عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2009, 01:50 PM   #7
مشرف منتدى الحوار الهادف


أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-13-2024 (09:44 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



حيا الله الشيخ اليعقوبي وجزاه خيرا على تكرمه بإهدائنا تجاربه وخلاصة مشواره العلمي وكذالك على تشخيصه لقضية من أهم القضايا التى تتسبب في القطيعة بين طلبة العلم وكذالك أشكره على تحديد أو توصيف هذا الداء العضال
والذي يجمع كل الشرور ولكل داء أعراض ومن أعراض هذا الداء الكالح السواد والذي يصعب تحديد مكانه في الجسد حتى يتم بتره الكبر نعم الكبر
فقد قال بعض السلف:
ما ترك أحد حقا / إلا لكبر في نفسه؛ ومصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال : " لا يدخل الجنة من فيقلبه مثقال ذرة من كبر" ثم فسر الكبر بأنه: بطر الحق، أي : رده، وغمط الناس: وهو احتقارهم وازدراؤهم
. سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله‏:‏ عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم‏ "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر‏"‏‏ هل هذا الحديث مخصوص بالمؤمنين أم بالكفار ‏؟‏ فإن قلنا مخصوص بالمؤمنين فقولنا ليس بشيء؛ لأن المؤمنين يدخلون الجنة بالإيمان‏.‏
وإن قلنا مخصوص بالكافرين فما فائدة الحديث ‏؟‏
فأجاب‏:‏
لفظ الحديث في الصحيح "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان‏"‏‏ فالكبر المباين للإيمان لا يدخل صاحبه الجنة كما في قوله‏:‏ ‏{‏‏إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏‏ ‏[‏غافر‏:‏60‏]‏ ومن هذا كبر إبليس وكبر فرعون وغيرهما ممن كان كبره منافيا للإيمان وكذلك كبر اليهود والذين أخبر الله عنهم بقوله‏:‏ ‏{‏‏أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏87‏]‏‏.
‏‏ والكبر كله مباين للإيمان الواجب فمن في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يفعل ما أوجب الله عليه ويترك ما حرم عليه بل كبره يوجب له جحد الحق واحتقار الخلق وهذا هو ‏[‏الكبر‏]‏ الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم حيث سئل في تمام الحديث‏.
‏‏‏ "‏‏فقيل‏:‏ يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا‏.‏ فمن الكبر ذاك ‏؟‏ فقال‏:‏ لا إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس‏"‏‏ وبطر الحق جحده ودفعه وغمط الناس ازدراؤهم واحتقارهم فمن في قلبه مثقال ذرة من هذا يوجب له أن يجحد الحق الذي يجب عليه أن يقر به وأن يحتقر الناس فيكون ظالما لهم معتديا عليهم فمن كان مضيعا للحق الواجب؛ ظالما للخلق‏.‏‏ لم يكن من أهل الجنة ولا مستحقا لها؛ بل يكون من أهل الوعيد‏.


 
 توقيع : أبوعبدالله

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس