عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2014, 07:58 AM   #4
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله



حياته مع العلوم الشرعية:


العقائد والفرق:
كما أولى – رحمه الله - العلوم العربية من نحو ولغة وأدب عناية فائقة حتى أحرز السبق فيها على كثير من معاصريه، وكما يشهد له مارأيت من دقة دراسته لعلوم العربية بشهادة احتباك شعره ومتانة نثره.
وكما شهدله به العلماء والشعراء،فكذلك لم ترض له نفسه النهمة في طلب العلم أن يكون متخصصا في فن دون فن، بل تسلق اهتمامه وعنايته إلى أفانين فنون الشريعة، فصار مرجعا مهما فيها في جميع علومها، وغصت حلقته بطلبة العلم، وتتابعت عليه استفتاءات من علماء صقعه يستفيدون من علمه، وسنتناول بعض جهوده في الدراسة الشرعية في مباحث:
يقول –رحمه الله-في الكلام حول دراسته للعلوم [ وأما علم العقائد،
ـ فمما طالعت وقرأته بتفهم وتحقيق :
- ـ كتاب التوحيد، لابن خزيمة
ـ الفقه الأكبر، للإمام أبي حنيفة
ـ العقيدة ، للصابوني
ـ العلو للعلي الغفار، للذهبي
- ـ نونية ابن القيم وشرحها
ـ والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، له ،وكثير من كتب ابن تيمية وابن القيم
ـ والأسماء والصفات، للبيهقي
ـ والاعتقاد، له
ـ وشرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكاي الذي جمع فيه كثيرا من عقائد أهل السنة والجماعة.
ـ والعقيدة الطحاوية
ـ وشرحها لابن أبي العز الحنفي
وكتاب التوحيد من صحيح البخاري
مع شرحه فتح الباري وكذلك غيره من كتب الحديث من أمهاتها وغيرها
والملل والنحل، للشهرستاني
-والفِصَل في الملل والنحل، لابن حزم
والإبانة ،للإمام الأشعري
-ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين له
وكتاب السنة ،لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل
وكتاب السنة ،لمحمد بن نصر المروزي
وكثير من كتب الإمام محمد بن الوهاب وشروحها
وكثير مما صنفه العلماء المعاصرون في عقيدة السلف ، وكثير سوى ما ذكرنا مثل:
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة للشاطبي
فلم أزل ألازمها مدة مديدة وأراجعها بإمعان النظر في كل جزئية وقفت عليها من الجزئيات المتنازع فيها، ، وأقتني ماوجدت سبيلا إلى اقتنائه منها في بعض الأحيان، وأستعيرها، وأراجعها مرة بعد الأخرى،...
ثم إني بعد أن طالعت هذه الكتب المذكورة ،واطلعت على كثير من خباياها وخفاياها المستورة، جمعت زبدة ما استخلصت منهافي رسالة نفيسة سميتها: " الجواهر السنية، في العقائد السنية " .
وحاصل ماكتبت فيها بعد نقل ما اطلعت عليه من مقالات علماء السلف والخلف أني على عقيدة أيمة السلف من المحدثين والعلماء الأعلام المرضيين مثل البخاري وابن خزيمة والإمام مالك بن أنس والشافعي رضوان الله عليهم-
ثم نقل نقولا كثيرا عن الأيمة في إثبات الصفات ونقل بعض عقائدهم
وقد ذكرنا فيما تقدم أنه اختار سلفنا الماضون وأيمتنا المتقدمون عقيدة ابن أبي زيد القيرواني فكانت عندهم من أهم مايتعلمون من العقائد السلفية،وقد تقدم أني لقنتها في أيام نعومة أظفاري، ولم أزل بعد ذلك أعلمها لتلامذتي صغارا وكبارا، وأرشد إليها من استرشدني من المبتدئين كماكان عليه أسلافنا؛ لما هو معروف من كونها الجامعة لعقائد السلف الصالح - رضي الله عنهم
محدثا:-
قال -رحمه الله- في سياق دراسته للفنون وانقطاعه إلى خدمة العلم:
... إلى أن ألهمني الله تعلى –وله الحمد- أن علم الحديث هو: ميراث النبي ﷺوالاشتغال به من أهم القربات إليه –كما قال القائل –
العلـم مـيراث النـبي كـذا أتى*** في النص، والعلمـاء هـم وراثـه
فـإذا أردت حقيـقة تـدري بهـا*** وراثـه، وعرفـت مـا ميراثـه
ماورث المخـتار غـير حـديثــه*** فـينا، وذاك متاعـــه وأثاثـه
فلنا الحـديث: روايـة نبـويــة*** ولكل محـدث بدعـة إحـداثـه
وقال بعض الأعلام في صدر ثبت له في ذكر بعض ما لأهل الحديث من الشرف ما لفظه :
«..وكفى الراوي المنتظم في هذه السلسلة شرفا وفضلا، وجلالة ونبلا أن يكون اسمه منتظما مع اسم المصطفى في طرس واحد، على رغم أنف الحاسد المعاند، وبقاء سلسلة الاسناد من شرف هذه الأمة المحمدية، واتصالها بنبيها خصوصية لها بين البرية...» فهرس الفهارس (ج 1 / ص 81)
فحين ألهمت ذلك وأرشدت إلى ماهنالك ترقت الهمة، وقويت العزمة فاشتد مني الاشتياق إلى علم الحديث وأصوله، وقد سبق أني في عنفوان شبابي أقرأ صحيح البخاري في مسجد قومي - يعني الجلاليين - على عادة المغاربة المألوفة عند القدماء من علمائنا أنهم يقرؤن صحيح البخاري في المساجد في شهري رجب وشعبان كل عام، ولم تتغير تلك العادة عندنا حديثا كما أوضحته في رسالتنا التي سميتها: بـ ( اللؤلؤ المنسوق، في كيفية تعاليم أهل السوق )
وهذه العادة تكلم عليها بعض علماء المغرب كالعلامة عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في فهرس الفهارس، فإنه ذكر في ترجمة ابن غازيأنه : «...كان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري...» فهرس الفهارس (ج 2 / ص 891)
فكما ألفت قراءته كما ذكرت لك في عهد الشباب حفظت كثيرا من متون أحاديثه وأسانيده، وعرفت من ضبط رواته أخذا عن الأشياخ المعتنين بضبط كل مايرجع إليه ماقدر الله لي، وأخذت في تلك المدة إجازة خاصة بصحيح البخاري ثم إجازة عامة لجميع كتب السنة وغيرها ،بل ولجميع كتب الفنون، فافتتحت قراءة كتب الحديث بعد بلوغ سن الاكتهال الذي كان هو الأصلح لقراءة الحديث؛ لما لايخفى من أنه مجتمع العقل ورجوع الانسان إلى خشية ربه والتمكن من الفهم عن الله ورسوله لمن حصل من علوم اللسان وأصول الفقه بعد أصول الدين على مايؤهله للمشاركة في تلك المراتب السامية .] الأنس المصفى ص(28)

كتب المصطلح:
قال رحمه الله : [ فابتدأت بقراءة أصوله المعبر عنها بمصطلح الحديث ؛لما علمت من أن الإقدام على قراءة الحديث من غير تحصيل لأدواته ولا أخذ عن أهله مما لاسبيل إليه فحفظت بادئ بدء
المنظومة التي تعرف بالبيقونية وهي :الأرجوزة التي نظمها عمر بن محمد
وكذلك الكثير من شراحها قد لازمته ثم حفظت :
ألفية السيوطي في علم الأثر، وقد لازمتها عدة سنين مع شروحها
منهج ذوي النظر لمحمد محفوظ الترمسي وبعد ذلك لازمت :
مقدمة ابن الصلاح مع:
شرحها التقييد والإيضاح للعراقي:
تدريب الراوي على تقريب النواوي وهو كتاب نفيس للإمام النووي لخص به مقدمة ابن الصلاح وسماه: التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير .

ـ ومن الكتب التي لازمتها بعد أن طالعتها عدة مرات
الكفاية في قوانين الرواية للخطيب البغدادي
و الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع له أيضا ثم
معرفة علوم الحديث للحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري
و الاقتراح في محاسن الاصطلاح لابن دقيق العيد
وألفية زين الدين بن عبدالرحيم بن الحسين العراقي
وشرح المؤلف عليها
وشرح زكريا الأنصاري عليها المسمى فتح الباقي على ألفية العراقي
وفتح المغيث في شرح ألفية الحديث للسخاوي
وتوجيه النظر إلى علم الأثر للجزائري
وقواعد التحديث للقاسمي
ومقدمة القسطلاني لشرحه على البخاري مع شرح نجا الأبياري عليها
ومقدمة فتح الباري التي تسمى هدي الساري لابن حجر
وكذلك نخبة الفكر له أيضا مع شروحها قد لازمتها مدة ، ونظمتها في بحر الرجز نظما رائقا سميته الدرر في علم الخبر وعدة أبياتها (217)وتاريخ ذلك مذكور بالرمز في خاتمة الكتاب وستأتيك -إن شاء الله- وأنقل لك بعد الفراغ من نقل فاتحته وهي هذه :

ثم بعد أن أتحفك بنقل فاتحته نعززها بنقل خاتمته لتكون على يقين من أن الكتاب من نظم المترجم وهي هذه:
باسم الإله المالك البدايه*** ومنه نرجو الفوز في النهايه
نحمده – علا- على إحسانه*** حمدا يدوم مدة امتنانه
من خصنا بنعمة الإسناد*** من خصنا بنعمة الإسناد
إلى أن قال
ولم تزل عناية الأكابر*** مصروفة لحفظه في الغابر
قد صنفوا فيه وهذبوه*** ونقحوه ثم رتبوه
وكان ممن فاق فيه ابن حجر***إذ صاغ للطلاب نخبة الفكر
إلى أن قال :
لما رأيت درها غزيرا ***منسجما ودرها نثيرا
ناجتني النفس إلى تنسيقها ***لكن مع العجز على تنميقها
إلى أن قال :
أسميته الدرر في علم الخبر *** في نظم نخبة الإمام ابن حجر وهذه خاتمة النظم :
إلى أن قال في خاتمته :
دونكها فقد تناهى وانتجز*** تنسيقها، وبحرها بحر الرجز
إن فاتني بنسجه العراقي*** فإن هذي نخبة الأعلاق
ضمنتها النخبة لا مزيدا*** عنها، سوى ما لاتزان زيدا
أدنيت منها سائغا مسهلا*** وقد أجزتها لمن تأهلا
وافق ختمها أواخر رجب*** في عام شكر الله مالكي وجب)
وإنني محمد بن أحمد*** الحسني الادرعي المحتد

ثم قال : ـ رحمه الله ـ وقد وضعت على هذا النظم شرحا سميته : (تجديد الأثر، لمن اعتنى بعلم الأثر ) وسيأتيك الكلام عليه -إن شاء الله- عند ذكر المؤلفات الآتي آخر الترجمة.
ثم إني لما طالعت الكتب المذكورة ولازمتها سنين ورسخت في قلبي جملة وافرة من قواعد فن المصطلح الذي هو السلم الأعلى إلى تعلم الحديث،وحفظت كثيرا من متونه وإن كان كثير من أهل زماني قلما يلتفتون إليه به كما وصف به أبو عبدالله محمد بن عبد الرحمن السلوي الرباطي - أكثر أهل زمانه - إذ قال لبعض من أجازه من تلامذته ما لفظه :
«...ولا يخفى عليك أيها المحب ماعليه غالب أهل الوقت من الإقدام على قراءة الحديث من غير تحصيل لأدواته ولا أخذ عن أهله، وبعضهم يعتمد على إجازة شيخه، مع أن الاعتماد في ذلك على إجازة الشيوخ مجردة عن تحصيل ما لا مندوحة عنه من الأدوات ومعرفة مصطلح أهل هذا الشأن اغترار وجهالة، لتعليق المجيزين ذلك على الشرط المعتبر عند أهل الحديث والأثر، وبالضرورة انتفاء المشروط بانتفاء شرطه... » فهرس الفهارس (ج 1 / ص 173)
ازداد الشغف مني إلى علم الحديث ورجاله والتفقه فيه كما هو الغاية القصوى والمهمة العظمى في دراسته وتعلمه ، لامجرد الدعوى الذي هو نصيب الكثير من الناس
ولذلك حداني مابي من الرغبة فيه على جمع مسموعاتي ومروياتي ومجازاتي من الفن وصرفت همتي إلى بذل الجهود في تعلمها مابين كتب الصحيح والسنن وكتب الأحكام وكذلك كتب الرجال وكتب العلل والموضوعات .
كـ
بلوغ المرام مع شرحه:
سبل السلام
والمنتقى مع شرحه :
نيل الأوطار للشوكاني
فمن الصحاح التي بذلت جهدي في تعلمها والتفقه فيها
الصحيحان لإمامي المحدثين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري) ومسلم بن الحجاج القشيري وأضفت إليهما لمة بالمطالعة أجزاء من:
صحيح ابن حبان المسمى بالتقاسيم والأنواع ، وأجزاء من :
صحيح ابن خزيمة
ومن كتب الأيمة:
موطأ الإمام مالك مع شروحه
-والرسالة
والأم، لمحمد بن إدريس الشافعي
وسنن النسائي
وسنن الدارمي
وأجزاء من المسند للإمام أحمد بن حنبل
ومن السنن :
سنن أبي داوود
وسنن الترمذي
وسنن ابن ماجه
ودروس بالمطالعة من سنن البيهقي؛ لأنه من مجازاتي عن الشيوخ
ومن المعاجم :
المعجم الصغير للطبراني
ومن غيرها :
المستدرك للحاكم
والمختارة للضياء المقدسي
وكلها بشروحها وحواشيها ومنها:
الأدب المفرد للبخاري

وأما صحيح البخاري فقد قرأته مع شرحه: فتح البارئ للحافظ ابن حجر العسقلاني ( قلت : لقد رأيت نسخته التي قرأ فيها صحيح البخاري مع الفتح، وليس فيها مجلد إلا كتب عليه تاريخ الانتهاء منه ،وما فيه من مسألة مهمة-وكلها مهمة- إلا وعليها أثر قلمه،ولقد كتب عليها تمليكا لي تفاؤلا منه أن انقطع إلى علم الحديث كانقطاعه إليه – حقق الله له ذلك)
وصحيح مسلم قرأته مع شرحه المسمى بالمنهاج شرح مسلم ابن الحجاج
وأما سنن أبي داوود فمع كثير من شروحه، لكن شرحه المسمى بعون المعبود المطبوع معه شرح ابن القيم هو الذي لازمته أخيرا،
وأماسنن الترمذي فمع شرحه المسمى : عارضة الأحوذي لابن العربي المالكي
وأماسنن النسائي فمع حاشية السندي والسيوطي عليه
وأما ابن ماجه فمع حاشية السندي عليه
ومن غير السنن :
كشف الاستار عن زوائد البزار
ومصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه
وغيرها ]
من كتب الرجال التي لازمها:
قال -رحمه الله- :[ وإليك قائمة بأسماء ما حضرني منها الآن منها :
تهذيب الكمال للمزي
وتقريب التهذيب لابن حجر
وتهذيب التهذيب له
وميزان الاعتدال للذهبي
ولسان الميزان لابن حجر
والكامل لابن عدي
وتاريخ ابن معين
والاستغنا فيمن عرف بالكنى لابن عبد البر
والكنى والأسامي لأحمد بن حنبل
وتاريخ الثقات، للعجلي
وإسعاف المبطا، برجال الموطا
وتاريخ أسماء الثقات، لابن شاهين
وتاريخ عثمان بن أبي شيبة
والمعين في طبقات المحدثين
وكتاب مشاهير علماء الأمصار، لابن حبان
وتاريخ واسط، لبحشل
وتاريخ دمشق، لابن عساكر
وطبقات خليفة ابن خياط
والجمع بين رجال الصحيحين، للمقدسي
وتعريف أهل التقديس، لابن حجر
وبلغة القاصي والداني في شيوخ الطبراني لحماد بن محمد الأنصاري
وكثير غيرها من كتب الفن منها:
إصلاح غلط المحدثين للخطابي
وأخبار المصحفين للعسكري
وكشف الخفا والإلباس للعجلوني
والمقاصد الحسنة ، في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي
والمنتقى من مسند المقلين
ومسند الحب بن الحب أسامة بن زيد
وجزء القراءة خلف الإمام للبخاري
والتاريخ الكبير
- والصغير له
والموضح لأوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي
والضعفاء والمتروكون للنسائي
والاكمال في المؤتلف والمختلف لابن ماكولا
والمشتبه في الرجال أسمائهم وأنسابهم للذهبي
وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر
والأنساب للسمعاني
والاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر
وتجريد التمهيد المعروف بالتقصي له
وتهذيب الأنساب لابن الأثير
والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر
وكثير غيرها.
وأما كتب التراجم التي لاتختص بأهل الحديث فقد طالعت كثيرا منها ولازمتها بعد أن اقتنيتها.
فمنها :
مايختص بمذهب " المذهب المالكي" مثل كتاب:
المدارك للقاضي عياض
-والديباج المذهب في ذكر أعيان علماء المذهب لابن فرحون
ونيل الابتهاج بتطريز الديباج كلاهما لأحمد بابا التمبكتي
والابتهاج بتوشيح الديباج للقرافيوهو ذيل الديباج
-وشجرة النور الزكية في طبقات المالكية
وفتح الشكور في علماء التكرور للبرتلي
ومن المختصة بالشافعية:
طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي
ومن المختصة بالنحويين:
بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة
ومن المختصة ببلد من البلاد:
البستان في تراجم علماء وأولياء تلمسان
ومن المختصة بالأصوليين:
الفتح المبين في طبقات الأصوليين
ومن المختص بالصوفية :
طبقات الصوفية للشعراني
ومن المختصين بالبلدان ويتضمن تراجم أهلها من الأعلام
معجم البلدان لياقوت الحموي
وأما الكتب التي لاتختص بمذهب ولابلد فمنها :
التاج المكلل في تراجم الرجال لصديق حسن القنوجي
54ـ الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة لابن حجر
والبدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني
وحسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة للسيوطي
-وفهرس الفهارس والأثبات
ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات للكتاني
وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري
.وغيرها مما لا أكاد أحصيه مما استفدت منه أو اقتنيته أولازمته بالمطالعة أو التدريس

ومن أهم كتب الفن التي لازمتها وأفرغت جهدي في دراستهاوتفهمها وضبطها كتاب:
المنفردات والوحدان لإمام المحدثين مسلم بن الحجاج القشيري- صاحب الصحيح وهو الذي أفرده لتسمية من روى عنه رجل أوامرأة حفظ أو حفظت عن رسول الله ﷺمن قول أو فعل ، فلا يروي عن كل واحد منهم إلا واحد من مشهور التابعين لا ثاني معه في الرواية عنه كما قال الإمام مسلم في مقدمة الكتاب .
وأنا ايها المسود للورقات من حسن حظي أني قد وقفت على هذه الذخيرة العظمى حين كنت أشتغل بتحصيل كتب الحديث التي ضاعت في خزانتي بسبب الوقعة المعروفة في ( وادي الشرف ) التي سنلم بنبذة من خبرها فيما يأتي وهو –إذ ذاك- بيد أخي وحبيبي وصفيي وزميلي وابن خالي محمد زين الدين بن الشيخ المنير الحسني الإدريسي - حفظه الله ـ وأطال بقاءه في عافية- فكدت أطير فرحا لشدة رغبتي في كتب الحديث المتداولة، فكيف بالغريبة وضعا، النادرة طبعا، فحين رءى الشيخ المذكور -حفظه الله- شدة شغفي به آثرني بالنسخة التي بيده- فجزاه الله خيرا-
وحين آثرني به شرعت في مطالعته فورا، ولم أزل كذلك حتى طالعته من الدفة إلى الدفة، بالرغم من كون تلك النسخة كثيرة الأخطاء المطبعية، لكني مع تفاقم تلك الاخطاء وتورطي في التصدي لتصحيحها من كتب الرجال وشراح الحديث واجتهادي في ذلك أرسلت إلى الآفاق في طلب نسخة تساعدني على مهمة التصحيح بعد تفتيش المكاتب التجارية مرة بعد مرة أطلب منه نسخة ولم أزل أطلب من أرباب الخزائن من كان عنده خبر لتلك الضالة المنشودة ، لكن الله تعلى لم يقدر النجاح لتلك الجهود التي بذلتها في تلك المهمة حتى قدر الله تعلى وله الحمد أن بعثت برسالة في إنشاد تلك الضالة إلى أخينا وصديقنا الموريتاني محمد سالم بن علي بن عبد الودود رئيس المحاكم الشرعية بموريتانيا وعضو المؤتمر الإسلامي في السعودية فأهدى إلي منه نسخة كتب عليها- هكذا-
أهدي إلى محمد ذي الوصف*** بالحج شكري وودادي أصفي
أسقى زلال رصف بالرصف*** قرضا فكيف لي برد النصف
أجزي لباب بره بعصف*** دخن فما هذا إذن بالنصف
فلما وصلت إلي تلك النسخة فرحت بها فرحا لا يكون أقل من فرحي بذلك الكتاب الذي أعرف اسمه قديما، ولم أطلع على مسماه قبل حين أتحفني به الأخ المذكور، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في نخبته في مبحث الوحدان حيث قال: وصنف فيه الإمام مسلم والحسن بن سفيان النسوي وقلت في نظم النخبة التي تقدمت فاتحته وخاتمته
وفيه صنف الإمام الحسن*** ومسلم، وكل ذين حسن
ومع الأسف وجدت النسخة الجديدة مع القديمة متقاربتين أو هي هي أو إياها على القولين الشهيرين
وكان وصولها إلي بعد الفراغ من نظمه وتصحيح الكثير من أخطائه، وماحملني على الشروع في نظمه قبل الفراغ من تصحيحه أو اليأس منه إلاشدة استملاحي لهذا الصنيع الفذ لاسيما من مثل هذا الإمام الذي كان جديرا بقول القائل :
هيهات لا يأتي الزمان بمثله*** إن الزمان بمثله لبخيل
ولاجرم أني حصلته في ألف بيت ومأتين وستين بيتا تقريبا لما تضمنه من الفوائد وتقييدا لما حواه من الأوابد والشوارد .
ودونك مقدمة الأرجوزة المذكورة ،وناتي بعدها بخاتمته وهي هذه:
قال محمد سليل أحمد*** الحسني الأدرعي المحتد
وهو من بني ربيعة الهمام*** من آل نجله الشهير بالإمام
نحمدك اللهم يامن منحا*** عباده من فضله وفتحا
إلى أن قال :
وبعد: فالعلم أجل ما اقتنى*** عبد فنعم المقتفى والمقتنى
وهو حياة بعد موت أهله ***خلاف ما لجاهل بجهله
أفنيت في خدمته سن الشباب*** وخضت من بحاره كل عباب
وقد جعلت كتبه أنيسا*** أبذل فيه النفس والنفيسا
وهي النجي والجليس المؤتمن*** وماسوى العلم كخضراء الدمن
فاخترت من خيارها علم الحديث ***وهو الأهم في القديم والحديث
إلى أن قال :
هذا وللعلم فنون جمه*** أجلها ما صنف الأيمة
ومن أهمها لنفع المسلم ***ما جمع الحفاظ مثل مسلم
فإنه بذل في التصحيح ***جهوده وقام بالتنقيح
فأفرد الوحدان للرواة ***وجمع الذين واللواتي
فعن لي تنظيم تللك الدرر ***مقرونة بما لها من طرر
ثم إني أريد أن أتحفك بنقل خاتمته وهي هذه:
هنا انتهى والحمد لله على*** إحسانه الجزيل جل وعلا
إليكها تتمة للباب*** جعلتها خاتمة الكتاب
ضمنتها معذرة للألمعي*** وثاقب الذهن وكل لوذعي
فمن يصادف خللا، فليصلح*** والله عنده جزاء المصلح
لعل جل مايرى من ناسخ*** صحف أو حرف قول الراسخ
إلى أن قال:
أبياته "حمد" يليه "شكر"*** لمن له حق الثنا والشكر
في سادس الأيام من ذي الحجة*** قد انتهى فاقبل إلهي حجتي
من عام ألف مع أربعمئين***وستة من بعد عشرة تبين
انظر : الأنس ص(31-32)
قلت : من نماذج معانته في تصحيحه قوله :(وهاهنا شيء نريد التنبيه عليه لأنه أشكل علي، فلذلك أفصحت بإشكاله علي نظما وهو أن يزيد بن طلق ذكره الإمام مسلم فيمن روى عنه يعلى بن عطاء وتفرد به ورقمه في النسخة التي بيدي( 655)وبعد خمسة من أسماء الرواة الذين انفرد عنهم تكرر ذكر ذلك الاسم ونسبه من غير فرق بينهما ورقمه هكذا ،فبحثت في المراجع التي بيدي فلم أجد إلا واحدا له ترجمة في الثقات لابن حبان (ج 5ص543) وفي تهذيب الكمال للمزي (ج6ص 429)وكلهم اتفقوا على أن شيخه عبد الرحمن بن البيلماني،وأنه روى عنه يعلى بن عطاء كما ذكره الإمام مسلم ، فلذلك نبهت على ذلك نظما؛ لعدم وثوقي بالنسخة الموجودة عندي من جهة الصحة، ولم أزل في البحث ولم أجزم بكون ماهنا تكرار ولا غير تكرار وقلت نظما
وهاهنا لابد للمطالع*** من لفتة أبرزها للسامع
أن يزيد وهو ابن طلق*** ذكر مرتين دون فرق
وقد وجدت الاسم كرتين*** وكان مرقوما برقمتين
لذاك قد قيدته تقييدا*** مقلدا لمن مضى تقليدا
فابحث معي كي نجد البيانا*** واكشف لمثلي كي يرى عيانا
انظر هدية الولدان نظم المنفردات والوحدان ص خ
ثم قال - رحمه الله- :
أعود فأقول : من كتب الفن التي لازمتها منذ أمد مديد كتب الموضوعات مثل :
كتاب تنزيه الشريعة لابن عراق
والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني
واللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي
وكتب غريب الحديث كـ
النهاية لابن الأثير
ومشارق الأنوار للقاضي عياض
ومشكل الحديث لابن قتيبة وغيرها مثل :
الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث وهو من قسم الموضوعات -كما عرفت-
ويعجبني أن أتمثل بقول الحافظ أبي القاسم ابن عساكروأقتدي به في قوله في هذا المجال:
لقول الشيخ أنبأني فلان*** وكان من الأئمة عن فلان
إلى أن ينتهي الإسناد أحلى*** لقلبي من محادثة الحسان

أ: فقيها
قال بعد كلام في دراسته الأدبية ...
[ فثنيت العنان إلى ماهو خير من ذلك وهو: التفقه في الدين فإن { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } كما ورد عن الرسول الأكرم ﷺوشرف وكرم وعظم ، فابتدأت في تعلم الفقه بالمذهب المالكي الذي هو السائد في البلاد الصحراوية التي هي مسكني ومسكن أسلافي منذ قرون لاتقل عن خمسة( حيث إن أجداده وصلوا إلى الصحراء قادمين من المغرب في القرن التاسع الهجري، وقد تكلمت على ذلك بشيء من البسط سابقا ) وكذلك ما حول الصحراء وكان أسلافنا ممن كان يعتنقه قديما، ما بلغني أن احدا منهم تمذهب بمذهب غيره في العصور التي قبلنا من دخولهم للبلاد الإفريقية إلى يومنا هذا
ولا أستثني من ذلك إلا أن يكون واحدا من علمائهم متبصرا في القواعد الفقهية، ويطلع على الأدلة فيرجح من الأدلة ما هو أقوى عنده وإن وافق نظره نظر واحد من العلماء من أهل المذاهب الأخرى تبع الدليل ولم يتقيد بالمذهب ولا يسمى خروجا عن المذهب -كما لايخفى-
ففي أول مرحلة من تعلم الفقه شرعت في قراءة:
مختصر خليل مع شروحه لكن شرح الدردير
مع حاشية الدسوقي عليه هو الغالب في دروس أهل طبقتي وهو من المتوسط من الشروح التي بين أيدينا وهو أيضا من شروح المختصر التي وقع عليها اختيار كثيرمن علماء بلدنا؛ لكونه متوسطا، فأخذت في دراسته مع ذلك الشرح وتلك الحاشية على أيدي جماعة من مشايخ قبيلتي والعادة عند مشايخنا عند التدريس: أن يستحضروا عند الدرس من الشروح والحواشي ماتدعو الحاجة إليه مثل:
شرح عبد الباقي الزرقاني
والخرشي
والشبرخيتي
ومواهب الجليل للحطاب
وجواهر الإكليل وغيرها، ويحضر الدرس جماعة من العلماء من طبقة أشياخ المدرس ويستفيد من حضر من المشايخ من تلك الشيوخ ، فكنت في تلك المدة متقيدا بالشرح المذكور مع حاشيته المتقدمة -كما علمت- ...ثم قال : وبعد ذلك اشتغلت بمطالعة غير شراح خليل ما بين مختصر ومطول فمنها:
كتاب القوانين الفقهية، لابن جزي الكلبي
وبداية المجتهد ونهاية المقتصد
وكتاب المقدمات والمتممات، لابن رشد واستفدت كثيرا من المطولات كـ
-شرحي الحطاب
-والمواق على خليل ومن الحواشي: كـ
حاشية البناني
والرهوني
-وجنون وغيرها ومن شروح الرسالة كـ
شرح النفراوي
وحاشية العدوي على كفاية الطالب على الرسالة وغيرها مثل :
كتاب الدرة اليتيمة في الفرائض للأخضري] الأنس المصفى (26)
ب:أصوليا:
يقول رحمه الله :
ثم بعد ماتقرر نبين لك أني بعد ما قرأت على المشايخ جملة من الكتب الفقهية ،وطالعت الكثير منها، تاقت نفسي إلى علم أصول الفقه ؛لأنها: الأساس الوحيد للتفقه في الفروع منصوصها ومستنبطها، والحكم العدل في المسائل الإجماعية والخلافيات وقد قالوا: من لم يثبت على دعيمة أصل تلاعبت به الفروع ؛لأنه لا يعرف الحجاج ولا يعرف ترتيب الأدلة ولايميز بين مايقوي الدليل وما يضعفه ولا يكون خبيرا في تطبيق الأحكام على النوازل والوقائع
فأخذت عن المشايخ الآتي ذكرهم:
جمع الجوامع لابن السبكي مع
شرحه المحلي
وحاشيته للبناني
و( حاشية ) العطار وطالعت:
مسلم الثبوت بشرح فواتح الرحموت
واللمع لأبي إسحاق الشيرازي
وإرشاد الفحول إلى علم الأصول للشوكاني
كالمستصفى للغزالي
والأشباه والنظائر للسيوطي
وكتاب الموافقات للشاطبي
وكتاب الفروق للقرافي
ومن مختصراتها :
الورقات لإمام الحرمين
وغيرها...] الأنس المصفى ص( 26-27)

قلت :ومن قرأ فتاويه عرف أن له مطالعة واسعة في علم الفقه وما يرجع إليه، ولماكان كلامنا على دراسته للفقه، وأصوله فلا بأس إن ألقينا الضوء على صلته بالفتوى وطريقته فيها .

أنموذج من فتاويه
وإذ تكلمنا عن خدمته للفقه فنورد هنا نموذجين من فتاويه :
أـ فتوى في البيوع تتعلق بـ"السمسرة "
بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله تعلى على محمد وآله وصحبه وسلم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد/ فيقول العبد الضعيف، المرتجي رحمة ربه اللطيف، الاتي باسمه، آخر رسمه، ألقي إلي كتاب كريم، من أخ كريم يتضمن سؤالا هذا نصه .
ما قولكم في رجل اشترى جملا من آخر بواسطة سمسار، فاستحق الجمل في يد المشتري، فرد له البائع ما قبض من الثمن، وبقي ما قبضه السمسار؛ لأجل سمسرته، هل ينظر في ذلك إلى عادة القرية التي وقعت فيها تلك البيعة أو يرد سمسرته ما قبضه إذ إنما قبضه لأجل ما استحق من يد المشتري أم لايرده لقاعدة من عليه التوى فله النماء، فإنه أي السمسار كالضامن بالوجه إذا استحق المال الذي بيع بالسمسرة ولم ير البائع، فإن السمسار يغرم القيمة فيما رأيت عند القرويين، ولا أدري هل لذلك الحكم مستدلا أم لا؟ أفيدوا الجواب ؟
فأجبته متبرئا من الحول والقوة لله تعلى، ومستمدا من آلائه التي ما زالت تتوالى، بأن الذي أدى إليه نظري الفاتر أن ما أخذه السمسار من جهة سمسرته في مسألة المبيع إذا استحق يرد على صاحبه ما سوى ما يقابل ما انتفع به مالك ذلك المبيع من مال السمسار من سكنى منزله، والشرب من مائه، وأكل ضيافته، وما يتبعها من الشاي وغيره، وما سوى ذلك منه فلا أعرف لتركه له وجها سائغا وإن لم ينتفع بشيء مما ذكرنا فيرده كاملا؛لأن ذلك المال جزء من المال المردود بدون أدنى شك، ولا داعي لرد البعض وإبقاء البعض.
وأما اعتبار عادة القرية أو البلد فله شروط مذكورة في كتب الفقه .
الخرشي عند قول خليل وإلا فبالعادة، والعادة يعمل بها إن لم تكن فاسدة؛ لأن العادة يعول عليها إذا لم يكن نص إلا إذا وافقت قواعد الشرع اهـ
وفي تلخيص المفيد: والأمور المراعى فيها العرف إنما تعتبر بشروط منها: أن يكون العرف موافقا لقول ـ ولو ضعيفاـ
أو يثبت بالعدول المثبتين ـ ممن لهم معرفة في الجملة ـ أن العمل جرى بذلك من العلماء المقتدى بهم في الأحكام .
الزرقاني: لا عبرة بالعادة إذا خالفت الشريعة اهـ
ومن المعلوم أنه لاشريعة تتيح أكل مال امرئ مسلم بالباطل.
وأما قاعدة من عليه التوى فله النماء، فلا أراها من هذا الباب؛ لأنها إما تجري بين البيعين ـ لا غيرـ وقد علمت أن السمسار ليس من هذين،كما أن تشبيه السمسار بالضامن بالوجه غير تام، بل ضمانه ضمان الغرم ؛ لأنه ما دخل أولا إلا على الغرم، على أنه لا يبيح له الضمان بالوجه أكل شيء من مال استحقت سلعته فرد الثمن إلى مشتريها؛ لأن الضمان من الثلاث التي ذكر الفقهاء أنها لا تكون إلا لوجه الله تعلى.
وأما فرض تغريم السمسار إذا لم يوجد البائع،فليس بشيء مما نحن فيه؛ لأن ذلك التغريم تقابله أموال جزيلة يأخذها السمسار من السلع الغير المستحقة وما سواها من الأموال ليس له عليها حكم، وحاصل ما عندي أن المال المذكور يرد على صاحبه فورا؛ لأن آخذه وإن كان وكيلا على البيع ويأخذ من المال جعلا على خدمته فيما وكل على بيعه فإن الوكالة من أصلها قد انهدمت بالاستحقاق وإن كان أجيرا،فالإجارة أيضا قد انفسخت؛ لانعدام ما تستوفى منه وهو المال المردود؛لأن المعدوم شرعا كالمعدوم حسا، وبيع المستحق كلابيع فأنى يترتب عليه لغير البيعين شيء بعد ما تبين عدم انعقاد البيع بينهما حكما والله أعلم وأحكم

ب :فتوى في بيع عملة بدين عملة أخرى:
ونص السؤال هل يجوز بيع فضة الجزائر بدين سيفا؟
ونص الجواب :فالجواب عنه ـ والله أعلم ـ أن ذلك صحيح ؛ لأنه لا يخلو من أحد أمرين :
إما أن يكون من المصارفة في الذمة، وإما أن يكون من تعيين ما في الذمة.
أما الأول فهو صحيح في النقود بشرط كون العوضين معلومين
إما بصفة يتميزان بها، وإما أن يكون للبلد نقد معلوم أو غالب فينصرف الإطلاق إليه، ولو قال بعتك دينارا مصريا بعشرين درهما من نقد عشرة بدينار، فإن لم يكن في البلد نقد عشرة بدينار غير نوع واحد، انصرفت تلك الصفة إليه .
قال ابن قدامة في المغني (وكذلك الحكم في البيع )
وقال في موضع آخر، (ويجوز اقتضاء احد النقدين من الآخر ويكون صرفا بعين وذمة في قول أكثرأهل العلم )
واما الثانية وهي: تعيين ما في الذمة المعبر عنه بقولهم : المعينات لاتقبلها الذمم فإن هذه القاعدة المعروفة خالفها المالكية في صورتين إحداهما هذه ، وقالوا فيها لا يتعين النقدان بالتعيين ،وإنما تقع المعاملة بها على الذمم وغن عينت النقود إلا أن تختص بامر يتعلق به الغرض كشبهة في أحدهما أو سكة رائجة دون النقد ، وقالوا إن خصوصية الدنانير والدراهم لا تتعلق بها الأغراض فلا اعتبار لها في نظر الشرع ،وعلى هذا فكل ما يقوم مقامها وألحق بها قياسا فلا مانع من جواز بيعه وصرفه على هذا الوجهفيما يظهر لي ، هذا عن نظرنا إلى قول من قاسها على النقود، واما إن نظرنا إلى قول من قاسها على غيرها فلا مانع ايضا . والله الموفق للصواب
وكتبه الفقير إلى عفو الله وكرمه
محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني ثم الأدرعي ـ تاب الله عليه ـ
ونكتفي بهذين الأنموذجين، وعندي عدة فتاويه، ومنها ما يصل إلى كراسة متوسطة، ولا أريد إثقال الكتاب بها؛ لأني على نية ـ إن أمد الله من العمر،وجرت الأماني على المرغوب أن أفردها في مجلد مستقل مرتب على الأبواب محقق، إن ذلك على الله يسير.

ومن شوارده الفقهية:
أ: أرجوزة رائعة ذيل بها بيتي ابن غازي الشهيرة عند أصحابه المالكية
بيع الشروط الحنفي حرمه ***وجابر سوغ لابن شبرمه
وفصلت لابن أبي ليلى الأمه***ومالك إلى الثلاث قسمه
وقد وجدتها مكتوبة بخط شيخنا العلامة زين الدين بن المنير الحسني الإدريسي ـ حفظه الله ـ وهي متداولة عند طلبة الفقه عندنا ،قال شيخنا زين الدين : كتب بيده المباركة ما نصه :
هذا ولما وقفت على البيتين المشهورين في البيع والشرط، وكانا في غاية من التعقيد،ولعل ذلك إنما وقع من جهة الإيجاز، الذي يكاد يئول إلى الإعجاز، ويجعل الكلام في سبيل الإلغاز، أردت ان أفصل ذلك المجمل تتميما للفائدة ، فقلت والله الموفق للصواب
تفصيل ما أجمله وأبهمه***بعضهم، إذ قال فيما نظمه
"بيع الشروط الحنفي حرمه***وجابر سوغ لابن شبرمه"
"وفصلت لابن أبي ليلى الأمه***ومالك إلى الثلاث قسمه"
أن حديث النهي عنه قدمه***أبو حنيفة؛ لذاك حرمه
وبحديث جابر قد سلمه***من دون قيد شيخنا ابن شبرمه
إذ باع عند المصطفى وأبرمه***ناقته، وشرط حلب ألزمه
فلم يزل بظهرها مستخدمه***حتى أتى مع الرسول حرمه
وابن أبي ليلى ومن قد لاءمه***قد سوغ البيع بقصة الأمه
إذ شرط الولاء في المساومه***فالشرط بالنص الرسول هدمه
ومالك ـ أكرمه ونعمه ـ***مولاه جل لثلاث قسمه
وقال ما للعقد من ملازمه***به، وما المقصود مما لاءمه
أو كان مما قد يحل قيمه***أو اقتضى العقد له به سمه
أولا، ولكن لم يناف المبرمه***فأول منها كثان حرمه
وثالث كرابع قد سلمه***إمام دار طيبة المكرمه
مبينا ما غيره قد أبهمه***قالوا ونص هؤلاء علمه
لكن بغير ما ارتضوه فهمه***فكلها بما رءاه أسهمه
وهاهنا أذكر في المتممه***إذ فاتني التنبيه في المقدمه
أني قد نقلت هذي التقسمه***عن الدسوقي، حبي بالمرحمه
صلاة مولانا على من قدمه***وبالسلام منه جل كرمه
وبالرضى توجه وعممه***ما فتح امرؤ بذكره فمه

ب :فريضة القضاة
للشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد الأدرعي الحسني الجلالي ت 1423هـ
إن مات مولى معتق عن سيد ***سيده وولد للسيد
فولد السيد بالولاء ***أولى ومن سواه عنه ناء
من ثم قد روى عن الإمام ***بعض من الأجلة الأعلام
في ابن وبنت شريا أباهما ***فعتق الاب بحكم عنهما
فأعتق الأب رقيقا ثم مات ***مولاه بعدما يوافيه الممات
أنهما يقتسمان بالنسب ***لابالولاء جمع ماترك أب
والابن وحده له ولاء ***مولى أب، بذلك الافتاء
كما إذا ماأعتقته وحدها ***فلهما بنسب لادونها
فالإرث بالولاء فيه يشترط ***أن لايكون وارث النسب قط
قال الفقيه الحاذق ابن عرفه ***خزانة العلم فسل من عرفه
قلت وهذه لدى الثقاة ***قد سميت فريضة القضاة
غلط فيها عدد كثير ***والخطب في استعصائها شهير
وهاأنا قيدتها للمعتني ***بالنظم كي يدعو لي من يقتني
دونكها والحمد للمعين ***فاشدد عليها راحة الضنين
أسنى صلاة ربنا الحسيب ***علي النبي المصطفي الحبيب
ومن أهم نظمه العلمي القصائد التي جرت بينه وبين علماء موريتانيا ففي عام 1380هـ تداول العلماء في صحراء شمال مالي "منطقة آزواد" مسألة الأوراق النقدية ،وكان رحمه الله ممن ناقش مع أهل العلم هذه المسألة ومن أجل من ناقش معه المسألة واحتفظت بذلك ذاكرة تراث شعري فقهي رائع كل من شيخنا العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله
والعلامة المؤرخ المختار بن حامد الديماني ـ رحمه الله ـ
وغيرهم وقد نشرت في الموقع سابقا(يتبع)


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]


رد مع اقتباس