عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009, 07:39 PM   #9
عضو مؤسس


م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من الخلاف إلى الوفاق



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الأدرعي الجلالي مشاهدة المشاركة
وجهة نظر - على وجهة نظر
فقه الوفاق
حقيقة وقفت وقفة إعجاب ، وحييت تحية إكبار لما ظهر لي من المداولات العلمية بين الإخوان فقد كنت أحب الجميع ، ولكن زدناهم حبا ،إذ نحن ندعي في أنفسنا الحب المجرد ، للعلم المجرد ، فاللهم بارك في علمهم جميعا وعلمنا ما ينفعنا
أخيرا قرأت موضوع فقه الخلاف للإدريسي وقرأت بعض التعاليق ، وخصوصا التعليقة المختصرة المفيدة لأبي عبد الله
وأخيرا انتهيت إلى موضوع اليعقوبي المختصر البديع الجديد
وكالعادة لا أشتغل في المواضع ذات الأهمية العلمية بتتبع نقاط من قبلي للرد عليها أو التعليق ، إلا إذا أراد ذلك بالفعل أو بالقوة كالسؤال أو نحو ذلك ،
إنما العادة مني إبداء وجهة نظري فقط بشيء يمت إلى الموضوع بصلة –ولعلي أفيد القراء بشيء ولو قل -
إذن ، لن أنص معكم في فجوة فقه الخلاف ، وإن كانت مثل مد البصر ، وكنتم عتاق خيلها ،-دمتم - بل سألوح لكم بيدي ، وبطرف ثوبي لتلقوني وألقاكم عند النتيجة التي أراكم حولها تدندنون ...
لا أقول فقه الخلاف ، فقد قلتموه ونظرتموه بل أقول : فقه الوفاق ، فقه الصف المرصوص ، فقه الجسد الواحد ، فقه قلب الرجل الواحد ...
من البدهيات عند القراء أننا خصصنا – أعني المسلمين من ...إلى ... -مساحة نظرية ذات أزرار وأكمام فسيحة لفقه الخلاف ،
بل وللوحدة الإسلامية بوجه أعم ،
أو بصيغة أخرى : التقريب أو التقارب ،
لم يكن ذلك جديدا في الإسلام منذ ولد الخلاف ، إن جد شيء فإنما جد شيء من الترتيب والتقنين الميداني ، وربما وشيء من التقبل نسبيا
ولكن عند التطبيق دائما نجد كل الجهد وكل العناء ، حيث إن كل حزب ، أو مسمى أو طائفة أو اتجاه يريد أن يكون كل ما أنفق للتقارب كله أخيرا لإحقاق ما يراه له حقا و...
فما الذي يجعلنا ندعو دائما إلى فقه الخلاف وأهمية الحوار ؟
الإجابة إليكم ،
وأضيف لكم أنه لو فقهنا الوفاق حق فقهه لما احتجنا إلى فقه الخلاف
من المؤسف أنه كثيرا ما ننظر إلى الاعتصام بحبل الله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )أو ينظر حالنا أومآل حالنا على الأقل على أن الآية قدرية تعجيزية ، لا شرعية تنفيذية ،
هذا إذا استعرنا المصطلحات العقدية ،
وإن أردنا الأصولية فأقل ما نطلق أنه من باب التكليف بما لا يطاق
من تطبيقات ذلك : أنه كثيرا ما يحاول بعض الناس شيئا يشبه سياسة تقريبية بين طرف وآخر فيجد أن النتيجة ادعاء استحالة رفع الخلاف ، وأن الستر الذي هتك لا يرقع، وأن الزجاج الذي انصدع لا يلتئم وقد يكون الطرفان جميعا من علماء الخلاف والوفاق –اسحب هذا المثال على سائرالخلافات العلمية وغيرها...وهكذا
إن قول الله تعلى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) هي أصل الوفاق ، هي أصل فقه الاجتماع ، هي الركيزة الأولى للوحدة الإسلامية بكل أشكالها وصورها وأبعادها وأعماقها وخلفياتها وأمامياتها
أرى أنه لوكان الوفاق مستحيلا لما أمر الله بالاعتصام في هذه الآية
ولن يقوم الوفاق أبدا بين الأمة الإسلامية إلا على أساسين :
الأساس الأول : الإيمان والتقوى ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )
الأساس الثاني : الأخوة الإيمانية ( إنما المؤمنون إخوة ) (فأصلحوا بين أخويكم ) ( وكونوا عباد الله إخوانا ) ( المسلم أخو المسلم )
ولن تقوم الأخوة الإيمانية إلا بالاعتصام بحبل الله
وألفت الانتباه إلى أننا إذا نظرنا إلى طائفة من الاختلافات الإسلامية وجدنا أن المختلفين لا يؤول خلافهم غالبا في حجم ما عندهما من الأساس الأول ، ولكن ما أكثر ما تغيب الأخوة الوجدانية الإيمانية ، ومن ثم يلبس الأساس الأول كل لبوس حتى يصبح وهو الحرباء بعينها ( أو يلبسكم شيعا )
كثيرا ما يتمسك المختلفان ببعض الأحاديث مثل : (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع ...) أكملوا فإنكم حافظون –ولله الحمد-أونحوها
أوآية ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )فيريان الحديث والآية قدر لهما لابد منه- وبحفاوة -، وكنتيجة مباركة للخلاف الذي أعطش حلاقيمهما وأسعل صدورهما وجفت به ألسنتهما فشفاههما
وللإرفاق بهم –رفق الله بالمسلمين – نسأل هل هذا الاختلاف القدري –كما ترونه – أمي –نسبة إلى أمة –أم طائفي ؟
وللتوضيح نطرح سؤالين أحدهما: لأهل السنة والآخر لغيرهما من أهل القبلة
فنقول لأهل السنة :هل هذا القدر قدر على أهل السنة والجماعة فيما بينهم أم هو قدر على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاطبة ؟
ونقول لأهل القبلة عامة
هل أنتم من أهل السنة أم لا ؟عهدناكم تدعونها –ولو سميتموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان – إن أجبتم بنعم ،
اتجه لكم السؤال الأول ، وإن أجبتم بلا، فسيطول الحديث ...
وبأي أجاب هؤلاء وهؤلاء
فما علاقة ذلك بترك التشبه بأولئك المتفرقين الذين نهينا عن التشبه بهم ( ولا تفرقوا ) وذلك ما نريد أن نصل إليه هنا ؟
إذن ، دعوني لأرجع إلى أن أخوة المسلمين ووفاقهم هي الهدف ،
يستهدفها الشيطان ،
يستهدفها الآخر ،
يستهدفها المسلم نفسه ،
تستهدفها نفس المسلم نفسها
فالله الله في أخوة الإسلام
إن الشيطان كثيرا ما يسعى إلى استعباد الناس - وإن ولدتهم أمهاتهم أحرارا- ينشئ بينهم منازعات فكرية ، وانفصامات حزبية ، وفروقات طبقية ، ومباهات وطنية ، وتميزات رفاتية تراثية ما النتيجة ؟
ينتهون إلى ضبابات وهمية ، فيجترون من الأثقال ما لا نسب له – أعرفه – في الإسلام
إن قاعدة الولاء والبراء من الصعب تطبيقها على المسلمين فكيف بأهل السنة فيما بينهم ،؟ ولن يقوم الولاء إلا على دعيمة من أخوة إيمانية وجدانية ، ولن يزول البراء إلا بالوفاق
إنه كثيرا ما تدعى الحرية – وتخطب وتمهر مهر الحسناء- لكن إذا عدنا إلى مخزوننا الشرعي وجدنا أن لا حرية لنا حتى في أفعال قلوبنا ، فلا بد من إخضاعها للإيمان والتقوى ، ومن ثم تخضع للوئام والوفاق ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات )( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )
إنه بالحجم الذي نخدم فيه الوفاق نصل إلى الوفاق ، ولن نعدم سلالمه ،ولن يسقط من أمسك بأدنى أدراجها إذا أخلص النية لله وأراد وجه الله والدار الآخرة ‘ فإن سقط في الأولى فلن يسقط في الأخرى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )
لا ينبغي أن ننظر إلى الوفاق على أنه خارق معجزي ، أو كرامي ، بل أو سحري ، أو اختراع برائي
الأمر في حد ذاته يسر لمن يسره الله له ، فاقرأ معي ظاهر هذا الحديث ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره ... )
ما أحلاها من كلمات ،
وما أحلى الأخوة والوفاق
بما تقدم يظهر جليا أن الأخوة بين أهل العلم آكد ، وينبغي أن تؤسس بصورة واضحة عريضة الخطوط ، فشبكة الالتفاف بينهم أكثر خطوطا ومن ثم يجب توظيف فقه الخلاف إيجابيا ، وتوظيف آداب الحوار على نحو يرفع من شأن الأمة الإسلامية ، وتوظيف المناظرة بالتي هي أحسن ،
ومن ثم تخلص الأمة إلى الوفاق فتتربى الأجيال القادمة على أسعد مما تربت عليها التي قبلها
وفي نفس الوقت لابد من التركيز على فقه خلافي محايد في منهجه وطرحه ونتائجه
إن مسألة التقريب بين المسلمين ، سواء سمينا فقه الخلاف ، أو فقه الوفاق ، أو فقه (الخلافاق )مسألة من صلب الإسلام ، تنتظر الحسنات على بوابتها من قال كلمة للجمع بينهم ،
ويا ما أسعد الإسلام يوم يعود عليه اليوم الإسلامي للوفاق الإسلامي ،
وأترك أمامكم المجال لتوظيف فقه الخلاف أو الوفاق لتوحيد الكلمة في ظلال كلمة التوحيد
وعلى مذهب الباقلاني اليعقوبي المكي أختم لكم بهذه القصة كنموذج للخلاف بين مسلمين عاقلين –ربما رشيدين ، ربما عندهم قليل من قليل من العلم –
قبل أيام معدودة فقط صليت ببعض المسلمين ، ولما تحللنا من الصلاة خلص بي أحدهم نجيا ، متهما بعدم الطمأنينة في الصلاة ، آمرا بالإعادة ومهددا بأنه إن لم أعد فهو معيد –ولا محالة – وأخيرا ضج ، وانضم إلينا المصلون يسألون ، لعلهم يخافون على الإمام أن يضرب أو ما إلى ذلك
هادنت الرجل ، وقرأت عليه ما تذكرت من مخزوناتي الذهنية العلمية ، - والأمر لا يزال على شدة -
لعل في أثناء ذلك ركبني الشيطان متسللا إلى مجرى الدم فدخل فغضبت كل الغضب واستعرضت له كل ما أملك من العضلات
وإن قضيت العجب فالعجب أن الرجل لا يعرف لا الطمأنينة ولا غيرها ،
أخيرا استفتيت المصلين ، فتوصلت إلى أن سبب الخلاف أنه يتأخر كثيرا عن الإمام ، ولما ذا ؟
وإن تعجب فعجب ، لأنه بدين سمين ....وقلما تكون حركة الخفيف كحركة الثقيل
وأخيرا تقبلوا تحياتي ومداخلتي
************************************************** ***********
الإخوة المباركين : الخرجي وأبا عبد الله والأدرعي , شكر الله لكم جميعا , فقد أجدتم وأفدتم , ونصحتم وأرشدتم , وأجملتم وفصلتم , ونظرتم وطبقتم , واستدللتم ومثلتم , ووعدتم ووفيتم , ونبهتم وبصرتم , وشجعتم وحمستم , فأثرتم وحركتم , وأصبتم وأصبتم , وأصبتم .
فشكرا لكم جميعا .


 
 توقيع : م الإدريسي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس