الموضوع: نفاضة الجراب.
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2009, 12:18 AM   #25
مراقب عام القسم الأدبي


الصورة الرمزية السوقي الخرجي
السوقي الخرجي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 06-03-2016 (12:32 AM)
 المشاركات : 780 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نفاضة الجراب.



ومن غرر ما مر علينا خلال هذه الرحلة قصيدة للعالم العلامة, أحمد بن مقا التنغاكلي السوقي, وهو من أهم علماء السوقيين في القرن الرابع عشر, وكان صاحب نفوذ واسع في المدارس السوقية حيث أن كثيرا من طلبة العلم السوقيين, قدأخذوا العلم عنه مباشرة أو عن طريق طلابه, وقد اجتمعت فيه صفة الرباني الذي عرفه السلف بأنه ( من يعلم ويعمل ويعلِّم) وكانت هذه القصيدة إصلاحية بامتياز حيث إن الشيخ لم يكن يركز في فكره الإصلاحي على قومه أو عشيرته بل كان خطابه عاما وشاملا لشباب السوقيين خاصة, وشباب الأمة عامة.
وكان تركيزه على الأمور الآتية.
1- أهمية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- التركيز على شباب الأمة وحثهم على التعلم والحذر من الجهل الذي و صفه علماء الاجتماع بأنه أبو الشرور .
3- مسئولية أصحاب الصدور وعدم قيامهم بدورهم المنشود وسماهم (ارباب الصدور)اعترافا منه كيف لا وهومنهم بأن العلماء هم ولاة الأمر الذين يستطيعون توجيه بوصلة حياة الناس .
4- استيحاء التاريخ السوقي لاستنهاض الشباب من كبوتهم ،وإيقاظهم من رقدتهم فالتاريخ هو ذاكرة الأمة، ومخزن عبرها، ومستودع بطولاتها.
5- ترك الشباب للتعلم وتنافسهم في الدنيا واهتمامهم بالمظهر على حساب المخبر.
خلت الديار فما بها من آمر = يسعى بنصح عن مناهي زاجر
حتى انمحى بدر الهداية وارتقى = فوق السما نجم اجتناب أوامر
فتزلزلت جدرانه وتمايلت = وتدكدكت وتساقطت كالبائر
واستوطنت من بعده آثاره = طيراكتساب كبائر وصغائر
ورعت بها ظلمان حب رياسة = وبطالة تبلو فؤاد الذاكــــــر
وهمت عليه رباب ترك الأمربال =ـمعروف فاستولت جميع مناكر
وانهل بعدُ عليه وبلُ عمايــةٍ = وجهالة تبدو لفن زائــــــر
فذرت عليه الترب ريح تقاطع = وتدابر وتفاخر عن آصر
وتنافس في المال ثم ترعرع = في خضرجمع مهاوش ونهابر
ثم عرج على موضوع الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر, وأن العلماء تسامحوا في واجب النصيحة, وتغافلوا عن السنة ثم حاول أن ينصف العلماء الساكتين, والذين سماهم (أرباب الصدور) بأن عامة الناس لايقبلون النصيحة بل الغالب من أمرهم الإعراض عن هذه النصائح قائلا:
لم لا وأرباب الصدوتسامحوا= وتقاعسواعن نصحهم للفاجـر
وتغافلوا عمن يُخل بسنـــــــة = أضحت تعول عن جناحي طائر
لاسيما جيل البرابر ويحهــم= بل كل من يسعى لقرف جرائر
فلأجل ذاك إذا نصحت برابرا= بنصيحة ألقوا سمات برابــــــر
حتى إلى حين تنادوا أن ذا =والعرش يفعله فحول نحارر
لم لم يجز هذا لما يأتي= به (-----) كرام عناصر
ثم حاول بأسلوب جميل استيحاء التاريخ السوقي لاستنهاض الشباب من كبوتهم ،وإيقاظهم من رقدتهم فالتاريخ هو ذاكرة الأمة، ومخزن عبرها، ومستودع بطولاتها وذكرهم بأسلافهم الذين كانوا أئمة وهداة وكانوا قدوة لغيرهم في الدين ومعالي الأمور,قائلا:
هذا وإن أئمة من قبل ذا = يهدى بهم من لم ينال بغابـــر
فلآن أضحوا كالمنادل للأولى= لم يعتنوا إلا بكسب مفاخـــر
إذربما اقتحموا مناهي لم يرد = نص يبين حلها للماهــــــــر
وتوطئوا عما يمج سماعــه = وعيانه من يعتني بالطاهــــر
فثنوا أعنتهم عن الكتب الأولى= يعلوا بها الفخار فوق مفاخــــــر
فبكت عليهم كتبهم وشكت إلى= أقلامٍ أمرا نابها ومحــابــــــر
فبكت وقالت إننا من أجل ما = يأتي به الأحداث صم خواطر
إذليس في أحداث أهل (السوق) من = متعلم كلا ولا من زابــر
فرنت زمانا ثم قالت إننـــا = ساءت بنا أحداث دهر دائــــر
فبنوا قصورا فوقنا تنسي إذا = ما زرتنا فيها قصور قياصر
لو أنهم حلوا وكاء شرائنا = بكرام إبل أو كرام بواقــــــر
إلا فأحرى أن يكون بهم فتى= مستبسل يسخوا بكنز عاقــر
ويصب دمعا فوق خد دافقا =يزري تدفقه ببحر زاخـــــر
ويبوح بالشكوى لمن يعنى به= متحيرا متقلقلا كالســـــــادر
إذلا يرى فيهم سوى من يعتني= بأسنة ومهند عن خاصـــــر
أو من يشد (كموز) فوق عمامة = حسناء يلمع فوق سود غدائر
ويميل في حلل الهناء ويعتلي = فرسا يلت حصى بصم حوافر
ويضيع فرضا بعدذا بشطرنج = ومحاضر يلهو بها ومزابر
لامن يناظر في الندي قرينــه= كلا ولا من يختلي بدفاتر
كلا ولا من يستعين بصحبة = عن حل مشكلة تسيئ بخاطر
ثم ذكر حاله واستياؤه من هذا الوضع الذي تعيشه الأمة مما يدل على عظم نفوس هؤلاء العلماء فهم على قدر كبير من الوعي والاطلاع على وضع الأمة ككل, فالشيخ أحمدُ في دعوته هذه لم يرد لنفسه ومكانته العلمية أن يكون خطابه خطابا قوميا,أو قبليا بل يرى أنه أكبر من ذلك وأن هم الأمة ينبغي أن يعتمل في نفوس العلماء أينما كانوا, وفي أي جهة كانت.
فترقرقت مني دموع حمية= عمن يمزق دين خير أخاير
فجلوت عن بصري وقلت لأنه= مرحومة مانورت ببصائر
يا أمة المختار ما هذا الونى= والنوم عن أمر فظيع ضائر
ياليت شعري هل أرى فيكم فتى= يعلو طلا قوم بسيف باتر
كي تنصروا الدين القويم بنصرة = (- ) أهل الهوى بعساكر
وتداوموا في نصركم لطريقة = دينية تنفي وبال مناكر
فبنصر دين يستحق سعادةً= وكرامة من يعتني بمآثر
ما كان أجدر أن يجد المرأ في = تجديد دين الهاشمي الطاهر
كيف التثبت والقرار بعيد ما= حُلت عرى دين قويم باهر
لاوالذي مد السما فوق االسفا= لم يحل شيء بعد دين داثر
أولم يرد في النص آي عدة= تغري إلى إعزازدين فاخر
إما بنصح حائزلشروطه= أم صارم يفري وتين الكافر
أوهجرة نحو المدينة حافيا= أو راكبا مثل الظليم الضامر
وهي طويلة اكتفيت بهذاالجزء منها وللحديث بقية مع محطة أخرى من محطات هذه (النفاضة).


 
 توقيع : السوقي الخرجي

غــدا أحلـــــــى .. لاياس ... لاحزن.. لا قنوط من رحمة الله.نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 06-21-2010 الساعة 10:27 PM

رد مع اقتباس