عرض مشاركة واحدة
قديم 03-24-2012, 09:35 AM   #15
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



الترصيع:
أيها القارئ الكريم هذه مجوهرات من الزبرجد المكلل ببعض أقوال السلف الصالح في التحذير من مجالسة المبتدع ـ ابتغاء النجاة من جربه الخبيث المتجدد عصرا بعصر.
وعن سفيان الثوري: من جالس صاحب بدعة، لم يسلم من إحدى ثلاث:
· إما أن يكون فتنة لغيره.
· وإما أن يقع شيء بقلبه، يزلّ به، فيدخله النار.
· وإما أن يقول: أنا واثق بنفسي، فمَن أمن الله طرفة عين على دينه سلبه إياه.
عن إبراهيم: لا تجالسوا أهل الأهواء...
ويعضدها ما روي عنه ـ عليه السلام: المرء على دين خليله.
قلت: أخرجه أبو داود والترمذي، وهو حسن. كما...في الصحيحة .
كما في الحاشية.
قال الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى: ووجه ذلك ظاهر، منبه عليه في كلام أبي قلابة، إذ قد يكون المرء على يقين من أمر من أمور السنة، فيلقي له صاحب الهوى هوى، مما يحتمله اللفظ، لا الأصل له، أو يزيد له فيه قيدا من رأيه، فيقبله قلبه، فإذا رجع إلى ما كان يعرفه، وجده مظلما، فإما أن يشعر به، فيرده بعلم، أو لا يقدر على رده، وإما أن لا يشعر به، فيمضي مع من هلك.
حكى الباجي، قال: قال مالك: لا تمكن زائغ القلب من أذنك، فإنك لا تدري ما يعلقك من ذلك.
قلت: ومع هذا كله، مما أثر من آثار السلف الصالح من النهي عن مجالسة المبتدع، ومجادلته، وما في معنى ذلك مما بلغ في الكثرة، قول الإمام الشاطبي: والآثار في ذلك كثيرة.
بل نقل الشاطبي الإجماع على ذلك بقوله: إجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم، على ذمها، وتقبيحها، والهروب عنها، وعمن اتسم بشيء منها.
ولم يقع منهم توقف ولا مثنوية، فهو ـ بحسب الاستقراء ـ إجماع ثابت.
قلت: ومع هذا كله إلاّ أن بعض المنتسبين إلى السنة من متصوفي صحراء الطوارق، ممن ترعرع في موطن من مواطن البدع، فغذته بما من لبانه معاني قوله: أنه لا يستساغ ما أثر عن السلف من عدم مجادلتهم المبتدعة...
معللا بعلل تدور حول معاني قوله:
ما دام الحق معهم، لما ذا لا يبينونه للمبتدع، بمجادلتهم به إياه.
وهناك معاني أخرى في جرأته تلك فيها التي يشم منها رائحة ضعف السلف الصالح في مواجهتهم المبتدعة بترك مجادلتهم، وكذلك يرمي من مكان بعيد إلى قذف الشكوك في قلب السامع من قدرات السلف الصالح العلمية في مواجهة علماء المبتدعة...!!!
على أن ذلك المجلس الذي انبطح فيه قائل معاني ذلك المنكر من القول بطرحه.
عامته من نخبة طلبة العلم كبار من أهل السنة، ومن المنتسبين إليها.
ولم يبتدر أحد ممن في المجلس بالتعليق على هذه التهمة المضلة البعيدة الضلال بالرجم من مكان بعيد.
وهو ما يتحين كل مبتدع الفرص له، من جس نبض أهل السنة زمانه، لمعرفة مدى غفلتهم عن واجبهم، ليبني بيت العنكبوت من البدع في عصره، كإمام فيها...
وعلى كل حال فإنه لما لم يجب أحد بجواب، ولو جوابا موجها بالآداب اللائقة بجانب السلف الصالح في مثل هذا، وما في معناه، مما لا ينبغي أن لا يجرأ به مبتدع بين أهل البدع في لباس المبتدعة المحضة، فضلا أن يطرح في مجلس من مجالس أهل السنة والجماعة، ولو كان من طرحه ممن يتزيا بزي أهل السنة والجماعة.
قلت ـ بادئ ذي بدء ـ صدق القائل: كم ترك الأول للآخر شيئا.
لكن في حق أهل البدع أصدق، لما يقذفه ورثتهم في قلوب جلسائهم جيلا بعد جيل، من البدع التي ما سبقهم بها أحد من العالمين.
لعل هذه منها، إذ لم أقف على من سبق ـ إلى هذه الاستشكالات الخطيرة المجرمة ـ قائلها، خاصة من المبتدعين المنتسبين إلى السنة، بل لم أقف عليها لغلاة المبتدعة، فضلا من دونهم، ولعل القول المطروح من بدع القول التي استدركها خلفهم على سلفهم؟؟؟؟
فلما رأيت أنها لم يلق من في المجلس بالا له في معرض الجواب، عما طرح من الاشكال المنكر.
قلت له ما معناه: إن السلف الصالح لم يكن يعجزه مجادلة المبتدع نقلا وعقلا، بل توصلوا أن أهل البدع لا يرجعون عما هم عليه من الضلال، ولو جودلوا بالحق.
فترك السلف مجادلتهم رأسا، وابتغوا النجاة من بدعهم، هذا أمر.
وأمر آخر، أن المبتدع هو بنفسه يجادل بأنواع من الباطل في معرض الاستدلالات، إضافة إلى إلقاء الشبه في مجادلته على مجادله ليجره إلى بدع فيكونون سواء فيها.
ثم مثلت له، بما أثر عن ابن سيرين من رفضه أن يستمع لابن عبيد أن يقرأ عليه شيئا من القرآن، ما جعل ابن سيرين يجعل أصبعيه في أذنيه ـ عندما شرع عمرو بن عبيد في قراءة آي من القرآن الكريم.
ولو نظرنا على وجه الاختصار في جانب من جوانب عمرو بن عبيد في تعشعش البدع في قلبه، ما جعله يقول: لو شهد عندي، فلان، وفلان....
من الصحابة ما قبلت شاهدتهم.
لخرج كل واحد ذو قلب سليم ـ بأنه لا يجادل، لسده المجادلة برفض الأصول.
فما ذا عسى يجادله ابن سيرين هل بفلسفة من القول بباطل من بدع أخرى، أم النقل المنقول الصحيح الصريح، الذي مداره الصحابة السلف الصالح، الذين أثر عن عمرو بن عبيد موقفه مع بعضهم، والبعض الباقي؟؟؟؟!!!!!....
وهكذا كل مبتدع خاصة داعية، ممن يرى نداء غير الله، والتوسل بغير الله...
ويترك مصادر التلقي نقلا وعقلا، ويذهب إلى غيرها، مسدلا كاستدلالات عمرو بن عبيد بآي من القرآن الكريم، بعيدا كل البعد عن الحق.
فبهذا ومثله تجد السلف الصالح ليس حريصا على مجادلته وغيره من أهل البدع، لأنهم لو سمعوا القول: لا يتبعون أحسنه.
فلذا تحقق فيهم عدم صحة توبتهم، وقليل من ذكره السلف الصالح ممن تاب منهم توبة صحيحة، وللمسألة مزيد بيان في موضعها ـ بإذن الله تعالى.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-25-2012 الساعة 11:20 AM

رد مع اقتباس