عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2012, 09:20 AM   #5
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: عار على التاريخ.. لافتة في الطريق



المعلقة التاسعة والعشرون:


المعنونة بعنوان:



الحصن الحصين بآية: وأنصح لكم. وذم من لا يحب الناصحين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله البر الكريم، والصلاة والسلام على من وصف بالخلق العظيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أهل المرحمة والفضل والشرف القديم.
الأستاذ الشاعر الأديب أبو أسعد نافع اليعقوبي ـ حفظكم الله ورعاكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم....
إنني من أولى الناس انتظاراً لردك، لأنه في الحقيقة إن أتى وغيره على ما اشترط له، كان إهداء لعيبي إليّ منك ـ بارك الله فيك.
فأكون أنا المحظوظ به نقلاًَ وعقلا، لما لإهداء العيوب لأصحابها من النصح، المتظاهرة نصوص الشرع في عظم قدره...
قال الراغب ـ رحمه الله تعالى: النُُّصح: تحري فعل، أو قول فيه صلاح صاحبه.
قال تعالى: ((لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين)).
((ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم))
وهو من قولهم: نصحت له الودَّ.
أي: أخلصت له، وناصح العسل: خالصه.
أو من قولهم: نصحت الجلد: خِطته، والناصح: الخياط .
والنِّصاح: الخيط...
وقوله: (توبوا إلى الله توبة نصوحا))
فمن أحد هذين، إما الإخلاص، وإما الإحكام.
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى:
النصح: إخلاص العمل من الغش، ومنه التوبة النصوح.
قال نفطويه: نصح الشيء إذا أخلص.
ونصح له القول، أي: أخلص له.
وفي صحيح مسلم عن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الدين النصيحة، ثلاثاً.
قلنا لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، لأئمة المسلمين، وعامتهم.
قال العلماء: النصيحة لله: إخلاص الاعتقاد في الوحدانية، ووصفه بصفات الألوهية، وتنزيهه عن النقائص، والرغبة في محابّه، والبعد عن مساخطه.
والنصيحة لرسوله: التصديق بنبوته، والتزام بطاعته، في أمره ونهيه، وموالاة من والاه، ومعاداة من عاداه، وتوقيره، ومحبته، ومحبة آل بيته، وتعظيمه، وتعظيم سنته، وإحياؤها بعد موته، بالبحث عنها، والتفقه فيها، والذب عنها، ونشرها، والدعاء إليها، والتخلق بأخلاقه الكريمة ـ صلى الله عليه وسلم.
وكذلك النصح لكتاب الله: قراءته، والتفقه فيه، والذب عنه، وتعليمه، وإكرامه، والتخلق به.
والنصح لأئمة المسلمين: ترك الخروج عليهم، وإرشادهم إلى الحق، وتنبيههم فيما غفلوه من أمور المسلمين، ولزوم طاعتهم، والقيام بواجب حقهم.
والنصح للعامة: ترك معاداتهم، وإرشادهم، وحب الصالحين منهم، والدعاء لجميعهم، وإرادة الخير لكافتهم.
وفي الحديث الصحيح: مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
الجامع لأحكام القرآن.
بهذا أيها الأستاذ الشاعر الأديب أبو أسعد نافع اليعقوبي أقدم لك، أنت وغيرك يد الشكر والتقدير في كل عيب بينته لي في السر والعلن، بعد الوقوع في مستنقعات خطئه ـ نعوذ بالله من ذلك، كما نسأله أن يتداركنا برحمته الواسعة، ومننه الوافرة، ولطفه الخفي، وبره الحفي، وهو خير مسئول، ذو الفضل المأمول، في أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
الأخ الكريم، ذرية من أووا ونصروا دين الإسلام العظيم، كلما رأيت لي عيبا، فسد الخلل ببيانه، أكن لك من الشاكرين، فلا ترحمني بما إخفاؤه إخفاء النصح المبين، فتصدق علي ببيانه أنت وغيرك: إن الله يجزي المتصدقين.
جعلكم الله من أولئكم كلما أهديت لي النصح المبين، أنت وغيرك من الناصحين.
فإني استنصح الجميع ـ لحديث الحقوق الست، منها: إذا استنصحك فانصح له...
خاصة في العيب الديني أن يتفضل علي مشكورا بإهدائه كيفما تيسر له، إذ لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها.
فمن كتمه عني، فإني أذكره بحق المسلم العظيم حق النصح له.
صور من تاج الفضائل وخصائص محاسن الهدى الشامخ ما روبط في الثغور لرفع راية مكارم الأخلاق على جبهة التاريخ:
((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
رواه الشيخان من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن من لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى.
قال ابن رجب ـ رحمه الله: ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فإن رأى في أخيه المسلم نقصاً في دينه اجتهد في إصلاحه.
قال بعض الصالحين من السلف: أهل المحبة لله نظروا بنور الله، وعطفوا على أهل معاصي الله، مقتوا أعمالهم، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم، وأشفقوا على أبدانهم من النار...
المصدر: أيها الأصدقاء تعالوا..نختلف.
قلت: إن النصح في الحقيقة خير عظيم، خاصة للمنصوح له، إن مما يتجلى فيه بعض فقه النصح معاني هذه الآثار الآتية ـ بإذن الله تعالى:
· ... الأثر المأثور عن عمر رضي الله عنه: رحم الله من أهدى إليّ عيبي.
قلت: مثال عظيم من إمام عظيم في معرض جبر ضعف النفس بالنصح المبين ـ فرحمة الله على الناصح والمنصوح له في سبيل الهدى.
· الأثر المأثور عن ابن عمر رضي الله عنهما: خذ الحكمة، ولا يضرك من أي وعاء خرجت.
قلت: ما أجلها من حكمة خرجت من واع طاهر نقي نصوح أمين.
فإن: الحكمة ضالة المؤمن. حقاً إنها ضالة وقد تكون خيرا من ضوال حمر النعم، لما فيها من نصح جلي أو خفي ديني، أو دنيوي، أو بهما معا، بذلك سميت فائدة حكمتها: ضالة المؤمن..
· الأثر المأثور عن ابن عباس ـ رضي الله عنهم: إني لأمرّ على آية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم.
قلت: مثال عظيم من حبر بحر علم عظيم لحديث الباب: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
· الأثر المأثور عن القاسم بن محمد ـ أحد الفقهاء السبعة ـ رحمهم الله: لا تنظروا إلى طول لحيتي، وكثرة الناس حولي...
والله لئن يقطع لساني أحب إلي من أتكلم بما لا علم لي به.
قلت: ما أروعه من مثال تتلألأ حكم كلماته من برق أماجد أماثل ذكور أعلام الرجال، في أمثلة التواضع الجليل الجميل، كما هو مثال رائع عظيم، في شدة البعد عن مستنقعات خوارم المروة....
· الأثر المأثور عن ابن شهاب الزهري ـ رحمه الله: لو نزل من السماء أن الكذب حلال ما كذبت..
قلت: درس من إمام جبل من جبال الصدق ـ رجال السلف الصالح ـ وغرس مسقي بذور الأقوال بماء معين البراهين.
· الأثر المأثور عن الإمام مالك ـ رحمه الله ـ وكان إذا سئل اجتهد وأمضا جوابه بقوله: إن نظن إلاّ ظناً وما نحن بمستيقنين.
قلت:إنه من تنوير الحوالك في تأديب النفس بالقصور ـ رحمك الله الإمام مالك.
· الأثر المأثور عن الربيع بن خثيم ـ رحمه الله: لو رأيت رجلاً يُظهر خيراً ويُسر شراً، أحببته عليه، آجرك الله على حبك الخير، ولو رأيت رجلاً يظهر شراً ويسر خيراً أبغضته عليه آجرك الله على بغضك الشر.
قلت: إنه أثر من إمام جليل منصف، في مثال يحتذى به في الإنصاف.
إذ الحكم ينبني على الظاهر، لا على ما خفي مما لا يعلمه إلا علام الغيوب من يعلم ما في الصدور من السرائر.
كما أن آثار السلف الصالح كلها ضروب لطيفة في طلب معرفة الحق، والتحري في معرفته، وحبه والاعتزاز به.
فهي مرتع خصب لمن يريد الهدى المبين، والبعد عن الضلال الخفي فضلاً الضلال المبين، إذ لا يخفى ما فيها من أوجه النصح المبين، خاصة لخيار طلاب العلم وأهله.
الذي بلغ السلف الصالح أروع الأمثلة في الوصول إلى غايات من غايات هداه العزيز، كما مر، وما لم يمر مما لا ينحصر كما يلي لها هذا الأثر:
الأثر المشهور عن الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى: ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ، ولم أبال بيّن الله الحق على لساني، أو لسانه، وما ناظرت أحداً قط إلاّ أحببت أن يوفق، أو يسدد، أو يعان، ويكون له رعاية من الله وحفظ.
فكل خير في اتباع من ســـــــــــــلف**وكل شر في اتباع من خــــــلف
هؤلاء القوم، نعم القوم ـ السلف الصالح ـ الناصحة أقوالهم وأفعالهم في حياتهم، المأثورة آثارهم تلك النيرة نصحاً لمن بعدهم ـ رضي الله عنهم وأرضاهم.
أولئك آبائي فجــــــــــئني بمثلهم***إذا جمعتنا ـ يا جرير ـ المجــــــــــامع





 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-07-2012 الساعة 10:51 AM

رد مع اقتباس