عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2014, 07:56 AM   #3
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله



مهارته في الخط العربي السوقي:
لماكان الخط من عداد العلوم التي نتحدث عنها، فإنه يحسن – هنا - أن نذكر أن المترجم - رحمه الله - من ذوي الحظ الكبير في مهارة الخط، وليس ذلك منه غريبا، فتلك عادة أهل بيته من ....إلى .....ولعل الخط ملكة .
بل إن جده الخامس محمد الإمام يحكى هو الذي أجرى في الخط المغربي المعروف التطورات التي جاز بحكمها أن ينفرد باسم الخط السوقي في منطقة الصحراء شمال مالي "آزواد" ـ على ما أخذت عن بعض العلماء الجلاليين ـ ثم استمرت فيه التطورات.
وقد يؤيد ذلك أنه لم يستقل هذا الخط باسم ولا دخلته التعديلات إلا في القرن الثاني عشر الذي عاش فيه محمد الإمام، والذي لاشك فيه أنه لو يستدل بالإرث على معلومة تاريخية لاستدل به على هذه، فكما نال من ذلك الميراث قدرا غير قليل،
قال الشيخ العلامة إسماعيل(فلينن) بن محمد الأمين الحسني الجلالي في ترجمة والد المترجم رحمهم الله
-«...بادر الشباب إليه نصيبه من المنقبة التي اشتهرت بها أسلاف عشيرته من جودة الخط، سيما أبناء وقته، وكان والده – يعني جد المترجم – ممن نال من تلك القسمة الوهبانية التراثية سهما وافرا،وقد سبق القضاء بوراثة الفرع للأصل ويصدق ذلك أني كنت أول ما أدركت هذا الابن – يعني والد المترجم – أرى مهرة الكتاب من جيرانه يتواعدون منزله بكرة وعشيا ويتخذونه دار ندوة المكاتبة، ويحاكون كيفيات بديعة يخترعها رب المنزل من أنواع التجويد، ويحيلون إليه عند الشروع في تحصيل أية نسخة فواتح البدايات وخواتم النهايات زيادة في طلب رواج المكتوب
أما المترجم فأكبر شاهد على مهارته فيه تلك المخطوطات التي خلفها مكتوبة بيده، ولمهارته فيه كان كثير ممن حواليه من الخطاطين يأتون إليه؛ ليبري لهم الأقلام ويستوهبونها منه - رأيت ذلك كما رآه إسماعيل في أبيه -، إذ يرى غير الخطاطين المهرة أن أقلام الخطاطين أرقى بهم إلى شيء من الجودة والإتقان.
وينطبق على خطه ماقال أخوه الأنصاري المحمود بن يحيى واصفا براعة جماعة علماء (وادي الشرف ،قريته) في الخط السوقي المغربي
فنخط الحروف خطا أنيقا
لم يقرمط مجودين ارتصاعه
لا ترى الألفات تشكو اعوجاجا
لا ولا الميم تشتكي الطمس ساعه
أسطر تستوي كأسنان مشط
قومت أسهما كذاك الصناعه
وقول الشيخ محمد بن يوسف الحسني التبورقي في نفس السياق:
تخال إذا ما رقشوا الرق رقهم
بتائك ريش من خوافي الطواوس
بل قال فيه نفسه الشيخ عبد الكريم الحسني الجلالي في مرثيته له
وبجودة الخط الذي قد زخ
رفته بنانه من قبل سار الراكب
ولما كان الحديث عن الخط فلا بأس أن يذكر تذييلا عليه ما أوتي أيضا من القدرة الفذة على قراءة الخطوط بأنواعها الجيدة والرديئة، والمشرقية والمغربية في ذلك سواء، فقد رأيته كلما وجد مخطوط مشرقي الخط أو مقرمطه، وأعوزت قراءته بعض العلماء رفعوه إليه فيقرؤه ،كما يقرأ خط يده،وكذلك كثيرا ما يقف بعض العلماء الفطاحلة في الصحراء من جيرانه دون قراءة الخط المشرقي (الرقعة )فيأتيه به فيقرؤه له كأنه كتبه ،
ويذكرني هذا أيضا أنه وردت علينا في وادي الشرف عام "1405" هـ تقريبا كتب أدبية من جمهورية العراق ،ومن ضمن تلك الكتب: كتاب فيه شعر فني على شكل دوائر متداخلة ، لكل واحدة منها مركز تنطلق منه الأبيات، وربما لاتقل عن أربعين بيتا متداخلات على أشكال هندسية، فاجتمع إليه عدد من الأدباء والعلماء يحاولون قراءته، فاستعصى فك العقدة حتى آل امرها إلى أحجية، وكان المترجم ليس في المجلس أولا، وإذا هو قدجاء فناولوه الكتاب، وقليلا من اللحظات قرأ عليهم القصيدة مسترسلا، فشكروا له وأثنواعليه خيرا، وكذلك يظنون منه قبل مأتاه، أسمعهم يقولون لو جاء فلان لحل لنا اللغز أو ما معناه هذا.(يتبع)



 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]


رد مع اقتباس