عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2009, 10:32 PM   #5
مراقب عام القسم الأدبي


السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليعقوبي مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فقد رأيت عناية بعض الإخوة الأفاضل في الآونة الأخيرة بتأصيل ما يسمى بفقه الخلاف تأصيلا ومعالجة بأكثر من عنوان وأسلوب وطريقة... ولا شك أن هذا العمل جهد مشكور .. تمس إليه الحاجة.. وتدعو إليه الظروف .. ويستدعيه الواقع المرير الذي نعيشه.
وقد بدا لي أن أساهم في هذا الموضوع بوجهة نظر سأنصب عليها من شواهد الواقع ما أظنها به تكون ناطحة سحاب في برجها كشاف.. لا يخفى على ذي عين أو عينين.. ومع ذلك من لم يبصرها كما هي .. فما هو بأعشى قيس ولا همدان ..ولا أعمى معنى ولا حسا... إنها وجهة نظر فحسب.
تشخيص المشكلة: لا يخفى على أحد ما نواجهه معاشر طلاب العلم على تفاوت مراتبنا من سوء الاختلاف وسيئ الخلاف ... فمن فتح عينيه أو أصاخ بأذنيه ملأهما صورا ونماذج من ذلك.
ولعلي أصوره في عدة نقاط، منها ما يتعلق بالمسائل، ومنها ما يتعلق بالأدلة، ومنها ما يتعلق بالمخالف، ومنها مايتعلق بأسلوب الحوار والنقاش.
أما المسائل: فلا يتصورها أو يصورها كثير من هؤلاء كما هي ، وقد يخرج عنها إلى ما يريد فيطاعن في الفضاء فيكون البطل الشجاع، وإن كان في القلوب الخروع.
وأما الأدلة: فتعرفون أنها تحتاج إلى نظرين: الثبوت والفهم ، وقد يكون الشيخ ممن لا يدي له بالتثبت ولا اهتمام بالتصحيح والتضعيف.. وإن كان آية فمن الآيات أن يكون المناقش في فهمها هي والسنة ـــ رادا للكتاب والسنة معارضا لهما؛ لأن فهم الشيخ لهما هو : الكتاب والسنة، وقد تجعل المسألة عقدية (شاءت أو أبت) فيزاد سطر أوصاف الشيخ بــ: والسلف الصالح وأهل السنة والجماعة، وإن كان الخلاف بين الأخذ بظاهر الحديث (خصوصا) ومجمل قواعد الدين تمت للشيخ صفات القدسية بإضافة: وأهل الحديث والأثر.
وأما ما يتعلق بالمخالف: فهو بالتالي مبتدع ..مخالف لمنهج السلف...عدو للسنة.. متبع لهواه... وانس نفسك وتسل إذا علمت أن من علماء المسلمين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من أخذ من هذه الألفاظ بحظ وافر أكثر مما تأخذ بقدر أعلميته منك.
وأما أسلوب الحوار: فهو هجومي .. يناقش النيات والأعمال.. وما يخطر بالبال وما لا تتصوره أنت المخالف... ويقرأ بين السطور وما وراء الخبر بلا حدود لغوية ولا شرعية ولا حضارية، فهو اتجاه معاكس، وتخبط وتشاكس..
أمثلة واقعية: اعلم أن هذا التصوير ليس خيالا ولا تخرصا ولا فرضيات .. إنما هو نتيجة انغماس في صفوف مختلف أجناس ومدارس طلاب العلم من مختلف البلدان منذ ما يقارب خمس عشر سنة .. رأيت منها وسمعت ما حكيت بعضه .. فإليك أمثلة ومنك التعليق:
1) بدعني أحدهم بسبب حكايتي عن بعض مشايخنا (العلماء) تطبيق قاعدة: التنصيص على بعض أفراد العام على يدل على التخصيص على حديث (وتربته طهورا) ، ولا تنس أن تعلم أن مبدعي طالب لي يدرس علي الآجرومية.
2) رأيت أحدهم يناقش من صلى النافلة بعد صلاة العصر، فسمعته يقول له: هذه صلاة لا يقبلها الله منك، والقائل له طلاب ودروس.. (زعم).
3) رأيت أحدهم يعمل في الصلاة أمرا (في صحيح البخاري عن ابن عمر أن النبي صلى الله لا يفعله) فلما نبهته قال لي : إن فلانا صحح هذا الحديث.. واتهمني بمعاداة السنة لمخالفة فلان بعد موافقة البخاري!!!!
4) كنا صياما وقامت الصلاة وما زلنا نأكل وواصلت أكلي (جزاني الله خيرا) وما انتهيت منه إلا وقد فاتتني الجماعة وجاء صاحبي ووجدني أتهيأ للصلاة فعيرني بأني قدمت بطني على صلاتي .. وكاد أن يفسقني .. وقد ذكرت له حديث ابن عباس أو ابن عمر الذي يحفظه (أشعب) لكنه شرحه لي بما يطول شرحه.
سبب هذا الواقع المر: لقد فكرت في هذا الموضع تفكيرا عميقا وحاولت الاستفادة من التجربة المنوه بها آنفا، وقد توصلت إلى نتيجة أدعي أن استصحابها ضروري في معالجة هذه الظاهرة
وهذه النتيجة لا أدعي عليها (براءة الاختراع) لكني أعتز بأن الله هداني إليها بفضله ومنته.. وازدادت ثقتي بها لما عرضتها على بعض مشايخنا فأقرها.. وعلى كثير من أصفيائي من طلاب العلم فوافقوني عليها.
ولن أذكر لك هذه النتيجة مجردة.. لكن خذ ثلاثة أمثلة:
(1) رجل درس مختصرا في فقه أحد المذاهب (وله حظ من علوم الآلة) ثم درس كتاب الطهارة والصلاة في أمات وموسوعات المذاهب الفقهية.. وكتب الحديث والأحكام وطالع الشروح .. ودرس ما يتعلق بها في كتب أحكام التفسير... وقرأها في كتب الفتاوى ... وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا (إدريسي .. أنت أو غيرك) في مسألة نقض الوضوء بلحوم الإبل، أو القنوت في الفجر، أو وجوب الوتر.. هل يتفاجأ بأي شيئ ستقوله أو بأي دليل أو نقل تذكره.. أجبني لاحقا.
2) رجل درس الآجرومية ثم القطر ثم الخلاصة ثم الكافية وحفظها وأتقنها ثم كان همه جمع وقراءة ودراسة تراث ابن مالك وابن هشام والجديد والقديم في كتب النحو ... ثم درس ودرّس وحاور وناقش وأعرب وأغرب وناقش فيها العلماء وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا إدريسي أنت أو غيرك في إعراب: أو مخرجي هم ، وأكلوني البراغيث.. وإن هذان لساحران.. ونحوها ... هل يتفاجأ بوجه أو توجيه أو تأويل أو تقدير أو إضمار ... أجبني لاحقا.
3) رجل أخذ حظا وافرا من العربية (نحوها وبلاغتها وغريبها) ومن السنة (متونها وأسانيدها ومرفوعاها وموقوفها وآثارها) ثم كان همه دراسة تفسير البقرة فقرأها في كتب التفسير القرآن وبالسنة وبالآثار وبالرأي وبالعربية والفقهية والجامعة والحديثة والقديمة وحضر فيها الدروس والدورات ... وأعد فيها البحوث... وجمع فيها المؤلفات الصغيرة والكيبرة والجديدة والقديمة.
ما ذا لو ناقشته يا أيها الإدريسي في تفسير آية المحصر أو الوصية أو الحيض ... هل تفاجئه بتأويل أو وجه أو تعليل أو ترجيح.
.....وليقس ما لم يقل ....
أما بعد: فليس عندي شيئ جديد أقوله بعد هذه الأمثلة وقد فهمت منها أخي طالب العلم أن الأزمة ليست في طريقة الحوار وإن كانت فيها فليست هي المناط ولا نقطة الضعف إنما النقطة والسطر والكتاب والمجلدات: الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل الجهل

ولا تمار جاهلا فتتعبا*** وما عليك عتبه فتعتبا

فتخيل لو ناقشك أحد في إثبات أنك تسمع بعينك وترى بأذنيك ألا تفاجأ ألا تضطرب ألا تتهمه بخفة العقل إن لم يكن ممازحا.. أو بالسحر أو بالشعوذة.
هذه المعلومة قد تكون أغرب لدى طبيب الأذن والحنجرة من كثير من بدهيات العلم لدى كثير من المناقشين والمحاورين.. فما ذا تنتظر منهم يا مغترب..
الخاتمة: هذه خواطر كانت تجيش بصدري وأتحدث بها أحيانا مع بعض من يشكو إلي أو أشكو إليه حال طلاب العلم...وهي أولا وأخيرا وجهة نظر رغم اعتزازي بها لا أوالي على قبولها ... نعم يسعدني تلقي انتقادات وملاحظات طلاب العلم عليها.. والله الموفق وعليه التكلان.





بسم الله الرحمن الرحيم موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
قرأت وجهة نظرك أيها اليعقوبي, ووجدت أنك قد وفقت في هذا الطرح الجميل الذي كان غزالة تجربتك منذ سنوات, وعصارة فكرك الذي جال وصال في معمعان فقه الخلاف وتوصل إلى هذا الحد من النضوج الفكري, والترقي في مراقي الصعود في سماوات العلم ولم أقصد في كلامي قطع ظهرك, ولكنها خطرات تلجلجت في القلب, ونطق بها اللسان وكتبتها يدي.
وأرجو منك أنت والإدريسي أن تستمرا كما في سابق نقاشكما في استعمال الأسلوب الحسن مع (منهج السلف) فقد أعجبني جلده في طرح ماعنده والذي يبدو أنه يقصد به النصيحة, وأعجنبني منكما التمسك بمبدء الحوار الهادئ الهادف, وأحيي فيكما هذه الروح في التعامل مع المخالف و أرى أنها سابقة لم نعهدها تعد ضمن حسنات هذا الموقع.


 
 توقيع : السوقي الخرجي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس