عرض مشاركة واحدة
قديم 01-17-2010, 02:58 AM   #4
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني



أخي الكريم الفاضل الحبيب أبو العباس ، أعجبني منك هذا المقال؛ لما فيه من ربط الحراك الثقافي بين الحاضرتين المباركتين ، شنقيط وبلادنا (آزواد) من علاقة علمية أصيلة.
وإذ أعجبني موضوعك هذا فسأستعجل تفاعلا معك نشر رؤوس عناوين لموضوع لي لم ير النور بعد, بعنوان (العلاقات الثقافية العلمية بين السوقيين والشناقطة )تقريظا لموضوعك.
إن أول علاقة ثقافية علمتها بين مشايخنا وبين الشناقطة ما كان بين رجال القرن الثاني عشر ومعاصريهم.


أولا : أضيف للقارئ قطعة خلدت أسماء أعلام مشهورين من بعض القبائل السوقية ، ثم أذكر أشياء أخرى تمتُّ بصلة ماسة بالعلاقة وهكذا إلى عصرك الذي يظلك.


ثانيا: أضيف رحلة تضمنت مشيخة (إسنادية )سوقية شنقيطية في القرن الثاني عشر أيضا، ثالثا: أذكر مشيخة إسنادية في القرن الرابع عشر لبعض مشاهير الشناقطة على بعض شيوخ شيوخنا.
رابعا : أضيف مراسلات وتقاريظ بين السوقيين والشناقطة.
خامسا: أذكر مساجلة فقهية شعرية بين بعض أعلام السوقيين وبعض أعلام الموريتانيين في العصر الحاضر.
ولأبدأ بأبيات الشاعر المفلق الإدوعلي من رجال القرن الثاني عشر التي ذكر فيها بعض أعلام السوقيين المشهورين, وهي كالتالي .
قال بعد أبيات يصف فيها رحلته ومعاناته فيها وانتهائه بعد ذلك إلى كوكبة من الكرام الأشراف الذين بهره سيلان علمهم, وفيوض كرمهم,فأخذ يعدد أسماء بعض مشاهيرهم ويحليهم بأوصافهم العطرة قال:
محمد البشـــير قاض مهذب= كثير رماد البيت ضخم الأثاف
فقيه نبيه محســــن متواضع= تردى بأخلاق حسـان نظاف
توارث من أبيه مجدا و سؤددا =ومجد جدوده الأكــارم كاف
يجود بلا من لمن يبتغي الجـدى= ولا يتحرى للندى من يكــافي
يعني العلامة محمد البشير بن محمد المختار المعروف أمد القاضي بن القاضي جد إجدش الأنصار , وهو مشهور, ترجمه الشيخ الشريف العتيق بن الشيخ سعد الدين الإدريسي
ثم قال:
وعرج على البكري واذكر خصاله= شمائله عزت عن الاتصـــاف
وهوب كريم ظاهر الفضل ماجد= وهل ريئ بحر غاض بالاغتراف
والبكري هو: العلامة بن أجاي الشريف الإدريسي من (كل تبورق) ،كان أثره مشهورا في مخطوطات قبيلته وغيرها ، تحقيقا وتعليقا
ثم قال :
مآثر أج القاري في الفقـه جمة =وعى فقه مالك بمحـض اقتطاف
وعب فنون العلم عبا وما اكتفى= بمص ولا حسو ولا بارتشـاف
قال الشيخ الشريف محمدالحاج :
"أي ابن القاري ، وهو إما أن يكون محمد اكنن أبو الشيخ أحمد الإمام أوأخوه سيد بوبكرالجد الجامع لأغلب بيوتات (كل تبورق) وكلاهما من أهل الفضل –رحمهما الله- ولم نجد مايبين المراد منهما"
وهذا يعني على كل حال أنه من أهل هذا البيت.
قال:
وأحمد نجل الشيخ حبر معظــم= ولي تقي ذو طباع نظــاف
يعني الشريف أحمد بن الشيخ بن أحمادالإدريسي العلامة من (كل تجللت)وهو مشهور ، له ترجمة في فتح الشكور .
أما عن الرحلة فمشهورة عندنا تلك الرحلة التي قام بها أحمد بن الشيخ المتقدم إلى (ولاتة) في القرن الثاني عشر ، ومشهور أنه بعد أن طال غيابه في ولاتة, وقضى فيها ما يقارب أربع سنوات, يثافنه الطلاب, رحل إليه الشريف الأدرعي محمد (إدا) بن محمد المعروف بالإمام ،من (كل تجللت) وقضى معه فترة وعادا بأحمال نوق من الكتب ، لازال خطها الشنقيطي المعروف متداولا بيننا .
أما المشيخة الإسنادية ، فإنه قدأخذ العلامة الشريف عيسى القاضي بن تحمد الإدريسي من (كل تبورق ) أسانيد الكتب عن الشيخ العلامة الشريف مولاي عبد الرحمن, وتنتهي إلى أسانيدالهلالي المعروفة المشهورة.
أما المراسلات فمما أعلم منها ما جرى بين شيخنا العتيق بن الشيخ سعد الدين من (كل تجللت )وبين محمد بن أبي مدين العلامة الموريتاني الشهير صاحب (الصوارم والأسنة في الذب عن السنة)فقد كاتبه في موضوعات تتعلق بالتاريخ, كما كاتبه الشيخ محمد الحاج في موضوعات مشابهة, وقرظ كل منهما كتابه السابق.
أما الشيخ العتيق فلا أحتفظ من قصيدته بشيء إلا مطلعها الذي يقول فيه:
عش حميدا تنفي الضلال وتابى=تنصر الحق لا تخاف العتابا
أما الشيخ محمد الحاج فقال:
بارز فحسبك ما سللت صوارما= فاجمع جموع معانديك وصارما
وادفع عن البيضا وذد عن حوضها= من خاض يحسب خوضه لك هازما
واصدم فإنك إذ هززت أسنة= من سنة صحت هزمت مصادما
واربع عليك فما لهم من حجة= إلا دعاوى يحسبون دعائما
إلى آخر القصيدة.
ومنها ما جرى بين شيخنا الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين وبين شيخنا العلامة المفتي العام في موريتانيا شيخنا الشيخ بداه بن البوصيري ، ومطلعها:
شكرا جزيلا لما أسدى وأبداه=شيخ الشيوخ بأنواكشوط بُداه
وبينه وبين الشيخ أحمد ولد المرابط مفتي موريتانيا الحالي.
ومثل ذلك ما جرى بين شيخنا العلامة محمد الحاج المتقدم وبين شيخنا الشيخ محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود المعروف ب( ولد عدود)رئيس المحاكم في موريتانيا ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا -ويأتي مزيد من تفصيله -وما جرى بينه وبين شيخنا العلامة أباه ولد النعمة المجلسي.
أما المساجلة الفقهية فقد جرت بين الشيخ محمد الحاج الأدرعي(من كل تجللت ) وبين كل من علامة موريتانيا الكبيرمحمد سالم بن محمد عال (ولد عدود)والشيخ المختار بن حامد الديماني المؤرخ الشهير, حول حكم زكاة الأوراق النقدية.
يقول الشيخ محمد الحاج في مطلع قصيدته التي يسائل فيها أهل العلم عن حكم الأوراق النقدية والتعامل مع البنوك:
ياسادتي هل من لبيب منصف= أو منقذ من صوب جهل مقصف
هل من مجيب عن عجيب رابني= أومن نجيب بالرغائب متحف
هل من فتى دراكة خريت أق= يسة بنص أو بقيس مسعف
هل من فتى تقف النصوص ببابه= وبطبه علل الجهالة تشتف
فنقول ما حكم البنوك زكاتها= إن تم حول هل تصر لمصرف
والقصيدة طويلة عرض فيها الشاعر القضية بجوانبها, ثم ربطها بعدد من المسائل ثم خاطب العلماء قائلا:
فبحقكم إلا سمعتم قصتي= وفصلتم موصولها بالمشرفي
وبحقها ياقائما بحقوقها=لا تلقها بتكلف وتعسف
فإذا أجبت فإن نظم الدر في= أسماطه عندي من المستظرف
والتبرإن أبت العوارض نظمه= أحبب به إن كان غير مزيف
فأجابه(ولد عدود) قائلا :
هذي مسائل سائل متعرف= طبن بتوجيه الكلام مصرف
متلطف بسؤاله متعطش= لجوابه متحيز متحرف
إن لا نجبه نلته حق سؤاله= ومتى نجب نهرف بما لم نعرف
لا نص في موضوعه بخصوصه= من آية أوسنة للمقتفي
والجانب الزكوي موقوف على= نص على حكم الحكيم موقف
والقيس في النصب الأيمة لم تسغ= للناظرين فمن يقس يستهدف
فلنعتصم ببراءة أصلية= فدليلنا العقلي حسب المكتفي
والقصيدة طويلة ويقول(ولد عدود) في خاتمتها:

هذا جواب مذاكر لا ناظر= متقبل للحق لامستنكف
إن كان عندك صالحا فتلقه= بقبول لا جاف ولا متطرف
أو كان عندك صالحا فاصدع به= بين الجموع وقل بعلم أو قف
وقال المختار بن حامد الديماني في جوابه :
يا أيها العلم الذي نتشوف=للقائه وبمثله نتشرف
نهدي بعاطفة إليك تحية=وسلامنا عطرا عليها يعطف
لله درك من خليل لم تزل=فيه تصرف مالك تتصرف
إلى أن قال:
لا نص فيما عنه تسأل يعرف=فعن الجواب تورعا أتوقف
وعرفت للمتأخرين مقايسا=أنتم بها لا شك مني أعرف
إلى أن قال بعد أبيات كثيرة يعالج فيها القضية بالقياس:
وعليكم منا تعود تحية=يا أيها العلم المنيف المشرف
وممن أجابه من الشناقطة الشيخ القاضي أحمد فال التندغي, وليست قصيدته بيدي حالا.
وقد أجابهم بقوله :
أشاقتك أم الخشف أم شاقك الخشف= أم ارتعت حتى ما تمكنك الكشف؟
أم اظعنت بالقلب منك ظعائن= أممن ربى نجد وخلفت من خلف؟
أم اهتاج ما أضمرت إذأضرم الحشا= ترنم ساق ساق أن جاوب الإلف؟
يذكرك الأيام أيام صبوة= فتندب والهفا وهل ينفع اللهف؟
جننت بصدحه ولم تدر أنه= من العجم مايبين من لفظه حرف
وهذي بنات العرب يرقصن حولنا= يغنينا عٌرفا يضوع به عَرف
وأسفرن كي يبدين للعين زينة= ولولا الشذى غارت على الحدق الأنف
وشنفن أسماعا بسجع مفوف= فأيقنت أن السمع يحسده الشنف
فبادرن: هل كفء يكافئ خردا= بكف وهل بالعدل يجتمع الصرف؟
فأومأن إيماء خفيا: أن اسمعوا= لذيذ خطاب مونق رصه الرصف
وقلنا: أقسيات أية هذه= أم اوسية أم من سراتكم عوف؟
فقدمن في الميدان ثنتين جلتا= وقد فاح من فحواهما النحو والصرف
يحليهما -إما نشرن- ذوائب= من الغيد, ما حلاهما النشر واللف
فكلتاهما قد ورتا وأشارتا= إلى حيث ترعف المراقم والسيف
إلى حيث كانت للمحابر حبرة= إذاهي من وسط المحارب تصطف
أما تعرفون يا أولاء معارفا= مشاهر حيث السيف والصيف والضيف؟
جحاجح تدني من فنون يوانعا= ثمارا, وهذا من جنى ينعها قطف
سمادع تحيي من دروس مدارس= دروسا بها أسرى المشاكل تحتف
فإن حديث المجد عنهم معنعن= فما شابه وهن ولا شانه ضعف
روى البحر عن فيض عن ابن غمامة= ويرويه عن ماء السما الكف والوكف
إلى سالم ذوسالمت منه فكرة= معاوص تستعصي ومن دونها الفيف
وسقه إلى المختار, من آل حامد= فقد نال خوفا, منه لان له الخوف
ثنائي عليهما -وإن كنت نائيا= يسح ويهمي مثل ما همت الوطف
تحايا ألذ ما تحايا به امرؤ= وودانه, يعيا عن احصائها وصف
يعززها أبهى سلام مرونق= تقاصر عن تمثيله الكم والكيف
سطور وما مسطورها غير ساحة= تضمهما, والفضل عن غيرها وقف
يليكهما عني صبا وصبابة= لذين ومن بالنعت لاق به العطف
يفوحان عن أهل المودة شاملا= أريجهما من ضمه إلف أو حلف
يضيفان للسباق من كان لاحقا= فأنى يرى أو يستباح له الحذف؟
ألا أيها البنتان هل من مذيعة=تذيع, وهل واش بسري ولا يجفو؟
ويا أيها الشيخان هل لي إليكما= رسول وهل به إذن يحسن الوقف؟
أهاتي علالتي فإن عليلكم= بتعليل بعض القوم حالفه الضعف
ولا تسأما أن تكتبا وتبينا= فللفقه عين لا يكدرها الغرف
وإذ ثار نقع البحث من كل جانب= وأرهف للتفتيش في عصرنا سيف
ومال إلى تمحيصه كل مصقع= وصفي للظمآن من صفوه رشف
وأنصفتما -لازلتما- حل عضلة= متى در للأخلاف من خلفهم خلف
ولازلتما مرقى إلى مرتقى العلى= وأسا مباني العز من فوقه سقف
فمن شكر ما أسديتما هتك ستر ما=خلست من انظار الذين هم أقفو
وتكلم في المسألة طويلا مناقشا لهم فيما لم يسلمه من أنظارهم, ثم قال:
وأما سوى هذي فأدلت ثمارها= مزابركم, فحق مثلي لها القطف
وما تركت من حجة لمناظر=ولا شبهة من ناظر همه الصرف
ولا غادرت من النقول مزيفا=ولاواهيا إلا وموقفه خلف
سوى أن بعض البحث لولا اختصاره=لما قيل إلا أنه قرط أو شنف
كما أنه لو ضم ما كان مثبتا=ببعض أدلة لساغ له رشف
إلى أن خاطبهم قائلا:
أود لو انني تلقيت منكما=جوابا جليا إذ بصبحكما الكشف
وإياكما أن تحسبا أن عارضي=يعارض يما زاخرا قطره الذرف
ولا أن ما أسستما قد هدمته=ولا أن ماعرفتما ما له عرف
ولا أنني مجادل متجاهل=ينازع بل في هذه جاهل صرف
وأطنبت إذ شعشعتماها سلافة=وتهت بها سكرا كما يسكر الرأف
زففت إليكم هذه ولعلها=إذا اعتذرت تلقى لديكم فتى يعفو
على أن ما تأخرت فلعائق=ولو عيق لم تلمم بساحتنا سوف
أليكا إليكما ومن في حماكما=ألذ سلام, فرد آحاده ألف
تثنيه من أبهى التحايا سنية=وللسيد القاضي عن أضعافها ضعف
هدايا تحايا ما تحايا أحبة= بها لا ولا بمثلها أطرف الطرف
يتوج منهما بتاج مرصع=فتى صيته المجد التليد له سقف
محمد ذو ينمى إذا ماانتمى إلى=أبي مدين من ليس يشأى له طرف
من الشيخ إلياس الرضى خضر الهدى=أبي المكرمات من له السؤدد الوصف
ومثلهما يهدي المنير لساحكم=وشيخي العتيق ضمه نسقا عطف
وآخر ما أهدي تحية عاشق= فياليته يفي بمضمره حرف
وإن سيم بالتنكير وسمي ونسبتي=ولايرتضى تنكير كل ولا حذف
فوسمي محمد وإن زيد أحمد=فذاك اسم والدي تغمده اللطف
على لب لب الكون من آل هاشم= صلاة بتسليم السلام لها رف
تضم جموع الآل والصحب ما انتهى=إلى باب أهل المجد حافر أوخف
وآخر ما جرى بينه وبينهم-حسب علمي- أن أهدى إليه (ولد عدود) هذه الأبيات على غلاف كتاب في علم الرجال أهداه إليه لما علمه من حبه للفن وتخصصه فيه, قال:
أهدي إلى محمد ذي الوصف= بالحج شكري وودادي أصفي
أسقى زلال رصف بالرصف=قرضا فكيف لي برد النصف
أجزي لباب بره بعصف=دخن فما هذا إذن بالنصف
وحسبي بهذا مساهمة مخلصة لك فيما يتعلق بعلاقتنا مع الشناقطة وأشكرك على ما أضفته من علم فكافئني بمثل ذلك إن أن أضفت لك شيئا ، ولعل ما كتبناه معا سيكون نواة في المستقبل للباحث المجد في الكلام عن علاقات القطرين التاريخية والمعاصرة .


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]


رد مع اقتباس