عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012, 10:01 AM   #14
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فصول من حياتي



المقدمة الممهدة الثامنة:


براكن النقير المتفجرة بأعاصير زلزلة الناس من لين الجانب لأهل البدع بالتوقير


وتخضب لحـــــــية غدرت وخـــــانت***بأحمر من نجـــــــيع الجــــــوف آنِ
بيت حكمة في مثل سوء، وما أسوأ مثل تلك اللحى إذا خضبت بحناء البدع، وخانت بمقام العلم، وظهر بها أهلها في معرض التوقير، فتكون شؤما لأهلها كالنار التي يشقى بقربها من يصلاها...
فتحرق الأخضر واليابس في مواطنها، وتبقي تشوهات على من نجا من تمام الحرق فيها: ترهقهم ذلة.
ويتأثر من دخان حريق البدع من في الأجنة إذا ولد على معنى قول من قال:
يعلمه التدين أقربوه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: حصب جهنم.
قبل ما نستفتح المقالة بغرر من المقول والمعقول من كتاب الاعتصام، فإننا ندبج لها بديباجة من معقول صاحبه الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ قائلا:

إن توقير صاحب البدعة مظنة لمفسدتين، تعودان على الإسلام بالهدم.
إحداهما: التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس...
والثانية: أنه إذا وقر من أجل بدعته، صار كالحادي المحرض له على إنشاء الابتداع في كل شيء.
قلت: هذا هو الحقيقة من حقائق معاني التوقير، فإن كل موقر ينال مرتبة عظمى عند موقره، على تفاوة.
وكل توقير إذا لم يستمد شرعيته من الدين فإنه زور وبهتان عظيم، هذا وأمر.
وأمر آخر جرم ما يترتب عليه من المفاسد خاصة في جانب المخالفات في الشريعة المطهرة.
كما يتضمنه قول الشاطبي في قوله:

فتحيا البدع، وتموت السنن، وهو هدم الإسلام بعينه.
قلت: لأن التوقير من لازمه ـ غالبا ـ ضعف الشخصية أمام الموقر، ما يجعله إن كان من الضالين، يمد يديه ورجليه، في أن لا يراقب : في مؤمن إلا ولا ذمة.
ولا سيما من كان من الجهال، فإنه هو وأمثاله، أشد الناس إعجابا بما يتظاهر به المبتدع من العلم والصلاح كثوبي زور يتزيا بهما للعامة، فتخضع له في معرض التوقير والتبجيل على تفاوة.
ما يجعل بعض العامة يتطايرون إلى البدعة عن طريق نار أهلها تطاير الجراد المنتشر إلى ضوء نار في ليل مظلم دامس، فتكون من قتلى النار، كذلك الجهلة ومن في معناهم من العامة، يوقعهم المبتدعة في شر مقتلة قتلى البدع.
وإن تعجب فعجب توقيرات العوام، لأهل البدع لا سيما البدع الطوام.
فلو نظرنا مثالا واحدا، وهو: إقامة ختم القرآن ـ آغاتامْ ـ في رمضان، فيفد إليهم من هب ودب من العامة والجهلة على مراتب منهم كبار العصاة على درجة ترك الصلاة: ((فما ذا بعد الحق إلاّ الضلال)).
وهم على تلك الحالة سنويا، على تفاوة...
وتلك الليلة يحرص عامتها أن لا تفوتهم إذا كان من أقطار بعيدة، ليشرع في شد الرحل إليها، وكذلك من في معناهم، إلى من كان رمية حجر عن موطنها.
وهي ليلة مشهودة بمخالفات شرعية، من بدع ما أنزل الله لها من سلطان، ومنكرات اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات، فتيحا كأنها سنة ثابتة من سنن المرسلين، التي كم أميتت في ليلتها تلك في موطنها ذلك، في تلك الختمة البدعية المنكرة...
مع أن هذا التوافد المشهود لو كان ليوم العيد الذي أمر الشرع الحيض والنفساء والعواتق أن يخرجن إلى المصلى...
لم يكن ذلك من الجائز مطلقا لحديث منع شد الرحال إلى غير مسجد الحرم المكي، والحرم المدني، ومسجد الأقصى، مضافا إليه ما يقع من البدع القولية والفعلية، ومنكرات أخرى...
ولقد أحسن الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ في قوله في معرض آثار توقير أهل البدع:
التفات الجهال والعامة إلى ذلك التوقير، فيعتقدون في المبتدع أنه أفضل الناس...
وأن ما هو عليه خير مما عليه غيره، فيؤدي ذلك إلى اتباعه على بدعته، دون اتباع أهل السنة على السنة.
قلت: ومن رسوخ البدع في المبتدعة وذراريهم، أن واحدا منهم كنت أحسبه من فقهاء المدينة، فإذا هو من فقهاء مدينة أفقه: أن قال لي ما معناه: ليس لدي ما يمنع من الذهاب إلى مسجد لشهود الختمة الرمضانية الآغاتامية.
فقلت له: ما ذا تفعل بحديث شد الرحال؟؟؟
فغاية ما قال أن كابر فقال: لا يظهر له فيه المنع!!!!!!!!!
أعوذ الله من الشيطان الرجيم:
((إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين))
فالآن مع الإمام الشاطبي ـ رحمه الله تعالى ـ الناصح بقوله:
ارفض مجالستهم، وأذلهم، وأبعدهم، كما أبعدهم، وأذلهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأئمة الهدى من بعده...
وذلك أن هؤلاء الفرق التي تبتدع العبادات أكثرها ممن يكثر الزهد والانقطاع والانفراد عن الخلق، وإلى الاقتداء بهم يجري أغمار العوام، وأما الخاصة فهم أهل تلك الزيادات.
ولذلك تجد كثيرا من المعتزين بهم، والمائلين إلى جهتهم، يزدرون بغيرهم، ممن لم ينتحل مثل ما انتحلوا....
وروي أيضا مرفوعا: من أتى صاحب بدعة ليوقره، فقد أعان على هدم الإسلام.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام.
ويجامعها في المعنى ما صح من قوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ: من أحدث حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فإن الإيواء يجامع التوقير، ووجه ذلك ظاهر، لأن المشي إليه، والتوقير تعظيم له، لأجل بدعته.
وقد علمنا أن الشرع يأمر بزجره، وإهانته، وإذلاله، بما هو أشد من هذا، كالضرب، والقتل، فصار توقيره صدودا عن العمل بشرع الإسلام، وإقبالا على ما يضاده، وينافيه، والإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل، والعمل بما ينافيه.
قلت: ومن حب أهل البدع للتوقير وما في معناه من التبجيل، ما حدث به: وهو أن أحد منتسبيهم نزل في إحدى العواصم، برفقة أحد شبان منهم. فنزلوا عند أحد الوزراء، فبالغ في إكرامهم، وتوجوا ذلك الإكرام لأجل فتى من فتية سيادة شيوخ التصوف...
فقال قائلهم: بعد اليوم لا أستطيع أن أذم التصوف، الذي يبلغ بهم تبجيل الخواص هذا المقام السني في درجات الإكرام والتقدير...
ولهذا مزيد بيان في المأثور عن بعض قدماء المبتدعة ـ بإذن الله تعلى.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ومن يهن الله فما له من مكرم.
فمن ختام المسك بريحانات القوارير الشاطبية الذكية:
فإن من عادة الشرع أنه إذا نهى عن شيء وشدد فيه، منع ما حواليه، وما دار به، ورتع حول حماه...
فاعلموا أن البدعة لا يقبل معها عبادة، من:
· صلاة.
· ولا صيام.
· ولا صدقة.
· ولا غيرها من القربات.
ومجالس صاحبها تنزع منه:
· العصمة.
· ويوكل إلى نفسه.
والماشي إليه، وموقره معين على هدم الإسلام ـ فما الظن بصاحبها؟ـ وهو ملعون على لسان الشريعة، ويزداد من الله بعبادته بعدا...
وقد تبرأ منه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتبرأ منه المسلمون.
ووقعت اللعنة من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أهل البدع...
قلت: فاتقوا أحاديث مجالس أحيائهم، ومجالستهم، صغارا فضلا عن كبرائهم، وتحصنوا عما يقع من حديثهم غير الدنيوي المحض بعدم الانصات لهم، إنصات الاستفادة، ولو بذكر آية واحدة من كتاب الكريم، فضلا عن شرحها...
فضلا عن غيرها، ويجرى ذلك على يكتبونه في الوسائل الحديثة النشر...
فما وافقوا الهدى فيه، فهو من قبل قولهم، هو هدى، وما يزيدونه فيه اجتنبوه واتقوه، فإنه زيادة غير ثقة في الدين...
وكنوا على نهج السلف الصالح الذين أعلم بكم وبهم من باطلهم في الدين.
ومع ذلك فإن من منهج السلف القيم هذا المثال: وهو ما أثر من رفض محمد بن سيرين أن يسمع من عمرو بن عبيد شيئا من القرآن الكريم ليقرأه عليه.
لخوفه أن تعلق في قلبه شبهة من الشبه التي هي من ضلالات عمرو بن عبيه، وما أدراكم ما عمرو بن عبيد الذي يضرب المثل به في الزهد والروع حتى قال الشاعر في حقه الخبيث:
كل الناس يطلب صيد***غير عمرو بن عبيد
ومع ذلك لم يوقره السلف، كما مر ولو بأن يوقر بأن يترك ليقرأ شيئا من الذكر الحكيم، من غير زيادة ولا نقصان، لأنه كان من المبتدعة، هذا مثال من الأمثلة الرائعة في عدم توقير السلف الصالح أهل البدع، بخلاف العامة الذين منهم صاحب البيت السابق، وذلك هو صنيع العوام الافتتان بالمبتدعة قديما وحديثا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: قل هل يستوي الأعمى والبصير.
كما لا يغركم ما يتظاهر به من يتظاهر منهم بالتمسك بالكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، فهم أصح من يتمثل في حقه قول من قال: كلام الليل يمحه النهار.
وبيان ذلك في آثار السلف الصالح في حقيقة توبة المبتدع، كما سيأتي شيء من ذلك في موضعه ـ بإذن الله تعالى.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-22-2012 الساعة 11:18 AM

رد مع اقتباس