قال الإمام ابن القيم – رحمه الله - :

قالوا - أي : أرباب السلوك - :

وأيضا فالهوى عدو الإنسان

فإذا قهر عدوه وصارت تحت قبضته وسلطانه كان أقوى وأكمل ممن لا عدو له يقهره

قالوا :

ولهذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في قهره قرينه حتى انقاد وأسلم له فلم يكن يأمره إلا بخير

أكمل من حال عمر حيث كان الشيطان إذا رآه يفر منه وكان إذا سلك فجا غير فجه

وبهذا

خرج الجواب عن السؤال المشهور وهو :

كيف لا يقف الشيطان لعمر بل يفر منه

ومع هذا قد تفلت على النبي صلى الله عليه وسلم وتعرض له وهو في الصلاة وأراد أن يقطع عليه صلاته

ومعلوم أن حال الرسول أكمل وأقوى ؟

والجواب ما ذكرناه

أن شيطان عمر كان يفر منه فلا يقدر أحدهما على قهر صاحبه

وأما الشيطان الذي تعرض للنبي صلى الله عليه وسلم فقد أخذه وأسره وجعله في قبضته كالأسير

وأين من يهرب منه عدوه فلا يظفر به إلى من يظفر بعدوه فيجعله في أسره وتحت قبضته ؟

طريق الهجرتين وباب السعادتين /لابن القيم
(2/498-499)

الأخ يحيى الأزوادي هذا استجابة مستعجلة لأولى تساؤلاتك المفيدة وسوف أرجع إليك لاحقا, واعذرني, فقد دخلت على الموقع ورأيت موضوعك وأعجبني, كما سررت بعاطفتك وحرصك على دينك.
نسأل الله لك الثبات, وأتمنى من الإخوة المشاركين ألا يمروا على تساؤلاتك مرور الكرام,أما أستاذتك فلا أريد أن أتدخل في شخصيتها احتراما لك, ولكن أباحفص-رضي الله عنه-رجل أعز الله به الإسلام والمسلمين,وهابه الشيطان, فإذا نزع الله هيبته من شخص فذلك علامة الخذلان.
اللهم صل على محمد وآله وأصحابه, وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أصحاب رسولك أجمعين, واحشرنا في زمرتهم يا رب العالمين.