاومون كل طالب علم داعية القائم مقام الأنبياء في نشر الدين ونصرته، خاصة في وسط المسلمين.
في أنه سيلقى من أهل تلك البدع في زمانه، رفضا مماثلا، في المضي على ما وجدوا سلفهم فيه من البدع.
كما واجه سلفهم من دعاهم إلى هدى نظما ونثرا، في معرض صحة أدلتهم شرعا، وضعف أدلة من خالفهم من أهل الهدى، بدرجة مرحلة تجهيله، وقلب المجن بتبديعه، زورا وبهتانا عظيما، لإقناع مقلدتهم، ومن لا علم له من العوام، بأنهم أصحاب حق مبين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَبِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَبِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
بل أمثال هؤلاء أشد إيباء في معرض قبول الهدى من الكفار، في بدعهم الكفرية.
وذلك أن المبتدعة المنتسبين إلى الإسلام، يرون أنهم على حق في كل كبيرة فضلا عن صغيرة، لما يستدلون به من نصوص الكتاب والسنة لنصرة مذهب سلفهم:
وقلما تجد من هذه صفته، إلاّ وهو يوالي فيما ارتكب، ويعادي بمجرد التقليد...
كما قاله الشاطبي.
هذا بمجرد التقليد المحض، وذلك مصيبة معضلة.
فإذا انضاف إليه كونه داعية إلى بدع من قلده، وكونه عليم اللسان، كانت المصيبة أعظم، بالعضل الشديد الإعضال، كما قال الشاطبي:
فإما إذا دعا، فمظنة الاقتداء أقوى وأظهر، ولا سيما المبتدع اللسن الفصيح، الآخذ بمجامع القلوب...
وأدلى بشبهته التي تداخل القلب بزخرفها.
والآن مع الشاطبي في هذه الدرر المسبوكة البيان، قائلا ـ رحمه الله تعالى:
ونظيره مسألة أهل الفترة العاملين تبعا لآبائهم، واستقامة لما عليه أهل عصرهم، من عبادة غير الله، وما أشبه ذلك، لأن العلماء يقولون في حكمهم: أنهم على قسمين:
قسم غابت عليه الشريعة، ولم يدر ما يتقرب به إلى الله تعالى، فوقف عن العمل بكل ما يتوهمه العقل أنه تقرب إلى الله.
ورأى ما أهل عصره عاملون به، مما ليس لهم فيه مستند إلاّ استحسانهم، فلم يستفزه ذلك عن الوقوف عنه، وهؤلاء هم الداخلون حقيقة تحت عموم الآية الكريمة: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا.
وقسم لابس ما عليه أهل عصره، من عبادة غير الله، والتحريم والتحليل بالرأي.
ووافقوهم في اعتقاد ما اعتقدوه من الباطل، فهؤلاء نص العلماء على أنهم غير معذورين، بل مشاركون لأهل عصرهم في المؤاخذة، لأنهم وافقوهم في العمل والموالاة والمعاداة على تلك الشريعة، فصاروا من أهلها.
فكذلك ما نحن في الكلام عليه، إذ لا فرق بينهما.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلاّ قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء))
قال القرطبي: كفرنا بكم...
أي: بأفعالكم وكذبناها، وأنكرنا أن تكونوا على حق.
وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء...
أي: هذا دأبنا معكم.
حتى تؤمنوا بالله وحده...
فحينئذ تنقلب المعاداة الموالاة.
الجامع لأحكام القرآن.
قلت: إن هذا هو موقف أهل الحق الصالحين الناصحين، أن يدعوا إلى الله من ضل سبيل الهدى، مهما بلغت درجة في السن، وكذلك في العلم، لأن الحق أحق أن يتبع.
هذا إبراهيم ـ عليه السلام ـ مع أبيه وقومه، وكذلك الذين معه، وجهوا قومهم ما بين أب وغيره من قراباتهم، فقدموا رضا الله ـ عز اسمه ـ بنصحهم قومهم الذي بلغ بهم البراءة منهم، ما تظاهرت نصوص الكتاب والسنة، لما رأوهم: لا يحبون الناصحين.
* فأين المهديون من خلف المبتدعة في اتباع نهج الأنبياء ـ عليهم السلام ـ في دعوة سلفهم إلى الهدى، دعوة بينة متناهية في سبيل النصح لهم؟؟؟
* أين المهديون في دعوتهم لسفهم وخلفهم في سبيل هدايتهم إلى الهدى المبين؟؟؟
*أين أثرها من تركهم بل بعضهم البدع خاصة الموروثة فيما بينهم؟؟؟
* أين مواقفهم في أرض الواقع أمام قياداة وكتائبها ذات السيل الجراف من تلك البدع؟؟؟
* أين هم منكرون لها؟؟؟
* أين هم ناهون عنها؟؟؟
* أين هم آمرون بالمعروف بأخذ السنن مكانها؟؟؟
* أين هم كفتية أوتوا علم الهدى، فاستنوا بقدوتهم الحسنة:
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا.؟؟؟
* أيموتون بهداهم لا يدعون به، لأنهم حدثاء السن: لم يبلغوا الحلم.؟؟؟
* أين هم من أسوتهم الحسنة: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم.؟؟؟
* أيظنون أن يدعو الداعي قومه على مستوى آبائه وأشياخه، وأهل قرابة من عمومة وخؤولة، وكانوا على خلاف الهدى، ولو في مسألة واحدة، فيخفى على الناس قدر ما يبذل في دعوتهم، لا من جهة تأثر قومهم بهم، أو برفضهم لهم، كما شأن أرباب المخالفات البدعية!!!!؟؟؟؟
* أين دور من بادرت منه باردات خير من الدعوة الله تعالى في معرض الثبات، من نكوصه على عقبيه؟؟؟
اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
* أين دور بقية المهديين في معرض التعزيز فيما بينهم، على أسوة: فتية آمنوا بربهم وزدنهم هدى.؟؟؟؟
* أين هم في مقاومة من يريد تسبيطهم في دعوة أقوامهم إلى الهدى؟؟؟
* أين المهديون فيهم على منبر الدعوة الذي أسس لإحقاق الحق وإبطال الباطل، والدعوة في التمسك بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، والدعوة إلى ترك المحدثاب البدائع، بنبذها، والاستمرار في محرابتها، منبرا كبقية المنابر التي ترى أو تسمع؟؟؟
* أو هؤلاء المهديون من الذين لهم المهدي المنتظر، لا يعملون بهداهم إلا بعد خروجه من السرادب، كما هو دندنة بعض أسلاف المبتدعة، ليهديهم سبل السلام؟؟؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((إن هذا لهو البلاء المبين)). في الضلال المبين.
* أين دور المهديين في معرض مقاومة سلفهم له بالقدح في أدلة هداهم، في جمع مسائل ما عورضوا فيها، بذكر أدلة هداهم، ونصره، وتفنيد أدلة من عارضهم ببعض أنواع القدح في أدلة المخالف، من:
· المطالبة.
· الاعتراض.
· المعارضة.
كما هو مفصل في نفائس كتب أصول الجدل المحكم.
ويتناولون ذلك نقلا وعقلا، في كتابات قيمة تؤثر عنهم، في حياتهم وبعد مماتهم، نصيحة لله في أقوامهم، قائمين على ذلك بالعلم والهدى موعظة حسنة، لسلفهم وخلفهم، لعل من يقف عليها: يتذكر أو يخشى.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
هذا هو الواجب المتعين على كل ناصح أمين، خاصة لقومه، الذين أنفس ما قدم لهم على وجه الأرض، ما يقدمه لهم في سبيل النصح في معرض هدايتهم.
أما تركتهم على خلاف الهدى، من غير دعوتهم، تحت أي زعم، هو من خصائص اليهود، كما هو ظاهر قول هذه الأمة منهم: لم تعظون قوما... الآية.
كما تظاهرت نصوص الكتاب والسنة في هذا المعنى.
اللهم إلاّ أن يصل بهم الداء العضال: منتهى الإرادات، فيوصلهم إلى إنزال سلفهم منزلة يقصر الحق دونها، وهو قدسية سلف المبتدعة عند خلفهم، القدسية المضروب لها المثل بقصة المبتدع المقلد الكافر النصراني لسلفه المبتدعة الكفرة النصارى المتقدمة ـ نعوذ بالله من علم لا ينفع...


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-28-2012 الساعة 03:14 PM

رد مع اقتباس