الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد
بل هي فكرة صائبة وفي محلها تماما، وربما كانت من أكثر المقترحات إلحاحا واستحقاقا لأن تدرج فورا ضمن فقرات الملتقى، بل إنني أستغرب جدا كيف غاب عن بالنا مثل هذا العلم الشامخ في تاريخ أمتنا الحديث، حتى لم نذكره مجرد ذكر، وآثاره المجيدة لا تزال باقية رغم أنه كان فردا في زمنه لم يكن له رجال، ولكن بركة دعوته وخلوص نيته أبقت أثره إلى اليوم في قلوب الناس وممارساتهم، فلو لم يكن من التنويه بالشيخ المدني شيئا من حقه وهو اليوم لا يستفيد إلا من دعوة صادقة وآثار من وضعهم في الطريق ويسر لهم سبل الهداية والرشاد لا تزال تكتب له ما بقي لهم أثر، أقول: لو لم يكن في ذكرنا حق له لكان فيه من الفخر لنا بأمثال هؤلاء الأخيار المخلصين الذين بذلوا حياتهم وضحوا براحتهم في سبيل الدعوة إلى الله ورفعة ورقي أمتهم ما يدعونا إلى أن نقيم له ملتقيات خاصة باسمه، ونجري حوله البحوث ونعقد الندوات والمؤتمرات، والثمرة في كل ذلك لنا نحن بما نستنزله من رضوان الله ببرنا بمن نحسبه من خلص أوليائه، وبما نخطه بفعلنا هذا من منهج في طريق الرقي والتقدم نحن في أمس الحاجة إليه اليوم.
ولهذا فإني أخالف تماما الذين رأوا أن الأوان قد فات، وأنه لم يعد بالإمكان إدراج تكريم الشيخ المدني ضمن هذا المنتدى، ولست أدري مبعث قولهم هذا، أهو اطلاع منهم على ازدحام فعلي في جدول الملتقى؟ وإذا كان فلست أعتقد أن فيمن سمي من المكرمين من هو أحق بالشيخ المدني بالتكريم، أم فقدان للأمل في تجاوب المؤتمرين مع هذا الاقتراح؟.. لا أظن كذلك فإننا نستطيع أن نضم هذا الاقتراح إلى اقتراحاتنا، ونضغط في سبيل تبنيه، ولسنا نظن القوم سيتجاهلون تماما رأينا، وإلا ما ألحوا علينا بالمشاركة وطالبونا بالتفاعل.
فكل ما في الأمر أننا ينبغي أن نقدر الأمر فعلا قدره، ونشكر جزيلا من ذكرنا، ونباشر فورا بالعمل، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.