عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2011, 11:47 PM   #28
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: علاقة "كل اسكن" ببعض القبائل السوقية، قراءة من الواقع



اقتباس:



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أغ محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شبه تقديم



كل تبورق، كل تجللت، كل تكرتن, كل اسكن"+ كل بجو (جماعة السيد إفنفن)








أساس علاقات الأسر المقتبسة:ffice:office" />
إذا كان التحالف كما عرفه بعض الباحثين من أنه: علاقات وروابط يقوم بها, وعليها طرفان بقصد توحيد الأهداف والخطط.
فإن الباحث المنصف يستطيع أن يدعي أن هناك تحالفا بين القبائل السوقية الخمس (كل تبورق)+(كل تجللت)+(كل تكرتن)+(كل أسكن)+(كل بجو ) , ولا يعني هذا أن الباحث يغفل صورا من صور التحالف الأخرى, فإن للتحالف صورا متعددة ـ وبحسبها يكون التفاعل ـ ومن تلك الصور ـ وهي أشهرها عند العامة ـ ما لا يمكن ادعاؤه هنا؛ لتباينه مع الواقع, كالتحالف العسكري, والذي يضمن النُصرة لكل طرف من الآخر، فهذا النوع من التحالف, يستلزم أن يكون الأطراف من أهل الشوكة, وذلك ما لا يتفق مع الشخصية السوقية عموما, حيث إن الشخصية السوقية من أهم سماتها المميزة أنها مسالمة في الغالب, وأنها متجهة إلى الإصلاح دائما, ولهذه المجموعة التي تمثل محور الحديث هنا, تميز في ذلك المنحى, فلا يعد من مناقبها ما يسمى (الأيام) إذ لم تخض حربا على الإطلاق, بل السلم شعارها, والحياد دثارها, من لدن فجر تاريخها في الصحراء, وإلى يومها هذا, كذلك النوع الآخر من أنواع التحالف, وهو التحالف السياسي, فإن في ادعائه هنا إجحافا ولعبا بالمصطلحات, لا أرتضيه لنفسي هنا, كباحث موضوعي, رغم أني لست ذاهلا عن فضفاضية مصطلح السياسة, وأنه لا يخلو مجتمع من سياسة, إذ إنه ـ ورغم كل ذلك ـ فلا يخفى أنه (مصطلح السياسة) قد اكتسب صبغة أخرى لا أستطيع ادعاءها لجماعة بمستوى الجماعات المتحدث عنها, وهذا رأي شخصي, يقبل المراجعة والمرادة .
إذن كل ما أثبته هنا هو التحالف بالمعنى المستفتح به, وهو (العلاقات والروابط, التي يقوم بها, وعليها طرفان؛ بقصد توحيد الأهداف والخطط).
وهذا القدر لا شك أنه حاصل بين تلك القبائل, أو الأسر ـ بتعبير أصح ـ التي هي موضوع الحديث.
وسوف أترك المجال لأشهر مقدمي هذه الجماعات في القرن المنصرم, وهو شيخ شيوخنا: المحمود بن الشيخ حماد المشتهر بلقب (الخضر) الحسني الدغوغي الإدريسي السوقي التبورقي؛ ليبين لنا أسس هذا التحالف بين هذه الجماعات, فهو ابن بجدتها, والثقة المجمع عليه بين علماء تلك القبائل خصوصا, وبين علماء السوقيين والكنتيين عموما, وهم شهداء الله في أرض الصحراء, بدون منازع .
أساس التحالف بين القبائل الخمس:
يقول الشيخ المحمود في توضيح السبب الأساسي الذي أدى إلى التحام هذه القبائل, وتوحيدها للأهداف بعد كلام طويل:
" ومبنى اتصال هؤلاء: الأخوة في الدين, والتعاون على البر, ونشر العلم, مع ما زاد من تقادم العهود, واشتباك الأرحام الماسة, بحيث لا يوجد منهم أحد, إلا وهو متفرع عن أجداد الآخر الأدنين, وكثير منهم من حفدة جد الشيخ ـ يقصد والده المترجم حماد ـ الأقرب, والشيخ أيضا متفرع عن جد كل منهم, إما ثان, أو ثالث, أو فوقهما". انظر: ترجمته لوالده.
إذن يمكن للباحث أن يستنتج من هذا النقل السابق ما يلي:
1. أن هذه الأسر قد ارتبطت برباط العقيدة.
2. أن من الروابط بينها التعاون على البر والتقوى.
3. أن من تلك الروابط صلة الأرحام.
4. أن من ضمنها نشر العلم.
5. أن من أهمها تقادم العهود وحفظها.
ويمكن اختزال ذلك كله في هدف عام أساسي وهو: محاولة الوصول إلى رضا الله.
فما كانت هذه الجماعات مجموعة من الأوباش, جمعتهم وحدة اللغة, والبلد, والمصالح، كلا, تلك هي روابط ترابية جامدة, تربط بين الحيوانات كلها, وإن ربطت بين البشر, فلا تخرجهم من كونهم جاهلية.
بل ربطت بينهم عقيدتهم, فذابت فيها عوامل العصبية والمصالح الأرضية القريبة, وهذه نعمة من الله على تلك الجماعة, حيث إنه قد يؤهلهم في الحياة الأخروية للأجر الموعود للرجلين المتحابين في الله, إضافة إلى ما تحقق لهم من ثمرات ذلك الدنيوية, فلا يخفى ما ميزهم الله به من اجتماعهم أطول فترة, عرفتها التكتلات الصحراوية التي في حجمهم, كما تميزوا باستمرار العلم والديانة والأخلاق الفاضلة فيهم, وفي أبنائهم, وما زالوا كذلك, ونرجو أن يدوموا كذلك.
ونسأل الله لبقية هذه القبائل ولغيرهم من أبناء المسلمين أن يوفقوا للاستمرار على هذا التلاحم, في ظل عقيدة صحيحة سليمة وفهم صائب وعمل صالح, إنه ولي ذلك والقادر عليه.


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس