الموضوع: تفصيص العقيق...
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2011, 10:15 AM   #46
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: تفصيص العقيق...



مواقيت: تفصيص العقيق ببعض ما أجابني الشيخ العلامة العتيق
فكان مما أفاد به أيضاً عمنا الشيخ العتيق ـ حفظه الله:
بقوله:
ولقد رأيت شيئاً من نقل الشيخ العلامة النقالة: محمد بن الولي ـ رحمه الله ـ بخطه.
وسبب ذلك أن الشيخ محمد بن الولي النقالة توفي، وليس له وارث فنقلت كتبه إلى قبيلة. إقَدَشْ ـ محل القضاء.
ففي مكتبة قبيلة: إقَدَشْ، وقفت على شيء من منقولاته بخطه ـ رحمه الله.
قلت: والقائل أبو العباس يحيى السوقي، من باب التعليق اليسير.
درر الفوائد من مرج البحرين:
وأكثر نسياني لما لا يهمني***وإنـي لـــما أعـــنى به لذكـــور
الدرة الأولى:نقل الناقل من نقله:
قوله: وليس له وارث فنقلت كتبه إلى قبيلة. إقَدَشْ ـ محل القضاء.
لفتة تاريخية عتيقة:
إن سجل التاريخ سجل محفوظ، بحفظ الله لمزابر الأمم، لما لحسن حفظ غرر المآثر الجميل الملحوظ.
فاخدع الأحياء إن شئت فلن***تخدع التاريخ في المنخـــدعين
إن هذه القبيلة ذات السيادة العلمية القديمة، والسياسة الدينية الحكيمة، وليت وزارة الشؤون الإسلامية فسمت سمو المناقب الجليلة الظاهرة، والمآثر الجميلة الفاخرة.
وأما إذا كان الجمال موفراً***كحسنك لم يحتج إلى أن يزورا
قبيلة سادت بسيادة ساداتها أعيان الأعلام النجباء، من فطاحلة العلماء النبهاء النخباء.
حسب باهر، ومجد ظاهر:
متنقل من سؤدد في سؤدد***مثل الهلال جرى إلى استكماله
إن نقل الناقل من نقله:
فيه من الفوائد الغرر الحسان، حسن انتظام حقيبة الوزارة الدينية، في عصور دول أسياد الصحراء ـ الطوارق.
أسكان نعمان الأراك تيقنوا***بأنكمُ في ربع قلـــبي سكانُ
ورفع عماد راية تلك الدول الطارقية الإسلامية الشرعية، التي بنت صرحها الشامخ على الشرعية الإسلامية.
أمر تتظاهر أنوار شمسه بما تطلعنا عليه نقول ساداة علماء التاريخ، التي منها منقول أحد سادة العلماء بدر تم من بدور قبيلة إقدش، الشيخ العلامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري ـ رحمه الله ـ في قوله:
إن أولي الأمر من ولاة الطوارق كلهم حكّموا العلماء والصالحين من السوقيين في أمورهم كلها حتى على أنفسهم واحترموهم، وبجلوهم، وفوضوا أمورهم كلها إليهم، فجعلوا يخدمونهم بأنفسهم، بل وولوهم على تولية من شاءوا منهم وعزلهم.
وما ذلك منهم إلاّ لعلمهم بأنهم أعلم بأحكام الله، وأتقى له.
وهذا من زمن دولة إِمَزْغِرَسَنْ ، قبل مجيء إوَلَّمَدَنْ، إلى امتداد دولة إوَلَّمَدَنْ.
فلما انعقدت الولاية لأول سلطانهم كَرِدَنَّ بعد عقد أهل الحل والعقد من جميع طوائف الطوارق، ومن العلماء والصالحين من السوقيين، وغيرهم، من المومنين وبيعتهم له، وعقد أمير المومنين بإِكَدَشْ من عند الإمام الشريف عثمان.
فلما تمت له البيعة من الكل أحضر العلماء والصالحين من أهل بلاده والطوارق وغيرهم.
وأشهدهم وقروهم، بعد ما بحث كل البحث، وتجسس وتحسس عن أعلم من في ولايته من علماء أهل زمانه، وأتقاهم، وأرضاهم، وأورعهم، وأشدهم لله خشية، وأشدهم خوفاً بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم، فدلّه أهل بلده باتفاق منهم على جدنا محمد المختار (الملقب بأمّدْ)الولي بن الولي محمد أحمد بن الشيخ الولي الجليل البشير بن الشيخ الولي القطب الرباني محمد بن يوسف، فقلده خطة القضاء، وكتب إلى من بعد عنه كتادمكت وغيرهم بذلك.
ثم كتب رسالة مضمنها أنها وصية منه إلى من سيجيء بعده من أبناءه إلى يوم القيامة أن يقلدوا ذرية هذا العبد الصالح الذي استقضاه باتفاق أهل بلده كلهم على أنه أعلم أهل بلده، وأتقاهم، وأرضاهم، مثل ما قلدوه ويفوضوا إليهم جميع الأحكام الشريعة والوظائف العادية المرتبة، بل ويحكمونهم على أنفسهم.
وعلى من تحت أيديهم بأخذ الزكاة منهم، وصرفها في مصارفها، وإنفاذ كل ما حكموا به لهم وعليهم، من أمر الدين والدنيا، ومصالحهم، وبعد ذلك، حث الكل على رفع أيديهم بالدعاء على من خالف ذلك من أولادهم بالبوار، ودائم الشقاء، فامتثلوا أمره هذا.
فكان السوقيون هم السلاطين والحكام وأولو الأمر من هذه الحيثية، أيضاً في المعنى من زمن دولة إِمَزْغِرَسَنْ إلى الآن، وأمراء وسلاطين الطوارق بالاسم.[1] الخ
الدرة الثانية: الذخيرة السيادية السوقية العلمية التاريخية.
إن هذه الرسالة التاريخية الجليلة اشتملت على أسرار تاريخية جليلة:
** شرعية دول الطوارق:
إن أولي الأمر من ولاة الطوارق...
** طريقة التولية الشرعية التاريخية لتاريخ دول الطوارق:
فلما انعقدت الولاية لأول سلطانهم كَرِدَنَّ بعد عقد أهل الحل والعقد من جميع طوائف الطوارق، ومن العلماء والصالحين من السوقيين، وغيرهم، من المومنين وبيعتهم له...
فلما تمت له البيعة من الكل أحضر العلماء والصالحين من أهل بلاده والطوارق وغيرهم، وأشهدهم وقروهم...
** شرعية السيادة الدينية في دول الطوارق لآل السوق:
كلهم حكّموا العلماء والصالحين من السوقيين في أمورهم كلها حتى على أنفسهم واحترموهم، وبجلوهم، وفوضوا أمورهم كلها إليهم...
** طريقة التولية الشرعية التاريخية لتاريخ تولية السوقيين مهام الوزارة الدينية في دول الطوارق:
كل البحث، وتجسس وتحسس عن أعلم من في ولايته من علماء أهل زمانه، وأتقاهم، وأرضاهم، وأورعهم، وأشدهم لله خشية، وأشدهم خوفاً بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم...
** أوثق ميثاق في دستور دول الطوارق تولية آل سوق العلم الكبير مهام الوزارة الدينية:
وكتب إلى من بعد عنه كتادمكت وغيرهم بذلك، ثم كتب رسالة مضمنها أنها وصية منه إلى من سيجيء بعده من أبناءه إلى يوم القيامة أن يقلدوا ذرية هذا العبد الصالح الذي استقضاه باتفاق أهل بلده كلهم على أنه أعلم أهل بلده، وأتقاهم، وأرضاهم، مثل ما قلدوه ويفوضوا إليهم جميع الأحكام الشريعة والوظائف العادية المرتبة، بل ويحكمونهم على أنفسهم...
حث الكل على رفع أيديهم بالدعاء على من خالف ذلك من أولادهم بالبوار، ودائم الشقاء، فامتثلوا أمره هذا.
الدرة الثالثة: خلاصة شروط السيادة التاريخية الدينية:
· اختيار أعلم عالم.
· اختيار أتقاهم.
· اختيار أرضاهم.
· اختيار أورعهم.
· اختيار أشدهم لله خشية.
· اختيار أشدهم خوفاً بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم.
هذه أهم صفات وزير الوزارة الدينية.
الدرة الرابعة: شدة البحث والتفتيش لمن يتولى حقيبة الوزارة الدينية في القبائل العلمية في أصول دول الطوارق، حسب قانون مادتها:
كل البحث، وتجسس وتحسس عن أعلم من في ولايته من علماء أهل زمانه...
الدرة الخامسة: تمتع قبائل آل سوق العلم الكبير بكثير من صفات أرباب الوزارة الدينية، خاصة قبيلة إقدش:
بعد ما بحث كل البحث، وتجسس وتحسس عن أعلم من في ولايته من علماء أهل زمانه، وأتقاهم، وأرضاهم، وأورعهم، وأشدهم لله خشية، وأشدهم خوفاً بحيث لا تأخذه في الله لومة لائم، فدلّه أهل بلده باتفاق منهم على جدنا محمد المختار (الملقب بأمّدْ)الولي بن الولي محمد أحمد بن الشيخ الولي الجليل البشير بن الشيخ الولي القطب الرباني محمد بن يوسف...
هذا غيض من فيض التاريخ المجيد لعموم قبائل آل سوق العلم الكبير، خاصة قبيلة إقدش ذات السيادة العلمية والسياسية الشرعية والسؤدد الكبير:
قبيلة لما بلغت الرحلة الميمونة بزيارتها، ما جعل التاريخ يعيد نفسه، على لسان اسم موطن القبيلة: مَنَكا.
المقرب معناه الطارقي، بمعناه العربي: إلى أين ذاهبون؟
حقاً كأننا نحن المعبرون به ـ معشر وفد الرحلة ـ تعبير لسان المقال، قبل لسان الحال، لما تمتعت به أنا ومن معي من وفد الرحلة، خاصة طلبة العلم فيه، لبراهين جو السعادة الكبيرة، والفرح العظيم، والأنس الجليل بسادة المنطقة:
نزلت على آل المهلب شاتياً***غريباً عن الأوطان في بلد محل
فما زال بي إكرامهم وافتقادهم***وبــرهم حتى حسبتهم أهـلي
فعلاً إنهم من الأعيان الكرام الأعلام في أهلي.
إنها من القبائل السوقية الجليلة المجد، التي لما تشرفت بزيارتها، يوم السعد، شهر الحظ، عام الفخر 1423هـ.
قدوم سعادة وقفول يمن***هي السراء تمحق كــل حزن
أظلتك السلامة ما تغــنت***مطــــوقة على فنن تغـــني
فتكرمت بلقاء بعض أعيان العصر من أعلامهم، كالسيد والد أبي سفيان
أغر شهير في البلاد كأنه***به البدر يعلو أو سنى الصبح يسطع
وقد تمتعت بزيارة منزله الكريم، إلاّ أن الضعف السني حال بيني وبين الاستفادة من مخزون ذاكرة التاريخ، ولكن عزائي بذلك رؤيتي معلماً من معالم التاريخ ـ رحمه الله رحمة واسعة.
ثم مدت إليّ أيد التشرف بمصافحة عدة مشايخ أجلة، منهم:
الشيخ السلفي الداعية العتيق الشمائل الوفي، الشيخ الصاوي ـ حفظه الله:
العلم للرجل اللبـــيب زيادة***ونقيصة للأحمــــق الطــــياش
مثل النهار يزيد أبصار الورى***نوراً ويعمي أعين الخفاش
كما التقيت بالسيد الكريم أبي سفيان ـ حفظه الله:
إن الهلال إذا رأيـــت نموه***أيقنت أن سيكون بدراً كـــاملا
وغيرهم من الأعيان الكبار، ولهم معيد ذكر شرف لقاهم ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء.
ومما لا أستطيع تجاوزه هنا لجلالة قدره، إذ هو من مغنم الرحلة، وهو التشرف برؤية من دون سن الشباب فيهم فضلاً عن شباب المجد، فلما حقق الله لي ذلك الشرف أدركت حقيقة قول القائل:
لا تنظرن إلى الفياض في صغر***في السن وانظر إلى المجد الذي شادا
إن النجوم نجوم الليل أصغـــرها***في العين أبعـــدها فــي الجو إصعادا











[1] - من رسالة للشيخ حن بن أمتال السوقي الأنصاري، إلى أحد علماء عصره من قبيلة كنتة (16-18) مخطوطة بالخط السوقي وعندنا نسخة منها، وهي رسالة طويلة قيمة مشحونة بالفتاوى العلمية، والنقول التاريخية المتعلقة بالمنطقة.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-18-2011 الساعة 12:29 PM

رد مع اقتباس