عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-09-2014, 07:45 AM
عضو مؤسس
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5569 يوم
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم : 12
 معدل التقييم : الشريف الأدرعي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله ـ



ترجمة العلامة المحدث محمد الحاج بن محمد أحمد الحسني الأدرعي الجلالي ـ رحمه الله ـبقلم ابنه وتلميذه / أبي عمر أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------




أ- اسمه
هو محمد بن محمد أحمد الحسني, ثم الأدرعي نسباً، الجلالي قبيلة ويلقب بالـ"الحاج"
ويجمع له بين الاسم واللقب،وبتقديم الأول على الثاني، فيقال: " محمد الحاج " ويعكس نادرا، فيقدم اللقب على الاسم فيقال:( الحاج محمد ) كصنيعه في بعض كتاباته, وقد يكتب الاسم " محمد " دون اللقب ـ كما في إحدى فتاويه كما يأتي ـ وهذا قليل منه.
وغلب عليه اللقب كما هو دائر الشيوع بين ألسنة عارفيه, قال في بعض شعره:
وسماي محمد، وبوصف الـ*** حج لقبني جميع الأهالي
وورد في بعض مخاطباته بينه وبين العلماء كما في قول العلامة محمد سالم بن محمد عالي ولد عدود رحمه الله مخاطبا له:
أهدي إلى محمد ذي الوصف***بالحج شكري وودادي أصفي
وكما في قول الشيخ حمدي بن إبراهيم الحسني الجلالي يرد على أبيات إخوانية أرسلها إليه
سلام ذكي من الحاج هاجا*** هياما أطال بقلبي المعاجا

وقد ينسب نفسه إلى جده كما في خاتمة نظمه لنخبة الفكر, إذ يقول
وإنني محمد بن أحمد*** الحسني الأدرعي المحتد
وكما في مقدمة نظمه للمنفردات والوحدان, إذ يقول
قال محمد سليل أحمد***الحسني الأدرعي المحتد


ب: ميلاده:
قال رحمه الله ولدت عام [1359هـ] وذلك في شهر رمضان المعظم انظر:الأنس المصفى ص5
وذلك حوالي مدينة "غاو" آزواد شمال مالي
.


نسبه :
هو :محمد بن محمد أحمد بن أحمد ( باختلاس حركة الضم, دون تشديد, ـ كما في صحراء مالي ـ بعكس ما عند الشناقطة الذين يشددون, ويعجمون الدال أحياناً.بن مَحمد بن مَحمد الملقب "بلى" بن مَحمد الملقب (إدا) بن مَحمد الإمام .
قال - رحمه الله –ويعرف جدي المذكور بلقب " الإمام "؛ لأنه كان إماماً لمسجد حيه, ومن انضم إليه بانتخاب من أهل الحل والعقد، ولذلك قصة مشهورة لا نطيل بذكرها؛ اكتفاء بشهرتها وهو أي: محمد الإمام المذكور, والأسماء الثلاثة معه, كلهم بفتح ميم محمد, كما هو شائع في سكان الصحراء الكبرى ،وينتهي نسبه إلى الشريف محمد بن عبيد الله الأدرع بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه ورضي الله عنه .
وانتساب بيت المترجم إلى محمد بن عبيد الله الأدرع ـ أمير الكوفة في خلافة المأمون العباسي ـ أمر مشهور محفوظ، وما زالوا يحوزونه, ويكتبونه بأقلامهم،
قال الشيخ العلامة المفسر إسماعيل بن محمد الصالح الحسني الجلالي ت 1364 في شهرة شرف أهل هذا البيت « وأما في هذا العصر، فلا أحصي من سمعت منه ذلك إلا بالجهد ... ». انظر: الدرر الثمان في شرافة الغر الثمان خ ص (9)).
وقال أيضاً في حيازتهم لشرفهم: «...مع حيازة ذلك مثل أو أكبر من حيازة الأملاك... » الدرر الثمان ص 9 كما أن انتساب الأدرع إلى الحسن المكبر أمر مشهور أيضاً, يعرف ذلك من رجع إلى أي كتاب من كتب الأنساب -أعني أنساب الأشراف خاصة .

ـ مكانة أسرته العلمية:
نشأ - رحمه الله - في بيت علم من كلا طرفيه جداً فجداً، فلا يعرف فيهم إلا عالم معلم - من أبيه الأدنى إلى الأب العاشر - وعراقة أهل بيته وقبيلته علمياً أشهر في الصحراء منطقة آزواد من أن تذكر, حيث يمتد إشعاعها العلمي من القرن التاسع ولما ينقطع فيهم العلم – بحمدالله- .
وكما كان عموده هكذا، فكذلك عمود سلاسل بني عمه، فكل تلك الأعمدة مسلسلة بالعلماء والحفاظ للقرآن المهرة, والخطاطين الذين يضرب المثل بحسن خطهم.
قال شيخنا العلامة المؤرخ العتيق بن الشيخ سعدالدين الحسني الجلالي متحدثاً عن مكانتهم العلمية: «..فلم يزل العلم والفضل والمكارم فيهم، ذلك ما بلغنا عمن قبلنا، وشاهدناه فيمن عاصرناهم، ولم تخل جماعة منهم من علماء أجلاء، وأولياء كبار، ومهرة في حفظ القرآن وتحفيظه وتفسيره، من القرن التاسع الهجري إلى الآن، ومكاتبهم مملوءة بمخطوطات لأسلافهم، وكانوا من أجود الناس خطا، ومن أكثرهم نقلا للعلوم في سائر الفنون، يقتنون بعض مخطوطاتهم، وينفقون بعضها على من شاء الله من قرابتهم ومن المتعلمين من غير قرابتهم انظر: الجوهر الثمين ص(417).


وقال الشيخ العلامة المحمود بن الشيخ حماد الحسني التبورقي متحدثاً عن سبط المترجم منهم: « ...ولسبط ربيعة خصوصية أخرى, وهي: أن الله يسر لهم من حفظ القرآن، ومن كثرة قراءته, وإقرائه ما كل عنه كثير من الناس، فلما اشتهروا بالمهارة فيه، ازدادت أقدارهم عظماً, وفخامة عند الناس, حتى ضربوا بهم الأمثال، وأرجو لهم من ثناء الملإ الأعلى ما هو أعلى من ثناء أهل الأرض كلهم ... ». التبر التالد ج/2 ص (331).


وقال هو نفسه - رحمه الله - في كلام له عن مكانتهم العلمية: «....على أنه من المحقق أنه لم ينقطع فيهم العلم من القرن التاسع, إلى يومنا هذا، وذلك في العام المتمم عشرين وأربعمائة بعد الألف, والحمد لله... ».الأسرة الثمانيون الأدرعيون ص(2)


وقال الشيخ عبد الكريم بن أحمد الكرماني الحسني الجلالي في شرحه لمنظومته: ( الدرر) نظم النخبة, للمترجم: « فما زال أجداد الناظم يعدون من أهل العلم», انظر توضيح الغرر على جباه الدرر (246).


أثر بيئتة العلمية على نشأته: لا بدع إن تركت البيئة المتقدمة أثرها الواضح على نشأته، حيث إنه دارت نشأته بين أعمامه وهم - كما تعرفت على قليل منه من حيث أصالتهم العلمية - وبين أخواله وغيرهم من قرابته في التجمع الثلاثي - وكل علماء -
وهؤلاء مجموعهم - مع أبناء عمومتهم وبقية إخوانهم ممن سكنت أسلافه مدينة السوق الأثرية ـ قديما– هم :" تنبكت "الثانية في الصحراء، ومن انتهى إليهم يبحث عن شيء من أمور الدين إرشاداً, وتعلماً, فقد وصل، فكانت نشأة موفقة بالفعل؛ إذ بينهم عاش بواكر عمره، متنقلاً بين مجالسهم المباركة، يكرع من كؤوسها، ويستنبئ خزائنهم التليدة عن مخدراتها، وهكذا حتى بلغ أشده العلمي, وورث أشياخه في علمهم بعد ما شهدوا له بالسبق والتفوق، وفي شبيبته العلمية دار بين محاضر قومه أهل تجللت، وأهل تبورق وأهل تكرتن ـ وهم من أشرنا إلى سعة علومهم حتى أخذ عنهم العلوم التي تتلقى في بلده، وشهدوا له بالتضلع والمهارة .
ولا نستطيع أن نجزم بأنه تأثر بإحدى محاضر قومه ( كل تجللت وكل تبورق وكل تكرتن) أكثر من الأخرى، فقد تداخلت فيها عوامل التأثير والتأثر تداخلاً امتزاجياً, لا يسمح بأي حال بادعاء انفراد إحداهما بدور أقوى تأثيراً في مجموع طلابها, إلا النادر القليل، وسيأتيك مسرد شيوخه موضحاً ذلك أكثر.


تضلعه في العلوم:

أ: في علم النحو

قد ألقيت الضوء في إلمامة يسيرة على مطلع نشأته، وأنها كانت في بيئة علمية موروثة، وتحدثت فيها عن المرحلة التي درس فيها القرآن، والتي تردد فيها بين الأعمام والأخوال فماذا بعد . ؟

يقول رحمه الله – بعد ذكره لدراسته القرآن وشيء من العقيدة -

[.... اشتغلت بعلم النحو الذي هو القنطرة في بلادنا، فمن تمهر فيه، فقد جاوز القنطرة وانفتحت له الطريقة إلى العلوم فيتعلمها بسهولة ، ...فأول ما تعلمت فيه :

ـ المقدمة الآجرومية على عادة أسلافنا من إعراب المثل والآيات القرآنية والشواهد وتفهيم الطالب جميع مبادئ النحو في إبان تعلمه ثم .

ـ نظم شيخنا وشيخ شيوخنا سعد الدين ين عمار الحسني [الجلالي ] لكتاب قطر الندى لابن هشام سماه غيث الجدى

ـ ألفية ابن مالك إلى أن أتممتها مع شرحها للسيوطي. ثم بعد ذلك قرأت

أبواباً من الكافية لا تكون دون الربع الأول

ـ التصريح للأزهري

ثم أخذت في مطالعة المطولات من كتب النحو مع جماعة من أقراني مثل:

ـ حاشية الصبان على منهج السالك للأشموني

ـ حاشية الخضري على ابن عقيل

ـ ومغني اللبيب لابن هشام

كل ما أخذت بالدرس مما ذكر أخذته عن جماعة من العلماء من قرابتي القربى وما سوى ذلك أخذته بالمطالعة مع أقراني، ومن هذا القسم: همع الهوامع شرح جمع الجوامع للسيوطي.

وبعد ما ذكرت شرعت في حفظ بعض المنظومات المتداولة عند أسلافنا كـ

ومنظومة الشوارد، لشيخنا وشيخ شيوخنا مهدي بن الصالح الحسني[ الجلالي ] وفوائد الصبان، للشيخ يعمربن عبدالرحمن التنغاكلي

وفي خلال ذلك أحضر دروساً يلقيها شيخنا حمدا بن محمد الحسني [الجلالي] على بعض أصحابي وأقراني، بعضها في شروح الألفية، وبعضها في نظمه لقواعد الإعراب المسمى مواعد الإطراب في نظم قواعد الإعراب، واستفدت كثيراً منها -ولله الحمد - الأنس المصفى ص(11-12)

قلت: هذه هي رحلته الأولى في دراسته، وأول محطاتها:علم النحو،ولا شك أنها انتهت إلى النجاح،





في الأدب:
قال رحمه الله:

(ولما أوجست من نفسي خلال دراستي لعلم النحو أني حصلت منه على نصيب يؤهلني؛ لتوسيع الدائرة في طلب علم اللغة العربية، والتمهر في فن الأدب، والأخذ بآداب النظم والنثر، تاقت نفسي إلى صرف الهمة لدراسة علم اللغة وفن الأدب، فأخذت في تلك الفترة أقرأ

ـ مقامات الحريري

ـ ديوان امرئ القيس وهما اللذان أخذتهما عن أشياخي بالتدريس.

وأما ماسواهما كبقية الشعراء الستة وشروح المقامات المختصرة والمطولة، فقد بذلت جهدي في مطالعتها وممارستها، مستعينا على وحشيها وغريب مفرداتها بالشروح، وكل حين تتزايد رغبتي في علم العربية وفن الأدب وملحه، ودواوين الشعراء الجاهليين والمحدثين، ورسائل البلغاء، ولا أرى ولا أسمع في تلك الفترة إلا ما له صلة بملح الأدب وفكاهته ونوادر الشعر ومستعذباته ،فاشتغلت في تلك المدة بمطالعة شرح الشريشي لمقامات الحريري ومجمع الأمثال للميداني(ونظمت أيام العرب التي كانت في آخره)
ومن الدواوين الشعرية:
ـ ديوان أبي الطيب المتنبئ
ـ وديوان الموسوي
ـ وديوان الحماسة لأبي تمام وغيرها
ــ كمقصورة ابن دريد
ـ وديوان حسان بن ثابت الأنصاري،
ـ ـولامية العجم للطغرائي وشرحها الغيث المسجم
ولامية العرب وكثير غيرها.
ثم ترقت الرغبة إلى كتب العربية المطولة وغيرها، فأخذت في مطالعة كتب الأدب قبل الانغماس فيها والخوض في تيارها.
ومما اخترت حنيئذ من كتب الأدب: ما اختاره الأدباء كالأربعة المذكورة في قائمة أهم كتب الأدب وهي: الكامل للمبرد والبيان والتبيين للجاحظ وأدب الكاتب لابن قتيبة. وكتاب الأغاني للأصفهاني وهذه الأربعة جعلتها برهة من الدهر في أيام نعومة أظفاري سميري وأنيسي، وقلما تجدني إلا وواحد منها جليسي الأنس المصفى ص12


معاجم اللغة :

يقول- رحمه الله-

فمن مختصرات كتب العربية التي لازمتها في تلك الفترة::

ـ مختار الصحاح للرازي

ـ المصباح المنير للفيومي

ـ وأساس البلاغة للزمخشري .

ومن المطولات:

ـ القاموس المحيط،للفيروزابادي

ـ شرحه تاج العروس للمرتضى الزبيدي وغيرها

ـ لسان العرب لابن منظور فقد استفدت منه .لكني لم ألازمه كما لازمت تاج العروس، فإن من منن الله علي أن ذلك الكتاب على طوله المفرط، وكبر حجمه وتوسعه في العلوم والآداب والمعارف، قد طالعته مرتين من الهمزة إلى الياء . ] انظر: الأنس المصفى ص (12)


قلت : أتذكر أنه في الأيام التي يعكف على مطالعة التاج ليست له نسخة خاصة، وكان كلما انتهى من العكوف على مجلد، بعثني إلى مكتبة خاله الشيخ العلامة المنير(أنار) بن الشيخ حماد الحسني التبورقي- وكانت كغيرها من مكاتب قريته - وادي الشرف - المخطوطة والمطبوعة مفتوحة له بلا قيد؛ لما عرف عنه من الانهماك في البحث والطلب ولتقديم الناس له- فآتيه بمجلد وهكذا ،ويوما من الأيام – وأنا صغير - ولعلي – إذ ذاك- أدرس ملحة الإعراب للحريري ،كان يقرأ في التاج، فدعاني فقرأ علي بيتين فيه ملغزا بهما ومكتنها أين وصل فهمي للعربية فحفظتها وهي:

أراك تروم إدراك المعالي*** و تزعم أن عندك منه فهما
فما شيء له طعم وريح*** فذاك الشيء في شعري مسمى
يعني "أراكا " أي الشجر المعروف
ولا يتعجب من صبره على مطالعته مرتين إلا من لم ير فناءه فيها وانكبابه عليها، فما وصفه هنا ليس في تاج العروس وحده فهو سيرته مع الكتب .

البلاغة :
يقول -رحمه الله - [ فما قضيت منها نهمتي، صرفت همتي إلى علم البلاغة من فن المعاني وتوابعه من علم البيان والبديع، فقرأت من ذلك الفن:

تلخيص المفتاح للقزويني مع شرحه للتفتازاني..وحفظت أيضاً من علم المعاني نظم شيخنا محمود بن محمد الصالح الإدريسي [الجلالي] المسمى محرض الحريص ولم أزل أشتغل بمطالعة كتب البلاغة وكتب اللغة مختصراتها ومطولاتها . ] الأنس المصفى ص (12)




المنطق:
قال - رحمه الله - بعد الكلام على دراسته للبلاغة [ وفي تلك الآونة اشتغلت معها بمنظومة الأخضري في المنطق التي تسمى بالسلم المرونق مع شرحها عون رب العالمين للبرتيلي انظر: الأنس المصفى ص (12) والظاهر أنه أتقن المنطق كغيره من الفنون لما هو معلوم عند عارفيه من العلماء وطلبة العلم من قوة مناظرته
(يتبع...)



 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]


آخر تعديل الشريف الأدرعي يوم 06-09-2014 في 08:25 AM.
رد مع اقتباس