عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2010, 11:08 PM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني



وفاته ـ رحمه الله:
كان ـ رحمه الله ـ ممن توفي في المدينة المنورة أوائل القرن الخامس عشر الهجري.
إذ أفد فضيلة الدكتور ـ حفظه الله ـ أن المترجم له أدركه عام 1400هـ بلا ريب، ثم توفي بعد ذلك بما لم يتيسر له ضبطه بتحديد سنته ـ رحم الله السلف، وبارك في الخلف.
وكانت وفاته في المدينة المنورة، التي اقترنت نسبته بها في رسائله الموجهة إلى علمائنا، والتي على أثرها وردت إليه رسائلهم الودية جزاءً وفاقاً.
إذ يقول أحدهم:
ولأشــكــرنــك يا بــونٍ بعد ما****شفــتاك بي نبـست بقرب الدار
وفي (بقرب الدار) إشارة إلى مجاورته المدينة المنورة آنذاك.
وقد لمح الشيخ العلامة الأديب الشاعر إلى قوله تعالى: والذين تبوأوا الدار..
في بيته الآنف الذكر.
ومن ذلك قول مقرظ كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب.
الشيخ العلامة الثقة الثبت الضابط النحرير الحسن بن محمد بن أحمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله ـ قائلاً: عبد الله بن بون الجكني ثم المدني. بإضافته نسبته إلى المدينة المنورة.
وقد تقدم توثيق ذلك في موضعه.
وعلى كل حال فإن صاحب الترجمة ممن رزق البقاء حتى وافه الأجل في المدينة المنورة، المقول في عظم فضلها: المدينة خير لو كانوا يعلمون..
نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ـ اللهم آمين.
ذريته:
إن الشيخ ابن بون الجكني ـ صاحب الترجمة ـ رزق من الأولاد خمسة: أربع بنات، وابن واحد.
واسم هذا الابن الكريم الشيخ يحيى ابن الشيخ ابن بون الجكني ـ حفظ الله ذرية شيخنا، وجعلها ذرية طيبة مباركة.
هذا وقد يسر الله لي مهاتفة هذا الشبل الذي لمست بالفعل أنه من ذاك الأسد ـ بارك الله فيه.
وقد صرح لي بأن والده ـ رحمه الله كان بالفعل له اتصال ببعض علماء أفريقيا، كما أفادني أيضاً أنه والده بل والدنا نحن ـ أبناء السوقيين ـ وإياه ترك آثاراً.
آثاره:
إنه مما لا شك فيه، ولا مرية، أن هذا العلم الذي بلغ صيته أفريقية ـ مضارب الطوارق ـ له آثار عظيمة، وقفنا عليها أو لم نقف عليها، بل ويكفي رسائله وقصائده الموجهة إلى أعلام زمانه السوقيين، يدعوهم إلى الله عبر رسائل أدبية ـ شعراً ـ وأخرى ـ نثراً، جعلت بعض أولئك الأعلام يغازلون أدبياته تارة بشعر غزلي رصين، وتارة بشعر دعوي متين، يخاطبونها وداً، ويعدونها ورداً، كل ذلك دال على عظم جهود آثار هذا العالم الجليل.
وقد أخبرني ولده الكريم الشيخ يحيى ـ ابن بون ـ زماننا نحن ـ بارك الله فيه ـ أن والده ـ رحمه الله ـ ترك آثاراً علمية، لكنه يحتاج إلى وقت لفرزها، لينظر في وضعها مصنفة، وقال لي ذلك لما سألته عن إمكان الوقوف على ما يتعلق بمراسلاته علماء زمانه الذين أخبرني بالفعل أن منهم علماء في أفريقيا، فلعل منهم أعلامنا السوقيون الذين ثبتت المراسلات بينهم.
فوعدني خيراً بعد ما يجد فرصة فراغ لذلك ـ نسأل الله أن ييسر له ذلك بخير ـ اللهم آمين.
هذا وقد أخبرني الدكتور، بعد الاستفسار عن آثار المترجم له، قائلاً: إن الشيخ ـ صاحب الترجمة ـ كان كثير المباحث العلمية خاصة في قضايا العقيد والتوحيد، وكثيراً ما يستغل فرص المجالس العلمية، واللقاءات الجميلة المتنوعة. مشيراً بذلك إلى مما يتمتع هذا العلم الشامخ من الآثار العلمية
وظائفه:
فهو داعية عالم متمكن ـ رحمه الله ـ: تزاول بعض وظائف دينية، منها:
التدريس: كان ـ رحمه الله ـ مدرساً في وزارة المعارف ـ المستوى الابتداء ـ آن ذاك ـ في منطقة (بَحْرى) بين مكة وجدة.
الإمامة: وقد أسند إليه ـ رحمه الله ـ إمامة مسجد في منطقة برحى الآنفة الذكر ـ رحمه الله رحمة واسعة.
موطنه:
كان المترجم له ـ رحمه الله ـ من أعلام السعوديين الكرام.
ومما أفادني به فضيلة الشيخ الدكتور ـ حفظه الله ـ:أن الشيخ ابن بون الجكني ـ صاحب الترجمة ـ من المواطنين السعوديين.
لذا فهو بعد هجرته من موطنه الأول موريتانيا إلى موطنه الأخير بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله من كل سوء ـ نال الجنسية، كغيره من العلماء الذين أكرمتهم هذه الدولة المباركة بالجنسية لما لبلاد التوحيد من تقدير العلماء، خاصة ذوي المقامات العالية.
أدام الله لهذه الدولة المباركة مجدها وعزها ـ عزة للإسلام والمسلمين.
هذا ولما كان ـ رحمه الله ـ من أصل قبائل موريتانيا، التي منها قبيلة ((تجكانت)) قبيلة المترجم له تلك القبيلة العربية الشهيرة بالعلم والفضل، والمآثر الحميدة.
أردنا تسليط الضوء عنها ـ حسب بعض مضاربها المعروفة في محيطها كما يحدثنا عنها الشيخ محمد يوسف مقلد، قائلاً بعد كلام له ما نصه: ويتضح من طبيعة الأمور أن العناصر الوطنية الإفريقية حتى الموصوفة بميولها الفرنسية، كانت غير مطمئنة لسياسة فرنسا في أكثر من موضوع، وخاصة في موضوع منظومة الصحراء، وليس أدل على ذلك من الاحتجاج التالي الذي قدمه السيد صالح بن بهي الجكني، وهو شخصية معروفة في سان لويس وموريتانيا، في رسالة مفتوحة هذا نصها: من صالح بن بهي الجكني التيندوفي إلى وزير الصحراء الفرنسية لفرنسا فيما وراء البحار: لقد أرسلت لكم رسالتين متضمنتين حالة (تيندوف)، ونخبركم ثانياً أن (تيندوف) بجميع نواحيها لقبيلة(تجكانت) لا يشاركهم فيها أحد وفي عام 1333كانت وديعة للمغرب والجزائر، وبعد ذلك بأعوام انضمت إلى الجزائر وانفصلت عن المغرب، والآن بلغنا أنها دخلت في نظام الصحراء.
كل ذلك دون مشورة أحد من أهلها الأصليين الذين هم أدرى بمصالحها، وهم الذين يوجد أكثرهم في أفريقيا الغربية.
اعلموا أن التاريخ يشهد لنا بأننا موريتانيون، وبما أن كل شيء يرجع إلى أصله فإننا نريد الانضمام إلى أصلنا الذي هو موريتانيا. كتاب: موريتانيا الحديثة ص288 طبعة دار الكتاب اللبناني.
وبهذا النقل نستفيد منه معرفة بعض مضارب هذه القبيلة الموريتانيا قبل الاستعمار، وبعده.
كوكبة من الأعلام هذه القبيلة الجميلة المآثر:
منهم: ابن عَيْدُّ الجكني..أديب اشتهر في قومه، وهو ممن تخرج على يد ابن بون..
ابن مقامي الجكني.. شاعر فصيح ممن تخرج على يد ابن بون..
كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص284.
ومن أعلامها: الإمام بن محمذ الفغ الجكني.. شاعر مفلق، وهو أشعر تجكانت..
كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص284.
فأعلام هذه القبيلة الجليلة أكثر من يحصون، وشهرتهم في الآفاق أغنت عن الاستطراد فيما يتعلق بنظم هذه السلسة الزبرجدية، التي لو لم يكن من بينهم إلاّ صاحب أضواء البيان لكفى فضلاً عن قبيلة نجيبة بأولئك الأعلام الذي أثروا المكتبة الإسلامية بعطاء معين من المولفات والمصنفات، المتنوعة الفنون والموضوعات، فمن أولئكم الكواكب من يلي تشنيف المسامع بذكره ـ حسب من ذكره الشيخ الخليل النحوي، ضمن أعلام بلادهم المكرمة.
مكتفياً أنا بذكر أسمائهم دون ذكر مصنفاتهم لكثرتها ـ أجزل الله لهم الأجر والمثوبة.
منهم الشيخ العلامة:
أحمد الأفرم بن محمد المختار الجكني:
أحمد بن سيد أحمد الجكني:
اعمر بن محم بوبه الجكني:
الإمام مالك بن أحمد الأفرم الجكني:
سيد الأمين بن أيد الأمين الجكني.
سيد الأمين بن المختار الجكني:
سيدي محمد بن حبيب الله الجكني.
سيدي محمد ميتار الجكني.
الشيخ سيدي محمد بن سيدي الجكني.
الشيخ محمد الأمين الجكني.
الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى الجكني.
الشيخ محمد الخضر بن مايابى الجكني.
الشيخ محمد العاقب بن بيه الجكني.
الشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني.
الطالب الحبيب بن ايدلمين الجكني.
الطالب عبد الله الجكني.
محمد الأمين بن أحمد بن زيدان الجكني.
محمد الأمين بن عبيدي الجكني.
محمد الأمين بن الشيخ أحمد الجكني.
محمد البصيري بن سيد المختار الجكني.
محمد الجكني: نظم النصف الأول من خليل.
محمد الحسن بن الإمام الجكني.
محمد صالح الجكني
محمد عبد الله بن عوينات الجكني.
محمد عبد الله بن الشيخ أحمد الجكني.
محمد فاضل بن الشيخ سيدي عبد الله الجكني.
محمد الكرامي بن مايابى الجكني.
محمد المختار بن اجميل الجكني.
محمد المصطفى بن الشيخ أحمد الجكني.
محمد بن أحمد بن اجبيه الجكني.
كتاب: بلاد شنقيط تأليف الخليل النحوي ص539-606
وإلى هنا نتوقف مع هذه الترجمة، معترفاً بأن هذا الجهد المتواضع، هو من جهد المقل، وأنه قليل من كثير، من در نضير، حول هذه القبيلة الجميلة المآثر.
وما تناولته هذه الترجمة لا أراه إلاّ كوثيقة لتجديد عهد الأخوة العلمية، والدينية، بين أبناء السوقيين، وبين أشقائهم الموريتانيين عموماً، وخصوصاً الجكنيين ـ أدام الله المحبة بيننا وبينهم في الله تعالى، ويرزق الجميع مستقبلاً زاهراً بالدين المتين، والعلم والفضل المبين.
بقلم
يحيى بن إبراهيم السوقي
بتاريخ
2/2/1431هـ


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-16-2010 الساعة 11:27 PM

رد مع اقتباس